إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقة الرابعه

#طغيان_قلب 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
#الفصل_الرابع
-ها يا آنسة وجد ممكن نعرف اللى حصل مع حضرتك حصل امتى و ازاى و تعرفيه و لا لا
لزمت وجد الصمت و عينيها تتطلع امامها بشرود و كلمات والدتها تتردد بأذنيها بلا توقف تعاد مرارًا و تكرارًا مثل الشريط 
Flashback
-أياكى يا وجد اياكى تكلمى و تقولى اللى حصل محدش هيصدقك انتِ دخلتى بيت الشاب بمزاجك مضربكيش على ايدك و بعدين انا مش عايزه مشاكل 
صاحت سحر بتلك الكلمات تحثها على عدم قص حقيقة ما حدث معها فتطلعت وجد اليها بصدمة متمتمة بدهشة ممزوجة بالألم
-طب و حقى يا ماما ، اذا كان الدكتور قال انها حادثة اغتصاب و آثارها باينة عايزة حقى يضيع ليه ، هو انتى مش امى ، هو مش المفروض تبقى اول واحدة عايزة حق بنتك يرجع !!!!
-بقولك ايه.. سيبك من كلام الأفلام و المسلسلات ده مبيأكلش عيش
أغمضت وجد عينيها و تنهدت بوجع من تصميم والدتها على جرحها بتلك الطريقة ليتها لم تذهب و تلجأ اليها و لكن ماذا كان عليها ان تفعل ، اذا لم تلجأ البنت لوالدتها فلمن ستلجأ ، فتحت وجد عينيها قائلة بصرامة وعند شديد ورثته عن والدها
-أنا آسفة يا ماما بس انا مش هسيب حقى و الحيوان ده لازم ينول عقابه
رفعت سحر حاجبيها بأستهجان و صاحت بسخرية 
-حقك طبعًا يا وجد
ثم انخفضت لمستواها لتصبح فى مقابلتها مغمغمة بهمس
-بس قبل ما تقولى و تعترفى باللى حصل عايزاكى تفتكرى انك ملكيش حد غيرى صاحبتك اللى كنتى قاعدة عندها باعتك و شاركت فى اللى حصلك و ابوكى لو روحتيله مش هيستقبلك بالأحضان هيفتكرك كدابة طمعانة فى قرشين و آخرك هيرميكى فى الشارع 
أعتدلت بوقفتها مردفة بنبرة غرور
-يعنى من الاخر ملكيش غيرى فزى الشاطرة كدة تلمى الموضوع و اتحملى نتيجة خطئك و غبائك 
Back
-آنسة وجد .. آنسة وجد
فاقت وجد من شرودها و تطلعت اليه بعين خالية من الحياة 
-مع حضرتك
فكرر الشرطى حديثه مرة أخرى
-بقول لحضرتك عايزين نعرف ايه اللي حصل بضبط عشان نقدر نساعدك و القانون يأخد مجراه
ابتلعت ريقها شاعرة بغصة بحلقها متمتمة بصوت خافت 
-خلصت محاضرات و طلعت من الجامعة و بعدها وقفت تاكسى عشان اروح و انا خدت بالى ان السواق ماشى فى طريق تانى فخوفت و قولتله انت ماشى غلط و لسه هكمل قام رش على وشى حاجة خلتنى فقدت الوعى مصحتش غير لقيت نفسى فى التاكسى و هدومى متقطعة و قام رمينى من العربية بعد ما وقف على جمب
رفعت رأسها تنظر لوالدتها التي أغمضت عينيها لها بسعادة تشجعها على ما فعلته و ما هتفت به ، و كم شعرت بمرارة مما يحدث فوالدتها تضيع حقها بيدها 
-طيب متفتكريش شكله ، نمرة العربية
-لا مخدتش بالى من النمرة ، اما شكله فكان مليان شوية و خمرى اكتر كن كدة مش فاكرة مركزتش
-طب مفيش اى حاجة تميزة
-مش فاكرة
-تمام يا انسة وجد احنا هنحاول نعمل اللى علينا و لو افتكرتى اى حاجة ياريت تبلغينا
اماءت له وجد و خرج الشرطي فزفرت سحر براحة و اقتربت منها تربت على خصلاتها النارية بحب مزيف 
-عفارم عليكى يا حبيبتى ، انتى كدة بنتى بصحيح
