إبحث عن موضوع

تراب امون الجزء الاول

تراب آمون
(الحلقة الأولى)
"الوصية"

التراب و الدم و القربان هم بداية النهاية....

أنا فاروق محمد الدميري
عندي ٢٦ سنة
عايش انا و اخويا خالد في شقة لوحدنا بعد موت ابونا و أمنا، اتربينا في بيت عمتي اللي بالمناسبة اتوفت هي كمان و من بعد وفاتها و احنا عايشين لوحدنا، عيشنا حياة صعبة و الأصعب كان بعدنا عن جدي (عبد الرحمن الدميري) اللي ابويا و عمتي كانوا مقاطعينه بسبب شغله في السحر و الأعمال، عدت سنين و احنا لوحدنا و جدي اللي اتربينا على كرهه ماكناش بنزوره لحد ما ف يوم جه اخويا البيت و قال لي و هو على ملامحه حزن غريب...
- فاروق... جدك عبد الرحمن الناس لقوه ميت في بيته.
وقتها قولتله بحزن...
- لا إله الا الله، الله يرحمه و يسامحه... انت عرفت منين؟!
رد خالد...
- جيرانه قالوا انه اختفى بقاله فترة و لما خبطوا عالباب ماحدش كان بيفتح ف اضطروا انهم يكسروا باب البيت و للأسف لقوه ميت بقاله كذا يوم.
أول ما قال لي كده قولتله...
- طب بما أنك الكبير، شايف أيه اللي ممكن يتعمل؟!
رد عليا و قال...
- الناس غسلوه و دفنوه... ده الكلام اللي وصلني، اما احنا ف لازم نروح نعيش في بيته اللي في الدرب الاحمر.
رديت عليها...
- بس يا ابني بيت جدك ده أكيد مليان عفاريت و جن، ولا انت ناسي كلام عمتك الله يرحمها عنه.
رد عليا خالد...
- لا مش ناسي، بس ده كان زمان... دلوقتي احنا كبرنا و كمان الدنيا اتطورت، ما عفريت الا ابن أدم يا اخويا.
وقتها رديت عليه...
- طب و ولاد عمتك، مش لازم يعرفوا إن جدهم مات و يجوا ياخدوا عزاه و كمان ياخدوا ورثهم.
رد عليا خالد...
- يا ابني ولاد عمتك استقروا في السعودية من وقت ما سافروا مع ابوهم من بعد موت عمتك، و بعدين جدك هيكون حيلته أيه يعني يتورث غير البيت اللي انا و انت أحق بيه من أي حد تاني؛ ولا انت عاجبك الشقة الغالية اللي احنا عايشين فيها دي.. فاروق احنا بندفع نص مرتبنا تقريبًا إيجار للشقة و بعدين انا و انت غلابة و شغالين باليومية، صدقني البيت ده احنا أحق بيه.
بصراحة اقتنعت بكلام خالد و حضرنا نفسنا عشان نتنقل لبيت جدي اللي في حي الدرب الاحمر، لمينا هدومنا و حاجتنا و تاني يوم روحنا البيت و بعد ما عملنا عزا لجدي بدأنا نجهز نفسنا للعيش فيه بعد ما سيبنا الشقة اللي كنا فيها، البيت كان متكركب و كان كله صور و كتب شكلهم غريب، بيت من دور واحد أول ما تدخله هتتأكد إنه بيت رجل دجال بسبب الرسومات اللي عالحيطان و الكتب الغريبة اللي مرمية في كل مكان، المهم وضبنا البيت و نضفنا الأوض و ركننا كل الكتب في أوضة صغيرة من الأوض، كنا بنوضب البيت عادي جدًا لحد ما وصلنا لأوضة ماكنش فيها أي أثاث غير مكتب شكله غريب... مكتب مالوش أدراج، هو مكتب كأنه حتة خشب كده و مدهونة كلها بدهان لونه أسود... بصراحة مش ده بس اللي لفت نظري انا و خالد، اللي لفت نظرنا كمان سهم مرسوم على المكتب؛ السهم ده كان بيشاور ناحية مكتبة خشب صغيرة متعلقة على الحيطة، المكتبة دي كانت فاضية و ماكنش عليها أي حاجة غير ورقة واحدة بس، وقتها بص خالد ناحية السهم و راح لحد المكتبة و مسك الورقة و بدأ يقرأ اللي فيها بصوت عالي...
(بداخل المصمت الدماء تسري
ف في الأعلى يفتح الباب الصغير
و رأس بأشارات مُحكمة تطير
ف ينغمس التراب بالدماء
و تقدم الروح كالقربان دليل على الولاء
حينها يصبح المراد ممتد
و يرث الوريث ثم يورث العهد)

