إبحث عن موضوع

مصيف اسكندريه

أحكي حكايتي بدون ذكر أسمي بعد أذنك...

الحكايه دي حكاية حقيقية وشاهد عليها بدل الشخص الواحد ٨ اشخاص...

من حوالي ١٥ سنة واحنا في اجازة الجامعة اتقفنا إننا ك ٨ شباب هنروح نصيف في اسكندرية، فضلنا ندور علي مكان يكون سعره مناسب لينا كشباب جامعي لحد
ما لقينا شقة ممتازة سعر إيجارها ١٨٠ جنيه
و المفروض إن أقل شقة في الوقت ده يكون إيجارها ٢٠٠ جنيه في الاسبوع.
أما انك تلاقي شقه ب ١٨٠ كإيجار في الأسبوع يبقى أكيد فيها إنَ...
المهم روحنا الشقة والأسبوع كله ماحصلش فيه حاجة غريبة، كنا بنطلع العصر علي البحر و نرجع المغرب نغير هدومنا ونخرج نتمشى و نقضيها وما نرجعش إلا تاني يوم الصبح، عدى الأسبوع كله كده إلا اخر يوم... اخر يوم رجعنا فيه بدري حوالي الساعة ١٢ بالليل كده علشان نجهز الشنط لأننا كنا هنسافر تاني يوم..
بس قبل ما احكيلك عن اللي حصل في الليلة دي خليني اوصفلك شكل الشقة كانت عاملة ازاي، كانت الشقة عبارة عن أوضتين وصالة كبيرة فيها براندا مفتوحة على أوضة من الأوض بشباك (و دي الأوضة اللي انا نمت فيها أخر يوم) ومطبخ و حمام...
ليلتها انا كنت نايم في الأوضة اللي قولتلك عليها و ٢ من اصحابنا قرايب قاعدين في الأوضة التانية و ٣ كانوا نايمين في الصالة و ٢ كانوا نايمين في البراندا...
ليلتها نمت انا و الشباب بعد ما روحنا و جهزنا نفسنا للسفر تاني يوم، فضلت نايم لحد ما صحيت على الساعة ٢ بالليل كده، كنت عطشان ف فتحت عيني و لسه هقوم من على السرير لقيت واحد قاعد علي الشباك اللي موصل على البراندا، واحد ماكنتش قادر احدد ملامحه اوي لكن اللي قدرت احدده كويس هو إنه كان لابس لبسي، وانا بقى أكتر حاجة بكرهها في حياتي إن حد يستعمل حاجه من حاجاتي، وقتها قولت في نفسي خلاص النهاردة اخر يوم مش لازم اعمل مشاكل مع حد وبلاش اقوم من أصله واخلي اللي لابس لبسي ده يجيبلي ماية وخلاص لأني ماكنتش قادر اقوم بصراحة..
ناديت عليه و قولتله يجيبلي ماية بالرغم من إن انا ماكنتش عارف هو ده يبقى مين من ال٧ لأنه كان قاعد و مديني ضهره ف ماقدرتش احدد يبقى مين من الشباب اللي معايا في الشقة...
المهم طلبت منه ماية ف ماردش عليا، وقتها غصب عني سألته بخوف و بقلق...
- انت مين ولابس لبسي ليه؟!
لما سألته لف وشه وبص لي، ولما بص ناحيتي كانت المصيبة إنه مش واحد من ال٧ صحابي... الشخص ده كان هو الشخص ال ٨
ايوه زي ما حضرتك قرأت كده بالظبط... الشخص ده كان انا، وكان لابس نفس اللبس الي انا لابسه بس انا اللي ما اخدتش بالي لأني كنت لسه صاحي من النوم، كان هو هو انا لكن الفرق الوحيد اللي كان بيننا إن هو كانت عينه مش مدورة زي عيني كده لأ... كانت عينيه مشقوقة بالطول!
أول ما بص لي حاولت اصرخ أو انادي على حد لكن صوتي ماكنش طالع و كأني اتخرست، اخدت الكوفرته الي كنت مغطي بيها رجلي وحطتها على جزء من وشي من غير ما انزل عيني من عليه، وهو كان بيبصلي وبيبتسم ابتسامة خلتني أقسم بالله اترعش من كتر الرعب و الخوف اللي خلوني غطيت وشي كله بعد كده وفضلت اقرأ في قرأن مش فاكر قد أيه لحد ما نمت، والله اعلم بقي هو كان نوم ولا اغمى عليا ولا أيه..! بصراحة وقتها ماقدرتش احدد لكني استسلمت وغمضت عيني لحد ما غيبت عن الوعي...
المهم لما صحيت الصبح قولت بيني وبين نفسي إن انا طبعًا مش هقول لحد حاجة من اللي حصل لي لأن ماحدش هيصدقني و هيقولوا عليا مجنون او بخرف أو حتى ممكن يقولوا إن انا بهزر عشان اخوفهم، قولت بيني و بين نفسي إن خلاص النهاردة اخر يوم لينا في اسكندرية و كلها كام ساعة و خلاص هنمشي ف مالوش داعي احكي ولا اقلق حد...
قومت من عالسرير وطلعت برة الأوضة اللي انا كنت نايم فيها للأوضة اللي جنبي، لما دخلت الأوضة أكتشفت إنها فاضية و مافيهاش حد!
استغربت طبعًا وطلعت للصالة اللي برضه ماكنش فيها أي حد هي كمان... و استغربت و اترعبت اكتر واكتر لما لقيت البراندا هي كمان فاضية و كأن فجأة الشقة فضيت عليا ومابقاش فيها غيري... طب بقية اصحابي راحوا فين؟!
وقتها مشيت في الصاله عادي وكأن مفيش حاجة غريبة لحد ما قربت من باب الشقة اللي أول ما قربت منه سحبت المفتاح من الكالون و نزلت طيران على السلم لحد ما وصلت للشارع...
أول ما نزلت الشارع اتفاجأت إن باقي صحابي قاعدين تحت وكلهم عمالين يبصوا ل بعض ويبصولي ب استغراب.

