إبحث عن موضوع

سحر سفلي

القصة كاملة
سحر سفلي

فات شهر على جوازي، والعسل خلص ورجعت ايام الشقى من تاني، ونزلت شغلي بعد اجازة الجواز وفي يوم رجعت بدري شوية من شغلي للبيت وهنا اتفاجئت بضيفة عندنا في البيت، ووجودها ازعجني، لاني لقيتها في اوضة النوم!! ، وبرغم اني محرج على مراتي ان مفيش حد يدخل اوضتنا نهائي الا انها كسرت كلامي، لكني اتعاملت مع الموقف، وعديت الموضوع منعا للاحراج، وبعد ما مشيت وجهت اللوم والعتاب لمراتي اللي قالتلي: 

كان غصب عني، هي مش صاحبتي اوي، ومحضرتش الفرح، اتفاجئت بيها انها بتخبط على الباب، جت ازاي معرفش، فاتكسفت وضايفتها، ودخلت اعملها حاجة تشربها رجعت لقيتها في اوضة النوم واتكسفت اكتر احرجها وانت جيت وشوفت، انا آسفة، بس مقدرتش احرجها.. 

حسيت بالذنب لتعنيفي ليها وحاولت الطف الامور ، وبدأت افهما براحة ان ده مينفعش، وانها بطريقة شيك ممكن تمنع اي حد يدخل اوضة النوم، او ممكن تقفلها بالمفتاح لمنع اللي معندهمش ذوق زي الاستاذة التقيلة اللي جت دي.. 

وهي فهمت، وقالتلي انا هعمل الاكل، غير هدومك انت، ولو هتنام شوية نام، وفعلا راحت المطبخ وانا غيرت هدومي وقولت اريح ساعة، ويادوب عنيا غفلت وصحيت على صوت نهى مراتي بتنادي عليا، فتحت عيني اللي جت على التسريحة بما انها اول حاجة قدامي، وفجأة قومت اتفصت من الخضة، كان المشهد غريب ومرعب، دام للحظات واختفى!!!.. 

قومت بسرعة على بره، ولقيت نهى بتشيل الاكل من على السفرة!!! ، بصيت لها بإستغراب وانا بقولها: هو انتي كلتي ومصحتنيش؟!.. 

فردت عليا في ذهول: مصحتكش ازاي يعني؟! امال مين اللي كان بياكل معايا وقام يغسل ايده؟!!.. 

فضلنا واقفين قدام بعض متسغربين، ومش عارفين نلاقي كلام نقوله، وحسيت ان نهى جسمها في حالة غير مستقرة من الخوف، وفجأة الاطباق وقعت من ايدها واغمى عليها!!!!... 

شيلتها بسرعة ودخلتها الاوضة وبدأت افوقها، ولما فاقت، قولتلها متخافيش، مفيش حاجة، انا كنت بهزر معاكي وبخضك بس، هزار تقيل انا اسف،، متزعليش مني، كنت حاسس بعدم اقتناعها، حضنتني وعيطت وانا بحاول اعتذر عشان اطمنها، وانا اصلا مكنتش مطمن نهائي!!!.. 

وبعدها قولتلها، قومي خدي دش، وتعالى ننزل نتمشى، اهو نغير جو وخلاص، وقامت وهي متوترة، بس على الاقل كانت الى حد ما بدأت تطمن، ودخلت الحمام، وانا بدأت احضر هدومي واكويها، فجأة سمعتها بتصرخ!!!..

جريت على الحمام، فضلت اخبط على الباب، وهي مش طالعلها صوت، فكسرت الباب ودخلت، لقيتها في البانيو، وكان مليان ماية وهي تحت الماية!!!...

شيلتها بسرعة وغطتها وطلبت الاسعاف، اللي جت بعد المكالمة بنص ساعة ونقلتها المستشفى، وكلمت اختي واختها يحصلونا على المستشفى، كانت فاقدة الوعي تمام، ثابتة مبتتحركش، خوفت، وكنت حاسس اني هفقدها..

ولما وصلنا المستشفى، اخدوها وبدأوا في عمل اللازم، وحطوها على جهاز تنفس، والدكتور طمني انها كويسة، وعدت على خير، في الوقت ده كانت سماح اختها وآيات اختي وصلوا المستشفى، وبدأت احكلهم كل اللي حصل، فلقيت سماح بتقول:

البنت دي اكيد هي نوران، بوصفك ده ليها، وكل الحاجات اللي بتحصل اكيد هي نوران، من زمان وهي بتكره نهى، اكيد حطتلكوا حاجة في الاوضة، لازم نروح وندور كويس في الاوضة، بس نطمن على نهى،وترجع معانا...

