إبحث عن موضوع

زوجي قتل زوجي

قصة النهاردة مستوحاه من أحداث حقيقية، اسمها زوجي قتل زوجي.
-ازيك يا محمد بيه عامل ايه؟
ده كان صوت صاحبي المُقدم رفعت، اللي معايا في القسم، رديت وقولتله..
-الحمدلله يا رفعت انت ايه أخبارك؟
رد عليا...
-اهو الحمد لله، عملت ايه مع المُتهمة اللي قتلت جوزها وبنتها.
قولتله...
-دي موجودة في المستشفى، والدكتور بيقولي(دي بيجيلها حالة انهيار عصبي، تفضل تصرخ وتعيط وتقول..
-جوزي قتل جوزي وبنتي.
وعمالة تكرر الجملة دي)
وانا قولتله (لما تهدى، كلمني وانا هجيلك فورََا).
رفعت قالي...
-وانت استنتاجك ايه يا محمد؟
قولتله...
-انا حطيت كذا احتمال.
اول احتمال ان الست دي ممكن تكون بتتعاطى مواد مخدرة من ورا جوزها، وممكن تكون خدت جرعة زيادة ولا حاجة.
قالي...
-بس ايه اللي يخليها تتعاطى مواد مخدرة
قولتله..
-وده ياخدنا لتاني احتمال، وجود عاشق، اللي عرفته من أهل المنطقة، ان الست دي اتجوزت غصب، فا ممكن يكون فيه عاشق، وهو اللي قتل جوزها وبنتها، ولبسلها التهمة، وهي من الصدمة مش عارفة تتكلم.
والاحتمال التالت ان دي تكون تمثيلية هي عاملها، الانهيار العصبي ده، وانها مش عارفة تتكلم، وتكون هي المجرمة في الآخر وهي اللي قاتلاهم، متنساش ان حوار القتل ده داير في البلد اليومين دول، وكل ست بتحاول تقتل جوزها، خلي بالك بقا على من مراتك.
قعدنا نضحك انا وهو، وفي الوقت ده رن تلفوني، كان اللي بيتصل دكتور المستشفى رديت عليه قولتله... 
-خير يا دكتور في أي أخبار؟ 
قالي... 
-أيوة يا باشا، المريضة فاقت من يومين، ودلوقتي هي كويسة جدََا، لو حضرتك عايز تحقق معاها. 
قولتله... 
-خلاص تمام، ان شاء الله انا جايلك دلوقتي. 
قفلت معاه وقولت لرفعت.. 
-اهي الست فاقت، انا هروحلها دلوقتي.
سيبته ومشيت روحت المستشفى وقابلت الدكتور وقالي... 
-ياباشا دي عمالة تخرف وتقول(جوزي رجع وقتلهم، أمي هي السبب) وحاجات من ده كتير، لحد ما هديت من يومين، وبدأت تاكل، أه مش بتاكل كتير، بس بتاكل كام لقمة يصلبوا طولها زي ما بنقول. 
استأذنته وروحتلها الأوضة. 
كانت قاعدة على السرير، باصة في السقف، ومكنتش كل ده ملاحظة اني واقف قدامها، لحد ما اتنهدت وقولتلها... 
-السلام عليكم يا مدام، البقاء لله في زوج وبنت حضرتك، انا الرائد محمد من مباحث القاهرة، تسمحيلي أقعد اتكلم معاكي شوية؟
نزلت راسها ووشها كان أبيض، مش أبيض كبشرة لا أبيض شاحب، كأني بتكلم مع ميتة، عنيها كانت حمرا جدََا، توقعت ده من كتر العياط عليهم، ردت عليا بابتسامة باهتة وقالت.. 
-عليكم السلام، ونعم بالله يا سيادة الرائد، تعالى اتفضل. 
شديت كرسي وقعدت جمبها وقلت... 
-أنا مش هضغط عليكي، عايزة تحكي براحتك، مش عايزة تحكي او شايفة انك تعبانة، انا ممكن أجيلك وقت تاني تكوني مرتاحة فيه. 
ابتسمت وقالت.. 
-لا يا حضرة الظابط، انا هحكيلك كل حاجة، عشان هو هييجي النهاردة بليل، عشان ياخدني معاه. 
قولتلها وانا مستغرب.. 
-مين ده وهياخدك فين؟ 
قالتلي... 
-جوزي.. اللي أمي منها لله جوزتهولي. 
قولت في سري... 
-اااه بدأت تعمل دور العبيطة، عشان تخفف الحكم على نفسها. 
قولتلها... 
-طب احكي يا مدام.
قالتلي... 
