إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه 16 من الجزء الثاني

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل السادس عشر :
قطبت جبينها بدهشة مغمغمة بشرود منتشلة ذلك الكارت من يد صديقتها

-مجهول!!!!! 

وسام بأستنكار

-ده مين المجهول اللى بيحبك ده ،ده لو داغر عرف الموضوع مش هيعدي على خير

أماءت آلاء برأسها مغمغمة بتأييد على حديث وسام

-ايوة يا وجد وسام معاها حق داغر مش لازم يعرف 

أغمضت وجد عينيها و تنهدت بضيق 

-مفيش غيره ده أكيد مصطفى 

اتسعت عين وسام و قالت وهى تضرب جبينها 

-ايه الغباء ده ،أزاى نسينا مصطفى مفيش غيره أكيد هو ،وجد متريحى نفسك من كل ده و سبيله فلوس خاله يشبع بيها ، الفلوس مش هتفيدنا بحاجة لو حصلك حاجة او اتأذيتى عشان خاطرى يا و

قاطعتها وجد مزمجرة بها بشراسة

-مستحيل مجدى مسبليش كل حاجة من فراغ ،وبعدين انا عايزة ارجعله و لو حاجة بسيطة من جمايله عليا.........

___________________________

فتح داغر باب مكتب رائف على مصراعيه فوجده جالسًا خلف مكتبه يقلب بهاتف بملامح مقتضبة يشوبها الحزن و الألم فرفع عينيه عن هاتفه رامقًا داغر بنظرات باردة مثل الجليد متقنًا أخفاء غضبه من رؤيته أمامه فعاد ينظر لهاتفه مرة أخرى فأقترب داغر بعدما اغلق الباب من خلفه مقتربًا منه واقفًا امامه 

-رائف لازم نكلم

اجابة دون النظر إليه باقيًا على وضعه

-مفيش كلام عشان يتقال!!!

انتشل داغر الهاتف من يديه دافعًا إياه على المكتب متحدثًا بهدوء مصطنع 

-رائف انا مليش ذنب فى اللى حصل مش انا اللى قولتلها تحبنى انا زى زيك بضبط و

نهض رائف من مكانه ملتقطًا هاتفه مرة أخرى و وضعه بجيبه بعدم أكتراث وقطع حديث داغر قائلًا بنبرة تغلفت بالألم 

-متكملش يا داغر انا عارف الكلام اللى انت بتقوله ده انا مش زعلان منك انا زعلان على نفسى مش اكتر ،زعلان على حبى اللى راح لواحدة متستهلش ،زعلان على السنين اللى كنت مغفل فيهم فاكرها بتحبنى و هى بتحبك انت ،بتحب صاحبى و اخويا ،عارف ان ملكش ذنب بس انا كمان مليش ذنب انا مبقتش عارف اتعامل معاك و كفاية كلام فى الموضوع ده

تحرك مغادرًا من أمامه عقب أنهاء حديثه فتابعه داغر بعينه يفكر بحل لذلك الجفاء الذى اصبح بينه و بين صديقه و الذى كانت زوجته السابقة سببًا به

___________________________

طرقت الباب و انتظرت استجابة شقيقتها ففتحت ندى باب المنزل فدلفت حورية للداخل و ارتمت على الأريكة بأنهاك 

اغلقت ندى الباب و اقتربت منها مغمغمة بدهشة

-انتى ايه اللى جابك من الشغل بدرى!!!

رفعت حورية يديها و ازالت حجابها الذى يغطى خصلاتها الحريرية قائلة بسخرية 

-مبقاش فى شغل خلاص انا سبت الشغل مع عمر ده مسموش شغل اصلا و مش هاخد منه غير وجع القلب

امتعضت ملامح ندى و قالت بأستنكار

-أنتى بتهرجى مش كدة سبتى الشغل مع عمر بالذمة ده اسمه كلام انتى بتهرجى يا حورية ،ده الواحدة نفسها يجلها فرصة زى اللى جاتلك دى و انتى بتسبيها كدة بالساهل

أغمضت حورية عينيها واضعه وجهها بين يديها قائلة بنبرة ذات مغزى

-مش هتفهمينى يا ندى مش هتفهمى انا عملت كدة ليه بس ده اكيد احسنلى ميت مرة من الشغل معاه انا مش ناقصة وجع قلب كفاية اللى انا فيه 

-انا فعلًا مش فهماكى بس اللى انا فهمته انك فقرية 

رفعت الاخرى ناظرة لها و ابتسامة بسيطة ترتسم على محياها مؤكدة حديثها

-انا فعلًا فقرية!!!!

