إبحث عن موضوع

حكايات المغسلة اشجان (الام المعذبه)

حكايات المغسله اشجان..
                             الحكايه الاولي
                      ( الأم المعذبه)
بقلم : ابتسام شوقى 

حكايات الرعب كتير ، اشباح وبيوت مسكونه وغيره ، والواحد ياما بيسمع ، لكن تعمل ايه ، لو أنت بنفسك عشت وشوفت الرعب اللي طول عمرك كنت بتسمع عنه ، أنا الحجه اشجان ، وعمري ، 53 سنه ، والشغلانه بتاعتي هي شغلانة القلوب القويه ، شغلانتي عايزه قلب جامد ومؤمن ، أنا بشتغل مغسله ، بغسل الحريم الاموات ، ورثت الشغلانه من امي وامي ورثتها عن امها ، وهاكذا يعني ، واتعلمت من امي ان الميتين ليهم اسرار ، زي الصاحيين بالظبط ، في الأول مكنتش بفهمها ، لحد ما حصل معايا اللي مكنتش اتوقعه أبداً ، في يوم اتصل بيا واحد وقال انه محتاجني عشان اغسل والدته ، الله يرحمها ، وياقلبي كان بيكلمني وهو منهار من العياط ، اخدت منه العنوان ، وروحتله علي طول ، كان شاب في العشرينات كده ، واسمه ياسر ، ولقيت ابوه ياعيني ، راجل كبير وقاعد متكوم علي جنب ، حالتهم كانت تحزن الفرحان ، ربنا يصبر كل من ابتلي بالفراق ، دخلت وكان معايا بنتي لمياء ، اللي دايما بتكون معايا عشان تساعدني ، سألتهم فين المتوفيه ، شاورلي ياسر وهو بيعيط علي الاوضه اللي فيها المتوفيه ، وكاعدتي دخلت والاوضه وأنا بقول ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أنا لله وإنا إليه راجعون ، لا خوف ولافزع من لقاك يارب ، وسميت بالله ، وبدأت اقلع المتوفيه هدومها ، كانت ست كبيره في السن ، ونايمه علي السرير لاحول لها ولاقوه ، بس وأنا بقلعها لاحظت حاجه غريبه اوي، لاحظت ان جسمها كان كله ازرق ، في العادي لون المتوفي بيبقي شاحب شويه ، وده عشان الدوره الدمويه بتتوقف ، لكن المتوفي لما بيبقي لونه مزرق كده ، بيبقي ده دليل على ان المتوفي مات موته مش طبيعيه ، وعلي الارجح بيكون مات مخنوق ، وطبعا المعلومات دي عرفتها من خلال خبرتي كامغسله ، بس مختش واديت وكملت شغلي ، لكن لاحظت حاجه تانيه غريبه ، ان كان فيه أثر علي اديها ورجلها ، وكأنها كانت متكتفه بحبل ، قلبي اتوجع عليها ، وقربت منها وانا بقول ، ياحبيبتي ياختي ، ياتري ايه اللي حصلك قبل ما تموتي ، شكلك اتعذبتي أوي ،، طبطبت علي شعرها ، وقولت لبنتي ، ادخلي الحمام و هاتيلي مايه دافيه ، عشان اغسل بيها ، وفعلا بنتي خرجت من الاوضه ، وأنا روحت لشنطتي عشان اجيب منها حاجه من أدوات التغسيل ، لكن فجأة سمعت صوت انين جاي من ورايا ، لفيت وقلبي كان هايقف لما شوفت الست المتوفيه قاعده علي السرير وبيخرج منها أنين كأنها صاحيه وبتتألم ، قربت عليها بالراحه ، لكن فجأة رجعت نامت من تاني ، كنت خايفه وبترعش ، أنا بشتغل الشغلانه دي من زمان ، لكن دي أول مرة اشوف فيها ميت بيقوم من مكانه ، قربت اكتر عليها ومديت ايدي وأنا خايفه وجسيت نبضها ، قولت يعني يمكن كانت في غيبوبه وفاقت منها ، لكن لما جسيت نبضها لقيتها ميته ، استغربت أوي وفكرت اني أخرج واقول لابنها ولا جوزها ، لكن رجعت وافتكرت نصيحة امي ، ان الميتين ليهم اسرار واحنا لازم نحافظ عليها ، وقتها غمت عيني وقريت الفاتحه وجمدت قلبي ، ورجعت كملت شغلي ، مخبيش عليكم أنا كنت بغسلها وبكفنها وأنا خايفه وبدعي ربنا ان الليله تعدي علي خير ، لكن الغريب أن المتوفيه كانت طول الوقت مفتحه عنيها ، وكل ما اغمضلها عنيها ترجع تفتحها من تاني ، ودي كانت اكتر حاجة مخوفاني منها ،وعشان بنتي متاخدش بالها ومتخافش من اللي بيحصل ، طلبت منها انها تستناني بره الاوضه ، و قررت اني اشتغل لوحدي ، لكن وأنا