إبحث عن موضوع

تحت التهديد

النهارده عيد ميلادي وزي ما متعود يحصلي فيه حاجات غريبة جاتني مكالمة في الليل متأخر جداً واحدة بتصرخ وتستنجد بيّ .
ماقولتلكوش انا خريج جديد من تلات سنين تقريباًبس ساكن واحدي في شقة صغيرة إيجار في منطقة تعتبر بعيدة عن العمران يعني حاجة على أد فلوسي أهلي من الصعيد وصرفوا عليّ لحد ما بقيت دكتور الحلم اللي كانوا بيحلموه زي أغلب الآباء والأمهات وطبعاً متخيلين زي معظم الناس إني أول ما أتخرج هابقى غني ، مرتبطة في عقل الناس دكتور بغني وكمان مرتبط بعربية فأشتريت واحدة ١٢٨ بالقسط هي صحيح بتفضل عند الميكانيكي أكتر ما بأسوقها بس أحياناً بتنفع زي دلوئتي 
الاتصال كان حالة ولادة مستعجلة أنا دكتور نساء وتوليد رغم أني ما اعرفهاش ومش بتابع معايا بس ضميري المهني والقسم اللي أقسمته خلاني ما أقدرش أتخلى عنها اديتها عنوان المستشفى اللي بأشتغل فيها واكدتلها أنها بمجرد ما توصل هاتلاقيني قدامها فضلت تعيط وتقولي أن مافيش أي حد معاها ومش قادرة تتحرك عرضت عليها ابعتلها عربية الإسعاف بتاعة المستشفى فضلت تعيط وتصرخ اكتر وتقولي البيبي خلاص بينزل لازم أنا اللي اروحلها مش هاتلحق توصل للمستشفى بسرعة من غير ما اتردد طلبت منها العنوان وبسرعة أخدت شنطتي اللي فيها الحاجات اللي هاحتاجها في الحالة دي ، لبست هدومي بسرعة ونزلت معايا العنوان اللي ادهوني .
 نزلت ولسه بأفتح باب العربية هاحط الشنطة فيها لقيت أيد بتكمم بئي وتشدني برة العربية و حد أخد الشنطة حاولت أقاوم بس حسيت أني بأفقد وعي أخر حاجة حسيتها أنهم ركبوني عربية من غير أقدر أشوف ملامح أي حد هما غالباً أتنين أو تلاتة ملثمين وكده كده الدنيا كانت ضلمة العربية اللي ركبوني فيها كانت جيب سودا قدرت أشوفها قبل ما أفقد وعي .
أغم علىّ أو أتخدرت مش متأكد أوي مافقتش غير وهما بيفوقوني في فيلا غريبة جداً واسعة ستايرها والوان حطانها سودا حتى الاثاث أسود الأبواب والشبابيك والبلكونات كلها مقفولة واللي فوقوني أتنين لابسين لون كل حاجة موجودة في المكان ملامح وشهم مش باينة ملثمين مش باين غير عيونهم تحس بالشر بيخرج منها ، قلبي كان بيترعش جوايا جسمي تلج رغم أننا في عز الصيف والجو المفروض حر المكان والناس مرعبين جداً ده غير أني غالباً مخطوف ومش عارف عايزين مني أيه لحسن يكونوا فاكريني غني زي ما الناس متخيلة إن أي دكتور يبقى غني .
فتحت عنيا من غير ما أنطق ولا أتحرك تقريباً كل أجهزت جسمي أتشلت من الحركة فضلت باصص ناحيتهم لحد ما حد منهم لقيته بيديني الشنطة بتاعتي مش عارف خاطفيني أنا والشنطة ليه شكلهم هايطلبوا فدية لي وليها 
“ اتفضل يادكتور الشنطة بتاعتك "
شكراً بس هي ما كانتش ضايعة انتوا أخدتوني أنا هي .... لية ؟!!
حالة ولادة مستعجلة مش ده شغلك ولا أية 
شغلي تيجوا المستشفى مش تخطفوني 
أحنا متأسفين على الطريقة 
خلاص سيبوني أمشي وهاتوا اللي هاتولد المستشفى .
سكتوا شوية وسمعت صوت أقدام بتقرب وصوت تخين بلهجة صعيدية أنا بالنسبالي مش غريبة بس الصوت كان يرعب لوحده 
قوم ياد فاكر نفسك مين أنت... أنت تعمل اللي بنقولك علية وبس من غير ولا كلمة هما غلطانين اللي احترموك .
أنت مين وعايز أيه وماودتهاش ليه المستشفى 
مالكش صالح أنت تنفذ اللي بأقولك عليه وخلاص
