رواية عشق الطفوله الحلقه ١٣❤
الثالث عشر. هي الآن في طريقها إلى شركه والدها وقد استيقظت صباحاً عازمه على مصالحه محبوبها...فقد عرفت من عاصم أنه يساعدهم في أحد الأعمال... لترتدي فستان طويل من اللون الأزرق يعكس لون عينيها... فهي تعرف أن هذا لونه المفضل بعد الأسود!!وقد جمعت شعرها على جانب واحد... لتنزل من السياره ودلفت إلى الشركه بخطواتها الرقيقه.. لتركب المصعد فاللأسف مكتبه في الطابق الثاني عشر!! لتصل إلى الطابق المنشود.. ولحسن حظها هو أيضا كان قد انتهى من عمله..ليقف أمام المصعد في انتظاره... ليتفاجئ بها في وجهه!! وقبل أن يستوعب مايحدث كانت تقع عليه.. ليصبحا الاثنين على الأرض!! ليقول لها وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها:ايه اللي جابك ياآيه؟!
لتقول هي بعدم تركيز وهي تستند بمرفقيها على صدره الصلب:في حد يقول لمراته ايه اللي جابك!!بدل ماتخدني بالأحضان وتقولي نورتي ولا اي حاجه.. تقولي كده...ثم طبعت قبله على احدى وجنتيه.. واردفت قائله:انت عسوول اوووي..
لينظر لها بتعجب.. فهي بالتأكيد تعاني من انفصام في الشخصيه!! الأمس بحال واليوم بحال آخر...
ليقول لها وهو يحملها ويتجه بها نحو مكتبه في آخر الممر فلحسن حظهما لم يكن أحد غيرهما في الممر:ماشي يا آيه هنشوف الموضوع ده بعدين...
ليدلف إلى مكتبه.. ثم وضعها على الأريكه... وذهب لإحضار كوب ماء إليها..ليساعدها على تناوله..
ثم جلس بجانبها.. وأخذها في حضنه... دقائق واستعادت آيه تركيزها... لتبتعد عن حضنه بوجه أحمر من الخجل قائله بتعلثم وقد تذكرت ماقالته له عند المصعد:آسفه اوي يامحمد.. بس انا مابركب الاسانسير ببقى مش مركزه...
لينظر لها بنصف عين... لتكمل:مش مركزه خالص!!
ليقول هو ببرود:خير ياآيه..ايه اللي جابك؟! ثم اكمل بغضب:ومقولتيش ليه انك هتخرجي... والغبي اللي اسمه فايز مقاليش ل...
لتضعه هي يدها على فمه تمنعه من التكمله.. لينظر لها بصدمه من أفعالها اليوم!!
لتقول هي بتبرير ومازالت واضعه يدها على فمه:اول واخر مره تحصل!!انا اللي قلت لفايز ميتصلش بيك عشان انا كنت عايزه اعملهالك مفاجأه...
ثم أكملت قائله بدلال لم تتصنعه يوما بل كانت دائماً هكذا في الماضي:انا آسفه اوي على اللي حصل امبارح يامودي.. والله مكانش قصدي خالص خالص اللي حصل ده... ثم أكملت وهي تضع يدها على ذراعه وهو محدق بها بصدمه:بس انت برده غلطت لما سحبتني وراك وطلعتني غلطانه قدام سيف.. انا على فكره بحب الأطفال جدا جدا والله بس انت برده مكانش ينفع تعمل كده.. وانا غلطت لما عليت صوتي عليك...بس انت مش هتعمل كده تاني صح؟! ليهز رأسه يؤكد كلامها.. وهو مازال في صدمته!! لتقترب منه وهي وتهمس عند أذنه:أنا آسفه.. ياموودي...
ثم طبعت قبله على وجنته.. وابعدت يدها عن فمه.. وهي مازالت في أحضانه.. فهي لاقدره لها على النظر في وجهه بعد مافعلته الآن..
ليبعدها هو سريعا عن أحضانه.. ويرى وجنتيها المشعلتين من الاحمرار..ليقول محاولا تغيير مجرى الموضوع بعد أن احتضنها مره أخرى لتلف هي ذراعيها حول خصره بتلقائيه:خلاص ياستي عادي محصلش حاجه.. ثم أكمل بتحذير:بس صوتك ميعلاش تاني ياآيه وإلا رد فعلي ساعتها مش هيعجبك!!