-الموضوع بدأ لما كنت طفلة صغيرة، أمي كانت بتحبني جدََا، هي خلفتني بعد مكانش فيه أمل انها تخلف، كنت البنت الوحيدة في حياتهم، وأمي كانت من النوع اللي بيخاف عليا من الهوا، لحد ما قالتلي في مرة... 
-انتي لازم أخلي معاكي حد، عشان يخلي باله منك. 
قولتلها وانا مش فاهمة حاجة... 
-حد زي مين يعني يا ماما؟ 
قالتلي... 
-مش مهم، المهم انا هعمل كل حاجة أقدر عليها، عشان أخليكي في أمان. 
بعد كدا أمي جت وقالتلي.. 
-يلا البسي، عشان هنروح زيارة. 
قولتلها... 
-رايحين لمين يا ماما؟ 
قالتلي... 
-لما نروح هتعرفي كل حاجة. 
لبست وروحت مع أمي، منطقة كانت بيتوها متكسرة، دخلنا بيت ريحته كانت وحشة أوي، لحد ما قابلنا واحد، كان شكله يخّوف أوي، وشه كان أسود، ودقنه طويلة، ولابس جلابية سودا، أول ما قربت منه شميت ريحة وحشة أوي، طالعة منه. 
ماما اتكلمت وقالت... 
-هي دي يا سيدنا. 
الراجل ده اداني كوباية فيها ماية لونها اسود، وقالي... 
-اشربي الماية دي، عشان البركة تحل عليكي. 
ماما خدت الكوباية من ايده، بعد ما حست اني خايفة وقالتلي... 
-متخافيش يا حبيبتي... اشربي. 
شربت كانت طعمها وحش أوي، الراجل الغريب ده حط ايده على الكوباية، وبدأ يخليني أشربها كلها بالغصب. 
شربت الماية، وكأني شربت سكاكين، بطني كانت بتقطع، وانا عمالة أعيط وأصرخ، أمي قالت للشيخ ده... 
-هو في ايه؟ ايه اللي بيحصلها ده يا شيخنا؟ 
قالها... 
-ده لازم عشان يعرف ينفذلك مُرادك. 
من كتر الوجع والألم، غيبت عن الوعي. 
صحيت لاقيتني في البيت، وماما كانت نايمة جمبي. 
الوجع اللي كان في بطني خف جدََا، قومت وروحت المطبخ عشان أجيب لنفسي كوباية ماية.
وانا ماشية حاسة اني دايخة، وعمالة أروح يمين وشمال، لحد ما وصلت للمطبخ، وانا بملى الكوباية، دايمََا حاسة ان فيه حد ورايا، في حد بيراقبني. 
وانا بشرب طعم الماية اتغير، بصيت للكوباية لاقيتها. بقت مليانة دم! 
صرخت ورميت الكوباية على الأرض واتكسرت. 
وفجأة لاقيت ايد محطوطة على كتفي، كانت ايد سودة فيها مخالب كتير، بصيت ورا لصاحب الايد، صرخت كان شكله مرعب اوي، عيونه صفرا، ووشه أسود. 
جريت على أوضتي، فضلت أهز في ماما عشان تصحى، ولكن أمي زي الميتة، مش بتصحى مهما هزيت فيها. 
سمعت صوت خطوات جاي من برا، غطيت نفسي بالبطانية، صوت الخطوات بيقرب، وانا بترعش تحت البطانية، عمالة أدمع بس مش عايزة أطلع صوت، حسيت بصوت أنفاس حد جمبي، كل ده وانا بدعي ربنا انه ميشوفنيش. 
صوت الأنفاس والخطوات اختفى مرة واحدة، شيلت الغطا بالراحة، ملقتش حد في الأوضة، دورت بعيني يمين وشمال الحمدلله اختفى. 
فردت ضهري على السرير وفضلت باصة للسقف، فجأة ومرة واحدة حاجة سودة اخترقت السقف ونزلت قدام وشي!!! 
كان هو الكائن ده، مبقتش عارفة أصرخ، ولا أحرك أي جزء من جسمي، بوقي بعدها لاقيته بيتفتح غصب عني، والكائن ده بدأ يتحول دخان، ودخل جوا بوقي.
بدأت الدنيا تضلم من حواليا، وفقدت الوعي. 
صحيت الصبح مش فاكرة أي حاجة من اللي حصل بليل، والموضوع عدى، إلا من بعض الكوابيس أو التهيؤات البسيطة. 
ركزت في دراستي، لحد ما في مرة كان عندي ٢٠ سنة، صحيت على صريخ أمي، قومت أشوف في ايه، لاقيتها واقفة برا البيت والجيران حواليها، وأول ما شافتني قالت وهي بتصرخ... 
