إبحث عن موضوع

تمي الامديد

انا محمد
عندي ١٥ سنة
من المنصورة، مش المنصورة تحديدًا؛ انا من مدينة جنبها اسمها تمي الأمديد...
الموقف الأول حصل لما كنت بلعب كورة في الشارع مع صحابي، كنا بنلعب عادي جدًا لحد ما فجأة النور اتقطع في المنطقة اللي كنا بنلعب فيها و طبعًا عمدان النور اللي في الشارع انطفت و مابقيناش شايفين أي حاجة و عشان كده وقفنا لعب، حابب بس اوضح لحضرتك قبل ما اكمل إن انا كنت بلعب في شارع جنب الشارع اللي فيه بيتي، المهم لما النور اتقطع و وقفنا لعب قولت لاصحابي إن انا عطشان جدًا و هطلع البيت اشرب... اجيب لكوا ماية معايا؟!
ردوا عليا و قالوا لي ماشي هات لنا ماية معاك بس متتأخرش علينا...
قولتلهم تمام و طلعت بيتنا اللي بيتكون من ٣ ادوار و بالمناسبة هو بيت عيلة يعني، تحديدًا بيت عيلة ابويا و احنا ساكنين انا و امي و ابويا و اخواتي في الدور الأخير، طلعت البيت اللي كان ضلمة زي كل بيوت المنطقة لأن النور كان قاطع بس المرة دي كانت غير كل مرة طلعت فيها السلم و ده ببساطة لأني و انا طالع كنت سامع صوت رجلين حد طالع ورايا عالسلم، بصراحة ماخدتش في بالي و كملت طلوع عالسلم لأن انا اصلًا من طبعي اني مابخافش و قلبي جامد، المهم طلعت لشقتنا و فتحت الباب و انا تقريبًا مش شايف حاجة بسبب الضلمة لكني دخلت البيت و قولت ادخل المطبخ اجيب ازازة ماية و انزل لاصحابي على طول و كده كده دي شقتنا يعني و انا حافظها حتة حتة ف مش مستاهلة ان انا اجيب كشاف او شمعة عشان ينوروا لي، فتحت الباب و دخلت عالمطبخ جيبت الأزازة من التلاجة و أول ما خرجت من المطبخ سمعت صوت نكش و خبط في أوضة الضيوف، ماخدتش في بالي و كملت مشي ناحية باب الشقة لكني قبل ما اوصل له سمعت صوت خبط جاي من أوضتي!
برضه ماخدتش في بالي و حاولت اشجع نفسي و روحت ناحية باب الشقة اللي أول ما وصلتله و مسكت الأوكرة بتاعته اكتشفت انه مابيفتحش و كأن الباب اتقفل عليا بالمفتاح، بس ازاي الباب اتقفل و انا اصلًا كنت سايبه مفتوح، وقتها فضلت اخبط عالباب و احاول افتحه او انادي على أي حد لكن ماكنش في حد بيرد و كأن الشقة فاضية، نسيت اقول لحضرتك إن اوقات كتير اهلي بينزلوا يقعدوا مع عمي في الدور اللي تحت الدور بتاعنا؛ ف توقعت يعني ان امي و اخواتي عند مرات عمي كالعادة، المهم فضلت اخبط عالباب و ازعق و انادي على أي حد لكن ماحدش كان بيرد عليا لحد ما فجأة جت لي فكرة، انا قولت اخرج للبلكونة و انادي على ولاد عمي أو احاول انادي على اصحابي أو أي حد يلحقني، اتمشيت لحد باب البلكونة اللي لما وصلت عنده اتخشبت في مكاني لما حسيت اللي حسيت بيه، انا حسيت إن في إيد حد مسكتني بقوة من إيدي اليمين اللي كنت ماسك فيها الأزازة، الأزازة اللي وقعت من إيدي أول ما الأيد دي مسكت فيا، اتخشبت في مكاني و جيت انطق لكني ماعرفتش لأني حسيت ان انا مش قادر اسيطر على أي عضو من أعضاء جسمي و مش عارف بقى هل ده كان بسبب اللي مسك إيدي ولا بسبب الخوف اللي كنت حاسس بيه وقتها، فضلت كده للحظات عدت عليا كأنها سنين لحد ما فجأة سمعت صوت من ورايا بيقولي...
