إبحث عن موضوع

مندل الموت الجزء الثاني

بعد ساعة فعلا لقيت جرس الباب بيرن ، خرجت فتحت الباب وكان هو ( عمران ) دخل وبعد ما عملت له حاجه يشربها حكيتله على كل حاجه حصلت خلال ال١٥ يوم ونهايةً ب رؤية الكائنات و اللي حصل لي.. 

سمعني من غير ما يقاطعني وبعد ما خصلت كلامي رد وقال لي:
- انت عملت كل حاجه صح بس في حاجتين مانفذتهمش، الاولى انك ما حصنتش نفسك و الت
انية انك ما قولتش للكائن عن حاجتك وده خطر كبير عليك! خطر ليه؟! انت لما بتيجي تنادي على حد في الشارع و بينكم مشاكل مع بعض ولما يجيلك و انت مثلا هتقلش عليه زي ما بيحصل ما بين الشباب وهزرهم كده ما بالك بقى انت بتنادي ع حد ف مشاكل بينكم طبيعي ردت فعله هتكون شديدة.. انت بقى عملت كده بظبط سخرته عندك ولكنك ماقولتلوش انت عايزه ليه! المهم من ده كله انت مش كتبت قسم التسخير ف الورقة المفروض الورقة دي الكائن بياخدها منك وده زي الخاتم بتبدله بيه عشان يديك بداله خدمه وانت ماعملتش كده! 
تاني شيء انت عايز تفهم اللي حضرته ده ايه؟ ف حاجه اسمها رصد خاص بيك انت بتحضره وبيكون ليك خادم بينفذلك كل اللي انت بتامر بيه.. بس مقابل ده ف حاجه انت بتقدمهالهم وده بيكون ورد او دعوة انت بتقولها كل ليلة لتجديد العهد بينكم!

خلص كلامه و قولتله:
- طب و المطلوب مني ايه دلوقتي؟
رد وقال لي:
- انك هتنفذ من تاني التسخير و هتديله الورقة اللي هتكتبها ب الزعفران!
= وده هنفذه امتك؟
رد وقال لي:
- دلوقتي طبعا لانك لو معملتش ده ماحدش هيقدر ينجدك من غضبه!

*******

حضرت كل حاجه من تاني ، جبت المرايا و الشمعة ، كتبت ع ضهر المرايا ايات الكشف بالمسك و العنبر و الزعفران ، وعدت كتابتهم تاني ع الورقة ، بدات بصرف العمار بالزلزلة ، بعدها بصيت ع المرايا وانا بردد القسم ( .. ) 

فضلت اردد فيهم لحد ما نور الشمعة بدا يرقص وشايفه ف المرايا ، المرايا حجمها بيكبر ونور الشمعة بيزيد، خيال شفته منعكس ع المرايا ، بدأ الخيال يقرب اكتر واشفه بوضوح اكتر لحد ما شوفت نفس العجوز اللي بلحية طويلة و ساند بعكاز ع شكل تعبان! سمعت صوت بيقول ( ما حاجتك ) 
مديت ايدي ف اللحظة دي ، لما مديت ايدي حسيت بملمس حاجه حرارتها جمده اوي لدرجة اني ماكنتش قادر استحمل حرارتها! كنت هشيل ايدي بسرعه لان ايدي بدات تالمني اكتر! لكن سمعت صوت ( عمران ) جاي من بعيد بيقول لي:
- اوعى تشيل ايدك!
استحملت الالم واللي بدات احس انه بقى ف ايدي كله مش مستحمل المه! 
الصوت رجع من تاني و قال:
- طلبك مقدي وعليك بالعهد ، من يخالفه اهلكته! 
وبعدها لقيت كائن منظره مخيف اوي! هو جسمه جسم انسان لكنه نحيف جدا، ومطموس الملامح! يعني ولا لي عين ولا لي بوق! قرب عليا و مد ايده ناحيتي لحد ما لقيت ايده اتحطت ع رقبتي من ورا ضهري! حسيت ف اللحظه دي كأن حد حط سيخ محمي ف نار و حطه ع جسمي! صرخت صرخه لقيت كل حاجه اختفت! انا مع عمران ف الاوضة وشايف نور الشمعه ومافيش اي حاجه من اللي شفتها موجودة!..

