إبحث عن موضوع

يوم مرعب

-أرجوك إلحقني، أنا جربت اللعبة بتاعتك، ومن وقتها في شيطان في شقتي بيطاردني بليل.
لما فتحت الميل بتاعي الصبح، لاقيت الرسالة الغريبة دي جيالي، فرديت:
-حضرتك مين ؟
-ممكن تبعتلي رقمك وهفهمك، أرجوك أنا في ورطة شديدة، اللعبة بتاعتك هتقتلني.
-إيه ؟
-هتقتلني لو ملحقتنيش.

بعتلها رقمي، واتصلت بيا، كانت بنت في العشرينات من عمرها، وساكنة في نفس المنطقة بتاعتي، قالتلي إنها بعد ما جربت اللعبة بتاعتي اللي أنا لسه عاملة جديد على "جوجل بلاي"، وبدأت تتحول معاها لحقيقة، مفهمتش كلامها، وطلبت منها تفاصيل أكتر، فبعتتلي عنوانها وصممت إن أروحلها، وقفلت التليفون في وشي... اتصلت بيها أكتر من مرة، كانت بترد وتزعقلي وتقولي: "لو ملحقتنيش ذنبي هيكون في رقبتك"، فضلت قاعد في بيتي مش عارف أروحلها ولا أفضل وأطنش ؟، ولما فتحت "جوجل بلاي" وبصيت على اللعبة بتاعتي، لاقيت إن في شخص واحد بس حملها، 

وطبعًا ده لأن مش معايا فلوس أعمل دعايا وأوصل لأكبر عدد للأسف، وبعد تفكير طويل بعمق، قررت أن أروح للبنت، لبست ونزلت، ووصلت لبيتها في خلال عشر دقائق بس، اتصلت بيها، وطلعتلها كانت في الدور السادس، وخبطت على باب شقتها، ولما فتحت دخلت وقعدت، البنت كانت قصيرة شوية، وعينيها خضراء، وحمراء من قلة النوم، وشعرها كان متبهدل، ولبسها وطريقتها في الكلام باين عليها إنها متربية ومحترمة جدًا، ومكنش باين عليها أي شر ممكن تطلعه في وشي مثلاً... 
سألتها وأنا قلقان:
-إيه الحكاية ؟
البنت عينيها كانت غرقانة في بحر دموع، وردت:

-امبارح كنت قاعدة زهقانة بعد ما رجعت من شغلي، ولأن عايشة لوحدي ملقتش حاجة تسليني، ففتح "جوجل بلاي" وبدأت أعمل سيرش على أفلام ولعب رعب، لأن بحب الرعب جدًا، وكمان ليا تلات كتب ورقية منشورين في السوق تأليفي، المهم لاقيت اللعبة بتاعتك "اكتشف أشباح شقتك"، اسمه شدني، وحملته، ونفذت الشروط اللي اطلبت مني في البداية، وقريت كلام أو طلاسم غريبة اللعبة طلعتهالي وكانت معربة.
-وبعدين ؟

 -بدأت أمشي بالكاميرا واللعبة كانت كل شوية تقولي إن هنا في شبح، وكانت بتعملي دائرة لونه أحمر على الأشباح، كنت مبسوطة جدًا، وعمالة بضحك، ولما تعبت من المشي في الشقة، روحت أوضتي ولاقيت اللعبة عاملة دائرة حمراء على السرير الثاني اللي معايا في الأوضة بتاعتي وكانت بتنام عليه أمي قبل ما تتوفى، فضلت أضحك، وقفلت الموبايل واللعبة ونمت على سريري، وبعد خمس دقائق بالظبط، لاقيت موبايلي بيرن بجرس تنبيه صوت كان عالي وفزعني، ولاقيت رسالة من اللعبة، وبتقولي: "عليكِ بطرد الأشباح التي تعيش في شقتك، وإلا طردتكِ"...

 لأنِ جريئة مقلقتش ومدتش اهتمام ونمت، بس اللي رعبني إن سمعت صوت مفاصل السرير التاني بتتحرك وتتهز كأن في حد نايم عليه، اتقلبت وبصيت، لكن ملقتش حاجة، ففتحت موبايلي وشغلت اللعبة وحطيت الكاميرا على السرير، لاقيت الدائرة الحمراء موجودة على السرير، وبعدها بدأت تقرب وتمشي ناحيتي، وفجأة بقت قدامي، 

نزلت الموبايل بسرعة وبصيت، لاقيت وش شيطاني بيخبط في وشي، اتفزعت وفضلت أصرخ، وقمت ونورت الشقة كلها، وبصيت في الساعة كانت عدت الـ12 بليل، وفجأة بدون سابق إنظار، اللعبة بدأت تبعتلي تحذيرات وتقولي "هم حولك الآن، تخلصي منهم سريعًا، واحمي نفسك بالملح"، 

