شبح الثلاجه
١
التلاجة
خالد فودة
أنا أحمد راضي، عندي ٢٧ سنه، زي أي شاب في سني كنت عايز أكمل نص ديني، الحمد لله جبت شقة صغيرة على قد فلوسي، وجبت العفش وبعض الأجهزة الكهربائيةو مكانش فاضل غير التلاجة، روحت سألت عند واحد بيبيع أجهزة مستعملة، كان اسمة الاستاذ بلال، وصلني بالاستاذ حاتم اللي كان متجوز جديد مبقالوش ٣ شهور بس و لظروف علمها عند الله انفصل هو ومراته وقرر يبيع كل اللي في الشقة، وكان نصيبي من العفش بتاعه التلاجة، كانت لسا بالكرتونة بتاعتها، كإنها جديدة، لأ دي جديدة فعلًا، استعمال عرسان ٣ شهور بس، قلقت عشان ممكن يطلب فيها كتير، ولكني اتصدمت لما سمعت سعرها، كانت ب ٣٠٠ جنية!.
كانت من نصيبي زي ما (سمر) حبيبتي بقت من نصيبي برضه، وأخيرًا اتجوزتها، لكن بعد جوازنا ب ٣ شهور تقريبًا، كنت نايم في اوضتنا، لكني قومت من النوم على شعور غريب، أنا كنت جعان جدًا، بصيت على (سمر) اللي كانت نايمة جنبي زي القتيلة، ناديت عليها وقولت:
_سمر، يا سمر، قومي هاتيلي أكل، أنا جعان.
ردت عليا وقالت:
_يوه يا أحمد، أنت مقومني من النوم قبل الفجر عشان تقولي عايز تاكل!! قوم يا أحمد ادخل المطبخ هتلاقي الأكل في الفرن.
قومت من على السرير ودخلت المطبخ، حضرت الأكل لنفسي وقعدت آكل، لكن اللي قطع استمتاعي بأكل مراتي الجميل صوت غريب، صوت لقيته جاي من التلاجة، مش صوت زن التلاجة المعتاد لا... دا زي ما يكون صوت ناس بتهمس بكلام مش مفهوم، بصيت ناحية التلاجة باستغراب وسيبت الأكل وقومت حطيت ودني على التلاجة عشان اسمع اللي بيتقال، بس ملقيتش حاجة، لأ ثواني دا صوت ناس بتهمس، قربت ودني جامد وبدأت اسمع كويس فجأة سمعت صوت صرخة لواخدة ست، بعد صوت الصرخة دي باب التلاجة اتفتح و مع فتحته دي انا اتزقيت لورا و وقعت على ضهري، لما وقعت حطيت ايدي على وشي في خوف وبصيت ناحية التلاجة لقيت الباب بتاعها اتقفل!
قومت من مكاني و جريت على (سمر) صحيتها...
_قومي يا سمر بسرعة، في صوت ناس جوة التلاجة.
ردت وقالت:
_انت اتجننت يا أحمد!!! ناس مين اللي في التلاجة دول.
رديت عليها و قولتلها:
_طب قومي حطي ودنك على التلاجة كدا وانتي هتسمعي وتعرفي اني صح.
قامت سمر من على السرير بكسل وهي بتحسبن عليا تقريبًا، حطت ودنها على التلاجة بس كالعادة مفيش حاجة حصلت!
وكالعادة برضه سمعت من لسانها الفالت اللي متبري منها وصلة تهزيق محترمة.
_مش قولتلك مفيش حاجة، انت قلة النوم وكتر الأكل هما اللي عملوا فيك كدا، ادخل اتخمد بقى وبلاش شغل العيال دا انت كبير عيب.
دخلت عشان انام، لكني سمعت صوت الهمهمات تاني، قولت بيني و بين نفسي يادي الليلة اللي مش فايتة، الصوت ده كان جاي من بره الأوضة،
_سس..سسس..سمر، ي..يا سمر، قومي فيه صوت غريب اهوه.
ردت عليا بصوتها اللي واضح منه أنها نايمة:
_اتخمد وارحمني بقى حرام عليك، هو انا الراجل ولا أنت، اتغطى كويس يا احمد و نام.