لما فوقت كنت حاسس بالم ف رقبتي و بالتحديد الحته اللي ف مؤخرت الراس من ورا! حطيت ايدي عليها لقيت حاجه زي ما تكون بارزه! عمران كان بيبص لي وبيبتسم وقال لي ف اللحظة دي:
- مبروك عليك الخدمه! ماتقلقش من اللي بارز ده يا سيدي ختم بيكون موجود عند اي حد من حالتنا وده الخدمة بتاعتك! انت معاك خدمة قوية جدا انا نفسي حاولت كتير اخدها معرفتش! 

بدات احكيله ع كل حاجه شفتها وحصلت لي ، حكيت له ع منظر الكائن اللي بدون ملامح وقال لي ان ده الخدمة بتاعتك لازم تتعود انك تشوفه اتعود ع منظره لانك من النهاردة انت حياتك اتغيرت عن الاول ، انت بقيت دراعي اليمين هتروح معايا اي جلسه! وقالهالي صراحةً اني شخص مستحيل يفرط فيه! لاني معايا خدمة قوية و هتساعد ( عمران ) ف جلساته!..

خلصنا و قبل ما يمشي قال لي:
- جهز نفسك بقى لانك هتسافر معايا بكرة ف اول جلسه هتحضرها معايا! لازم قلبك ده يكون ميت لانك لسه ما شوفتش حاجه اللي هتقبله كتير!..

*******

والدتي اتصلت بيه بعد ما مشي ( عمران ) وقالت لي انها ركبت وجاية ف الطريقة، مش عارف هقولها ايه ف حوار سفري ده ، عمري ما بيت بره البيت كانت بترفض ده نهائي بحكم اني ابنها الوحيد وخايفه عليا. 
بس هحاول اقولها اي حجه و اسفر.  
فضلت سهران للصبح ، الساعه ٨ الصبح اتصلت بيه وقالت لي انها خلاص وصلت نص ساعة و العربية هتكون تحت البيت ، بعد النص ساعة وصلت امي. 
بعد ما استريحت من السفر وبعد ما اكلنا قولت لها اني هسافر ٣ ايام مع زمايلي عشان فرح اخت واحد زيملنا هحضره.. طبعا ما وفقتش ، بس بعد محيلات كتير مني وفقت ف الاخر.. 
ع الساعة خمسه بعد العصر رحت لبيت ( عمران ) كان هناك مستنيني ، نزلنا مع بعض وعرفت اننا هنسافر لسكندرية.. ف الطريق عرفت منه شوية تفاصيل عن اللي ريحين لهم، اسرة بتتكون من اب و ام و بنت وولد، الاسرة دي بتعاني ان شقتهم بتمسك فيها النار من غير اي سبب! و بالتحديد النار دي بتمسك ف اوضة الام! اما الام ف بيحصلها حاجه غريبة وهي ان جسمها كله مليان جروح عميقه جدا ومحدش عرفلها سبب! 
ده اللي حكاهولي طول الطريق، اما بقى لما وصلت البيت وشوفت بعيني كان شيء تاني خالص! 
ف الاول لما رجلي خطت عتبة البيت حسيت بحاجه غريبة انا نفسي مش عارف ايه هي! حسيت ان البيت ده ماليان بكائنات كتير جدا حاسس بوجدهم ف كل حته! الاحساس ده اتحول لحاجات انا شيفها بعيني! 

يعني مثلا لما دخلت مدخل البيت ، لما بدخل ف سلم ف وش البيت بيطلعني للدور اللي فوق، ف اوضة بابها مفتوح لمحت بطرف عيني ان ف شيء جري بسرعة ودخل جوه الاوضة دي! لما وقفت شوية لقيت عمران بيقول لي:
- ف حاجه انت شايفها غلط هناك!
ماردتش عليه ، سيبته و اتحركت ناحية الاوضة ، دخلت جوه وشوفت!!