الممرضة قالت في الوقت ده، ان نهى في حال افضل، وممكن بعد ساعات تخرج....

نزلت اجيب لها شوية عصاير وحاجة تاكلها، وانا راجع كان الاسانسير عطلان، فطلعت على السلم الخلفي، وطلعت لحد ما وصلت للممر المؤدي لاوضة نهى، كان فيه سكون رهيب، وفجأة النور بدأ يرعش، ينور وينطفي، وفجأة ظهرت قدامي واحدة، مشيت في الممر المقابل واختفت، ولقيت نفسي بجري عسان احصلها، ولما وصلت لنهلية الممر ملقتهاش، والنور رجع زي ما كان!!!..

وصلت للاوضة وكان سماح وآيات مع نهى، والحمدلله فاقت وفي حال افضل، وبعد ساعتين اخدناها وروحنا، وسماح قالت انها تروح بيت والدتها افضل....

وبعد ما وصلنا، وطلعنا دخلت نهى تنام وترتاح، واخدت سماح وآيات وروحنا على البيت عشان ندور في اوضة النوم، يمكن نلاقي حاجة تساعدنا..

بدأنا ندور في كل مكان، الدولاب وادراج التسريحة والكومدينو، وحتى شيلت مراتي السرير ودورت تحتها، وفجأة آيات اختي قالت:

هو ايه ده؟! 

كان معاها كيس بلاستيك صغير، لقيته جوه بطانية جديدة في الدولاب، كان كيس نفتالين، وده شئ يشبه الملبس بتاع السبوع بيحفظ الملابس والبطاطين والجزم من العته وبيمنع الروايح السيئة في التخزين..

فقالتلي:

انا عارفه النفتالين كويس، بس ده مش نفتالين، ده ريحته وحشة جدا، وكمان عامل زي العظم!

عظم؟! عظم ازاي يعني؟! كنت برد وانا مش مستوعب كلامها..

فقالت سماح:

البطانية دي احنا مشترنهاش، مش بتاعتنا اصلا، اكيد دي هدية نوران، هدية نوران اللي خبت فيها الخبث بتاعها وحقدها وقرفها، انا اعرف شيخ كويس هكلمه يقولنا لو كان عمل ولا حاجة..

سماح اتصلت بالشيخ وخرجت من الاوضة وهي بتكلمه، فطلبت من آيات تعملي شاي، وراحت على المطبخ، وفجأة لقيتها بتصرخ، جريت عليها انا وسماح ولقيت منظر عجيب،ومخيف!!!..

كان فيه غراب مقطوع الراس لقيته آيات جوه المطبخ لما فتحت عشان تجيب بطرمان السكر!!!..
كان عليه دم متجلط، وذباب ودود!!!، كإن بقاله اكتر من يوم ميت، او مقتول بمعنى ادق...

كلنا وقفنا قدام المنظر، بنبص لبعض ومعندنا اي كلمة تفسر المشهد، مجرد سكوت وسكون....

فتحت احد الادراج وجبت كيس اسود مخصص للنفايات، ومسكت جثة الغراب وحطتها فيه وقفلته كويس، وبدأت انضف مكانه، وبعدها سماح قالتلي ان الشيخ هيجي بعد ساعات، كل اللي بيحصل ده خارج حدود العقل....

اخدت الكيس ونزلت رميته، ورجعت، فلقيتهم ثاعدين في الريسبشن وعلى ملامحهم آثار صدمة وخوف، وقبل ما أسأل عن السبب قاموا ووجهوني لاوضة النوم، واول ما دخلت لقيت نفس الغراب، مفصول الرأس على السرير!!!، بس المرة دي كإنه لسه مدبوح او مقتول حالا، الدم سايل ومغرق السرير كله!!، وذباب كتير جدا مالي الاوضة!!!..

تليفون سماح رن وكان الشيخ، وقالها انه تحت العمارة وطالع، وبعد دقايق جرس الباب رن، استقبلته وقولتله اتفضل، لكنه فاجئني برد فعله، وقف على عتبة الباب وفضل ساكت لثواني، وبص لي بشفقه وهو بيقول:

ربنا يعينك، الموضوع كبير..

