إبحث عن موضوع

قصة قارورة الزمن

كنت سهران أنا و زياد صاحبي في شقته زي كل يوم، لقيته بيقولي " النهاردة ليلة ولا ألف ليلة وليلة.. جايبلك اكتشااف " ، ولقيته طلع إزازة شبه القوارير القديمة بتاعة زمان فضحكت وقولتله " والله أنت ما هتهدى إلا لما تحبسنا، ايه الي في أيدك ده؟! " ، قال " دي آلة زمن "، ضحكت تاني وأنا بقوله " ودي بتعمل ايه؟! " ، بصلها جامد وقال " ستنقلك بين العوالم والعوالم المجاورة.. من الأخر هتساافر "، وبعدين لقيته بيقرب وبيشاور ع الوحمة الكبيرة الي في رقبتي وبيقول " تسمع عن تناسخ الأرواح؟! "، قولتله " بس بس، شغل الروح بتروح من جسم لجسم، والوحمة بتطلع مكان ما موت في حياتك التانية والكلام الفاضي ده.. "

ضيق عينيه وقال " كلام فاضي! ، طب بص بقى يا كبير.. القارورة دي أنا واخدها من واحد ثقة، فيها ايه بقى؟! فيها يا صاحبي عقار الهلوسة المسمى ب L.s.d مش عارف ثنائي ايه حمض ايه كده، بيقولك ايه بقى.. بيعلي الدمااغ ويصفيهاا وينشط مش عارف ايه كده فيخليك تشوف حياتك الي عدت والي قبلها والي قبلها، يعني من الأخر.. الماضي لك وبكرة لك وبعده لك " وفضل يضحك، أخدت منه الإزازة وقولتله
 " هثبتلك إن كل ده هري وإن اتضحك عليك في الإزازة دي.."، وشربتها على بوق واحد وقولتله " شوفت ولا أي حاجة.. "، قالي "يخربيتك! هم ٦ نقط بس "، دماغي صدعت فجأة واغمى عليا... 

" لقد قُبض على زعيمكم سعد زغلول عقاباً له على مطالبته باستقلال مصر.. سعد سعد يحيا سعد " 

أنا فين؟! و مين دول؟! أنا واقف قدام شباب كتير لابسين بدل وطرابيش وأنا لابس نفس اللبس، والي كان بيتكلم ده صاحبي " ياسر "، ومعرفش عرفت اسمه ازاي! لقيتهم بصولي فبدأت اتكلم أنا كمان " أيها الإخوان.. إن شجرة الحرية لا تروى إلا إذا سقتها الدمااء، نموت نموت وتحيا مصر "، ايه الي أنا بقوله ده؟! شجرة ايه ودماء ايه، قعدت فترة على ما استوعب الموقف، ايوه مشروب الهلوسة، كلام زياد 
" هتساافر "، ايوه.. بس أنا فين؟! 

افتكرت باقي كلام زياد " تسمع عن تناسخ الأرواح؟! "، لقيتهم بعد ما اتكلمت اتحمسوا وشالوني أنا وياسر ومشيوا وفضلوا يهتفوا " نموت نموت وتحيا مصر "، وبعد شوية " يحيا الهلال مع الصليب " ، الي بيحصل ده حقيقي ولا أنا بحلم؟! 

  ثانية واحدة كدة.. ثورة ١٩! ايوه ايوه صح كانت ضد الاحتلال حتى في أخرها مات حو.. ، ايه الحظ الفقري ده؛ يعني يوم ما اسافر اروح اتظاهر، لقيت جنود الاحتلال جايين علينا والثوار لسه مكملين، فلقيتني بقول بصوت عالي " أنا ايه الي جابني هنا انا مليش في المظاهرات ولا بتاع، نزلني يا عم أنت الله يباركلك هنموت "، لقيتهم كلهم وقفوا فجأة و بصولي بغضب وبيقولوا " بتقول ايه؟! " ، بصيت قدامي ورفعت أيدي " نموت نموت وتحيا مصر "..