قولت:
_من أول كام شهر وبتزعقيلي، امال لما نكمل سنة هتعملى فيا ايه!!
مكنش فيه حل غير اني أشوف بنفسي فيه ايه، يارب، يارب أنا خايف يارب، يارب لو كان جن اصرفه، طلعت من الأوضة ومشيت ناحية الصوت، اللي كان مصدره المطبخ، جيت أفتح نور المطبخ لقيته مبيتفتحش، للحظة قولت جايز الكهربا قطعت، بس استبعدت الفكرة دي تمامًا لما لقيت باب التلاجة مفتوح ونورها منور جزء كبير من المطبخ، اتشجعت وقربت من التلاجة، ب..ببب..بس ملقتش الأرفف!! بصيت جواها كويس لقيتها فاضية، فاضية تمامًا، إلا من من...من الطفل اللي كان قاعد جواها!! كان عيل صغير ميت جلده مسلوخ!
صرخت وقولت:
_ي..يي..ينهار اسود، يي...يي..يسمر، الحقيني.
سمر جت تجري على صوتي و اول ما جت كان باب التلاجة اتقفل،
بصيتلها و انا متنح و بشاور ناحية التلاجة:
_ف..ففف..في عيل صغير مسلوخ جواها.
فتحت سمر التلاجة بكل هدوء، وفعلًا لقت الطفل المسلوخ مكانه، (سمر )اول ما شافته انهارت وبدأت تعمل حاجة غريبة اوي، سمر مسكت وشها و بدأت تشد الجلد اللي عليه وبقت بتقطعه وبترميه عليا، و هي بتصرخ وبتقول:
_انت موتت أبني، حرام عليك حرمتني منه ليه، حرام عليك.
_حرام عليك، قوم بقى يا أخي قرفتني.
ايه ده؟ أنا نايم على السرير، وسمر كانت بتفوقني، يعني اللي شوفته ده كان حلم ؟!
لكن برغم أنه كان حلم ألا أني مش قادر انسى نظرة عنيها وهي بتقطع جلد وشها، سيبتها وطلعت بصيت على التلاجة عشان اتأكد بنفسي بس الحمد لله مالقتش أي حاجة غريبة.
قررت إني هروح للراجل اللي اشتريت منه التلاجة عشان اللي بيحصلي دا كتير، روحت على عنوان شقة الرجل اللي جبت منه الزفتة التلاجة دي، و أول ما دخلت العمارة و قبل ما اطلع قابلت البواب اللي سألني وقال:
_طالع لمين يا بيه وانا ادلك.
قولتله:
_طالع للاستاذ حاتم في الدور التالت.
قالي:
_الاستاذ حاتم يا بيه سافر بره مصر من حوالي ٣ شهور.
رديت عليه و قولتله:
_لا حول ولا قوة إلا بالله، سافر!! طب والتلاجة الغريبة اللي باعهالى دي اللي بيطلع منها عيل صغير مسلوخ!!
سمعت صوت البواب اللي قطع كلامي وقال:
_بتكلم نفسك يا بيه ولا ايه!!! سلامة عقلك.
قولتله:
من اللي بشوفه ياا...
رد وقال:
_سعيد، سعيد البواب، خير يابيه احكي يمكن أقدر اساعدك.
حكيت له كل اللي حصل من أول ما أشتريتها لغاية ما أنا واقف بتكلم معاه دلوقتي.
ف رد عليا وقالي:
_يا حول الله يارب، بقى انت شوفت عيل صغير مسلوخ!! بص يا بيه انا هحكيلك حاجة و جايز اللي هقولهولك دا يفيدك، اللي باع لك التلاجة ده يا بيه مافاتش على جوازه ٣ شهور، و ف يوم كنت بسقي الزرع اللي جمب العمارة و سمعت صوت خناقة مابينه وبين مراته، خناقة كبيرة لرب السما، سمعناه بيتعارك معاها وصوتهم جايب لأخر الشارع، ومراته كانت بتصرخ، اتجمعنا يا بيه انا وسكان العمارة وقعدنا نخبط على باب الشقة لغاية ما قولتلهم:
_انتوا لسا هتخبطوا، دي الست هتموت في أيده، تعالوا نكسر الباب.