نهضت من مكانها متجهه لغرفة والدتها المريضة و التى نادرًا ما تنهض من فراشها فأغمضت ندى عينيها تلوم نفسها على حديثها ذلك 

هرولت خلفها ملحقة بها قبل ان تدلف غرفة والدتها متمتمة

-حورية انا اسفة مش قصدى اللى فهمتيه بس زعلانه عشانك و عشان ضيعتى الشغل ده من ايدك 

رفعت حورية يديها تربت على كتفيها مغمغمة بحنان

-متقلقيش هلاقى غيره ربنا كبير و اكيد مش هينسانى

___________________________

فى المساء 

نظر بساعة يديه متأففًا بضيق، ورفع عينيه مرة أخرى يراقب باب البناية الذى ستخرج منه متلهفًا للقائها

اتسعت عينه وابتلع ريقه بتوتر و هو يراها تتهادى فى سيرها مقتربة منه بدلالها المعتاد فتحت باب السيارة، و جلست بجواره و ابتسامة شغوفة على محياها قائلة برقة مصطنعة

-أتاخرت عليك !!!!!!

ارتسمت ابتسامة جانبية على وجهه و عينيه لا تكف عن التطلع عليها و تفحص هيئتها 

-بصراحة أه انا مستنيكى بقالى كتير، بس مش مشكلة هعديهالك عشان انتى لسه جديدة و متعرفنيش و متعرفيش انى اكتر حاجة بكرهها هى التأخير

شهقت بصدمة مصطنعه واضعة يديها على فمها بطريقة مسرحية متمتمة

-يا خبر انا حقيقى اسفة و إن شاء الله مش هتكرر تانى

تنهد مطولًا مغمغم و هو يشير برأسة تجاه البناية

-صحيح انتى عايشة مع اهلك !!

حركت رأسها بنفى قائلة باسف و حزن يليح على وجهها

-لا انا عايشة لوحدى يعنى تقدر تقول انى يتيمة بابا و ماما ماتوا و انا عندى ١٥ سنه و بعد ما ماتوا عشت مع خالتى بس طبعا جوزها مرحمنيش و مسبنيش فى حالى و اول ما جتلى الفرصة انى اسبلهم البيت عملتها و كنت عايشة مع واحدة صاحبتى و بعد كدة حبيت استقل بنفسى و اعيش لوحدى و الحمدلله عملتها زى ما انت شايف كدة

نظر لها عدى بأسف و قال بتأثر زائف و هو يتحرك بالسيارة

-الله يرحمهم بس انا متاكد ان والدتك كان زي القمر

اتسعت ابتسامتها مضيقة عينيها قائلة باستفسار

-اشمعنه 

قال بمرح

-يعنى عايزها تبقى مخلفاكى و متبقاش قمر

ابتسمت له ابتسامة واسعه و اكتفت بذلك و ادارت وجهها تجاه النافذة و غمغمت فى سرها و هى تقلب عينيها

-يخربيت تقل دمك يا شيخ، لا وفاكر نفسك دمك خفيف
_______________________________

ظلت تلك الأصوات الصاخبة تقتحم وحدتها و شرودها فخرجت من غرفتها بعدما اعتراها الغضب و نفذ صبرها فوجدت شقيقتها جالسة امام التلفاز فصاحت 