-ابعدوها عني.. دي مش بنتي دي عفريت، ابعدوها عني.. 
الناس بدأت تهديها، وانا كل ما أقرب منها تصرخ، لحد ما بعدت عنها، عشان تهدى، وأعرف ايه اللي حصل؟ 
بعد ساعتين، أمي هديت خالص، جيت جمبها قولتلها... 
-في ايه يا ماما حصل ايه؟ عفريت ايه ولا جن ايه اللي بتقوليه عليا ده. 
بدأت أمي الدموع تنزل منها شلالات وبتبكي بحُرقة أوي، وقالتلي... 
-أنننا السبب يا بنتي... انا السبب، سامحيني يا بنتي، كل ده من خوفي عليكي، انا الغلطانة. 
لحد ما هديتها لأني عارفة ان اللي بيجيله زي صدمة عصبية ممكن يهلفط بأي كلام، قولتلها... 
-مالك يا ماما في ايه؟ 
قالتلي... 
-من ساعة ما ابوكي الله يرحمه مات، وانا بنام لوحدي، ومش بخلي أي حد ينام جمبي، كل شوية يابنتي بحس بصوت خطوات، كأن حد عمال يتمشى في البيت، صحيت دلوقتي من النوم لاقيتك نايمة جمبي على غير عادتك، فضلت أهز فيكي لاقيت جسمك بارد زي التلج، قومت أجيب كوباية ماية من المطبخ، وانا معدية من قدام أوضتك، سمعت صوت كأن فيه حد بيتقلب على السرير بتاعك، فتحت عليكي باب أوضتك، لاقيتك نايمة على سريرك.
قولت شكلك صحيتي وروحتي على اوضتك، دخلت أوضتي، ومكنتش عارفة أتحرك، لأني لاقيتك نايمة على السرير، ووشك ناحيتي ومفتحة عينك على الآخر، وكان لون نن عينك أصفر زي القطط ، وطالع منك ابتسامة متطلعش غير من ابليس!
بصيت على أوضتك، لاقيتك نايمة في سريرك، بصيت على أوضتيذ لاقيتك بتقومي من على السرير، وجاية عليا بنفس الابتسامة.
 محستش بنفسي غير وانا بجري من باب الشقة وعمالة أصوت وأخبط على الجيران. 
ده كل اللي حصل. 
فاكرة الراجل اللي روحناله وانتي صغيرة؟ 
قولتلها.. 
-اه سيدنا ده باين، ولا الشيخ ده اللي شربني ماية وحشة. 
قالتلي وهي بتهز دماغها بالإيجاب... 
-أيوة الراجل ده... الراجل ده يابنتي انا روحتله عشان كنت عايزة أحميكي من أي أذى، قالي ساعتها(انا هخلي معاها جن، هو يتولى حمايتها، بس انتي لازم تجيبيهالي).
وجبتك ليه فعلََا، وطول السنين اللي فاتت، لما كنتي بتخفي بسرعة، او لما يبقى عندك جروح كانت بتلتئم بسرعة، كل ده كان الجن ده بيعملوا. 
قولتلها... 
-طب وايه ده باللي حصلك يا ماما؟ 
قالتلي... 
-ابتسامة البنت اللي اتشكلت ع سريري، أكدتلي ان اللي حصلي ده، بسبب الجن اللي الشيخ حضره عليكي. 
قولتلها... 
-والعمل دلوقتي يا ماما. 
قالتلي... 
-فيه شيخ بجد، بيعالج بالقرآن، انا هروحله الصبح وهجيبه، وان شاء الله يقدر يمشي اللي عليكي.
فضلنا قاعدين للصبح انا وماما ومنمناش، لحد ما قدرنا نتواصل معاه، وقالنا انه هييجي على العشا. 
والشيخ جه فعلََا، واتكلم مع امي، واتكلم معايا، وبدأ يقرأ عليا قرآن، كنت بصدع جدََا وحاسة ان دماغي هتنفجر، وبطني بدأت تألمني بشكل مش طبيعي. 
الشيخ قعد يقرأ عليا ساعة بحالها، لحد ما خلص وقال... 
-اللي عملته والدتك ده كفر بالله، ازاي تروح لمجرد عبد من عباد الله، وتقوله احميلي بنتي، الحامي هو الله يا استاذة، الجن اللي الدجال ده سخره ليكي، اتحول لجن عاشق، وبدأ يبعد الناس عنك، عشان تبقي بتاعته وبس، وانا كدا صرفته، ولكن عايزلك كذا جلسة تحصين كمان، وان شاء الله هتكوني كويسة. 