قال خالد كلامه ده ف انا غصب عني قولتله و انا بضحك...
- أيه يا ابني كلام الف ليلة و ليلة ده!
بص لي خالد و قال بابتسامة...
- الظاهر ان جدك قعدته لوحده لسعت مخه و خليته يتلبس بعفريت شاعر مجنون باين.
فضلنا نهزر و نضحك و ماهتمناش بالكلام المكتوب في الورقة اللي شالها خالد في جيبه و بدأنا نوضب في الأوضة و ننضفها و بعد ما خلصنا تنضيف و توضيب فيها وقف خالد يتفحص المكتب الغريب ده في صمت و انا جنبه لحد ما قولتله...
- المكتب ده شكله غريب اوي... بس الأغرب انه تقيل جدًا.
وقتها رد عليا خالد و هو مركز مع المكتب...
- مش غريب أن شكله كده ولا غريب أن وزنه تقيل، الأغرب من ده كله هي الفتحات دي.
قال خالد كلامه ده و هو بيشاور على دواير صغيرة موجودين على كل طرف من أطراف أعلى المكتب، الدواير كان حواليها أسهم بتشير لحاجة جواها... الأسهم كان زيها زي السهم المرسوم ع المكتب باللون الأحمر بس حجمهم أصغر، بصيت لهم باستغراب و قولت لخالد..
- بتاعت أيه الفتحات دي؟!
رد عليا...
- في الحقيقة ماعرفش ولا عايز اعرف، انا كل اللي اعرفه دلوقتي إن انا جعان و عاوز بعد ما خلص أكل أنام... انا طلع عيني في تنضيف البيت ده.
بصراحة خالد كان معاه حق لأننا تعبنا جدًا في تنضيف البيت و عشان كده خدت بعضي و خرجت اشتريت أكل و بعد ما اكلنا انا وهو دخلنا ننام في الأوضة اللي اتفقنا انها هتبقى الأوضة اللي هننام فيها و عشان كده حطينا فيها السريرين بتوعنا، حط خالد راسه عالمخدة و راح في النوم و بصراحة انا كمان أول ما غمضت عيني ماحستش بالدنيا لحد ما سمعت صوت مواء قط... كان صوت مزعج خلاني فتحت عيني بالعافية و قولت بخنقة...
- أيه الصوت الوحش ده..!
أول ما قولت كده الصوت بقى أعلى و مع علو الصوت فتحت عيني كويس لقيت نفسي واقف في الأوضة اللي فيها المكتب.. المكتب الغريب اللي كان قصادي بالظبط و من وراه كان واقف جدي!!!
كان شكل جدي عادي جدًا؛ يعني ماكنش مرعب ولا حاجة بس المرعب كانت الحاجة اللي ماسكها في أيده، جدي كان ماسك قط أسود من رقبته و الواضح أن المسكة اللي جدي كان ماسكها للقط كانت هي السبب في أنه يخرج الصوت المزعج ده، بصيت لجدي باستغراب و لسه هتكلم و اسأله هو بيعمل أيه هنا، لكن فجأة سكتت لما لقيته طلع سكينة من هدومه و دبح بيها القط اللي لما اندبح نزل دم غزير من رقابته، مسك جدي رقبة القط و حطها ناحية فتحة من الفتحات الاربعة ف بدأ الدم ينزل جواها و بعد كده عمل اللي عمله ده مع التلات فتحات التانيين و هو بيبص و بيبتسم ابتسامة كانت مخلياني واقف مش عارف انطق لحد ما هو خلص اللي كان بيعمله و بعد ما خلص لقيته برق لي و قال...
(الدم هو المفتاح... الدم هو المفتاح للكنز)
لسه هسأله و اقوله دم أيه و كنز أيه بس فجأة لقيته مسك القط بكل قوة و فصل راسه عن جسمه و فجأة برضه حدف راس القط ف وشي، أول ما عمل كده غصب عني صرخت و لما صرخت فجأة صحيت من النوم، فتحت عيني و بصيت على سرير خالد لقيته مليان دم و خالد مش موجود عليه، لسه هقوم من عالسرير عشان ادور على خالد أو اشوف حصل فيه أيه، فجأة ظهر من وسط الدم نفس القط اللي أول ما ظهر من عدم نط ف وشي....
يتبع



محمد_شعبان
ثلاثية_تراب_آمون

ليست هناك تعليقات