رواية عشق الطفوله الحلقه الرابعه❤

الفصل الرابع. 

في تمام الساعه الثالثه.. 

 وصلت ملك السيوفي إلى قصر أيمن الأنصاري .. وترجلت من سيارتها.. وقرعت جرس الباب.. ففتح لها الخادم وقال:

الخادم:ايوه.. حضرتك مين يافندم؟! 

ملك:هاي.. انا صاحبه آيه جايلها.. ممكن ادخل؟! 

الخادم: اه طبعا.. اتفضلي يافندم.. 

ملك بابتسامه بسيطه :ميرسي.. 

 ثم التفت اليه مره أخرى لتقول : لو سمحت.. هي طنط ياسمين فين؟! 

الخادم: مدام ياسمين في المطبخ يافندم.. 

ملك :اوك.. ميرسي اوي ..

الخادم: العفو يافندم.. اتفضلي.. 

 دلفت إلى المطبخ ثم اخذت تسير على اطراف اصابعها حتى لا يصدر منها اي صوت ثم وقفت خلف ياسمين مباشره وقالت بصوت عالي : طنط يااااسمين!! 

 التفت إليها ياسمين بخضه وهي تقول: بسم الله الرحمن الرحيم.. في ايه يامجنونه؟! في حد يخض حد كده.. 

:مش بسلم عليكِ ياطنط.. ازي حضرتك.. 

 ياسمين: انا الحمد لله كويسه.. أنتِ ازيك وازي امك اللي مابتسألش عليا!! 

 ملك: انا تمام.. ومامي كمان كويسه الحمد لله بس هي والله زياد مجننها على الآخر.. أنتِ عارفه بقى انه في ثانويه عامه..

 ياسمين: ربنا يعينه يارب.. قوليلي بقى أنتِ طالعه للمجنونه التانيه اللي فوق؟! 

 ملك باماءه: ايوون.. ماحضرتك ياطنط عارفه هي صاحبتي بقالها اد ايه؟! 

ياسمين: ربنا يخليكوا لبعض ياحبيبتي.. 

ملك: يارب ياطنط.. عن اذنك بقى ان طالعه لآيه

ياسمين: اتفضلي يا حبيبتي.. 

 خرجت وهي في طريقها لتصعد على الدرج اصطدمت بشخص.. 

ملك: انا اسفه اوي والله مش قصدي.. 

 عدي:ايه ده بس يابنتي مش تفتحي.. حرام عليكِ العصير وقع عليا.. 

قالها وهو يزفر بضيق.. 

إلى ان انتبه إلى وجهها ليقول:

 ملك!! ازيك يابنتي.. ايه يابنت مش فكراني ولا ايه؟! انا عدي.. 

ملك في نفسها: هو انا اقدر انساك.. 

 لترد عليه بابتسامتها قائله: ازيك ياعدي.. عامل ايه.. معلش باتلخبط بقى بينك انت وعاصم.. ماانتوا شبه بعض.. 

 عدي: لا مش شبه بعض.. هو شعره اسود وانا شعري بني.. ايه ده بس فين النظاره الكعب الكبايه بتاعتك يابه.. وجو الدحيحه اللي كنتي عاملاه ده راح فين؟! 

 ملك وهي تزفر بضيق:معلش.. اصل الواحد لما بيكبر المفروض يعقل.. وانا عقلت بقى واهتمت بنفسي.. على العموم بعد اذنك عشان انا طالعه لآيه.. 

 عدي: اه اتفضلي.. بس هي نايمه في اوضتي عشان اوضتها مدهونه.. تعالي اوريكِ الاوضه.. 

 ملك بابتسامه سخريه: لا شكرا.. قولي هي فين بس وانا هاروح يعني مش هاتوه في البيت مش جنينه الاسماك هو يعني؟! 

عدي: ماشي خلاص.. في ايه لكل ده؟! على العموم.. هي الاوضه رقم 2 على ايدك الشمال.. وأنتِ ماشيه.. 

 ملك في نفسها: اه ماحياتك كلها شمال مجاتش علي الاوضه كمان..

ردت عليه: ميرسي اوي.. عن اذنك..

عدي وهو يفسح لها الطريق : اتفضلي..

لتصعد هي وتتجه لغزفته

 اما هو اخذ يفكر وقال في نفسه.: لا بقى دي كبرت اوي البت دي.. لا ولسانها كمان طول.. بس احلوت كمان وبقت مزه.. ايه اللي انت بتقوله ده؟!لا دي قد اخواتك البنات وطول عمرها زي اختك وبس.. 

..... 

..... 

 اما ملك فسارت إلى ان وصلت الى غرفه عدي ودلفت اليها.. لترى هذا الملاك النائم على السرير.. فجلست جانبها على الفراش.. واخذت تتذكر لقائهما الأول.. 