بعد ما مشي الشيخ، قعدت شوية مع امي، ودخلت انام. 
حلمت بالكائن او الجن ده واقف في وشي، وعلى وشه علامات الغضب كلها اترسمت عليه، قالي بصوت أجش.. 
-مش هسيبك، وهرجعلك تاني،انا جوزك. 
واختفى من قدامي. 
تاني يوم جه الشبخ تاني ورقاني، وحكيتله على الحلم. 
قالي... 
-لا ده مجرد تهديد بس، لكن هو مش هيقدر يعمل حاجة. 
عدت سنين كتير، واتجوزت بالغصب، أمي اللي فرضته عليا بحجة انها حست انها هتموت، وكانت عايزة تطمن عليا، وافقت بيه، واتجوزته، وخلفت منه كمان . 
وفي يوم كنت نايمة جمب وحلمت بنفس الجن ده، وقالي.. 
-مش قولتلك انا جوزك، ومش هسيبك، خلاص كلها شوية وهتكوني ليا،عيد البعث هتكون كل حاجة انتهت. 
صحيت من الحلم ده، وانا بعرق وبنهج، جوزي قام مخضوض وقالي...
-مالك فيكي ايه؟ 
هديته وقولتله.. 
-متخافش ده مجرد كابوس بس. 
يوم ٣١ أكتوبر بليل كنت واقفة قدام المرايا بسرح شعري، وبعدين لفت نظري ان انعكاسي في المرايا، بيبصلي بتركيز شديد أوي. 
سبت المشطة، وبدأ انعكاسي يبتسم ابتسامة خبيثة، من بعدها انعكاسي ده اتحول لدخان، ودخل جوايا من تاني. 
ومحستش بنفسي غير لما قتلت بنتي وجوزي. 
خلصت استاذة منار حكايتها وقولتلها... 
-يعني افهم من كلامك كدا، الجن اللي هو عايز يتجوزك او عايز يكون جوزك، هو اللي قتلهم. 
هزت راسها بالإيجاب، وانا بدأت أقتنع ان الست دي يا مخها فوّت، أو يا بتستهبل. 
استأذنتها ومشيت، وقابلت الدكتور وقولتله... 
-تعملي كل اللي تقدر عليه، عشان تعرفلي الست دي بتتعاطى أي مواد مخدرة، او هل هي بكامل قواها العقلية ولا لا؟ وتخلص التقرير ده وتبعتهولي؟ 
هز راسه بالإيجاب، وانا مشيت ورجعت تاني على المكتب. 
روحت على المكتب قعدت أرتاح شوية، لحد ما جه رفعت، وحكيتله اللي حصل. 
قالي... 
-وانت ترجح أنهي احتمال يا محمد؟ 
قولتله.. 
-والله ما اعرف يا رفعت، حاسس ان الست بتتكلم بصدق، واديني برضو مستني تقرير الدكتور. 
رد رفعت وهو بيقوم... 
-ان شاء الله خير، وابقى خبرني بكل المستجدات. 
قولتله.. 
-ايه.... رايح فين كدا؟ 
قالي... 
-عندي قضية هخلصها. 
مشي رفعت، وانا قعدت على الكنبة وريحت دماغي شوية، منمتش بقالي يومين. 
وانا نايم سمعت تلفوني بيرن، كان الدكتور المسؤول على حالة منار.. 
رديت عليه وسمعته بيقولي... 
-سيادة الرائد... انا كنت متردد قبل ما أكلمك، ولكن انا يؤسفني أقولك، ان مدام منار ماتت! 
قولتله وانا قايم مخضوض... 
-ايه اللي حصل؟ 
قالي... 
-من الأفضل انك تيجي تشوف يا باشا. 
قفلت معاه وروحت المستشفى، كان فيه حالة من الهرج، قابلت الدكتور، خدني ودخلنا الأوضة. 
منار جسمها كان متخشب، كأن الدم اتسحب من جسمها، بوقها كان مفتوح، زي ما تكون كانت بتصرخ، وعلى وشها أشد علامات الرعب. 
الدكتور قالي.. 
-الممرضة سمعت صوت تكسير في الأوضة، جت تدخل الباب كان مقفول من جوا، وهي عمالة تسمع صويت مدام منار، لحد ما مرة واحدة الباب اتفتح من جوا، ودخلت شافت المنظر ده، وانا كلمتك. 
روحت ناحية الجثة، لاقيت ورقة جمب الجثة، كان مكتوب فيها،(لم أكن انا من قتل زوجي وابنتي، ولكنه زوجي.. زوجي من الجان، هو من قتلهم).
تمت. 

#الماهر.

ليست هناك تعليقات