(ده مش وقتك... أيه اللي جابك؟)
أول ما الصوت ده قال كده استجمعت قوتي لأني افتكرت انه ممكن يكون حرامي ف اتحركت من مكاني و زقيت ايده بقوة و فضلت اصرخ و انادي على أهلي بأساميهم لحد ما حسيت بأنفاس كتير حواليا و سمعت أصوات ناس بتصرخ و ناس بتزعق كتير اوي في كل مكان، فضلت الوش و اضرب بإيدي شمال و يمين و انا بزعق لحد ما دخلت البلكونة اللي أول ما فتحت بابها لقيت نور كشاف جاي من ناحية باب الشقة، أول ما شوفت النور قعدت عالأرض في البلكونة اللي كانت قصاد باب الشقة و فضلت اصرخ زي العيال الصغيرة لحد ما الضوء ده قرب و اكتشفت بعد كده إنه ابن عمي اللي طلع على صوتي و انا بصرخ، ابن عمي اللي قال لي بعد كده ان باب الشقة كان مفتوح!
المهم هديت و اهلي كلهم طلعوا من عند شقة عمي و فضلوا يهدوا فيا لحد ما النور جه، أول ما النور رجع اكتشفت ان في أثر لصوابع على دراعي مكان ما الإيد دي مسكتني، بعد كده جه ابويا و حكيتله اللي حصل ف خدني لشيخ قرأ عليا قرأن و قال لابويا ان انا مش هيحصل لي حاجة لأني مأذتهمش بس انا غلطت ان انا دخلت البيت اللي كان فاضي في الضلمة من غير ما اعمل أي صوت ولا حتى اقرأ أي دعاء من ادعية دخول المنزل، و الشيخ قال لابويا كمان ان البيوت لما بتبقى فاضية و بيتقطع فيها النور الجن بيبقى واخد راحته اوي في الوقت ده و لما احنا بندخل مكان هم فيه من غير استئذان ف ده بيعتبر انتهاك لمجلسهم و عشان كده عملوا اللي عملوه ده معايا..
ده كان اول موقف و بالمناسبة كان من حوالي سنتين كده و من بعده ماشوفتش حاجة؛ تاني موقف بقى كان من كام شهر تقريبًا، انا زي ما قولت لحضرتك ان انا رياضي و بحب لعب الكورة و الجري، ف في يوم استأذنت من والدي بالليل و قولتله ان انا هروح العب كورة مع اصحابي ف ابويا سمح لي انزل عادي بس لما نزلت لقيت الشباب مش موجودين في المكان اللي المفروض بنتجمع عنده، لقيت ساعتها واحد بس من اصحابنا اسمه عبد الله، لما شوفته سلمت عليه و اتضايقنا اوي ان احنا مش هنلعب ف عبد الله قال لي ان بدل لعب الكورة نروح نجري على الطريق الرئيسي و ناخده رايح جاي و بعد كده نبقى نبقى نروح، بصراحة الفكرة عجبتني ف قولت له يلا بيننا...
روحت انا و عبد الله و خدنا الطريق جري لحد اخره و بعد ما تعبنا قررنا اننا نرجع، بس و احنا راجعين حسينا بالتعب و بصراحة كنا عطشانين اوي و ماكنش معانا ماية ف و احنا ماشيين عدينا بالقرب من شارع المقابر اللي كان قصاده كنبة خشب كده بنقول عليها في بلدنا (دكة) متعودين الناس اللي ساكنين في المنطقة يقعدوا عليها، الدكة ماكنش حد قاعد عليها في الوقت ده ف عبد الله قال لي تعالى نقعد عندها نرتاح شوية لأني خلاص مش قادر اجري و بصراحة انا عطشان و احنا مامعناش ماية ف تعالى نقعد نرتاح شوية، سمعت كلامه وروحنا قعدنا شوية و احنا بناخد نفسنا بالعافية من كتر الجري بس و احنا قاعدين فجأة لقينا قصادنا مجموعة كلاب جايين ناحيتنا، الكلاب كانت خارجة من شارع المقابر... كانوا تحديدًا اربع كلاب و قصادهم كلب لونه اسود و شكله وحش اوي اوي، المهم انا و عبد الله ماهتميناش بيهم لأنهم ماقربوش مننا اكتر من اللازم ولا حتى هجموا علينا زي ما بيحصل في الأفلام و القصص اللي بنشوفها او بنسمعها، فضلنا قاعدين شوية انا و عبد الله و الكلاب دي واقفة قصادنا و مابتعملش أي حاجة لحد ما قررنا اننا نمشي ف قومنا من عالدكة و اتمشينا بخطوات بطيئة بس الغريب بقى ان الكلاب دي فضلت ماشية ورانا بكل هدوء لحد ما وصلنا عند الأراضي الزراعية اللي بعد شارع المقابر بمسافة كده، أول ما وصلنا عند الاراضي الزراعية فجأة لقينا الكلاب دخلت جواها و اختفت تمامًا و كأنهم ماكنوش موجودين من أساسه، كل ده كان عادي و يعدي بس اللي مايعديش ان الكلاب دي اول ما دخلت و اختفت جوة الارض الزراعية سمعنا صوت رجل بينده علينا و بيقول لنا...