-فى اية يا ندى !! ايه الدوشة دى مش معقول كدة 

اجابتها ندى بلا مبالاة واضعة تركيزها باكملة بمشاهدة ذلك الفيلم 

-دى الشقة اللى قدامنا عاملين يشيلوا فى العفش و يحطوا فى الجديد و زعقت فيهم من شوية قالولى ربع ساعة بالكتير و يخلصوا بس اظاهر مفيش فايدة فيهم اخرجى زعقى فيهم انا صدعت و مش عارفة اركز فى الفيلم 

تحركت حورية من مكانها و فتحت باب المنزل صائحة بهؤلاء العمال الذين يخلون المنزل من الاثاث

-فى اية يا عم انت و هو صدعنا خلاص و الواحد عايز ينام و مش عارف منكم

اجابها العامل و هو يرفع يديه ماسحًا حبيبات العرق عن جبينه قائلًا بأنهاك

-خلاص يا مدام احنا نزلنا العفش و هنطلع الجديد و ان شاء الله مش هياخد مننا وقت

تأففت حورية قائلة

-طب ياريت بسرعة شوية انا امى تعبانة و محتاجة راحة 

اماء لها العامل معتذرًا لها

-احنا اسفين بس ده شغل يا مدام و هنخلصه و نتوكل على الله اصلا الساكن الجديد مستعجل اكتر منك و زى ما انتى شايفة بنحاول ننجز

تنهدت قائلة

-ربنا يعينكم عن إذنك 

اغلقت الباب و هى تتحرك باتجاه شقيقتها 

-حورية تعالى اتفرجى معايا الفيلم تحفة و لحد دلوقتى معرفناش مين القاتل بس حاسة انه هيطلع جوز البطلة

رمقتها حورية بنظرات نارية فأزدردت ندى ريقها قائلة

-انتى بتبصيلى كدة لية!! انتى هتتحولى يا حورية و لا ايه

أغمضت حورية عينيها متنهدة بنفاذ صبر رافعه راسها للاعلى مغمغمة

-يارب صبرنى يارب

وبعد مرور بعض الوقت صدح رنين هاتفها فصاحت ندى

-قومى قومى تليفونك بيرن شوفى مين بيتصل عليكى

نهضت من مكانها ملتقطة هاتفها ناظرة به فوجدته عمر فأبتلعت ريقها و بدأ ذلك الصراع بين قلبها و عقلها، فقلبها يخبرها بأن تجيبه و تستمع لصوته الذى يشعرها بالأمان، أما عقلها فنهرها معنفًا إياها على مشاعرها التى تريد الانجراف خلف قلبها

توقف هاتفها عن الرنين فزفرت براحة و ما كادت ان تضعه مكانه مرة أخرى حتى بدأ بالرنين مرة أخرى فزمت شفتيها و رغمًا عنها اجابته واضعة الهاتف على أذنيها مستمعة الى صوته الحنون 

-انتى مبترديش علطول ليه انا عايز افهم!!!

هدات من روعها وأستجمعت قواها و قالت ببرود و شراسة

-وانا عايزة افهم انت بتتصل ليه انا مش قولتلك م

قاطعها قائلًا 

-وانا مسمعتش اى حاجة من اللى قولتيها و افتحى الباب انا على الباب و عايز اتكلم معاكى

اتسعت عيناها و قالت و هى تنظر تجاه الباب

-انت بتقول ايه و باب ايه اللى انت عنده 

-باب بيتك يا حورية يلا افتحى عشان عايز اتكلم معاكى

كزت على اسنانها قائلة بقسوة

-انت عايز ايه منى بضبط انت بكدة هتسببلى فى مشاكل انا فى غنى عنها امشى يا عمر لو سمحت

قاطعها بحدة و انفعال طفيف

-مش ماشى يا حورية و هتفتحى و هتكلم معاكى 

زفرت و اغلقت الهاتف بوجهه و اقتربت من الباب و فتحت له فوجدته يقف امامها يطلع عليها بأشتياق و عينيه تلتمع ببريق العشق

ابتلعت ريقها بعدما سارت رجفة طفيفة بجسدها لرؤيته يقف امامها و ابتسامته الجذابة ترتسم على محياه فقالت 

-انت ايه اللى جابك، انت عايز منى !!!