طبعا اول ما شوفتهم قاموس أباحة بقى خرج مني و فتح في وشهم لما قولتلهم...
- سابين الشقه ونازلين من غير ما حد يصحيني ولا يعرفني و قاعدين في الشارع بتبصوا لبعض!... انتوا ولاد......

لما قولتلهم كده اول كلمه سمعتها منهم...
(انت إيه اللي طلعك فوق تاني؟)
رديت عليهم وقولتلهم باستغراب...
- نعم... يعني أيه إيه اللي طلعني فوق؟!
ردوا عليا وقالولي...
(انت مش كنت معانا دلوقتي وقولت إنك هتروح تشتري علبة سجاير من اقل من دقيقه!... طلعت فوق تاني ليه وازاي؟)
رديت عليهم وقولتلهم...
- انا ما نزلتش أصلًا علشان اطلع، انا صحيت من النوم ما لقتش حد فوق ف نزلت تحت لقيتكم قاعدين!
كلهم كانوا بيجمعوا ان كنت معاهم تحت و دي حاجة غريبة ومالهاش تفسير، وقتها قولتلهم بقلق... 
- طب تمام انا كنت معاكوا، طب انتوا او احنا بقى نزلنا ليه، مش المفروض اننا كنا هنعمل الفطار و بعد كده نفطر سوا و نفضل قاعدين لحد ميعاد القطر، مش ده كان اتفاقنا امبارح؟!
لما قولتلهم كده كل واحد بقى بدأ يحكي اللي حصل له فوق في الليله المنيلة دي...
ال ٣ اللي كانوا نايمين في الصالة واحد منهم صحي علي ضربة قلم علي خده ولما قام مفزوع لقى الاتنين التانيين نايمين بعيد عنه، افتكر إنه مقلب وراح ضرب واحد من اللي نايمين و صحاه وهو بيقوله..
(انت ضربتني ليه...!)
بس كان واضح من شكله إنه فعلًا كان نايم و طبعًا أنكر إنه ضربه او جه جنبه حتى، فاللي انضرب ده ضرب التاني و صحاه، و برضه كان نفس الوضع... كان شكله نايم و أنكر تمامًا انه قرب منه حتى، وقتها كانوا لسه هيتخانقوا هم التلاتة مع بعض بس فجأة سكتوا وبصوا لبعض لما لقوا صويت جاي من الأوضة اللي جنب الأوضة اللي انا كنت نايم فيها، قاموا جري و دخلوا للأوضة اللي لقوا فيها السرير مرفوع عن الأرض، السرير كان طاير في الهوا و بعيد عن الأرض بحوالي متر!
والاتنين اللي كانوا قاعدين عليه كانوا عمالين يصوتوا، بس فجأة برضه وبعد فتحة الباب بكام ثانية كده السرير نزل عالأرض تاني لوحده، وقتها كلهم جريوا علي الصالة اللي كان مستنيهم فيها واحد من ال٢ اللي كانوا في البراندا، نزلو على تحت جري ماعدا صاحبنا السابع اللي كان محبوس في البراندا و كل ما كان يجي يخرج كان باب البراندا يقفل في وشه و يتزق لجوة!
فضل كذا مرة يحاول يفتح الباب بس من غير أي فايدة لحد ما هو بيقول انه لقاني "انا" نطيت من شباك الأوضة اللي بتطل علي البرندا ومنها نطيت انا وهو على تحت و نزلنا بسهولة لأننا كنا في الدور الأول، بيكملوا اصحابي و بيقولوا إننا فضلنا قاعدين تحت لحد ما قولتلهم إن انا هروح اجيب علبة سجاير وهاجي على طول، واحد منهم قال يجي معايا لكن انا قولتله لا مش مستاهلة، انا مفيش دقيقة وهاجي على طول، قولتلهم كده و مشيت؛ بعد دقيقة فعلًا رجعت بس مارجعتش من الشارع اللي مشيت منه لأ، هم لقوني نازل من فوق تاني!!