شدوني من القميص اللي لابسة ودخلوني أو بمعنى أصح رموني في أوضة ورمولي الشنطة ، الاوضة كان فيها واحده بتتوجع من ألم الولادة كانت لابسة نقاب وأيديها مربوطة في السرير حسيت أني مرعوب أكتر أول مرة أشوف حالة كده طيب مغطين وشها عشان ما أشوفوش طيب ما ودوهاش ليه لدكتورة ست طيب لية رابطين أيديها ، فضولي خلاني أسألها رغم أني حاسس أن ممكن سؤالي يكون خطر علي ّ بس ما قدرتش أسكت .
أنتٍ مين ...ومربوطة ليه... وما ودوكيش المستشفى ليه .
الحقني هاموت ولا أقولك سيبني أموت أنا وأدهم 
مين أدهم ؟!
ولدي 
فين ولدك ده ؟!
اللي جوه في بطني 
صراخها كان طول الوقت كنت بأسمع ردودها وسط الصراخ بالعافية وأنا مش قادر أفسر اللي بيحصل .
بعد أقل من خمس دقايق من دخولي الأوضة لقيت واحد داخل بيقولي بصوت تخين يخوف
مش سامع صوت العيل لية؟! 
بصيتله بأستغراب وأنا أصلاً كنت لسه واقف مكاني زي ما دخلوني ما أتحركتش .
عيل أية حضرتك ؟!!
اللي في بطنها عايزينه بسرعة .
حضرتك أنا لسه داخل الأوضة حتى ما كشفتش عليها .
بص أنت شكلك دكتور مش فاهم حاجة ... هو أنت ياد دكتور ولا بتضحك علينا 
أنت معاك حق أنا مش دكتور ومش بافهم حاجة رجعوني مكان ما جبتوني .
يبقى لازم تتقتل هنا أنت شوفتنا وعرفت أسرارنا وكمان ضحكت علينا وعملت نفسك دكتور.
أنا ماشفتكمش انتوا مغطين وشوشكم وأنا ما ضحكتش عليكم أنتوا اللي خطفتوني .
برضوا لازم تتقتل أنت مالكش لازمة معانا طول ما أنت مش دكتور .
ياسيدي أنا دكتور 
أنت كده تبقى بستغفلني فاكرني داقق عصافير ها أقتلك .
ولقيته طلع مسدس ووجه ناحيتي ، لقيت نفسي حاسس بالبلل مش عارف من أيه يمكن تكون مطرت وفضلت اترجاه يسيبني وأعتذرله وأحاول أقنعة يسيبني عشان أولد الست دي ، لحد ما أخيراً أقتنع بس في الواقع ساعتها كنت حاسس أني نسيت الطب كله دا أنا نسيت أني دخلت مدرسة أصلاً.
طلبت منه يتفضل بره عشان اشوف شغلي رفض 
أنا لازم أفضل معاك أنا مش ضامنك وعايزين العيل بسرعة 
حضرتك أتفضل بره عشان أعرف أشوف شغلي وأجبلكم العيل ....هو حضرتك والده 
لا طبعاً 
حضرتك تبقى أية للطفل 
أنا اللي ليّ تار عند أبوه 
نعم !!!!بتقول أيه !!!!.... أنت عايز العيل في أيه ؟ 
هانخدوه ونكبروه وبعدين ناخد تارنا منه 
يعني إيه ؟!!!
هانقتله أنت صعيدي وعارف ولا نسيت أصلك 
أنا لايمكن أوافق على اللي بيتقال ده ... وأنت عرفت منين أني صعيدي .
مالكش صالح أعمل اللي بنطلبه منك وإلا هاتتقتل ولقيه حط المسدس تاني في دماغي.
أنا مش هاديكم الطفل تموته أيه ذنبه عمل أيه في الدنيا وبعد كده أنت لايمكن تكون صعيدي الصعايده مش بيخطفوا ستات ولا أطفال وكمان لسه ما أتولدش ..... والتار ده ابتدا يقل جداً أنتوا منين لايمكن تكون صعيدي، الصعايده عندهم أخلاق ونخوه و مبادئ.

تصدق صح أنا مش صعيدي 
ولقيته بيخبط على الباب من جوه قولت جوايا هو أكيد بينده على الباقي عشان يدفنوني جسمي كله ابيدا يترعش وركبي تخبط في بعض لقيت الملثمين داخلين وفي أيدهم تورتة .... أيه هايقتلوني وبعدين يحتفلوا لقيتهم بيعروا وشهم وبيقولولي كل سنة وأنت طيب طلعوا دفعني وحتى اللي عامله بتولد طلعت واحده من دفعتي عاملينهالي مفاجأة ولقيت كتير من دفعتي أولاد بنات اتلموا حواليا بيقولولي Happy birthday ماحستش بنفسي غير وأنا على السرير بيفوقوني أول ما فقت وأيقنت اللي حصل أستخدمت كل الشايم اللي في قاموسي ووصفتهم بيها ، الغريب أنهم كانوا بيضحكوا .
تمت 

جيكيناز_جورج.

ليست هناك تعليقات