تنهد مسندًا كتفية على الحائط بجواره

-عايزك يا حورية ، هكون عايز مين غيرك يا وجعه قلبى

اتسعت عيناها لصراحته او بالأصح لوقاحته فكيف يتحدث معها بتلك الطريقة، من اين جاء بتلك الجرئه!!!

امتعضت ملامحها بشدة و اسودت عيناها قائلة

-انت ازاى تكلم معايا بالطريقة دى ها!!

اعتدل بوقفته و قال و هو يشير تجاه ذلك المنزل من خلفه

-هو انتى هتقضيها اسئلة و لا ايه و بعدين انا عايزك تباركيلي على بيتى الجديد

جحظت عيناها للمرة الثانية و فرغ فاها و قالت بصدمة

-هو انت الساكن الجديد !؟

رمش لها بعينه عده مرات مؤكدًا حديثها مغمغم بابتسامة ماكرة

-ايوة انا و مدام مبقاش فيها شغل و مبقتيش شغالة معايا قولت اجى اقعد قدامك و املى عيني منك و لا بلاش

جاءت ندى من خلفها و ابتسامة بلهاء على وجهها عندما استعمت الى صوته فاقتربت منه قائلة بسماجة

-وانا اقول العمارة منورة ليه !!

التفتت حورية تجاهها صارخة بها

-ندى خشى على اوضتك و مش عايزة اسمع صوتك يلا اتحركى 

كزت ندى على اسنانها و اتجهت تجاه الصالون مرة أخرى فكادت ان تتحدث حورية فقطاعها عمر 

-شرسة اوى انتى براحة على البت شوية 

-امشى يا عمر امشى من قدامى مش طايقة اشوفك 

رفع حاجبية و اخرج مفتاح المنزل من جيبة قائلًا بمرح و ابتسامة واسعة و هى يقف امام منزله و يفتح باب المنزل

-كدابة يا حورية عينك بتقول غير كدة، عينك فضحاكى يا حورية

قال الاخيرة و هو يغمز لها بعينيه مغلقًا باب المنزل تحت صدمتها التى سريعًا ما تحولت ل شبح ابتسامة

_______________________________

تجاهل الجميع و صعد بأتجاه غرفتة، راغبًا فى أخذها سجنًا له و لوحدته ولكن منعه من أستكمال الدرج الرخامى هو صوتها الذى ظل يردد اسمه 

-رائف، رائف 

توقف عن الصعود و أستدار رامقًا إياها بنظرة خالية من الحياة قائلًا بجمود 

-نعم!!!!

أقتربت وجد منه و وقفت أمامه قائلة بأسف

-رائف انا عارفة ان اللى حصل مش سهل و انك أكيد شايل من داغر بس انت لازم تحكم عقلك، و تبص للموضوع من زواية تانية

ظهرت بسمة جانبية ساخرة على محياه و قال مضيقًا عينيه عاقدًا يديه امام صدره

-وايه هى الزواية التانية اللى المفروض ابص منها يا بنت عمى وضحى اكتر

تنهدت بضيق و قالت

-بص انا هتغاطى عن نبرة السخرية دى بس انت المفروض متبقاش زعلان من داغر، لانه ملهوش اى ذنب، كمان بصلها من حته ان ربنا كشفها قدامك مش احسن ما تفضل مخدوع فيها

بذات الوقت رآتهم كلا من هدى و سعاد الذين كانوا يتحركون باتجاه المطبخ لتحضير العشاء فقالت هدى بخفوت

-هى وجد عايزة ايه من رائف مش كفاية اللى هو فيه

حركت سعاد رأسها بضيق و نادت باسم آلاء التى كانت تدلف من الباب للتو و التى سريعًا ما استجابت لها