فضلوا ماشين لحد ما الجنود قابلونا وبدء يحصل الضرب، استغليت الفرصة وجريت، لقيت قائد مجموعة من الجنود شاور عليا فمسكوني، لقيته بيقولي " أنت بقى عامل نفسك قائد الثوار و بتنقلب ضد النظام "، " يا باشا ولا قائد ولا نيلة والله كل الموضوع إني بعد ما شربت الزفت ده، منك لله يا زياد " ، عقد حواجبه وقال " ومين زياد ده كمان؟! الممول بتاعكوا؟! لسه هتكلم لقيت مجموعة من الثوار جايين ناحيتي بسرعة وبدؤا يضربوا في الجنود فاستغليت الفرصة وجريت، لقيت " ياسر " قاعد في الأرض وجندي مصدر السلاح في دماغه، مش عارف السبب ولا ايه الشجاعة الي نزلت عليا مرة واحدة دي و لقيتني جريت ناحيته وزقيت الجندي فوقع ع الأرض وقولت لياسر " اجري " ولسه هنط ع العسكري عشان اضربه لقيته لف بسرعة ومسك المسدس وقبل ما أسمع صوت الطلقة حسيت بألم رهيب في رقبتي..

" يا صباح الفل يا ست الكل، يا بدر مدور يا شمع منور " 

اه يا رقبتي، ايه الوجع د..، ايه ده! أنا روحت فين تاني؟! منك لله يا زياد، حسبي الله ونعم الوكيل فيك، ثانية واحدة كده، هو أنا واحدة ست! و..و كمان لابسة عباية لف، بس كده فل أوي، بصيت حواليا، هو أنا مبتولدش إلا في مصر ولا ايه! بدأت استوعب الموقف لما لاقيت الاتنين ستات دول جانبي وواحده منهم كانت بتكلمني، تقريباً أصحابي ونازلين نجيب حاجة من السوق، لقيت واحدة منهم بتقولي " شايفة إنك بتلفي بقالك كتير ومفيش حاجة عجباكي، ده أنتي لو شوفتي القماش الي عندنا هيعجبك أوي"، لأ تقريبا مش صحابي دول شكلهم ستات بيبيعوا قماش وبيسترزقوا وأنا كنت رايح معاهم، قصدي رايحه، منك لله يا زياد، المهم وصلنا لشقتهم ودخلت، واحده منهم دخلت تجيب القماش فالي جنبي قالتلها  
" بسرعة يا سكينة "، " س.. ايه؟! " طب استأذن أنا بقى " ..

قالتلي " رايحة فين يا شابة؟! مش هتشوفي القماش " ، ولقيت سكينة داخلة ومعاها كوباية وبتقول " طب مش هتشربي الشربات الأول؟! " ، " شربات!.. لأ ما أنا القولون العصبي مبهدلني والله ما أقدرش "، لقيتهم بيبصوا لبعض وريا بتقول " قولون عصبي! يا عبد العال " ، " لأ بلاش عبد العال ونبي " ، سكينة قالتلي " مالك مش على بعضك ليه يا شابة متيجي نرقص عشان تفكي شوية"، ووقفوا هم الاتنين وهزوا اللمبة الي في السقف وبدؤا يرقصوا، ساعتها كل الذكريات الي شوفتها في الأفلام نزلت عليا لدرجة إني بدأت اسمع أغنية " حسرة عليها "، لقيت سكينة اختفت لحظة وبعدين لقيتها جاية ناحيتي ومخبية حاجة ورا ضهرها، لازم اتصرف.. لازم اتصرف..

  لقيتني بقول " استني عندك، أخيراً وقعتوا، أنا هنا بأمر من حكمدار بوليس الإسكندرية وأمركوا اتكشف، كل جرايمكوا، الجثث الي مدفونة تحت البيت.. البوليس هيكون هنا في خلال ثواني "، لقيتهم كلهم بصوا لبعض برعب ولقيت حسب الله ماسك فاس وجاي ناحيتي وهو قالب وشه و بيقول " مدام كده كده خربانة يبقى .. " ، " ايه ده انت هتعمل ايه؟! أنا بهزر والله استنى يا استاذ حسب الله هفهمك .." 

رقبتي، حرام والله ، ايوه.. أخيراً، أنا كنت حاسس إن ربنا هيعوضني في الأخر.. بس ايه الناس دي كلها والأكل ده كله! شكلها حفلة أو غدا مجمع، بصيت للبسي ولبس الناس الي حواليا لقيتنا لابسين لبس نضيف أوي ولا كإننا من " المماليك "' ، بس ايه المكان ده؟! ثانية واحدة، هو.. هو أنا في القلعة؟! 

الجزء التاني

بعد ما محمد علي قفل علينا أبواب القلعة وعينك ما تشوف إلا النور، وطبعاً كالعادة خدت سيف في رقبتي، وأنا بنط من فوق سور القلعة، صحيت بعديها ولقيت زياد في وشي، مسكت في رقبته، وخلصت كل الي حصل فيا فيه، وقررت بعديها أقطع علاقتي بيه خالص، لحد ما لقيته جايلي بعديها بكام يوم ومخبي حاجة ورا ضهره وبيقول " حزر فزر " قولتله " أنت تاني!! بقولك ايه يا زياد أنا موت كمية موتات ميستحملهاش بني آدم " دخل من الباب وقال " طب اشتري مني واحكم "، سكت شوية وبعدين قولتله " ها قول ".