رفعت وجد عينيها تنظر اليها و قد تجمعت الدموع بهم مزيحة يديها عن خصلاتها بقسوة ، و ادارت وجهها للجهة الأخرى قائلة بسخرية 
-على الله تكونى فرحانة و مرتاحة دلوقتى
تأففت سحر وبعدها زمت شفتيها للإمام بدلال لا يليق بها و لا بعُمرها متمته بابتسامة جانبية
-الا مبسوطة و مرتاحة
________________

بعد مرور ٦ اشهر
تحسنت حالة وجد النفسية و الجسدية بعض الشئ خاصة بعد إصرار والدتها على اخذها الى ذلك الطبيب النفسى الذى ساعدها على اجتياز خوفها الذى نشأ تجاه الرجال بعد ما فعله باسم بها و كم ادهشها تلك الفعلة و ذلك الاهتمام من والدتها !! تلك المرأه التى لم و لن تحب سوى نفسها ، و سوى المال فقط 
الآن أصبحت تعلم لما تركها والداها و لم يتحملها فمن سيتحمل تلك المرأة الانتهازية الاستغلالية فبالتأكيد علم بحبها للمال و استغلالها له لذلك تركها خاصة انه ليس ذو شأن قليل ، و لم تنسى ما فعلته بها صديقتها وكيف ساهمت بآذيتها فقررت إزالتها نهائيًا من حياتها ممزقة جميع الصور التى كانت تجمعهم متجاهله اياه كلما رأيتها بالجامعة فمن خرج من حياتها لا يعود اليها ابدا ، اما باسم فمن تلك الليلة و هى لا تعرف عنه شيئًا
دلفت وجد الى المنزل و علامات الملل على وجهها فرفعت حاجبيها باستغراب فاين تلك السهرات و الحفلات اليومية اين النساء و الرجال الذين من عُمر والدتها فنادت على والدتها
-ماما ….. ماما 
خرج مجدى من المطبخ و هو يرتدى ذلك المريول و بيده تلك السكينه قائلة بأبتسامة زادته جاذبية
( فهو رجل اعمال يبلغ من العُمر ٤٥ عامًا عريض المنكبين وسيم لدرجة كبيرة عينيه سوداء و شعرة طويل بعض الشئ و يزين وجهه لحية بسيطة )
-سحر مش هنا يا وجد
قطبت وجد جبينها صائحة بغضب
-و مدام مش هنا حضرتك بتعمل ايه هنا 
صاحت به بحدة
-بحضرلك الغدا يا حبى
قالها و أبتسامته تتسع على وجهه
-حبك برص يا شيخ ، انت مين قالك انى هاكل حاجة من ايدك أصلًا !!
تنهد مجدى و خلع ذلك المريول و ترك تلك السكين من يده و ما كاد يقترب منها حتى صرخت به
-متقربش !!!!!
رفع يديه امامها و هتف بنبرة هادئة غرضه بث الطمأنينه بها
-خلاص مش هقرب ممكن تهدى ..
-اطلع برة انت عايز ايه بضبط
-عايزك يا وجد انا بحبك
-بتحبنى !!!
-انت مش شايف نفسك ، ده انا قد عيالك يا راجل اكسف من نفسك 
-بس الحب مفيهوش سن يا وجد يمكن انا كبير بس جوايا لسه شباب ، انا عايز اتجوزك يا وجد صدقينى هخليكى تعيشى حياة غير دى هخليكى اسعد واحدة هخلصك من سحر هبقى سندك و ضهرك
اغمضت وجد عينيها بغضب و ضغطت على شفتيها باسنانها بغيظ
-طب اسمع بقى انا مبحبكش و مش هحبك ولو اخر راجل برضو مش هتجوزك اتفضل اطلع برة مش عايزة اشوف وشك تانى و ياريت يبقى عندك دم و متورنيش وشك تانى و تبطل تيجى هنا انا استحملتك كتيرررر اوى بس خلاص فاض بيا
-اللى تشوفية يا وجد و انا هحترم رغبتك بس افتكرى دايما انى موجود و لو احتاجتينى فى اى وقت هتلاقينى….
_______________

فى المساء
دلفت سحر الى المنزل و عينيها تجول بالمنزل فوجدت وجدت بانتظارها و الغضب بادى علي وجهها فقالت بأستفسار
-هو مجدى فين ؟
-مشى..
اجابتها وجد بغضب فاردفت سحر بفضول ممزوج ببعض من الدهشة
-راح فين !!!!