عندما كانت آيه في عمر السابعه كانت جالسه بمفردها في فناء المدرسه.. تشاهد الأطفال وهم يلعبون امامها في وقت الراحه وهي لاتستطيع فهي لم تنسى ذلك اليوم الذي جريت فيه واصيبت بازمه حاده.. الى ان جلست بجانبها هذه الفتاه صاحبه النظارات الطبيه.. 

ملك: هاي.. انا اسمي ملك..

آيه: هاي ياملك.. وانا آيه.. 

ملك: مالك زعلانه ليه؟! 

 آيه: عسان كل البنات اللي في ثني بيلعبوا وانا لا.. عسان عيانه.. 

 قالتها وهي تزم شفتيها للامام بشكل طفولي وهي توشك على البكاء.. 

 ملك بابتسامه وهي تربت على كتفها: متزعليش.. احنا ربنا مش بيدينا كل حاجه.. أنتِ جميله وكمان شاطره في الفصل.. يبقى تحمدي ربنا.. وايه رأيك بقى لو نبقى صحاب؟! 

 آيه: اوك.. ماسي هنبقى ثحاب.. وأنتِ مس هتتضايقي لما اتعب ثح؟! 

 ملك: لا مش هاتضايق.. انا هاعتبرك اختي.. وإنتِ كمان اعتبريني اختك...اوك؟! 

آيه: اوك.. اتفقنا..

 ثم اخذا يتعرفان الى ان اكتشفا ان والدتيهما كانتا صديقتين أيضا.. 

ملك وهي تبتسم بسعاده على شكل آيه الطفولي وهي نائمه وشعرها مبعثر على الوساده من كل جانب.. 

 ملك وهي تهزها برفق: آيه.. اصحي يلا قومي.... يابنتي اصحي يلا.. 

فاستيقظت آيه وهي تقول:

ايه ده هو جيه خلاص؟!

:مين ده اللي جيه؟!

قالتها ملك بحاجبين معقودين.. 

:لوكا.. وحشاني اوي يابت إنتِ .. 

قالتها وهي تضمها اليها بسعاده.. 

 فهي عرفت بعد الحادث انها صديقه المقربه من والدتها وسيرين اللتين حاولتا ان تجعلاها تتذكر.. وهي احبت ملك كثيرا لطيبتها وخفه دمها.. 

 :وأنتِ كمان وحشاني اكتر.. يلا بقى قوليلي مين اللي هيجي؟!

:هاقولك بس قوليلي هي الساعه كام؟! 

قالتها وهي تبحث عن هاتفها.. 

:3وربع... 

:ايه!! يانهار ابيض انا لسه ماصلتش الظهر.. 

قالتها وهي تجري مسرعه باتجاه المرحاض.. 

لتقهقه عليها ملك بشده.. 

وهي تقول: بركاتك ياشيخ عاصم.. 

آيه من الداخل: بس يامهزأه.. 

 بعد مايقرب من نصف ساعه انتهت آيه من صلاتي الظهر والعصر.. لتقول لها ملك:ايه بقى في ايه؟! 

آيه:هاحكيلك.. 

 وسردت لها ماحدث في المطار مع محمد .. ومعرفتها بعلاقته بعائلتهم... لتضحك عليها ملك بشده وتقول:

 هههههههه.. يخرببيتك... هههههههه.. بقى أنتِ تعملي في محمد البغدادي كده... ههههههه.. ده يابنتي زمان كان بالنسبالك الناس كلها حاجه.. وهو حاجه تانيه خالص.. تقومي تعملي فيه كده.. هههههه.. 

 آيه وهي تزفر بضيق:وانا اعرف منين كل اللي أنتِ بتقوليه ده؟! 

ملك بحزن: هو إنتِ برده لسه مفتكرتيش حاجه ؟! 

آيه بتعلثم وارتباك:ها.. لا لسه ياملك.. 

 ملك بتفهم وهي تربت على يدها: ان شاء الله هتبقي كويسه ياآيه.. وتفتكري كل حاجه.. قوليلي بقى هتلبسي ايه النهارده؟! 

آيه بابتسامه : يابنتي لسه فاضل ساعه على مايوصلوا.. 

 ملك:نعممم ياختي.. أنتِ مش هتتشيكي وانتِ نازله ولا ايه؟؟ طبعا ماانتي مش عارفه ان محمد البغدادي اللي جايلكوا النهارده ده البنات كلها هتموت عليه.. وأنتِ تقوليله يادراكولا!! ده أنتِ اللي دراكولا.. 

 آيه:بسس خلاص ايه.. مش راضيه تفصلي ليه.. ها.. هو انا هالاقيها منك ولا منه ده كمان.. ده واحد مغرور ونافخ نفسه زياده عن اللزوم... 

ملك: زياده عن اللزوم برده!! بذمتك هو مش حلو؟! 

 آيه: لا هو بصراحه حلو وقمور وطول بعرض كده.. بس ده مينمعش ان لسانه طويل.. 

 ملك: ماشي انا عارفه انك هتشليني قريب.. قوليلي صحيح هو الجو عندكم حر كده ليه واحنا في الشتاء ؟! 

:عشان احنا مشغلين التكييف على ال hot.. فهمتي؟! 