لتؤمئ هي رأسها كعلامه للموافقه.. قائله بابتسامه:حاضر..
ليقول هو باستغراب:بس اسم مودي ده عرفتيه منين؟!
لتقول هي بتعلثم:هاا.. لا عادي يعنى اصل انا بسمع ان معظم الناس بتقول ميدو.. لتكمل بدلال وهي تنظر إليه بعيونها الواسعه مثل القطط:وبعدين انا المفروض حد مميز في حياتك.. يعني اقولك واناديك باسم مختلف عن كل الناس...
لينظر لها بنصف عين مع ابتسامه حاول اخفائها:بقى كده؟!
لتقول هي ببراءه:اهااا..
لينظر إليها قائلا بغضب ونظره موجه على شفتيه الحمراء:ايه الزفت اللي انتي حطاه على شفايفك ده؟!
لتنظر له ببلاهه قائله وهي تمسح شفتيها بيدها:انا مش حاطه حاجه والله...
ليبعد هو يدها قائلا:مش حاطه ازاي يعني؟!
ليحضر محرمه ورقيه.. ويمسح شفتيها بعنف... ولكن لم يظهر أي شيء على المحرمه.. لتبعد هي يديه قائله وهي تزم شفتيها بغضب طفولي:اااه!! شفايفي وجعتني..والله مفيش حاجه عليها.. انا شربت الصبح بس عصير فراوله وهو اللي بيخلي شفايفي كده.. اعمل ايه يعنى؟!
ليقول هو بأسف:اوك خلاص.. نسيت انها بتبقى عامله كده لما تاكلي فراوله..
لتنهض هي سريعا.. وهي تضرب يدها على جبهتها.. وتبحث في جميع الاتجاهات عن هاتفها... لتلتفت إليه قائلا:هو فين موبايلي؟!
ليرد عليها:شنطتك كلها على المكتب...
:اوك..
قالتها وهي تأخذ حقيبتها من على المكتب... لتخرج الهاتف.. وتتصل بأحد الأرقام.. ثواني وكان يأتيها الرد.. لتتقول بابتسامه:ايوه ياعمو سالم...
_...........
:اه ياعمو سالم.. امشي حضرتك دلوقتي.. انا هفضل هنا في الشركه..
_............
:اوك.. مع السلامه ياعمو
_............
لتغلق معه الهاتف.. وتلتفت إلى محمد بابتسامه ماكره... لينظر إليها قائلا باستغراب:قولتي للسواق يمشي ليه؟!
لترد عليه قائله ببراءه:عشان انت يامودي اللي هتوصلني... بعد لما تخرجني يامودي..
ليرد عليها وقد عقد مابين حاجبيه:اوصل مين ياختي واخرج مين؟!
:تخرجني انا وتوصلني أنا.. لتكمل قائله بخبث:هو مش المفروض انت خطيبي...واي اتنين مخطوبين بيخرجوا.. وبعدين انا لسه راجعه من السفر المفروض تفسحني...
لتنظر في ساعه يدها قائله:على العموم ميعاد الغدا قرب... انا هاروح عند بابي.. على ماانت تخلص شغل.. وابقى اتصل بيا.. بااي..
لتخرج من المكتب صافقه الباب خلفها... وماان خرجت حتى انفجرت في الضحك على منظره كيف كان اليوم... لتستعيد هدوئها مره أخرى ثم نزلت إلى الطابق الحادي عشر حيث يوجد مكتبي اخويها...
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
وصلت آيه أمام مكتب عاصم.. لتنظر إليها السكرتيره قائله بابتسامه:ايوه يافندم..
:لو سمحتي انا عايزه ادخل عند بشمهندس عاصم...
:والله يافندم هو عنده جوه مقابله مع آخر مهندسه جديده للشركه..
:طيب قوليله آيه الشافعي...
:دكتوره آيه!! اتفضلي يادكتوره.. هو مبلغ اذا حضرتك جيتي في اي وقت تدخلي على طول...
:ميرسي...
لتطرق باب المكتب.. وتسمع اذنه من الداخل بالدخول...
لتدلف إليها بابتسامتها الجميله... قائله:ياريت اكون مش عامله عطله...
لتلتفت إليها تلك المهندسه بصدمه على ذلك الصوت قائله:آيه الشافعي!!
لتنظر إليها آيه بصدمه قائله في نفسها:نهار ابيض!!
لترد عليها قائله بتعجب مصطنع:حضرتك تعرفيني؟!