-غار فى ستين داهيه انا عايزه اعرف الراجل ده بيعمل ايه هنا وانتى مش موجودة 
-عادى كان عايز يقعد معاكى شوية 
-عادى !!!!! ياربى ياربى انا مش مصدقة نفسى انتى ام ازاى نفسى افهم هو فى ام كدة يا شيخة حرام عليكى بقى 
ازداد غضب سحر من صوتها و تطاولها عليها فاحتدت عينيها بنيران سوداء صائحة
-وطى صوتك يا شاطرة و انتى بتكلمى معايا و بعدين مجدى اللي مش عجبك ده هو اللى كان حايشنى عنك و هو اللى بيدفع للدكتور النفسى بتاعك اللى بياخد شئ و شويات منى
-ازاى يعنى !!
-يعنى هو اللى خلانى مكلمكيش لما عرف انى عايزاكى معايا فى الشغل مرضيش ، و لما عرف باللى حصلك صمم اوديكى للدكتور عشان تتحسنى فزى الشاطرة كده لما يجى تعتذريلة
صدمت وجد لا تنكر دهشتها من والدتها التى لم تتضايق كالسابق و لكنها ظنت بانها تقدر ما حدث معها لم تعلم بانها تاخذ مقابل مادي مقابل ما تفعله معها و ذلك الطبيب !! 
فهمست وهي تحرك راسها بعدم تصديق
-مش هيجى تانى انا طردته يعنى مجدى خلاص بح و الدكتور مش هروحله تانى
-نهار ابوكى اسود
قالتها و هى تضرب على صدرها بصدمة من فعلتها الحمقاء
-طردتى الراجل
-ايوة طردته مش عشان عمل كده يفكر نفسه يقدر يبيع و يشترى فيا براحته انا مش للبيع يا ماما مش للبيع
نزلت تلك الصفعة على وجهه يصاحبها كلمات سحر المؤلمة
-لا يا روح امك للبيع انتى بعد اللى حصلك فكرك حد هيبصلك و لو حد بصلك تقدرى تقوليلي لو اتجوزته هتقوليله ايه سورى اصلى مش بنت ، اصلى دخلت بيت شاب غريب برجليه 
-أسكتى …..  
صرخت وجد بصوت دوى بالمنزل باكملة واضعه يديها على اذنيها لا تريد الاستماع الى حديثها الذى يقتلها مراًر و تكرارًا
ازاحت سحر يديها مردفة من بين اسنانها و بنبرة شيطانية
-لا مش هسكت قوليلى هتقوليله ايه ها
-بقولك اسكتى
-اسمعى يا بت انتى ، انتى من النهاردة مش هتقعدى ببلاش فى البيت عايزة تقعدى فيه تبقى تشتغلى بلقمتك فاهمه 
_______________
 باليوم التالى
استيقظت وجد من النوم و عينيها منتفخة اثر بكائها طيلة الليل نظرت بالساعة المعلقة على الحائط فوجدتها الثالثة عصرًا وضعت وجهها بين يديها فكم تتمنى الموت كل ليلة و لكن الموت لا ياتيها تريد التخلص من حياتها تلك الحياة التى لاطعم لها اصبحت تكره نفسها و جسدها تكره والدتها تكره والداها الذى تركها بين براثن تلك المرأه لتفعل بها ما يحلو لها ازالت يديها و نهضت من مكانها مغادرة غرفتها تريد الدلوف الى المرحاض و ما كادت ان تدلفه حتى استعمت الى ذلك الصوت الذى اصبحت تبغضه
-تعالى يا وجد سلمى على طنط سمية
تجاهلتلها و دلفت الى الحمام فأغتاظت والدتها مما فعلته فابتسمت للمراة و هتفت 
-ثانية واحدة يا سمية
-براحتك يا روحى 
تحركت سحر تجاه الحمام و وقفت امامه تتوعد لها و بمجرد ان خرجت حتى جذبتها من ذراعيها بغضب متمته بهمس شديد
-انا مش بناديك اتحركى قدامى
-عايزة ايه مش عايزة انا اشوف حد و لا اسلم على حد
-بقولك اتحركى
تحركت وجد معها مجبرة تجاه تلك المرأه التى تشعر بروئيتها من قبل
-والله و كبرتى يا وجد و بقيتى زى القمر
-شكرًا
صاحت وجد بها ببرود و هى تسلم عليها
-ده انتى اللى قمر يا سمية و مش بتتغيرى والله
قالتها سحر بتلعثم ثم نظرت تجاه ابنتها و اجلستها امامها
-وجد طنط سمية عايزة منك خدمة
-جرا ايه يا سحر هتقعدى تقولى طنط كدة كتير
و نظرت تجاه وجد
-قوليلى سمية علطول او لو تحبى قوليلى يا سوسو
شعرت وجد بارتجافة تسير بجسدها بسبب تلك المرأه و طريقتها و دلالها الغير برئ بالمره
-سمية يا وجد عايزاكى تساعديها 
قطبت وجد جبينها و لاحت الدهشه على وجهها
-أساعدها ازاى !!
