إبحث عن موضوع

تراب امون الجزء الثاني

تراب آمون
(الحلقة الثانية)
"التمثال"

(الدم هو المفتاح... الدم هو المفتاح للكنز)
لسه هسأله و اقوله دم أيه و كنز أيه بس فجأة لقيته مسك القط بكل قوة و فصل راسه عن جسمه و فجأة برضه حدف راس القط ف وشي، أول ما عمل كده غصب عني صرخت و لما صرخت فجأة صحيت من النوم، فتحت عيني و بصيت على سرير خالد لقيته مليان دم و خالد مش موجود عليه، لسه هقوم من عالسرير عشان ادور على خالد أو اشوفه حصل فيه أيه، فجأة ظهر من وسط الدم نفس القط اللي أول ما ظهر من عدم نط ف وشي، و مع نطته ف وشي صحيت المرة دي من النوم بجد و اللي أكدلي إنه حلم إني لقيت خالد اخويا واقف جنب السرير و بيقولي...
- اصحى يا فاروق... اصحى يا ابني انت شوفت كابوس ولا أيه؟!
رديت عليه و انا بحاول افوق...
- أه شوفت كابوس وحش اوي... الله يخربيت جدك ليخربيت المكتب للقط الأسود.
أول ما قولتله كده رد عليا و قال...
- مكتب و قط اسود و جدك!!
أنت شوفت جدك و هو بيدبح قط و بيفضي دمه جوة الدواير الصغيرة اللي في المكتب و بعد كده حدف راس القط في وشك؟!
جاوبته باستغراب...
- أه... انت شوفت نفس الكابوس ؟!
رد خالد و هو بيقعد على سريره...
- أه باين أن انا شوفت نفس الكابوس اللي انت شوفته بس احكيلي كده انت بالتفاصيل شوفت أيه.
حكيتله بالتفاصيل و بعد ما خلصت لقيته بيقولي..
- أه هي هي نفس التفاصيل... انا مش عارف بقى انا كنت صح ولا غلط لما قولتلك نيجي نعيش هنا!
وقتها رديت عليه...
- يا عم هو عشان حبة كوابيس نسيب البيت، انا عن نفسي مش خايف و بصراحة البيت مريح و بعدين ما احنا مع بعض اهو.
بص لي خالد و ضحك و بعد كده قام غير هدومه و راح على شغله و انا كمان غيرت هدومي و روحت الشغل و بعد يوم طويل رجعت البيت لقيت خالد في المطبخ بيحضر لنا الأكل اللي بعد ما كلناه دخلنا نمنا و للأسف، لتاني ليلة على التوالي أشوف نفس الحلم و اصحى على نفس الحلم التاني و بعد كده اقوم لما القط ينط ف وشي بس المرة دي لقيت خالد كان لسه نايم و كان بيصرخ و هو نايم، قومت صحيته و شربته ماية و بعد ما فاق قولتله...
- نفس الكابوس؟!
رد عليا...
- أه... هو هو الكابوس.
وقتها رديت عليه...
- تفتكر واحد ساحر زي جدك ده ظهوره في الحلم دليل على أيه؟!
رد عليا خالد...
- أكيد مش خير أبدًا.
فكرت شوية و بعد كده قولتله...
- لأ... جدك بيوصل لنا رسالة.
رد عليا خالد...
- بيوصل لنا رسالة؟!
رديت عليه و قولتله....
- أو ممكن يكون بيكمل لنا رسالة هو بعتهالنا بالفعل.
قولت كلامي ده و قومت اتنفضت من مكاني و قولت لخالد بترقب...
- خالد... هي الورقة اللي انت لقيتها في المكتبة اللي في أوضة المكتب لسه معاك؟!
رد عليا خالد و قال...
- أه لسه معايا... في أيه؟!
رديت عليه...
- هي فين؟!
جاوبني...
- افتح الدولاب هتلاقيها تحت البنطلون الرمادي.
فتحت الدولاب و جيبت الورقة و قعدت جنب خالد اقراها..
- بداخل المصمت الدماء تسري ف في الأعلى يفتح الباب الصغير... الجزء الأول ده.
رد عليا خالد...
- ماله الجزء الأول و أيه علاقة الرسالة باللي بنشوفه في الأحلام؟!
وقتها قولتله و انا مركز مع الورقة...
- الجزء الأول معناه أن لما الدم هيسري في مكان مصمت في باب صغير هيتفتح في الأعلي.
لما قولت كده خالد قال لي...
- مصمت ازاي يعني؟!
رديت على خالد...
- الجزء المصمت ده هو المكتب.. باينة اوي خصوصًا لو ربطت الرسالة دي بالحلم اللي بنشوفه، و بالنسبة بقى للباب اللي في الأعلى ف انا ماعرفش هو فين بس اكيد لو عملنا زي ما جدك كان بيعمل في الحلم الباب المذكور هنا ده هيتفتح و ساعتها هنفهم كل حاجة.
أول ما قولت كده رد عليا خالد باستغراب...
- فاروق انت اتجننت؟!... عاوزنا نجيب قط و ندبحه و نحط دمه في الفتحات اللي في المكتب؟!
وقتها رديت عليه و قولتله...
- يا عم لا قط ولا هندبح حاجة خالص، انا اعرف واحد صحبي شغال ممرض ممكن نشتري منه كام كيس دم و نفضيهم جوة الفتحات و نشوف أيه اللي هيحصل!