-آلاء روحى شوفى اختك و خليها متقفش كدة مع رائف داغر لو شافها مش هيحصل طيب

اماءت لها آلاء و تحركت بأتجاه وجد و رائف، أما هدى و سعاد فاستكملوا سيرهم

ولكن لم تستطع آلاء فعل ذلك فقد رآهم داغر و هم يقفون سويًا أعلى الدرج و حدث ما حدث و تجمدت الدماء بعروقة و الغيرة تتأجج بداخله مثل النيران

قاطعت آلاء حديثهم و قالت بنبرة عادية

-وجد بلاش الوقفة دى و 

ابتلعت باقى حديثها بتوتر عندما رآت داغر بجوارها يتحدث بنبرة غاضبة يشوبها بعض من الغيرة

-ايه اللى موقفك كدة يا وجد

تنهدت وجد و اقتربت منه

-داغر كويس انك جيت دلوقتى انا كنت بتكلم مع رائف و

كز على اسنانه و اقترب منها و قبض على ذراعها بقبضته الفولاذية التى آلمتها فقطبت جبينها و هى تنظر ليداه التى تألمها كادت ان تتحدث لكنها لم تستطع لجذبه إياها من ذراعيها و مغادرتهم من امام كل من آلاء و رائف الذى اعتلت شفتاه ابتسامة ماكرة و نظرة ذات مغزى متناسيًا وجود آلاء ولكنه سريعًا ما اخفاها 

لاحظت آلاء نظراته و ابتسامته التى تبشر عن نواياه الخبيثة و سعادته بما حدث 

ضيقت عيناها قائلة بأستفهام

-انت بتضحك على ايه انا عايزة افهم!!!!

رفع اصبعه مشيرًا تجاه شفتاه قائلًا بأستنكار

-هو انا كدة بضحك!!!

عضت على شفتاها و صعدت تلك الخطوة مغمغمة 

-رائف بلاش استعباط انا شوفتك و بلاش الحركات دى انت و داغر اقرب اتنين لبعض

حرك كتفية و وضع يده بجيوبه مغمغم

-حركات ايه يا آلاء اظاهر كدة ان حبستك فى الاوضة أثرت عليكي

أجابته بغضب 

-لا يا رائف انت عارف انها ماثرتش بس انا مش عبيطة و عارفة انك قاصد تضايق داغر عن طريق وجد و

صمتت عن أكمال حديثها و اتسعت عيناها و وضعتها على فمها و غمغمت بعدم تصديق

-انت اللى بعت الورد لوجد مش كدة انت المجهول يا رائف صح!؟

زم شفتاه و قلب عينيه و غادر من امامها دون ان يتفوه بحرف واحد تاركًا إياها واقفة بمكانها متجهًا لغرفته .....

دلف الى الغرفة مغلقًا الباب من خلفة و بدأ بخلع ملابسه و لكن اوقفه ذلك الباب الذى فتح على مصراعيه 

فالتفت ينظر تجاه الباب فوجدها آلاء و تقترب منه بخطوات سريعه و الشرار يتطاير من عينيها 

وقفت فى مواجهته قائلة بخفوت و بنبرة يشوبها التهديد

-اسمع بقى انا مش هسمحلك انك تاذيهم و تأذى نفسك وجد و داغر بيحبوا بعض و داغر صاحبك قبل ما يبقى ابن عمك فحرام تعمل كدة فى لحظة شيطان 

تنهد مطولًا رافعًا راسه للأعلى محاولًا تهدئه روعه فقالت 

-قولى انك هتبطل اللى بتعمله ده ،ده ممكن يخرب اللى بينهم

كز على اسنانه و انحنى براسه تجاه راسها و تمتم من بين اسنانه

-لا يا آلاء مش هبطل أنا متاكد من ان وجد بتحبه بس مفيش مانع انى أضايقة شوية و اشفى غليلى انا جوايا نار فاهمة يعنى ايه نار ،نار مش هيطفيها غير وانا شايفة هيجنن و يعرف مين اللى بيعمل كدة و يحس ان وجد ممكن تضيع منه و يحس بنار الغيرة اللى حسيت بيها لما عرفت ان مراتى بتحبه و محبتش غيره