شوفت واحدة ست قاعده على الارض في ركن! الست كانت ضمه رجلها الاتنين على بعض وحطه راسها مابنهم! قربت اكتر ، ف اللحظة دي باب الاوضة اترزع واتقفل عليا!! 
مهتمتش بالباب اللي اتقفل ، لان كنت عايز اعرف ايه حكاية الست اللي شايفها دي! خدت بالي انها كانت مربوطة من رجلها الاتنين بسلسلة!..
رفعت راسها وشوفتها ، ست عادية مش عفريته كانت بتبكي ودموعها نازله على خدودها ، بصتلي وشاورت باديها ناحية شيء ورايا! بصيت ورايا مالقتش اي حاجه، رجعت بصيت للست مالقتهاش!.
اتلفت ورايا لقيت كائن منظره يخوف اوي! كائن ضخم اسود و عنيه مش موجودة مكنها! كان فاتح بُقه وباين منها سنانه سودة زي وشه!..
انا للحظة خوفت منه ، بس حاولت اني اتمالك اعصابي وما اخفش منه ، هو ماكنش قادر يقرب ناحيتي يعني كل ما يجي ناحيتي الاقي بعد بسرعة عني زي مايكون في حاجه منعاه انه يقرب لي!. 

وقف شوية مكانه وانا وقفت اتامله لحد ما لقيته داخل جوه الحيطة و اختفى! 

هنا الباب اتفتح ، خرجت بره وطبعا عمران سألني ليه دخلت الاوضة دي وليه قفلت الباب ورايا! بس انا ما قفلتش الباب ورايا الباب هو اللي اترزع عليا اول ما دخلت.. المهم اني ما جوبتوش على اي سؤال قولت له بعدين هحكيلك كل حاجه. 

طلعنا فوق للشقة اللي رايحين لها ، عمران خبط على الباب وراجل ف الاربعينات فتحلنا الباب، اول ما فتح وشاف عمران حسيت ف وشه انه زي ما يكون نجده وجدتله لتلحقه من كارثة! 
دخلنا وقعدنا ف الصالة ، الراجل اللي فتح لنا قال لعمران:
- كويس انك جيت يا ابني ، من نص ساعة بس المدام صابتها حالة صعبه اوي ، اه هي بتجلها ع طول لكن اول مرة تكون بالشده دي! انا و الجيران مسكناها بالعافية كانت هتنتحر! دي حطت السكينه ع رقبت محروس وده يكون ابننا الصغير.. 
سكت شوية عمران وانا كنت بسمع ومش مصدق عمران رد بعدها عليه وقال له:
- طيب هي فين دلوقتي ياعمي ( حسان ) 
رد حسان وقال له:
- ربطناها انا و الجيران ف السرير وقفلنا الاوضة عليها! 
اول ما قال كده برقت لان مش مصدق ان الحالة بالصعوبة و الشدة دي!! 
عمران و حسان عمالين ياخدوا ويدوا مع بعض وانا كنت ببص ع حاجه! الحاجه دي كانت عند باب اوضة مفتوح, واحده ست واقفه! كانت هي نفس الست اللي شوفتها تحت ف الاوضة اللي تحت بير السلم! 

عمران و حسان خدوا بالهم منها ، حسان لما شافها اتصدم وفضل يقول لنا:
- احنا ربطنها بإيدينا ، و مفتاح الاوضة معايا خرجت ازاي! 
خلتهم يسكتو وطلبت من حسان اني عايز ابنه محروس! 
طبعا طلبي كان غريب ، حسان رد عليا وقال لي:
- هتعمل بيه ايه
رديت باصرار:
- ماتسالش كتير هات ابنك محروس
جابه فعلا ، مرات حسان كانت واقفه ثابته مكانها عند باب الاوضة ، بتبتسم لي ابتسامه بلهاء ، لما قربت ع الاوضة هي دخلت بكل هدوء! 
عمران لحقني لجوه وقال لي:
- انت هتعمل ايه بالواد فهمني
رديت عليه وقولت:
- اخرج لحسان ده و قول له اني عايز زيت زاتون و جلبية صغيرة واي حاجه طبق ماعليهوش اي نقوش ولا رسومات ويفضل انه يكون نحاس او صاج اديم! وهات لي منه حاجه اولع فيها بخور.. 