ودخل وهو بيتمتم بأشياء مش مفسره، ووجهته لاوضة النوم عشان يشوف الغراب اللي راسه مقطوعه، بس باب الاوضة ساعاتها اتقفل، او لقيته مقفول، حاولنا نفتحه بكل الطرق، حتى حاولنا نكسر ومكنش فيه فايدة!!!..

فقال الشيخ: سيبوه دلوقتي، تعالوا اقعدوا، وبعد ما قعدنا قال احكيلي بالتفصيل، فحكيت له كل الحكاية، سكت لثواني وقال:

البنت دي سابت سحر في الاوضة بتاعتكوا، لكنه سحر كبير، معمول من حد قوي، واللي موجود هنا في الشقة بيوصف قوة السحر، هنحتاج وقت، وهنحتاج ان المدام تكون معانا...

فقولتله، طيب ما نروح لنوران ونواجهها، وساعتها تقدر تعترف بسهولة..

ضحك بسخرية وقالي: مفيش دليل عليها، وكمان هتروح تقول لواحد انت حرامي هيقولك اه انا حرامي؟!! طبيعي هتنكر ومش بعيد تتهمك بالتعدي عليها....

تليفوني رن وكانت حماتي، كانت بتصرخ وبتقولي الحقني...

قفلت الشقة ونزلنا كلنا نجري، خدتهم بالعربية وروحنا لبيت اهل مراتي، ولقيتها في حالة رهيبة، عنيها مبرقة وباصة للسقف،وبتكلم حد!!. 

حد مجهول ومش موجود، فبدأ الشيخ يقرأ آيات من القرآن، كنت متوقع هتتشنج وتكسر الدنيا، لكن هي لفت رقبتها وبصت له بغضب، وكإنها بتهدده بالموت!!!!..

وشها ملامحه بدأت تتغير، بقى لونه ازرق، وعروق رقبتها بارزة، كإنها جن!!!، وشهقت زي اللي بيطلعوا في الروح، وفقدت الوعي!!!...

قربنا منها، وبدأ الشيخ يقرأ اكتر واكتر، وهي في حالة ثبات غريبة، وبعد حوالي ٥ دقايق الشيخ قال:

سبوها ترتاح، وتعالوا نطلع بره..

ولما خرجنا من الاوضة قال:

فين الكيس اللي لقتوه؟؟

من حسن الحظ ان آيات احتفظت بيه، وماسبتهوش في الشقة، ولما ادتهوله قال وهو مخضوض:

مش عارف ازاي الناس ممكن تكفر لمجرد انها تتبع نفسها، وتستعين بالجن عشان تءذى اشخاص تانية، يمكن ملقوش منهم الا الخير وبس..

فتح الكيس وخرج اللي جواه، عظام بشرية!!، وشعر، ولمونة فيها دبابيس وساعتها آيات قالت ان اللمونة والشعر مكنوش جوه الكيس اصلا..

فكان رد الشيخ عليها، ان ده وارد،، وارد ان العين تعمى عن محتوى السحر الرئسي وانما هو قرأ حاجات وهو بيفتح الكيس فاظهرت المخفي..

وكمل كلامه وقال:

عشان السحر ده يتفك، لازم يدفن في المقابر،عشان السحر معمول اكتر على العظام دي، فلازم ترجع التراب تاني!!!...

ولمحت خيال بيتحرك في الاوضة اللي نهى نايمة فيها، او كانت هي، وكانت بتناديلي، بتشاورلي بايدها اروح، كنت خايف، وخصوصا ان انا بس اللي واخد بالي، قومت وقولتلهم هبص بس عليها واطمن، ولما دخلت شاورتلي اقفل الباب، وقعدت على السرير وقعدت جمبها، مسكت ايدي وهي بترتعش وقالتلي:

ده مش عظم، ده نفتالين فعلا، السحر بيشتتك، نوران لما جاتلي مكنش معاها حاجة، ومجبتليش اي حاجة، وكل اللي انت بتشوفه ده خدعة، السحر هي حطته في الهدوم اللي انا اخدتها معايا الحمام، اول ما قفلت الباب، ظهرلي شئ مش قادرة احدد، لا هو خيال ولا جسد، شئ مرعب، مخيف، وكانت هي معاه وقالتلي:

انتي هتموتي، وجوزك كمان هيموت، بس قبلها لازم اوريكي كل حاجة، تشوفيها بعينك ومتقدريش تغيريها، وتتحسري على موت جوزك قدامك، وتموتي الف مرة وانتي عايشة، ولقيت نفسي بصرخ، وفقدت الوعي، او كنت في عالم تاني، كنت حاسة بيك وانت بتفوقني، الاسعاف والمستشفى، بس انا كنت مع الشئ اللي ظاهرلي وهي معانا، انت مخدتش بالك لما جبت العصير ورجعت اني كنت لابسة الجلابية اللي انا خدتها معايا الحمام، ولحد دلوقتي لابساها. 