بكمل شغلي ، لقيت الايد اليمين بتاعة الجثه بتتهز وبتترفع ، ولقيتها بتشاور علي حاجة ، جمدت قلبي وبصيت هي بتشاور علي ايه ، لقتها بتشاور علي صوره كانت علي التسريحه ، الصوره كان فيها اتنين ، ابنها وجوزها ، قولتلها بعفويه ، ياحبيبتي انتي زعلانه عشان هاتسبيهم ، لكن فجأة لقيت درج التسريحه اتفتح ، روحت ناحيته وبصيت فيه ، لقيت اجنده صغيره ، مسكتها وفتحتها ، لقيت فيها كلام ، الظاهر ان المتوفيه كانت بتحب تكتب مذكرات أو خواطر ، حطيت الاجنده علي التسريحه ورجعت عشان اخلص شغلي ، لكن سمعت صوت ورق بيتقلب ، بصيت ، لقيت الاجنده بتتفتح لوحدها ، وفضل ورقها يتقلب لحد ما وقف عند صفحه معينه ، قربت براحه ناحية الاجنده ، ومسكتها وبدأت أقرأ المكتوب ، واللي كان بيقول " النهارده المفروض يكون أسعد يوم في حياتي ، لأن ابني ياسر خطب البنت اللي بيحبها ، لكن أنا زعلانه لأني مكنتش موافقه علي الجوازه دي ، لأن البنت اللي خطبها اهلها ناس طمعيين وطلباتهم كتير ، وهو لسه في بداية طريقه ، يالي كل شيء قسمه ونصيب " ، بعدها لقيت الاجنده بتتقلب تاني لوحدها وبتقف عند صفحه كمان ، وكان مكتوب فيها "" أنا خايفه أوي ، مكنتش اتخيل ان ابني يمد ايده عليا عشان ياخد فلوسي ، ويشتري بيها الشبكه للمحروسه بتاعته ، والمصيبه ان ابوه كان شايفه بيضربني ومحولش حتي انه يدافع عني ، كأنهم متفقين مع بعض ، ابني المفتري ، خد الفلوس من ايدي بالعافيه ، مش بس كده ، ده قلعني الغويشه بتاعتي بالعافيه ، كان هايقطع ايدي ، حسبي الله ونعم الوكيل "" وبعد ماخلصت الصفحه دي ، قلبت علي الصفحه اللي بعدها وكان مكتوب فيها "" ياسر عرف ان عندي 100 الف جنيه في البنك ، تحويشة عمري ، كنت بحوشهم عشان كان نفسي احج بيت ربنا ، وكنت مخبيا عليهم ، والنهارده الواد ياسر كان بيفتش في الدولاب بتاعي وشاف اخطار البنك ، وعرف ان شايله فلوس ، وكان زي المجنون ، والله أنا خايفه لايعمل فيا حاجه "" والكلام خلص لحد هنا ، يعني ايه ، معقول يكون ابنها هو اللي قتلها ، حاولت اكدب نفسي واقول مش معقول ، الظاهر ان أنا كبرت وخرفت ، وبقي بيتهيألي حاجات مش موجوده ، قعدت علي الكرسي وحاولت اهدي شويه ، وفضلت اقول يارب ، عدي اليوم ده علي خير يارب ، لكن فجأة لقيت خيال خارج من جسم الميته اللي قدامي ، ولقيت الخيال ده بيقوم وبيقف قدامي ، اتفزعت وقمت من مكاني، ده شبح الست الميته ، ولقيت الشبح ده بيتكلم وبيقول ، "" قولي الحق ، متخافيش "" بعدها الشبح ده اختفي تماماً ، وقتها بس اتأكدت ان مش بيتهيألي ، وان كل اللي شوفته ده ، اشرات بتبعتهالي الست الميته ، وقتها كان لازم اتصرف ، جريت علي تليفوني واتصلت بالبوليس ، و قولتلهم اني شاكه ان الست اللي بغسلها دي ، مش ميته موته طبيعيه ، واني شاكه انها اتقتلت ، وفعلا ، بعد نص ساعة ، لقيت رجال المباحث موجودين في الشقه ، واول ما شوفتهم ادتلهم الاجنده اللي فيها يوميات المرحومه ، وقولتلهم اني شوفتها بالصدفه ، وبعد التحقيقات عرفت ان الولد اللي اسمه ياسر لما عرف ان امه معاها فلوس ومخبيه عليه اتضايق اوي وزعل ، لأنه كان عايز فلوس عشان يتجوز بيها ، لكن لما امه رفضت تديله ، كتفها و ضربها و بعدين كتم نفسها بالمخده ، وابوه وقتها مقدرش يمنعه لأنه كان راجل كبير وضعيف ، وخاف يتكلم لاحسن ابنه يقتله زي ما قتل امه ، واتفق مع واحد انه يزورله الورقه اللي بيثبت فيها ان الوفاه طبيعيه ، والحمد لله ، اتسجن ياسر ومعاه ابوه ، دي كانت حكايه من حكاياتي اللي عشتها مع الموتي .....
والي اللقاء مع حكايه جديده من حكايات خالتكم اشجان

ليست هناك تعليقات