لما دخلت جوه لقيت مرات حسان اللي لسه شايفها واقفه قدام الباب ، مربوطه ع السرير زي ما هي! بتبص لي وبتبتسم ، قربت لها وفضلت ابصلها شوية وانا بردد ايات التهدئة و اورادي! لما خلصت لقتها غمضت عنيها ونامت!..

شوية وجالي عمران بالحاجه اللي طلبتها منه! خدت الطبقه و الزيت حطيته فيه ، دهنت الجلبية بالزيت ، وبعدها ولعت البخور و مسكت ايد الطفل رسمت عليها مربع وقولت له:
- ايه رايك يا حبيبي لو عمو خلاك تشوف رسومات حلوة ع ايدك و بتتحرك قدامك! 
رد عليا بكل طفوله وقال لي:
- طبعا يا عمو موافق
دهنت ايد الطفل بالزيت ، خدت الجلبيه و لبستها للطفل بالمقلوب! طلبت منه يفتح ايده و يبص ع المربع اللي ف ايده 
حطيت ايدي على راس الطفل وقولت قسم فتح المندل ( ... )

عين الطفل اتحولت وبقت بيضه مافهاش النني الاسود! ف اللحظة دي سألته وقولت:
- شايف ايه قدامك
رد الطفل و قال لي:
- انا شايف نقطه بيضه صغيرة ، هي كل شوية بتكبر!
سالته تاني وقولت:
- ركز اكتر على النقطه البيضه وقول لي شايف جواها ايه
رد وقال لي:
- شايف اوضة بابها مفتوح 
= تقدر تدخل جوه الاوضة
رد وقال الطفل:
- اه انا بدخل جوه!
رديت عليه بسرعة وقولت:
- شوفلي جوه الاوضة في ايه
رد وقال:
- في ست مسكه كتاب ، هو مش كتاب واحد كذا كتاب
رديت وقولت له:
- مسكاهم ليه؟!
سكت الطفل وماردش!
عدت عليه تاني وقولت:
قول لي ماسكاهم ليه:
- هي بتحفر في الارض ، حطت الكتب جوه الحفره وردمت عليهم
ف اللحظة دي لقيت الطفل اتنفض واترعش وهو واقف! هدي بعدها ع طول فقولت له:
- انت شايف ايه دلوقتي
رد وقال لي وهو مرعوب:
- كائن وحشي اوي سحب الست ع الارض وكتفها!
بسرعة قولت له:
- تقدر تساله بيكتفها ليه
رد بخوف اكتر:
- ما اقدرش اعمل كده!
رديت بغضب عليه وقولت:
- انا امرتك تساله!
رد برعب وهو بيتهز:
- هتاذي مااقدرش اعمل كده
الواد لقيته اترمه ع الارض جسمه فضل يتهز و بيخرج من بُقه رغاوي بيضه!! 

ف اللحظة دي عمران زقني وقال لي:
- انت مجنون ، انت هتموته كده!
فضل يقرا عليه اوراد ويمسح ع جسمه لحد ما الطفل فاق!..

خدنا الولد بعد ما هدي وماكنش فاكر اي حاجه من اللي شفها ، خرجنا بره وقولت لعمران اني عايز انزل الاوضة اللي تحت بير السلم ، نزلت فعلا ، فضلت اتامل ف الاوضة لحد ما سمعت صوت جاي من جواية بيقول لي اللي انت جاي عشانه مدفون هنا وكان مكان انا حددته! رحت فعلا و حفرت لحد ما خرج كيس ، كان فيه اربع كتب ، لما فتحتهم لقيتهم كتب ومخطوطات سحر! سحر اسود وقوي كمان!.. ليه مدفونين هنا؟! ليه مرات حسان كانت محتفظه بيهم؟!
اساله مالهاش غير جواب واحد ان الست دي كانت بتتعامل مع الكتب دي و خفتهم بعدها! اكيد اللي بيحصلها ده بسبب الكتب دي! للحظة رجعت نفسي وخوفت افتكرت جملة قالتهالي الست اول مرة دخلت الاوضة وشوفتها! قالت لي 
( اخرت اللي انت فيه ده هلاك ) 

خرجنا برة بعد ما طلعت الكيس اللي ف الكتب ، عمران طبعا عمال يبص لي و مش فاهم انا ازاي قدرت اعمل كل ده لوحدي ولا كأني بتعامل بالسحر بقالي سنين! ده انا تفوقت عليه كمان!..