- انتوا مين و بتعملوا ايه هنا؟!
وقتها وقف عبد الله و قال لي بصوت واطي...
- ما تيجي نج هوري.
رديت عليه و قولتله...
- نجري ليه... انا مش قادر امشي اصلًا و بصراحة كده نفسي اتقطع من كتر الجري، تعالى نشوف الرجل ده عاوز ايه و بالمرة نسأله على ماية لأني عطشان اوي و لسه بدري عقبال ما نروح و نشرب؟!
رد عليا عبد الله و قال...
- يا عم تروح فين لا يكون جن ولا عفريت ولا نداهة.
وقتها انا ضحكت و قولتله...
- انا اعرف نداهة ست، انما نداهة راجل جديدة دي... بطل تخريف و تعالى نروح له.
و انا بكلم عبد الله نده الرجل تاني علينا و قال...
- انتوا بتدورا على حد؟!
قربت منه و قولتله...
- لا يا حاج، احنا كنا معديين من هنا و مروحين على طول بس كنا عطشانين و عاوزين نشرب و...
فجأة سكتت لما قاطعني الرجل و قال...
- خدوا القلة دي اشربوا منها.
بصراحة عبد الله شدني من دراعي و قال لي.. 
- خد هنا... ماتشربش ولا تقرب منه تاني ولا تدخل جوة الارض الضلمة دي.
رديت عليه...
- يا عم بطل جبن بقى، احنا عطشانين و محتاجين نشرب و...
قاطعني الرجل اللي ماكنش شكله واضح بسبب ان المكان اللي كان واقف فيه ضلمة و قال...
- انا عارفك ياض انت... مش انت عبد الله سعفان؟!
أول ما قال كده لعبد الله رد عليه و قال له..
- أه انا... بس انت مين؟!
الرجل ماردش و فضل يضحك بصوت عالي لحد ما فجأة لقيت عبد الله شدني من دراعي و قال لي...
- يلا نجري من هنا... ده عفريت.. و ربنا عفريت.
المهم انا جريت بس مش عشان انا خايف، انا جريت لأن عبد الله طلع يجري ف انا جريت وراه، المهم فضلنا نجري لحد ما قابلنا رجل قبل المنطقة بتاعتنا كده، الرجل ده كان عبد الله يعرفه لأنه صاحب والده، الرجل وقفنا لأننا كنا بنجري بسرعة و قال لنا...
- انتوا بتجروا كده ليه؟!
وقفنا و خدنا نفسنا و بدأ عبد الله يتكلم و يحكي للرجل على اللي شوفناه و بعد ما عبد الله حكى للرجل، الرجل رد علينا و قال...
- الارض دي ماحدش بيروح نواحيها بالليل بس اللي انتوا شوفتوه ده مش بني أدم، ده بسم الله الرحمن الرحيم عفريت... عفريت واحد اسمه "محمد علي" كان ساكن في بيت ورا الاراضي الزراعية دي لوحده، الرجل ده البيت بتاعه كان قديم ف وقع عليه من حوالي شهر كده و مات.
وقتها عبد الله رد عليه و قال له...
- ايوة هو.. انا عارفه، الرجل ده انا كنت اعرفه و كنت بشوفه في المسجد كتير بس ماقدرتش احدد شكله لأننا شوفناه في الضلمة، بس انا وربنا كنت حاسس من صوته ان في حاجة غريبة.
المهم خلصنا كلام مع الرجل اللي قال لنا روحوا و ماتعدوش من الحتة دي تاني و روحنا عالبيت، بس انا لما روحت و حكيت لابويا أكد لي الكلام اللي سمعته و قال لي ان فعلًا كان في واحد اسمه محمد علي ساكن في بيت ورا الاراضي الزراعية دي و بيته وقع عليه من شهر كده تقريبًا، المشكلة مش في كل اللي حكيته ده.. المشكلة ان انا ليلتها حلمت ان انا واقف عند الارض الزراعية دي و كان قصادي رجل عجوز لابس جلابية غرقانة دم و كان في ف ايده قلة و عمال يقولي اشرب، بس انا مارضتش اشرب و طلعت اجري منه في الحلم لحد ما صحيت، وبعد كده بصراحة ماحصليش حاجة غريبة تاني ولا شوفته ولا حتى عديت من المكان ده تاني بالليل...

(طالما حضرتك وصلت لحد هنا ف اسمحلي اقولك إن اللي حضرتك قريته ده تجربة حقيقية بعتهالي أحد المتابعين و انا أعادت صياغتها عشان تصلح انها تكون قصة، و يبقى السؤال الدائم... هل حضرتك مصدق كلامه؟!)
تمت
محمد_شعبان

ليست هناك تعليقات