مفهمتش حاجة، ولما حركت كاميرة الموبايل باللعبة، شوفت دوائر حمراء كتيرة أوي عمالة تلف حواليا في الأوضة، وبره في الصالة، وفي الحمام والمطبخ، معادا البلكونة، وكنت حاسة بحاجات كتيرة بتخبط في جسمي، وبترعبني.
البنت سكتت وفضلت تعيط جامد، هديتها، وطلب منها تكمل، فشربت شوية مياه، وقالتلي: 
-أنا أسفة.
-ولا يهمك، كملي عايز أعرف.
-فضلت ثابتة ومش عارفة أعمل إيه، واللعبة فضلت تبعتلي تحذيرات وصوت جرس الإنذار بتاعها كان مرعب، وكررتلي الرسالة دي أكتر من مرة "هم حولك الآن، تخلصي منهم سريعًا، واحمي نفسك بالملح" جريت على المطبخ وخدت منه الملح وكنت برميه في الشقة زي المجنونة، وببص في التليفون، كنت بشوف الدوائر الحمراء بتجري مني لبعيد بمجرد ما أرش الملح، وكانت بتتجمع كلها عند البلكونة، وفي دوائر كثيرة نطت من البلكونة، بس اتبقى حوالي أربع دوائر، والملح اللي معايا قرب يخلص، فجريت على أوضتي، ورميت الملح الباقي على الباب بتاعها، 

وبصيت في الموبايل، لاقيت الدوائر الأربعة واقفين عند الباب والملح بيتهز جامد في الأرض، ومكنوش قادرين يدخلوا، وسمعت صوت حاجة بتتكلم ورايا، فبصيت، ولاقيت دائرة في الأوضة، ولما نزلت الموبايل، شوفت نفس الوش الشيطاني بيقرب مني، وبيخبط في وشي، فضلت أصرخ وفقدت الوعي.

-مش قادر أفهم إزاي ده كله حصل، ودي مجرد لعبة أنا عملتها علشان تجبلي فلوس مش تجبلي مشاكل.
البنت بصتلي وكانت محرجة، فقولتلها:
-أنا أسف مقصدش أحرجك، ممكن تكملي بقيت اللي حصل ؟
-متأكد إنها مجرد لعبة ؟ 
-أيوه طبعًا.
-طب والطلاسم اللي أنت حاطتها في شروط بداية اللعبة، وإن الشخص لازم يقراها قبل يبدأ ويسجل صوته كمان بيها ؟

-مجرد طلاسم عادية جبتها من النت، يعني هبل مش حقيقي.
-لو كان هبل، مكنش كل اللي شوفته ده حصلي. 
-كملي، شوفتي إيه تاني ؟
-لما صحيت من النوم، كان جسمي واجعني، فدورت في اللعبة على جوجل بلاي على أي طريقة تواصل، ولما لاقيت الميل بتاعك بعتلك يمكن تلحقني. 
سكت وهي سكتت، وكنت بحاول أشوف حل، لحد ما البنت فتحت اللعبة، وجابت صفحة كان عنوانها "كيفية التخلص منهم"، وقالتلي:
-لازم ننفذ الشروط دي.
ضحكت بعصبية، وقولت:

-الشروط دي أنا جايبها من النت، يعني مجرد كلام أهبل مالهوش أسا...
-ملحقتش أكمل كلامي، لأن سمعت صوت حاجة بتقع بره في الصالة وبتتكسر، فالبنت ابتسمت بخبث، وقالتلي:
-الساعة دلوقتي 8 بليل، وكل ما بنقرب من الساعة 12 الوقت مش هيبقى في صالحنا.
بعد تفكير دقيق، وافقت، وبدأنا ننفذ الشروط اللي كانت:
-رملة، ودم بشري، وفرخة نذبحها فوق الرملة، وبعدها نحرقها جوه الشقة، وأربع زلطات كبار نحطهم في نص الصالة، ونبدأ نقرأ الطلاسم المكتوبة في أخر الصفحة..
-هنجيب الفرخة دي منين ؟

فكرت شوية، ووقتها مكناش لسه دخلنا في فترة الحظر، فنزلت واشتريت فرخة صاحية من مكان بيبيع فراخ صاحية ومذبوحة كان قريب، وجبت الرملة، والأربع زلطات، وبدأنا ننفذ الشروط.
طلعت الرملة من الكيس وحطيتها في الأرض، وبعدها جبت سكينة، وحطيتها على إيدي، وغمضت عيني، وحركتها على إيدي، ونزلت الدم على الرملة، وبعدها مسكت الفرخة، كانت عاملة صوت مزعج جدًا، ودبحتها فوق الرملة، وبقت غرقانة دم، والبنت جابتلي جاز وولاعة، فاستينت الفرخة لحد ما تموت، وبعدها دلقت عليها الجاز، وولعت فيها بالولاعة،