خدنا الكتب ومشينا بعد ما اتفقنا مع حسان ان هيكون ف كام جلسة.. ف الطريق عمران قال لي:
- عايز افهم انت عملت كده ازاي ، انت فتحت مندل وده ازاي قدرت تعمله, مش اي حد بيعمله ، كده هبدا اخاف ع نفسي منك!!
رديت عليه ببساطة وقولت له:
- هتصدقني لو قولت لك ان انا نفسي معرفش انا عملت كده ازاي! انا بسمع اصوات مجهولة جايه من جواية وهي اللي بتقول لي اعمل كده!
رد وقال عمران:
- اممم الخدمة هي اللي بتعرفك وبترشدك تعمل ايه ، طب مصير الست دي ايه هنقدر نخلصها من اللي هي فيه ده؟
رديت وقولت له:
- لأ هي كده كده هتموت مهمة عملنا من جلسات! هي حضرت وسخرت مارد قوي وماحفظتش ع العهد اللي ما بنهم! فهي يا هتموت يا هتفضل ع كده لحد ما هتموت بالبطيء برضه!

فضلنا نتكلم لحد ما وصلنا عند بيته ، نزلت من العربية و بعدها ركبت عربية وروحت البيت ، امي كانت مستنياني ع العشا ، اكلت و دخلت انام..

معرفش نمت قد ايه ، صحيت ع صوت بيقول ( العهد ، جدد العهد! ) فتحت عيني شوفت عند طرف السرير شيء قاعد! كان هو نفس الكائن اللي شفته اول مرة لما عدت جلسة التسخير! جسم انسان نحيف جدا من غير ملامح! خارج منه الصوت ده ( جدد العهد ) فضلت اردد ورد تجديد العهد الف مرة! كنت لما اقوله بسجد تبجيل وولاء للكائن عشان يرحمني ويديني القوة و القدرة! .. ده كنت بعمله كل يوم من اول ما الساعة بتيجي ٨ مساءً و المعاد ده اسمعه ساعة القمر ولحد ما اذان الفجر ياذن!.. لما كنت مش بعمل كده كنت بشوف ابشع الكائنات اللي عمر حد يقدر يتحمل يبص لها لمدة ثانية واحده!

كل حاجه ف حياتي اتغيرت ، اكلي اتغير ( يعني بقيت اكل كل حاجه من غير ملح! لانه ممنوع ولو كلته اتاذي!.. ) امي خدت بالها لانها ف يوم كنا بنتعشا مع بعض قالت لي:
- مالك يا ابني انت بقالك فترة مش ع بعضك
رديت وقولت لها:
- ما انا زي الفل اهو يا امي
بصت ف عيني بتشوف بيهم كدبي وقالت:
- انا مش هتوه عن ابني الوحيد ، انت كل حاجه فيك بقت غلط ، ممكن تقول لي انت شلت كتاب ربنا من تحت المخده عندك ليه! كمان بقالي فترة مابشوفكش فارد مصلية و بتصلي ليه! سيبك من ده كله ، انت بقيت تصحى بليل و تنام طول النهار!..

سكت ولقيتها راحت ع اوضتها حطت كتاب المصحف قدامي و فتحته! وقالت لي:
- اقرا ووريني عشان اطمن عليك

معرفش لما لقيت المصحف اتفتح قدامي حسيت اني مش عايز حتى ابص ناحيته! خايف حتى المسه.
لقيتها مسكت ايدي و حططها ع المصحف! لما عملت كده حسيت بنار مسكت ايدي! شلت ايدي بسرعة من المصحف وزعقت بصوت عالي ف امي:
- ابعدي عني!
امي اتصدمت لما قولت كده ، لقيتها بكت ودخلت اوضتها!..