وقتها رد عليا خالد...
- طب و انت ايه اللي خلاك متأكد أننا لو حطينا دم في الفتحات في حاجة هتحصل، و ليه مانحطش ماية مثلًا؟!
رديت على خالد و قولتله...
- ماهو بالعقل كده الكلام مذكور في الورقة اهو موضح، و بعدين انت لو ربطت الكلام ده بالحلم زي ما قولتلك هتعرف إن انا عندي حق.
وقتها رد عليا خالد...
- طب افرض يا فاروق طلع كل استنتاجاتك دي غلط و لو حطينا دم في المكتب مش هيحصل حاجة.
رديت عليه و انا بضحك...
- عادي يا خالد يبقى ماخسرناش حاجة.
فعلًا اقتنع خالد بكلامي و تاني يوم روحت لواحد صحبي ممرض و اديته قرشين و خدت منه في مقابلهم ٥ أكياس دم، خدت الأكياس و روحت عالبيت... خالد كان قاعد في الأوضة اللي فيها المكتب و واقف عمال يبصله لحد ما انا دخلت عليه و بدأت افضي الدم جوة الفتحات و انا بقوله...
- خالد... فضي معايا الدم في الفتحات اللي باقية.
هز لي خالد راسه بالموافقة و فضى الدم جوة الفتحات و انا معاه لحد ما فجأة سمعنا صوت طقطقة جوة المكتب، وقتها بصيت لخالد و قولتله و انا بضحك..
- شوفت... صدقتني!
لسه هكمل كلامي لكني فجأة سكتت لما لقيت المكتب من فوق بيتفتح جواه فتحة كأنها درج داخلي ماكنش باين، اتفتح الدرج و أول ما اتفتح لقينا جواه تمثال فرعوني حجمه متوسط؛ كان تمثال لقط لونه أسود...!
بص خالد للتمثال و هو مبرق و رجع بص لي و قال لي بذهول..
- أيه ده يا فاروق... أيه ده؟!
وقتها قولتله و انا ببتسم و بمسك التمثال...
- ده كنز يا اخويا... ده ورثي انا و انت، صح كده بداخل المصمت الدماء تسري ف في الأعلى يفتح الباب الصغير و جوة الباب هنلاقي التمثال البطل ده.
أول ما قولت كده رد عليا خالد و قال...
- طب و العمل.. هنعمل أيه بيه ولا هنتصرف فيه ازاي؟!
وقتها بصيتله و قولتله بقلق...
- ماعرفش يا خالد ماعرفش... انت ماتعرفش حد ممكن يشتريه مننا؟!
رد عليا خالد...
- اعرف واحد صحبي يعرف ناس بتشتغل في الأثار، ممكن اسأله لو يعرف يشوف لنا صرفة في البتاع ده.. بس لحد ما ده يحصل خده و شيله جوة الدولاب.
رديت على خالد و قولتله...
- حاضر.. حاضر.
دخلت الأوضة و شيلت التمثال في الدولاب و بعد كده خرجت لأوضة المكتب بس أول ما خرجت مالقتش خالد واقف زي ما سيبته، انا لقيت جدي واقف قصاد المكتب بس المرة دي ماكنش حلم لأ، ده كان حقيقة و كنت شايف جدي و هو واقف بنفس هيئته ورا المكتب و ف أيده كان نفس القط اللي المرة دي مادبحوش زي ما حصل في الحلم... جدي المرة دي مسك القط من رقبته و لفها ٣٦٠ درجة و بعد كده لفها ١٨٠ درجة و بعد كده لفها تاني و رجعها مكانها و بعد ما عمل كده مسك راس القط و رفعها لفوق ف اتفصلت عن جسم القط اللي أول ما راسه اتفصلت مانزلش منه دم لأ... القط نزل من جسمه تراب لونه أسود فضاه جدي على الأرض و هو بيبص لي و بيضحك، وقتها استجمعت شجعاتي و قولتله...
- انت عاوز أيه تاني مننا؟!
ماردش عليا ولا قال كلمة، كل اللي عمله إنه راح ناحية المكتب و وطى جاب حاجة من عالأرض و فضل يجرجرها لحد ما وصل بيها عند التراب، الحاجة دي كانت جثة خالد اللي كان سايح في دمه قصادي... خالد راسه كانت متكسرة و الدم كان خارج من كل فتحة من الفتحات اللي ف راسه، بص لي جدي و رجع بص لخالد اللي كانت راسه بتنزف بغزارة، مد جدي أيده ناحية الدم اللي نازل من راس خالد و خد منه شوية و بدأ يخلطهم بالتراب الاسود اللي قصاده و بعد ما عمل كده مسك العجين اللي عمله من التراب و الدم و جه نحيتي بسرعة و مد أيده بالعجين ده ناحية بوقي و قال و هو بيزعق و ملامحه بدأت تتغير لدرجة إنها بقت مرعبة...
- كل يا فاروق... كل يا فاروق.
حاولت ازقه لكنه كان اقوى مني و قدر يدخل العجين ده جوة بوقي و هو بيقول بصوت عالي...
(كل يا فاروق... كل يا فاروق....)
العجين اللي حطه جوة بوقي خلاني مش قادر اتنفس ف حسيت أن انا بطلع في الروح و خلاص هموت لحد ما فجأة

يتبع

محمد شعبان

ليست هناك تعليقات