 بس الكارثة إن الفرخة كانت لسه عايشة، وفضلت تجري في الشقة، وعلشان كانت ضخمة، كانت هتحرقلنا الشقة، والنار مسكت في العفش، فالبنت جريت وجابت طفاية حريق، وطفت الشقة كلها، وطفت الفرخة، ولما ماتت، حطينا حواليها الأربع زلطات، وأنا فتحت الصفحة من اللعبة، وبدأت أقرأ الطلاسم المعربة، كل حاجة كانت ماشية طبيعي مفيش أي مشاكل، 

والبنت كانت ماسكة التليفون ومشغلة اللعبة، وشوفت في الشاشة الدوائر وهي بتلف بسرعة شديدة، وبتخبط في بعضها، ولما خلصت الطلاسم لاقيت الدوائر بتنط كلها من البلكونة، ولما خلصت طلعت البلكونة أخد نفسي، لأن ريحة دخان الحريقة بتاعت الفرخة خنقتني، وأخدت تليفون البنت ومسحت اللعبة، ودخلت على جوجل بلاي من تليفوني علشان أحذفها نهائيًا، لاقيت أكتر من 200 شخص محملينها، ومدينها تقييم 4 من 5 كمان، قلبي وقف حرفيًا، ومكنتش عارف اتصرف إزاي ؟؟؟. والبنت جابتلي عصير أشربه وقالتلي:
-أنا أسفة حقيقي على اللي حصل.
-محصلش حاجة، وانتي مكنش ليكي ذنب، أنا السبب، أنا اللي استهترت بالطلاسم.

-محصلش حاجة، الحمدلله كل حاجة هديت زي ما كانت.
شربت العصير وريحت شوية، واستأذنت البنت، وفتحت باب الشقة، ودوست برجلي على الدواسة اللي الناس بتقلع عليها الجزم بره الشقة، فلاحظت إن تحتها حاجة لزجة، فميلت وشيلت الدواسة، لاقيت تراب أسود، وفوقيه فار صغير ميت، ولما البنت شافته عينيها برقت وقالتلي:
-اللعبة مكنتش السبب، دي الشغالة اللي بتجيلي تنضف البيت هي السبب.
-مش فاهم يعني إيه ؟

-الشغالة جاتلي امبارح الضهر، وبعد ما نضفت الشقة، فضلت تكلمني عن دجال تعرفه، وقعدت تقولي عليه راجل بركة، ولو روحتله كل مشاكلي في الحياة هتنتهي، وفضلت تزن عليا، لحد ما زعقتلها ورفضت.. هي اللي جابت التراب ده امبارح، هي السبب مش اللعبة، هي السبب. علشان كانت عايزه توديني ليه وتاخد نسبتها منه، وهي عارفة كويس إن معايا فلوس وكنت هدفع اللي هيطلبه.
-أهدي طيب علشان نعرف نتصرف.
طلبت منها كيس بلاستك، ولميت فيه التراب والفار، وروحت لحتة بعيدة ورميتهم فيها، وروحت بيتي، واطمنت على البنت، وطلعت تليفوني الجديد وحملت اللعبة عليها، ونفذت الشروط وقعدت ألعب وأشوف الدوائر الحمراء وهي بتلف في شقتي، وكنت مبسوط، لأن لاقيت عدد التحميل بيزيد، وفجأة لاقيت البنت بتتصل بيا، وبتقولي وهي بتعيط:
-أنا أسفة.
-في إيه مالك ؟ أنتي كويسة ؟
-أنا كلمت الشغالة، وقالتلي إن التراب والفار دول كانوا على السلم، وهي نضفتهم وكانت هتلمهم في كيس أسود، لكن جوزها اتصل بيها لأنه في المستشفى وجريت راحتله، وأنا صدقتها لأنها حتى مخدتش الفلوس بتاعتها وجريت فعلاً بسرعة. ده معناه إن اللعبة دي السبب.

الموبايل وقع من إيدي، وسمعت صوت حاجة بتقع وتتكسر في الصالة، ولما مسكت التليفون وحطيته قدامي، لاقيت دائرة حمراء بتقرب مني، ولما نزلت التليفون، شوفت وش شيطاني بيهاجمني.... 
سامي ميشيل
#يوم_مرعب

ليست هناك تعليقات