اولته ظهرها و هى تحرك رأسها بنفاذ صبر و سريعًا ما توجهت ناحية الباب مغادرة الغرفة رامقة إياه بنظرة سريعة قائلة بخفوت

-هتندم يا رائف اللى بتعمله بتعمله عشان واحدة متستاهلش، وكلامى معاك مخلصش 

نفى برأسه مصحح لها

-لا بعمله عشان نفسى و عشان كرامتى مش عشان حد تانى، و الكلام خلص بالنسبالى

خرجت من غرفته مخرجة هاتفها تريد ان تنفض تفكيرها عنه مهاتفة شقيقها الذى لا يجيب عن هاتفه ليبدأ القلق ينهش قلبها
_______________________________

بالطرف الآخر

كانت جالسة على الفراش ترمقة بدهشة و هو يأتى ذهابًا و إيابًا كالثور الهائج لا تعلم ما به، وما سبب تلك العصبية المفرطة التى تراها الآن 

-مالك يا داغر فى ايه و شدتنى كدة ليه 

مسح على وجهه و بسرعة الفهد كان ينحنى لمستواها و يديه تحاوطها من الجانبين و هتف بغيرة واضحة

-انتى كمان بتسألى، اول و أخر مرة يا وجد اشوفك واقفة بتكلمى مع رائف و مش رائف بس لا ده رائف و حسام و حتى عدى أخويا

لاحت شبح أبتسامة على وجهها و قالت و هى تنظر بعيناه بتوهان

-انت بتغير يا داغر!!

أقترب اكثر بوجهه و قال و هو يتكأ على حروف كلماته 

-أكيد، و عشان كدة بحذرك يا وجد انا مبحبش حد يتكلم معاكى و لا يشوف ضحكتك و لا اى حاجة انتى مراتى و ملكى و الاهم من ده كله حبيبتى يا وجد

أغمضت عيناها مسمتمعة بلذة كلماته و رفعت يديها محاوطة عنقة قائلة بهيام

-وانت كمان حبيبى يا داغر بس ده ميمنعش شوية اختلاط مع كل اللى قلت عليهم دول ولاد عمى برضو و كمان عايشين فى بيت واحد

اسودت عيناه و زمجر بشراسة 

-قولتلك لا يا وجد مفيش أختلاط، عايزة تختلطى يبقى تختلطى مع ستات البيت و بيا غير كدة ممنوع انتى سامعة

تنهدت براحة سعيدة بكلماته و تحكمه و رجولته الطاغية و قالت بهدوء 

-ماشى يا داغر اللى تشوفه

_______________________________

وقفت السيارة امام البناية التى تقطن بها بعدما انتهى اجتماعهم الذى لم يخلو من نظراتهم المتبادلة و التى لم يفهمها سواهم فتنهدت هديل و ما كادت ان تترجل من السيارة فاوقفتها يد عدى التى منعتها من النزول ....

فالتفتت ترمقة بنظرات متسائلة فقال بأبتسامة ذات مغزى 

-مش هتعزمينى على فنجان قهوة او حتى كوباية عصير مكنتش اعرف انك بخيلة يا هديل

ابتسمت له و هى تنظر بساعة معصمها هاتفة بهدوء

-مش بخيلة و لا حاجة يا مستر عدى بس انت مش شايف ان الوقت أتاخر شوية و كدة المدام ممكن تقلق

صدحت صوت ضحكاته و قال من بين ضحكاته

-لا المدام زمانها فى سابع نومة عشان بكرة ورانا مشوار و اكيد نامت دلوقتى، و حتى لو منمتش ميهمنيش انا مبحبش حد يسالنى بروح فين و باجى منين

ابتسمت له بأعجاب مغمغمة و هى تترجل من السيارة

-اذا كان كدة يبقى معنديش مانع اعزمك على حاجة يلا بينا

شعر بسعادة تعترية و ترجل من سيارته و سار برفقتها دالفًا الى البناية مقسمًا بينه و بين نفسه بان يجعلها ملكه اليوم......

___يتبع___

ليست هناك تعليقات