حكيت لهم اللي حصل معايا و هم حكوا لي وبعد ما خلصنا كلام وهدينا بالعافية طبعًا شجعنا بعض وطلعنا اخدنا الشنط، طلعنا بعد ما أكدت لهم اننا بقالنا اسبوع هنا وماشوفناش حاجة إلا الليلة اللي نمنا فيها في الشقة، وإننا خلاص هنمشي و بأذن الله لما نطلع مفيش حاجة هتحصل لنا ف عادي يعني لو طلعنا أخدنا الشنط ونزلنا قعدنا في أي كافيه لحد ما يجي ميعاد القطار اللي هنسافر بيه للقاهرة.
وفعلا طلعنا خدنا الشنط و الحمد لله ماشوفناش حاجة غريبة ولا حصل لحد فينا أي حاجة تاني، خدنا الشنط و نزلنا قعدنا في كافيه ضربنا صحوبيه مع صاحبه اللي قولنا له اننا مش من اسكندرية وجايين بس عشان نقضي الأجازة، و لأن الاسكندرانية بطبعهم ناس كرام و بيحبوا ضيوفهم ف الرجل عاملنا كويس جدًا و اتصاحب علينا بسرعة لدرجة انه سألنا... 
(انتوا هتقعدوا هنا قد ايه يا شباب؟)
وقتها قولنا له إن احنا بقالنا اسبوع هنا و إننا خلاص هنسافر كمان شوية، المهم الكلام جاب بعضه وسألنا احنا كنا قاعدين فين، ف قولنا له في منطقه كذا
(وهي منطقة مشهور بأسم مساكن... و اسمحوا لي اقول مساكن بس لأن صاحب القصة رفض ذكر اسم المنطقة)

لما قولنا له كده سألنا كنا قاعدين في انهي عمارة، ف وصفنا له و قولنا على رقم العمارة، وقتها وشه اتغير 
و سألنا احنا كنا قاعدين في أنهي دور، ف قولنا له إننا كنا قاعدين في الدور الأول علوي..
لما قولنا له كده، قال لنا كنتوا قاعدين في الشقة رقم ٣!
ف قولناله أن أه هو ده رقم الشقة اللي كنا قاعدين فيها بس انت عرفت منين؟، رد علينا وقال.. ازاي كنتوا عايشين فيها، دي شقة مسكونة وكل اهل المنطقه عارفين، الشقة دي مسكونة و مابتتأجرش لحد من سنين لأن صاحبتها اتقتلت فيها ومن يوم الحادثة واحنا بنسمع أصوات و صرخات جاية من الشقة دي بالليل لحد ما اتقفلت خالص، بس من فترة كده عرفت إن صاحب العمارة عاوز يفتحها و يأجرها تاني، أول ما قال كده قولنا له.. 
(اه ما احنا عرفنا لوحدنا من قبل ما انت تقول، احنا شوفنا الويل في الشقة دي)
المهم قطعنا كلامنا مع الرجل قبل ما نعرف أي تفاصيل عن الشقة و عن صاحبتها اللي اتقتلت فيها لأن معاد القطار كان جه، قومنا من عالكافيه و روحنا ركبنا ورجعنا لحياتنا من تاني و بصراحة ماشوفناش أي حاجة غريبة، بس اللي حصل لنا في الشقة ده خلانا مستحيل نفكر بس نروح اسكندرية نصيف فيها تاني، و لحد النهاردة يا استاذ محمد أنا ماروحتهاش و مش هروحها مهما حصل....


تمت

محمد_شعبان

ليست هناك تعليقات