***
بقيت اعمل حاجات عمري ما كنت اتصور اعملها! رحت جلسات كتير مع عمران ، كل جلسه فيها بعمل كل حاجه بتغضب ربنا! انا ف الاول كنت شاب طايش عايز اروي فضولي مش اكتر ، لكن دلوقتي لما دخلت ف العالم ده عرفت حاجات اكتر عنه ، عرفت اننا بنستغل جهل الناس! ..

بس انا قرفت من اللي بعمله! حياتي كلها اتغيرت، الجامعة مابقتش اروحها ، وقتي كله مقضي ف كتب السحر و الجلسات.. انا هقولها بصراحة انا بعمل كل شيء نجس وقذر ممكن عقلك ما يتخيلوش!.. 

رجعت وافتكرت تاني الجملة اللي قالتها الست واللي بالمنسبة ولعت ف نفسها و ف البيت كله! عيلها الاتنين وجوزها وهي ماتوا! افتكرت لما قالت
 ( انت في طريق اخرته هلاكك! ) 

***

نزلت المسجد اللي بقالي فترة كبيرة ما عتبتش ناحيته.. وقفت قدام باب المسجد بعد ما صلوا الفجر.. خايف اخطي خطوة واحده جوه! باصص جوه وواقف ، فوقت من سرحاني ع ايد بتتحط ع كتفي من ورا ضهري، بصيت ورايا لقيت شيخ المسجد.. بص لي شوية و قال لي:
- ازيك يابني بقالك فترة ماجتش هنا ، عينك بتقول انك ف هم وكرب كبير، ادخل صلي و تعالى نتكلم شوية.
قولت له:
- خايف ادخل احسن اتاذي!
ابتسم الشيخ وقال لي:
- اللي معاه ربه مايخفش من حاجه ، ادخل ده بيت ربك.
حطيت رجلي اليمين ودخلت بكل خوف ، اول ما دخلت لقيت سكاكين بتقطع بطني! ما استحملتش الالم ، فوقعت ع الارض!
فوقت و انا نايم ع الارض و الشيخ جمبي ، لما فوقت قال لي اني اول ما دخلت اترميت ع الارض و فضلت اتنفض و بصرخ! حكيت له كل حاجه من اول ما دخل حياتي عمران لحد ما انتهت بوجودي ف المسجد معاه.. 
رد وقال لي بعد ما خلصت:
- انت عملت ذنب عظيم انك استعنت بمخلوقات خلقها ربك وعظمتها! لا يفلح عمل الساحر يابني، يا ابني اللي يروح لساحر ما يتقبلوش صلى ٤٠ يوم! ما بالك بقى بالساحر نفسه، الساحر كفر بربنا و ب سيدنا محمد.. عن ابي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمدﷺ 
الساحر  بيضحك على الناس بسم انه بيعالج بالقران ولكنه بيستخدم ايات الله و بيحرفها وكمان بينجسها وده ف سبيل انه يرضي الشيطان و اعوانه من الجن! فبكده بيديك القدرة ع التسخير، بس مقابل ده بيخليك تكفر بربك و تنجس كتاب وايات ربك..
وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [البقرة:102].

عيط لما خلص الشيخ كلامه وقولت له:
- ربنا مش هيسامحني ع اللي عملته! قول لي اعمل ايه عشان يسامحني
رد وقال:
- صلي و ابكي وانت ساجد وتوب واستغفر واكيد ربنا هيسمحك.

من يومها وانا ما بخرجش من المسجد ، بقيت خادم لله بصلي له عشان يغفر لي.. ماتصدقوش اي ساحر دول بيخدعوكم بسم الهبة الربنايه اللي ربنا خصها ليهم.. هما بيسحروا عيونكم و بيحلي ليكم الحرام ف عينيكم.. 
اوعوا تصدقوا ساحر كلهم كدابين ، ولا ف ايديهم الشفى ولا ف ايديهم يضروا ولا ينفعوا، الشفى بايد ربنا اللي بينفع و يضر ربنا بس.. 

.
.
.

محمد_مهني

ليست هناك تعليقات