لتنهض الأخرى من على المقعد أمام مكتب عاصم الذي كان يشعر أنه يتابع أحد المسلسلات... لتقف أمامها وبدون أي سابق إنذار كانت تحتضنها بقوه قائله:ازيك ياندله انتِ مش عارفاني انا أميره الكيلاني.. شله الدحيحه يابه!!انا وإنتِ وملك وسيرين ومريم...لتقطع حديثها قائله وقد تذكرت شيئا ما:انا آسفه ياآيه.. نسيت صحيح ان البت ملك قالتلي انك عملتي حادثه... سوووري... بس متقلقيش... هاتي الفون كده اسجل رقمي عندك.. ونبقى نتكلم... لتكمل بمرح وهي تبعد خصلات شعرها الأسود القصير عن وجهها:انا برده مش اي حد وهتفتكريني يعني هتفتكريني...
لتأخذ من يد آيه الهاتف.. وتحفظ رقمها عليه... وحفظت أيضا رقم آيه لديها...
لتقول لآيه بابتسامه :مش كنتِ ترجعي بدري شهر ولا حاجه ده انا حتى لسه مخطوبه وكان نفسي تحضري خطوبتي...وكمان مكنتش لاقيه رقم حد منكم خالص عشان اعزمه كان نفسي تبقوا معايا بس مش مشكله تتعوض في الفرح... بااي..
ثم التفتت إلى عاصم اللتان قد انتسى وجوده قائله:هو اتقبلت ولا لا يابشمهندس؟!
اما هو كان شاردا في شعرها الأسود وعيونها السوداء الواسعه التي قد تناسب مع وجهها الأبيض المستدير... وكيف كانت تبتسم مع أخته... ليستغفر ربه سريعا.. وهو يتذكر أنها خطيبه صديقه!!ليقول لها بعد أن استعاد هدوئه المعتاد ووقاره:اه يابشمهندسه وتقدري تباشري عملك من بكره...
لتقول له بحماس:ميرسي يابشمهندس.. عن اذنك...
ثم لوحت إلى آيه قائله وهي تغادر من الباب:باااي يايوكا.. هاكلمك اكيد...
ثم غادرت بعد أن أغلقت الباب خلفها برفق...لتلتفت آيه إلى عاصم بعيون جاحظه قائله:هو ايه اللي حصل دلوقتي ده؟!
:مش عارف..
لينظر الاثنان إلى بعض... دقيقه واحده وكانا ينفجران في في الضحك على تلك المجنونه.. ليقول لها عاصم بعد أن هدأ:ايه البنت دي؟! هو انتوا كلكوا مجانين كده.. محدش عاقل خالص فيكم...
:لا ياخويا.. محدش عاقل فينا... وبعدين مش عدي هو اللي بيعمل المقابلات دي على حسب معرفتي ايه اللي حصل ؟!
ليهز الآخر رأسه ييأس من أخيه قائلا:هو بيعمل المقابلات دلوقتي مع الرجاله وسايبلي أنا البنات...
ثم أكمل وهو يضحك على أخيه:عدي لما ييجي يعمل مقابله مع اي واحده ست.. مبيقبلش على أساس كفائتها.. بيقبل على أساس الميكب اللي هي حطاه....
لتضحك هي الأخرى على حال أخيها...ثم قالت:بس أميره دي شكلها دمها خفيف.. عملت ايه في المقابله؟!
:مشوفتيهاش ياختي قبل ماتيجي كانت عامله ازاي!!
:ازاي ياخويا...
قالتها وهي تجلس أمامه على المقعد... فهي تعرف حال تلك المجنونه فهي أيضا صديقه صغرها...
:هاحكيلك ياختي...
قالها وهو يتذكر تلك المقابله...
Flash Back
كان عاصم قد سئم من إجراء تلك المقابلات... ليصل إليه اتصال من صديق له يدعى إسلام... ليرد عليه قائلا:ازيك يا إسلام!!
:الحمد لله ياخويا.. مجيتش ليه الخطوبه بتاعتي كانت من شهر.. عدي بس هو اللي جه..
: معلش.. ماانا لو كنت جيت انا وهو كانت الناس هتتلخبط فينا... وبعدين انا كنت مع ماما وبابا عند سيري وآيه في أمريكا.. عشان كده معرفتش أجي...
:ماشي ياسيدي.. بص بقى انا بعتلك العروسه نفسها تشتغل عندك...