هتفت سحر بغموض
-تساعديها تنتقم من طليقها
اتسعت عين وجد و اشارت على نفسها باستنكار
-انا 
هتفت سمية 
-أيوة انتى يا وجد
أردفت وجد باستفسار
-طب ممكن اعرف هساعدك ازاى !؟
اجابتها سحر مغمغمه بابتسامة لم تصل لعيناها
-هى لسة مطلقة بقالها كام شهر و السبب انه خانها و هى عرفت بده و لما واجهته ما انكرش ده بجح فيها و طلع كمان متجوزها فى السر و لما خيرته بينها و بين البنت دى طلقها هى و كمان كره عيالها فيها و فهمهم انها خاينه و محدش فيهم راضى يكلمها
عقب انهاء كلماتها تصنعت سمية البكاء قائلة بكلمات متقطعة
-انا زى ما كره ولادى فيا عايزه اكرهم فيه و يعرفوا حقيقة ابوهم الخاين المفترى ده 
وجد و ملامحها باردة لم تؤثر بها دموع سمية الزائفة 
هتفت وجد باستغراب 
-طب و انا بايدى ايه اعمله
أردفت سمية بخبث
-هو دكتور عندك فى الجامعة احنا عايزينك تقربى منه بس عشان حقيقته تبان و ولادى يصدقونى 
هتفت وجد من بين أسنانها 
-برضو مفهمتش انتوا عايزنى اعمل اي
هتفت سمية بخبث أكبر 
-عايزينك تخليه يحبك يتعلق بيكى هو اصلا بيحب البنات الصغيرة و صدقينى مش هياخد فى ايدك غلوه
ظلت وجد تفكر بحديث تلك المرأة لا تعلم اتساعدها ام لا و لكن نظرة والدتها مع نبرتها التهديدية التى تعلمها جيدًا جعلتها ترضخ لهم فليس لها مكان آخر تذهب اليه و لكن ستظل ترضخ لوالدتها ام سينقلب السحر على الساحر !!!؟؟
-اسمه ايه الدكتور ده و بيدى فى كلية ايه
-دكتور فى كلية حقوق بيدى مادة قانون مدنى اسمه ايهاب الزغبى
-دكتور إيهاب !! مش معقول دكتور إيهاب محترم جدا
نظرت سميه تجاه سحر و التوتر يظهر على ملامحهم فهتفت سحر بتلعثم
-مهو لازم يبان محترم قدامكوا مش بيدرس لكم و متنسيش ياما تحت السواهى دواهى
تنهدت وجد و هتفت 
-ماشى انا هساعدك بس عشان خاطر ولادك بس و قسما بربى لو عرفت انكم كدبتوا عليا في حاجة لهقلب الترابيزة عليكم
_______________
فى صباح يوم جديد
و على مائدة الإفطار 
كانت تجلس بمفردها تتناول إفطارها قبل ذهابها الى الجامعة و اثناء تناولها للطعام كانت تقلب بهاتفها فلفت انتباها ما جعل الطعام يقف بحلقها و جعلها تسعل بشدة فتركت الهاتف و تناولت كوب الماء و تجرعته مرة واحدة وعيناها تتسع من أثر الصدمة فتناولت هاتفها مرة اخرى لتقرأ ذلك الخبر الذي قابلها وهي تتصفح على الانترنت و قراته بصوت خافت حتى تجعل عقلها يستوعب ما تقراه عيناها
-أعلن رجل الأعمال محمود الهلالي إفلاسه و تم الحجز على جميع أمواله و شركاته 
رفعت عينيها عن الهاتف و همست بتفكير
-معقول بابا فلس
___ يتبع ___
#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات