إبحث عن موضوع

تراب امون الجزء الثالث

تراب آمون
(الحلقة الثالثة)
"الوريث"

العجين اللي حطه جوة بوقي خلاني مش قادر اتنفس ف حسيت أن انا بطلع في الروح و خلاص هموت لحد ما فجأة سمعت صوت بيقول...
- فاروق... فاروق... اصحى يا فاروق انت أيه اللي وقعك في الأرض كده؟!
فتحت عيني لقيت نفسي واقع عالأرض قصاد الدولاب اللي كان مفتوح و جواه تمثال القط و خالد اخويا واقف جنبي!!!
مسكت أيد خالد و قولتله و هو بيقومني من مكاني و بيسندني لحد ما قعدت عالسرير...
- خالد انت كويس؟!... هو أيه اللي حصل؟!
رد عليا خالد باستغراب...
- أه يا ابني انا تمام و زي الفل و بعدين أيه اللي حصل ازاي يعني!... انت يا ابني مش خدت التمثال و دخلت تشيله في الدولاب زي ما قولتلك؟!
وقتها قولتله و انا بحاول اداري خوفي من اللي شوفته...
- أه أه... و بعدين ايه اللي حصل؟!
رد عليا خالد باستغراب أكبر...
- لا حول ولا قوة الا بالله... يا ابني انا لقيتك اتأخرت ف لما دخلت اشوف انت اتأخرت ليه لقيتك واقع عالأرض قصاد الدولاب و عمال تزعق و تقول ابعد عني ابعد عني و التراب و الدم، أول ما قربت منك و لمستك لقيتك فوقت و كأنك كنت نايم و بتحلم مثلًا!
وقتها رديت عليه و انا بفرد جسمي عالسرير بسبب الألم الغريب اللي كنت حاسس بيه في راسي بسبب الوقعة اللي تقريبًا وقعتها من غير ما اخد بالي...
- طيب طيب يا خالد... سيبني انام دلوقتي و بكرة نبقى نشوف هنعمل ايه.
قام خالد و هو بيضرب كف بكف و راح ناحية الدولاب و قفله و هو بيبرطم بكلام انا مش سامعه بس اكيد معناه أن اما اتجننت، قفل خالد الدولاب و راح نام على سريره و انا كمان غمضت عيني و بدأت اروح في النوم و أول ما نمت صحيت على صوت حد بيقول...
- فارووق... اصحى يا فاارووق.
قومت من النوم لقيت جدي واقف ناحية باب الأوضة و بيشاور لي أن انا اقوم، بصيت على خالد اللي كان نايم على سريره و رجعت بصيت لجدي تاني و قولتله...
- انا مش بحلم صح؟!
هز لي دماغه بحركة معناها "لأ" فبصيتله باستغراب و سألته...
- انت عاوز مني أيه؟!
شاور لي بحركة معناها أن انا اروح وراه و بعد كده خرج بره الأوضة ف عملت اللي كان يقصده و روحت وراه، فضل يمشي و انا وراه لحد ما وصلنا للأوضة اللي كنا شايلين فيها الكتب، الأوضة كان بابها مفتوح ف دخل جدي جواها و انا دخلت وراه بس أول ما دخلت ماشوفتش حد لأن الأوضة كانت ضلمة ف شغلت النور بتاعها و أول ما شغلته مالقتش جدي و كأنه اتبخر أو الارض اتشقت و بلعته!
وسط خوفي و رعبي و قلقي لاحظت أن في كتاب موجود عالأرض مفتوح على صفحة معينة و ده غريب لأن انا و خالد كنا مرتبين الكتب كويس جدًا و انا متأكد أن الكتاب ده ماكنش موجود في مكانه ده، وطيت على الأرض و مسكت الكتاب اللي لقيت ورقة وقعت منه، مسكت الورقة و بدأت اقرأ اللي فيها....
(لو قريني وصلك للورقة دي يبقى انا ميت و انت بتقراها و لو انا ميت و انت في أيدك الورقة دي يبقى انت أكيد واحد من أحفادي و أكيد طالما قريني ظهر يبقى قدرت تلاقي القط اللي جواه تراب كهنة معبد آمون، نصيحتي ليك بقى لو انت وصلت للي وصلتله ده ف واجب عليك إنك تخلص من أي وريث تاني ممكن يشاركك في التراب اللي جوة القط اللي لما هتلف رقبته عدد لفات معينة قريني أكيد هيكون ظهرلك و وراهالك بعد ما لقيته؛ هتفضي اللي جواه و هو التراب اللي قولتلك عليه... التراب ده هو سر الأسرار و هتقدر عن طريق خلطه بالدم إنك تسخر جن قوي جدًا يقدر يخليك تسيطر على حارس أي مقبرة فرعونية و تقدر تفتحها بسهولة، الموضوع مش سهل و انا التمثال ده وقع تحت أيدي بسبب صدفة مش مهم اوي انك تعرفها بس اللي لازم تعرفه إنك لازم تكون الوريث الوحيد لأن القط ماينفعش يورثه ٢ و الجن اللي بيحضر بسبب خلط التراب اللي جوة القط بالدم بيخدم واحد بس، و ماتقلقش لو التراب اللي جوة القط خلص ف انا هظهرلك و هعرفك تجيب زيه منين... صدقني ده كنزك في الحياة و ورثك اللي هيخليك اغنى شخص في الدنيا.. ده الكنز اللي هيخليك دكتور الدلالين و ده لأن كهنة معبد آمون لعنوا تراب يقدروا عن طريقه يسيطروا على الجن حراس المقابر وقتها و التراب ده لازم يتخلط بدم بشري عشان تقدر تحضر الجن اللي فيه)

خلصت قراية الكلام اللي في الورقة و لسه هطبقها و احطها ف جيبي فجأة سمعت صوت حركة من ورايا ف لفيت بسرعة عشان اشوف خالد اخويا واقف ورايا و هو رافع أيده بالتمثال ناحية راسي و خلاص فاضل شوية و يضربني بيه، وقتها مسكت أيده بسرعة ف هو قال لي بغضب...
- انت قريت الورقة يا فاروق يا اخويا، بس انا قريتها قبلك و انت نايم... سامحني، لازم واحد بس اللي يعيش عشان يورث الكنز الغالي ده.
وقتها رديت عليه و قولتله...
- انا مش عاوز كنز ولا زفت... انا عاوز إننا نمشي من هنا.
وقتها خالد زقني بقوة ف وقعت على ضهري، قرب نحيتي و هو خلاص هيضربني على راسي بالتمثال و هو بيقول...
- فات الآوان يا اخويا.. فات الآوان.
و رفع أيده و قبل ما يضربني على راسي بالتمثال ضربته بكل قوة في رجله علشان يقع على الأرض و التمثال يقع من أيده، وقتها جريت ناحية التمثال و لحقته قبل ما خالد يمسكه و أول ما مسكته دخلت في نوبة غضب مافوقتش منها إلا و انا شايف خالد راسه متهتكة قصادي بسبب ضرباتي بالتمثال على راسه، وقتها فوقت من نوبة غضبي و مسكت راس التمثال و لفيتها نفس اللفات اللي شوفت جدي بيلفها للقط اللي كان ف أيده في الحلم، و لما عملت كده راس التمثال اتشالت بسهولة و بسهولة برضه نزل منه تراب لونه أسود، جيبت دم من اللي كان مغرق المكان بسبب تكسيري لراس خالد و خلطته بالتراب، أول ما عملت كده ظهر من العدم رجل ضخم جسمه جسم بني أدم و راسه راس قط أسود شكله يشيب شعر الراس!!
وقتها بصيتله بمهابة و قولتله...
- أن أن أنت مين؟!
رد عليها بصوت غليظ...
- انا خادمك يا مولاي... اطيعك و أكشف لك عن كنوز الأرض بتفاصيلها حتى تفارق الحياة و حتى يرث نسلك من بعدك الوعاء الذي بداخله تراب آمون....

**************************

- جدي فاروق... هو انت اللي حكيته ده بجد؟!
وقتها رد عليا جدي و قال...
- أه و انا هثبتلك... قوم وروح ناحية الدولاب و اخبط ٣ خبطات على أرضيته الخشب.
روحت ناحية الدولاب بتاعه و فتحته و عملت زي ما جدي قال، خبطت تلات خبطات على أرضيته بعدهم خرج درج خشبي من جوة الدولاب كان جواه تمثال صغير على شكل قط لونه أسود، بصيت للقط و بصيت لجدي و قولتله...
- يعني القط ده هو اللي...!
رد عليا جدي و هو بياخد نفسه بالعافية...
- أه... القط ده هو اللي عليه كل الحكاية، القط ده اللي قتلت اخويا بسببه و بعد كده داريت جثته و دفنتها بعيد عن عيون الناس و قولت انه اختفى، القط ده هو اللي هيكون سبب في تغير حياتك بعد ما اللي جواه يبقى ملكك يا فاروق، فاروق انت ابن ابني و ابوك مات و انا ماليش حد من نسلي غيرك... نفذ وصيتي و افتح التمثال بالطريقة اللي جدي عبد الرحمن قالهالي و انا قولتهالك دلوقتي، و لو التراب خلص انا هجيلك و اقولك تجيب التراب منين... هتو هتو هتوحشني يا فاروق.

قال جدي كلامه ده و مات، كأن قلبه كان حاسس إنها هتكون أخر كلماته، مات جدي و اندفن و اتكفن... مات جدي اللي كل الناس كان بيحبوه لأنه كان خبرة في شغلته اللي انا ورثتها منه... شغلته اللي هي الكشف عن المقابر الفرعونية، جدي كان متمكن فيها لدرجة إن اللي كانوا بيتعاملوا معاه أطلقوا عليه أسم الدكتور، مات جدي و انا بقيت الدكتور الصغير و كملت رحلة بدأها جد جدي و ياما فتحت مقابر فرعونية بمساعدة الحارس اللي حضر لما خلطت التراب اللي جوة التمثال بدم بشري، أنا الدكتور فاروق خالد فاروق... فضلت رقم واحد في شغلتي لحد ما فجأة التراب خلص و مع انتهاءه ظهرلي جدي في الحلم و قال لي جُمل انا لحد النهاردة مش فاهم معناها...
(كهف بهية
الفتحة
مرة في السنة
قنا
نجع حمادي)
تفتكروا الكلام ده معناه أيه!... انا لحد النهاردة لسه مش عارف بس اوعدكوا لو عرفت معنى الكلام ده هرجع تاني و احكيلكوا حكاية كهف بهية...

تمت


محمد_شعبان
ثلاثية_تراب_آمون

ليست هناك تعليقات