إبحث عن موضوع

اتصالات من مجهول

-اتصالات من مجهول-

" أنا كظابط شرطة فكرة إن يجي ليك مكالمات مراوغة أو هزار ده شيء اعتيادي في شغلي عشان كده ديما بعتمد على أخبار المخبرين أكتر من الأتصالات اللي بستقبلها بصراحة.. أسمي "محمد" و عندي 32 سنة في يوم جالي تلفون من شقة في الشارع اللي في ضهر القسم ببلاغ من شاب إن في عصابه اتهجمت عليه و العصابة دي عبارة عن أربع شباب و ساكنوا معاه غصب ، طبعًا أول حاجه عملتها إن أتصل بالمخبيرين اللي في الشارع هنا هأفهم منهم و متستغربش فكرة المخبرين الكتير دي لأني بخدم في منطقة شعبية غير إني كمان لسة حديث الخدمة في المنطقة يعني لأزم أعتمد أعتماد شبه كلي على المخبرين..

المهم بعد ما أتصلت و أتكلمت مع أسعد اللي شغال هناك أتاكدت إن مافيش حاجه زي دي حلصت نهائيا و لا حتى أي حالة أشتباه سيبت الحوار نهائي ...

عدي يومين على الأتصال ده و ده اللي خلاني أتأكدت إن المكالمة هزار و غيره و طبعا في القرن ال 21 المفروض كحكومة منقفش أوي بسبب إن معظم اللي بيعمل كده عيال و تجنبًا للمشاكل مابنخدش أو الأغلب فينا مش يبدأ في أي إجراء إزعاج سلطات لتجنب المشاكل الكتير إلا في حالة لو الأمر بقي عطلة رسمية، لكن أتكررت المكالمة تاني من نفس الرقم و بالمناسبة ده كان تلفون آرضي و المكالمة كالأتي :

-" ألو.. اللحقني يا حضرة الظابط الأمر بقي خارج عن السيطرة و الشباب دي أصبحت هي المالكة للبيت و أقنعوا الجيران بده، حضرتك الأمل الوحيد إنك تنقذني الأمر أصبح مرعب، سجل البلاغ بأسم أحمد الكاشف و بالرقم ده "0229******" و العنوان ش/ ******* خلف قسم ********** عمارة "11" الدور التالت شقة 5"".

سجلت العنوان و الرقم و الأسم لأني عايز أتاكد من حاجه معينة المهم تاني يوم عديت على الشارع و وصلت لحد العمارة و سألت البواب 

-بقولك اية يا بلدينا هو مين ساكن هنا في شقة 5 

=عدم اللاموخذة يا بية قصدك على شقة سكن الطلاب..

-سكن طلاب و هما كام واحد بقي؟! "قولت السؤال ده بدأت أتاكد من ظنوني.."

=هما 4 يا بيه "أحمد و حسين و محمود و مينا " بس حضرتك بتسأل لية و مين حضرتك؟! 

"طلعت من جيبي 200 جنية و ادتيها له و قولت له :

- خد يا راجل يا طيب أنا قريب أحمد و له فلوس عندي تسمح لي أطلع متعرفش موجودين و لا لا؟؟!

=أه موجودين فوق يا بيه دول منزلوش بقالهم أسبوع..

-تشكر يا راجل يا طيب..

سيبت البواب و طلعت و أنا عايز أتاكد من الاسم اللي كلمني عشان قررت أتخذ الإجراءات اللازمة بعد كده طلعت و خبطت تلات مرات و في المرة التالتة فتح لي شاب أسمر و طويل :

- خير حضرتك عايز مين؟؟

=عايز أحمد الكاشف..

-أنا أسف بس واضح إنك غلطت في العنوان..

=ازاي و البواب قالي إنه موجود..

-اللي موجود أحمد عذب مش كاشف تتفضل تشرب حاجة 

=لا لا شكرًا أنا أسف 

نزلت من العمارة على أقرب مكتب اتصالات عشان أتاكد من الرقم و من خلال سلطتي عرفت إنه فعلا رقم موجود بنفس الأسم بس موقوف بقاله سنة و 6 شهور و اتحول لمنطقة تانية أساسًا ..

أستغربت و طلعت على المكتب و أنا بفكر و دماغي مقلوبة، دخل عليا أشرف زميلي و هو أقدم مني في الخدمة لاحظ تعبي فسألني :
- مالك يا أحمد في إية؟؟!

زي ما أكون ما صدقت و حكيت له كل حاجه لاقيته بص لي و قعد يضحك قولت له بكل عصبية 

= أنت بتضحك على أية بقولك لاقيت الرقم موقوف أصلا..

-يا عم أهدي بس لما يتصل تاني قوله حاضر هنيجي و خلاص 

=أنت بتتريق يا أشرف..

ضحك و قال :

- يا عم والله ما بتريق هأفهمك أحمد الكاشف ده شب كان في كليه صيدلة وقتها كان بيدرس في جامعة القاهرة هنا و كان قاعد في الشقة اللي عنوانها قصادك و حصل إن أتنين هجمه عليه و استغلوا فرصة وجوده لوحده و اتقتل في الشقة دي و العيال دول أختفوا و اتأيدت القضية ضد مجهول و أتقفلت الشقة 6 شهور و من سنة أتفتحت من جديد لسكن الطلبة و من ساعتها مع بدايات الدراسة في كل ترم و سكن الشقة و تلفوناتنا كلنا ترن لكن بالترتيب مكتب مكتب و يوصلنا البلاغ اللي بيستهزق بيكمل معاه و اللي بيراضيه مش بيكلمه تاني فأنت رضيه..

سكت و أنا مصدوم و مش قادر أتخيل إن كل ده بيحصل و هيحصل عشان روح كان نفسها تستنجد و ملحقتش...

*تمت*
-ياسمين علي-

ليست هناك تعليقات