ليعقد عاصم مابين حاجبيه قائلا:مش فاهم قصدك ايه؟!
:قصدي ياسيدي هي قرأت الإعلان اللي انتوا نزلته في الجرايد عن مهندسين جداد ييجوا يتدربوا في الشركه ومصره تروح تشتغل.... وبتقولي مش هشتغل معاك عشان الناس هتقول اني بدلع.... وانا مش راضي اقولها انك صاحبي عشان هتهرب.. فعايزك تاخد بالك منها.. وهي شاطره أصلا فمش هاوصي عليها...
:ماشي ياإسلام.. مش متصل يعني حبا فيا.... بس اوك من عنيا... يلا سلام..
:سلام...
ليغلق معه..وهو لايعرف إذا كان قابلها أم لا؟! فهو الى الآن قد قابل مايقرب من خمس عشره فتاه... ليرفع سماعه الهاتف ليتصل بالسكرتيره... ثواني وكان يأتيه الرد...
:ابعتيلي المهندسه الأخيره...
:حاضر يا فندم...
ليسمع تلك الطرقات الرقيقه على باب مكتبه.. ليأذن للطارق بالدخول.... لتدلف إلى الغرفه بخطواتها الهادئه.. وهي تنظر إلى أرضيه الغرفه... لينظر إليها بنظرات إعجاب في تلك البدله النسائيه من اللون الأسود وأسفلها قميص من اللون الأبيض يعكس لون بشرتها... وهي واقفه بجانب الباب لم تتحرك... بينما هي كانت تستمد قوتها منه.. ليستغفر ربه سريعا قائلا بصوت أجش:اتفضلي يا بشمهندسه...
لتتقدم هي منه بحظوات خجله.. ولم ترفع وجهها من الأرض... ليقول لها بضحك بعد أن جلست أمامه.. ولم ترفع نظرها إليه:ماهو لو السجاده عجباكِ اوي كده ممكن تاخديها معاكِ..
لتنظر إليه بصدمه.. وليتها لم تنظر إليه.. ليسرح في وجهها البرئ بعيونها السوداء وشعرها الأسود القصير... اما هي فقد سمعت عنه أنه لايضحك ولا يبتسم.. ولكن عندما رأت ملامحه أحست بشئ غريب.. وقد سحرتها عيونه الزيتونيه... لتخفض نظراتها سريعا وهي تنظر إلى تلك الدبله المعدنيه في إصبعها الأيمن التي تقيدها بشخص آخر... لينظر هو إلى ماتنظر إليه.. ليعرف أنها خطيبه صديقه... ليقول لها بابتسامه هادئه وهو يحاول ان يجعلها تتحدث فقد ظن أنها من النوع الخجول!!! :قوليلي اسمك يابشمهندسه...
لتقول بصوتها الرقيق:أميره عزت الكيلاني...
ليطالع الأوراق الخاصه بها بإعجاب.. فقد اتضح أنها ذكيه.. وقد كانت في جامعتها طيله الخمس سنوات متفوقه وتحصل على المركز الأول...
ليقول لها بنظرات فخر:ماشاء الله يا بشمهندسه.. الورق بتاعك حلوه جدا ومستواكِ كويس... و..
قبل أن يكمل كلامه كانت تدخل آيه.. ليرى ذلك الجانب المجنون من أميره...والتي كان يظن أنها فتاه عاقله وخجوله.. ولكن اتضح له العكس!!
Back
بمجرد ماانتهى أخيها.. لتنفجر آيه في الضحك الهيستيري على حال صديقتها الذي لم يتغير... فهكذا هي أميره تتعامل مع الغرباء بتكلف ولكن مع أصدقئها تكون على طبيعتها العفويه المرحه... ولكن عاصم لم يخبر آيه بالطبع عن بدايه إعجابه بأميره!!ليقول لنفسه انه مجرد اندهاش بشخصيتها لا أكثر..
لتقول له آيه وسط ضحكاتها:ياعيني عليك يا عاصم.. وعلى اللي هيحصل فيك.... بس متقلقش هي بتبقى وقت الجد جد...
ليقول لها عاصم باستغراب:وإنتِ عرفتي منين؟!
لترد عليه بتعلثم وهي تلعن غبائها:اصل يعني انت بتقولي على ورقها فانا استنتجت كده...
ليهز عاصم رأسه بعدم اقتناع قائلا:اوك..
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
انتهى
بقلمي آيه عبد الرحمن
التعليقات على الموضوع