لقيته طلع إزازة زي الي فاتت كده بس لونها مختلف وقالي " بص.. هطلعك معايا لفوق.. فوق أوي، هترفرف "، بصيتله وأنا مش طايقه " رفرفة تاني؟! منا لسه مرفرف من فوق سور القلعة مبقاليش يومين" ، قلب وشه وهو بيقول " ياعم اسمع مني بس، جايبلك تركيبة جحيم " وبعدين قال 

- كام مرة حسيت إنك مهمش؟! 

= الصراحة كتير. 

- طب كام مرة حسيت إنك فاشل؟! 

= لأ مهو ده العادي.

- يبقى تسمع مني، هذه التركيبة تؤدي إلى خروج جسمك الأثيري، لينتقل بين العوالم والأزمان، ل.. 

= بزمتك أنت فاهم الي بتقوله؟!  

- ياعم أنا بقولك الي الراجل قالي عليه، خلي بالك الراجل ده كان بتاع كيميا تقيل بس الدنيا جت عليه فاشتغل في الممنوعات وسمه نفسه هايزنبيرج وحلق أقرع وعمال يقول iam the danger وبتاع.

= ياعم اخلص.

- ع العموم هى حاجة كده اسمها " الإسقاط النجمي " باين، بس الي فهمته يعني إن البتاع ده بيخليك تخرج من جسمك كده وتروح للزمن الي دماغك نفسها تروحه وتبقى الشخص الي نفسك تكونه في أهم لحظة في حياته. وقعد يقول عوالم موازية وممكن الحدث يبقى مختلف وحاجات مفهمتهاش كده الصراحة.

= بقولك ايه يا زياد أنا..

- طب جرب.

= ياعم كفاية الي حصل ده أنا كنت..

- بقولك أهم لحظة، هتتمجد ياض. 

فكرت شوية وبعدين قولت اجرب، يعني هيحصل ايه أكتر من الي حصل، وشربت الإزازة. 

" والآن يشرفنا أن نهديه جائزة نوبل في الفيزياء " 

ايه ده، أنا فين، لقيتني في حاجة زي مؤتمر، الناس كلها لابسة بدل وشكلهم أجانب، كانوا بيبصولي وواحد مستنيني أستلم الجايزة، فمشيت واستلمت منه الجايزة، ووقفت ع المنصة، فضلت مش فاهم حاجة لحد ما لقيت واحد وقف وبيقولي " ألبرت أينشتاين، ممكنا تكلمنا عن اكتشافك الي عن طريقه حصلت على جائزة نوبل "، بس بس فهمت، ايه ده، أنا إينشتاين، الدنيا ضحكتلك ياض يا عبده ولا ايه، حظي إني قريت في النسبية وفهمت فيها شوية حاجات، فبدأت اتكلم في ثقة وأنا بقول..

- طبعاً اكتشاف نظرية " النسبية" مكنش شيء سهل بس أنا.. 

لقيتهم بيبصوا لبعض وبعدين قالي " الاكتشاف الي حصلت بيه على جائزة نوبل"، ده غبي ده ولا ايه.. 

- منا بقولك النسبية، الموضوع مكنش س..

= حضرتك مستلمتش نوبل عشان النسبية! 

- ايه ده فعلاً؟! مش نيوتن لما وقعت عليه التفاحة قالك الجاذبية قوة بين جسمين وأنا طلعت حطيت عليه وقولت لأ ده انحناء زمكان وبتاع.. 

وفضلت أضحك زي العبيط في وسط موجة من الدهشة، أنا طول عمري فاكر إن اينشتاين خدها في النسبية ولا خدوها منه تاني ساعتها ولا ايه؟! لقيته قال " أقصد قانون " التأثير الكهروضوئي"، كهروضوئي! مخدنهوش في ثانوي ده باين، التوتر بان على وشي وحسيت إني هضيع مستقبل الراجل فقولتلهم " طب اسمحولي هروح ألبي نداء الطبيعة في سرعة الضوء وأجي " وضحكت نفس الضحكة الهبلة وأنا بحاول ألطف الجو، لحد ما لقيت واحد قام وقال " امسكوه، ده مش أينشتاين، ده واحد محتال " والقاعة كلها طلعت تجري ورايا..
 فغمضت عيني وأنا بجري وبدعي على زياد للمرة التانية.. 