فعلًا يا بيه انا و الجيران كسرنا الباب و دخلنا الشقة و لقينا الرجل و مراته في المطبخ، الست كانت واقعة جنب التلاجة وكان فيه دم كتير مغرق هدومها والتلاجة و كمان جدران المطبخ، ف نقلناها للمستشفى و لما وصلت عرفنا أنها كانت حامل وسقطت، بس جوزها كان بيقول أنه مبيخلفش، و بعد كده عرفنا أنه بيخلف عادي والعلاج اللي كان بياخدة جاب نتيجة، بس الدكاترة قالوله أن العلاج لسه قدامه فترة عقبال ما يجيب مفعول، بعدها يا بيه هي طلبت الطلاق و قعدت عند أهلها، وهو باع العفش بالأجهزة الكهربائية وسافر.
خلص عم سعيد كلامه، و لما طلبت منه عنوان الست طليقة حاتم متأخرش عليا و اداهولي، خدت منه العنوان وروحتلها وحكيت ليها اللي بيحصل، و الحمد لله الست تفهمت الموضوع جدًا وقالت:
_انا كمان بحلم باللي انت بتحلم بيه كل يوم، بشوف نفس الطفل المسلوخ، ا..ااا..انا مخنتوش، هو اللي خانني لما شك فيا، أنا مليش ذنب في حاجة
رديت عليها و قولتلها:
_يعني انا دلوقتي أعمل إيه في التلاجة دي؟
ردت عليا و قالتلي:
_أنا مقدرش أقولك تعمل ايه، أنت زيي زيك بالظبط بدفع تمن حاجة مليش فيها ذنب.
قطع كلامنا رنة تليفوني و كانت سمر مراتي اللي بتتصل، رديت عليها و قولتلها:
_ألو، أيوة يا حبيبي، تعالى بسرعة عشان عندي ليك خبر حلو.
قولتلها:
_خبر حلو!! ايه امك ماتت؟
ردت عليا وقالت:
يا ساتر عليك وعلى كلامك، تعالى بس وهتفهم.
قفلت معاها و رجعت اتكلمت مع مرات الاستاذ حاتم وقولتلها:
_انا عرفت هعمل ايه في التلاجة أنا هبيعها ومتشكر جدًا إن حضرتك تفهمتي الموضوع، والبقاء لله في ابنك اللي راح.
مشيت من عندها وروحت البيت، لقيت سمر مقابلاني على غير العادة بابتسامة وخدتني بالحضن وقالت:
_أحمد يا حبيبي، أنا حامل.
_ايييييه؟؟
_أنا حامل يا حبيبي، مبروك.
_حامل؟! حامل ازاي!
_حامل ازاي ايه يا أحمد، زي الناس فيه ايه؟
مكنتش عارف أنطق بكلمة، دخلت الاوضه وفتحت الدولاب وطلعت التحاليل اللي كنت عاملها قبل فرحي، وقولتلها:.
_سمر! انا مبخلفش.
......
بعد مرور ٣ شهور
كنت واقف مع زبون وبقوله:
_أنا حذرتك قبل ما تتجوز بلاش التلاجة دي، لأن كل ما حد يشتريها تحصله مصيبة، مرة واحد قتل مراته بعد ما اعترفتله أنها بتخونه، وقبلها واحد سقط مراته، التلاجة دي فيها حاجة مش طبيعية.
_يا عم بلال يعني هيكون فيها عفاريت يعني! و بعدين هي العفاريت اليومين دول بقوا بيقعدوا في التلاجات!!! وهو يعني انا لو كان معايا فلوس كان زماني جيت أشتريتها....سيبك من التخاريف دي يا عم و نبي و خد، ادي ال ٣٠٠ جنية حق التلاجة و بارك بقى.
انا صاحب محل الادوات الكهربية، انا اللي عرفت أحمد على الراجل اللي اشتري منه التلاجة، وانا اللي خدت التلاجة من احمد بعد ما قتل مراته واتجنن، وانا برضه اللي بعتها للرجل الاخير اللي جه بعد جوازه بشهر يشتكيلي أنه بيسمع صوت خبط وناس بتتكلم في التلاجة، والله اعلم مين اللي ممكن يتضاف للحكاية بعد كده....
......تمت......
التعليقات على الموضوع