هي اللي لبستهالي، هي كانت في المستشفى، وهما معانا هنا، انا قدرت احكيلك، بس معرفش ايه هيحصل بعد كده،خد الهدوم بسرعة وغيرهالي انت وسماح وبعدها خد الجلابية احرقها وادفنها في المقابر...

وفقدت الوعي، ندهت على الشيخ وفي ثواني كانوا كلهم في الاوضة، وحكيتله كل اللي حصل فقال:

السحر ده ممرش عليا قبل كده!!، اول مرة تعدي عليا حالة زي، احنا دلوقتي بنتعامل مع شئ كلمة غريب متوصفهوش، ده بيشتتنا، وبيرسملنا طريقين عكس بعض، وممكن زي ما وهمنا بالكيس، يكون بيوهمنا انه تقمص زوجتك، وحرق الجلابية ودفنها يكون فيه اذى!!!!..

احنا لازم نعمل اي شئ يخلينا ندخل الأوضة بتاعتكوا، لازم نتصرف، واختك واختها ووالدتها يقعدوا هنا جمبها، العين متغلفش عنها لحظة...

روحنا بسرعة على شقتي، ولما دخلنا لقينا باب اوضة النوم مفتوح!!!، برغم اننا قبل ما ننزل حاولنا بكل الطرق نفتحه ومقدرناش، ولما دخلنا الاوضة، لقينا على السرير الكيس الصغير اللي هو مفروض احنا فرغنا محتواه هناك!!،وجلابية نهى غرقانه دم!!...

كنت بتبادل نظرات الذهول انا والشيخ وتقريبا تفكيرنا اتشل ومبقاش عندنا حاجة نقولها لبعض في الوقت اللي المفروض يبقى عندنا كلام فيه او حل..

ساعتها سمعت صوت رجلين ماشية بره، الصوت كان جاي من الحمام، الغريب ان انا بس اللي سامع والشيخ لا!!، فقولتله تعالى معايا، نتتبع الصوت اللي انا سامعه ده، خرجنا من الاوضة والصوت اختفى...

دخلت المطبخ جبت كيس وحطيت فيه البجامة والكيس الصغير وقولت للشيخ انزل روح بيت حماتي، خليك معاهم، انا المقصود وطول ما انت هنا مش هنلاقي حل، هو هيفضل يشتتنا، رفض في الاول ولكني اصريت فمشي،وفضلت لوحدي في الشقة، واول ما هو خرج من الباب، وسمعت صوت الرجلين تاني في الحمام!!!، ومكنتش عارف اعمل ايه، اهرب ولا استنى، بس الاجابة جت بسرعة، لقيت نهى خارجة من الحمام ودخلت اوضة النوم، ومعاها نوران وانا واقف جوه الاوضة معاهم!!

، ثواني ومهى خرجت من الوضة ودخلت المطبخ، ونوران زي ما هي في اوضة النوم، فتحت الدولاب، واول جلابية قابلتها رشت عليها مايه من ازازة صغيرة خرجتها من شنطتها، وراحت عتبة باب الاوضة ورشت منها، وعند السرير!!!..

وخرجت استأذنت نهى تدخل الحمام، وبعدها خرجت رجعت الاوضة تاني، كان ممكن ترجع تقعد بره، يمكن كانت قاصده تخليني اشوفها في الاوضة، او يمكن مكنتش تعرف اني ممكن ارجع بدري، مش مهم دلوقتي، بس معنى كده ان لازم الشقة نفسها تطهر؟!!،تتحرق؟!!!!!..

لا، متعملش كده يا طه، بيشتتك، ده محصلش، خد الهدوم احرقها، خد الجلابية احرقها وروح ادفنها زي ما قولتلك..