" الآن نمنحك ذلك الشرف العظيم " 

أنا اتنقلت فين تاني! مش كفاية سودت تاريخ إينشتاين، هفضل اسمع كلام زياد الزفت ده لحد ام.. ثانية واحدة، هو الي أنا شايفه ده حقيقي! عدد رهيب من البشر، لابسين لبس قديم، قديم جداً، ده.. ده لبس الفراعنة! كانوا كلهم واقفين وبيبصوا عليا، وفي واحد قاعد على عرش، شكله الملك باين، وأنا كنت، يا الله، ست تاني! لأ وملبسني دهب كتير بس مروقين عليا الصراحة، كنت واقف قدام ال.. لقيت الراجل الاقرع الي شبه الكهنة ده بيبصلي وبيكمل " اصطفيناكي من وسط الحشود، لإرضاء الاله حابي، إله النيل، ستكونين عروس النيل لتجري المياه في الوادي وتنجو بلادنا من الجفاف " 

ثانية واحدة، عروس ايه.. هى ده لحظة المجد، وهتمجد وبتاع، ربنا ياخدك يا زياد، رجعت بسرعة من على حافة النهر الي كنت واقف عليها، لقيت الحارس الي ورايا واقف وبيبصلي بصة استفهام والكاهن واقف جنبه.. والناس كلها استغربت 

- مبعرفش أعوم أقسم بالله هغرق. 

= نطي.

- بغرق في شبر مايه صدقني، طب أنت عارف، طلعت مرة اسكندرية أنا والعيال، يومين صد رد كده..

= اسكندرية! 

ايوه مكنش في اسكندرية ساعتها صح.

- طلعنا طيبة، المهم، موجة عالية جت، سحبتني لجوه، مترين بس، كانت هتومتني والله ياعم، ولميت الشط كهل عليا، تقولي أنط في النيل.. أنت مجنون؟!

لقيت الملك قام من مكانه وقال.. 

- عروس النيل مينفعش تبقى مفروضة على التضحية لازم تبقى نابعة من داخلها. لو رافضة خلاص. 

= ياشيخ روح ربنا يباركلك. 

- ولكن الي بيرفض التضحية في سبيل الإله حابي يستحق الموت حرقا. 

= حرقا! وبتشكلها، لأ خلاص هنط هنط، حاسب كده.

كتمت نفسي وغمضت عنيا، ونطيت وأنا بشتم زياد بكل الشتايم الي حافظها. 

" هتعملها، مصر كلها أملها فيك "

فتحت عينيا، لقيتني في استاد! كمية جمهور مشوفتوش في حياتي، أنا واقف، رايح ناحية الجون وبحط الكورة، المفروض هشوط ضربة جزاء! لقيت واحد بيقولي " هيا يا صلاح "، لأ متهزروش، أنا أبو مكة! أيوه ده ماتش مصر والكونغو، في تصفيات كاس العالم، ده ضربة الجزاء الي وصلتنا، لما تريزيجيه وقع وجبهالنا، لأ مينفعش تضيع دي. أعمل ايه؟! ملقيتوش إلا الكورة، ده أنا أول ما بنزل في حجز خماسي فرقتي بتلم من بعض فلوس الحجز عشان ضمنوا إننا هنشيلها. 

- طب نادوا المحمدي يشوطها طيب. 

= يلا يا صلاح. 

- طب هاتوا تريزيجيه رجله حلوة. 

هتلاقيها تعباه من الواقعة صح، طب صلاح شاطها ساعتها في اليمين ولا الشمال، مش فاكر، أنا هشوط وخلاص، هتيجي، أنا متاكد، جريت، ال ١٠٠ مليون بيتفرجوا عليا، هحس بالمجد، أنا ابن مصر، شوطها، اتكعبلت والكورة قلشت وطلعت بره، أنا ضيعت مصر، أنا آسف يا أبو مكة، سمعت كمية زعيق وصريخ جاية من المدرجات، لقيت الجمهور كله نازل من المدرجات، جايين ناحية الملعب. 

- الأمن فين يا جماعة؟! 

بيقربوا

- استهدوا بالله يا جدعان هنعوض في غانا متقلقوش. النجيلة وحشة والله.

لقيتهم كلهم جايين ورايا جري، طلعت أجري، سامحيني يا مصر، سامحني يا ابو صلاح، غمضت عنيا وأنا بدعي اختفي من الملعب. 

النهاية
قارورة_الزمن 

ليست هناك تعليقات