كان صوت نهى، بصيت حواليا لكن مكنش فيه حد نهائي!!، وفجأة باب الأوضة اتقفل!!، وبدأت النار تبقى في كل مكان، حاول بكل قوتي اكسر الباب مقدرش، الدخان كان بيتكثف ونفسي بيضيق والرؤية بتتلاشي، محستش بنفسي ومعرفش ايه حصل، غير لما فوقت ولقيت نفسي على السرير والشيخ جمبي وبيقولي:

حمدالله على سلامتك، الحمدلله اني لحقتك 

فسألته ايه حصل؟ فقالي:

انا نزلت من عندك، وممشتش فضلت تحت العمارة، مكنتش مطمن، وبعد ربع ساعة تليفوني رن ولقيت مراتك بتكلمني وهي بتقولي إلحق طه بسرعة، لو ملحقتهوش هيموت، لازم تحرقوا الجلابية والكيس وتدفنوا الرماد بأقصى سرعة..

طلعت لقيتك واقع فاقد الوعي هنا والغاز مفتوح وريحته نفاذه في الشقة كلها، والحمدلله ربنا نجاك، احكيلي حصل ايه؟!..

حكيت له اللي حصل كله

قالي: عايز مايه وملح 

فقولتله قوم ادخل المطبخ وهات اللي انت عايزو

بعد دقايق رجع ومعاه حلة فيها ماية فاترة وملح وبدأ يرش الملح حوالين السرير وهو بيقرأ بعض الآيات، وفي كل عتبة في الشقة وهو بيقرأ نفس الآيات، ورجع اخد الماية وبدأ يرشها، ومع اول مرة كإنه بيرشها على نار، كل ما يرش المايه على الملح ويقرأ الآيات الارض تتطلع بخار وكإنه بيرشها على نار قايدة!!!!...

وبعد ما خلص خالص خدنا الجلابية والكيس الصغير ونزلنا روحنا على المقابر، وقفنا ونزلنا وقالي:

المقابر دي أأمن مقابر ممكن ندفن فيها الحاجة، هنا مقابر العيلة بتاعتي، وخرج مفتاح من جيب وفتح باب احد الاحواش، اللي كان فيه غرفة صغيرة، دخل الشيخ فيها ونور لمبة صغيرة..

وخرج فتح العربية جاب منها الجلابية والكيس الصغير وحطهم قدامنا. 

 ورش عليه حواليهم المايه والملح وهو بيقرأ وقالي ولع فيهم بإيدك..

مترددتش لحظة وولعت فيهم، وهبت منهم نار كإنه انفجار لدرجة اننا من هول النار وشدتها رجعنا للخلف انا وهو وغمينا عنينا!!!..

وفي ثواني النار انطفت لوحدها واللي اتبقى الرماد، لميته وحطيته في الكيس الكبير، وحفرنا حفرة صغيرة في التراب ودفنا الكيس فيها..

ورجعنا على بيت حماتي، وهنا كانت مفاجأة وصدمة، لقيت واحدة واقفة على باب البيت، الواحدة دي كانت نوران، وعلى ملامحها غضب ربنا، كانت في هيئة مخيفة جدا!! 

ومن غير مقدمات اول ما شافتنا فضلت تصرخ وولعت في نفسها وجريت وهي بتصرخ واحنا واقفين في حالة لا وعي!!! لحد ما اختفت عن عنينا...

طلعنا البيت ولقينا الوضع في حال افضل، ونهى فايقة لكنها في حالة مش متزنه وكإنها مريضة، اول ما شافتني كإن ردت فيها الروح، حضنتها فقالتلي:

الحمدلله انك بخير، كنت خايفة عليك انك تتأذي بسببي، حاولت اكونلك دليل، حاولت اخسر نفسي بس مخسركش، واغمى عليها، خدتها بسرعة وشلتها وروحت بيها المستشفى للمرة التانية، وفضلنا هناك الليل كله لحد تاني يوم الصبح وهي على جهاز تنفس ومتعلقلها محاليل، كلنا كنا معاها حتى الشيخ رفض يسيبنا، والصبح كانت فاقت وبقت في حال افضل،وفي الوقت ده سماح كانت بتجيب اكل وحاجات من الشارع ولما طلعت قالتلنا شوفتوا الخبر ده، كان خبر منتشر في شوية صفحات معروفة على الفيس بوك، انتحار فتاة بسبب خلافات اسرية حرقاً...

والبنت دي كانت نوران.. 

تمت..

سحر سفلي

فهد_حسن


ليست هناك تعليقات