 :اه فهمت.. وانا اقول برده كلكوا مصيفين كده ليه.. يلا بقى عشان مضربكيش.. قومي اجهزي.. 

قالتها بتهديد مصطنع... 

:ماشي.. يلا تعالي نروح اوضتي زمانهم رتبوا الهدوم.. 

:اوكي.. 

..... 

..... 

ذهبت الاثنتان باتجاه غرفه آيه... 

 ثم دلفتا الى الداخل لتريا ان الغرفه بسيطه من اللون الوردي.. واثاثها من اللون الابيض .. وعلى الحائط يوجد صور آيه في جميع مراحل حياتها.. 

 شاهدا الغرفه وانبهرا بذوقها البسيط.. فهكذا هي آيه لاتحب الأشياء المبالغ فيها.. ثم دلفتا إلى غرفه الملابس لتريا ان جميع ملابسها ذات المركات العالميه.. قد تم ترتيبها بنظام وعنايه.. ليختاروا لآيه ستره بيضاء بكم واسعه.. على بنطال ضيق من اللون الأسود لترتديهم.. وبالطبع السلسال التي تحمل اسمها المصنوعه من الفضه.. وتجمع شعرها على شكل كعكه فوضاويه لتقول لها ملك: ياآيه ياحيوانه.. حد يبقى عنده شعر زي ده ويعمله كعكه.. افرديه يابه.. 

 لتتذكر آيه في هذه اللحظه عندما قام محمد بفك شعرها لينساب على طول ظهرها.. 

لتقول لملك : لا مش هفرده وهاسيه كده.. هه

قالتها بزهق طفولي.. 

:خلاص اعمليه ديل حصان.. اهو كده بقى حل وسط.. 

:ماشي.. 

 لتقوم آيه بعمل ذيل الحصان.. وتسدل بعض الخصلات الذهبية على جانبي وجهها ليعطوها المظهر الجذاب... 

 وبعد كثير من المناوشات بين آيه وملك.. وافقت آيه ان تضع بعض مساحيق التجميل البسيطه.. المكونه من احمر الشفاه ذو اللون الوردي الفاتح.. والكحل ذو اللون الاسود ليبرز جمال عينيها.. وارتدت حذاءها الاسمر ذو الكعب العالي.. وعندما خطت اول خطوه التوت قدمها.. وكانت على وشك السقوط لتمسكها ملك من ذراعها الأيسر.. لتأن آيه من الألم.. وتلاحظ ملك بعض قطرات الدم مكان قبضتها لتجلس آيه على الاريكه.. وتقول ملك وهي ترفع كم الستره:

 يانهار ابيض ياايه.. من ايه الحرق الشديد ده؟! ده شكله لسه جديد.. ده من ايه ده يابت؟! 

 قالتها بذهول من حجم الحرق الذي رأته.. فقد كان كبير يبدأ من اول كتفها ويصل إلى كوعها... 

 لتقول آيه بألم : مش مهم ياملك دلوقتي.. بس ساعديني اقوم اغير البلوزه.. والبس واحده تانيه عشان الناس خلاص جايين.. 

:ماشي يا آيه.. يلا

لتساعدها في تبديل سترتها بأخري من اللون النبيتي الغامق.. 

ثم ينزلا الى الاسفل لمساعده ياسمين في تجهيز السفره.. 

........ 

........ 

 في قصر عادل البغدادي استيقظ محمد في تمام الساعه الثالثه والنصف عصرا.. ثم دلف الى المرحاض.. ليغتسل ويتوضأ ليصلي صلاه العصر.. ثم دلف إلى غرفه ملابسه ليرتدي حلته ذات لون الرمادي الذي يتناسب مع عينيه.. واسفلها قميص من اللون الأبيض الناصع.. وحذائه الاسود اللامع.. وعندما شرع في ارتدائه تذكر تلك الفتاه وماقالته له عن اللون الاسود .. وصفف شعره الاسود بعنايه.. ونثر عطره المميز.. وارتدى في يده اليسرى ساعته ذات الماركه العالميه.. لينظر فيها ليجد ان الساعه قاربت على الرابعه والنصف.. لينزل إلى الاسفل ليجد ان والديه قد استعدا ليذهبا هما بسيارتهما مع السائق.. وتتعبهم سيارته.. وسياره اخيه وزوجته.. وسياره اخته وزوجها.. وبالطبع تتبعهم جميعا سيارتان من الحرس... 

........ 

........ 

 ليصلوا إلى قصر أيمن الأنصاري في تمام الساعه الخامسه.. ويترجلوا من سياراتهم.. فتقدمهم عادل البغدادي اولا.. ليتبعه الباقيه.. ثم قرع جرس الباب ليفتح له الخادم الباب ليفسح لهم المجال ليدلفوا... ليستقبلهم ايمن بترحاب ويصطحبهم الى غرفه المعيشه قائلا: عادل.. ازيك يا راجل عامل ايه؟! عاش من شافك.. انت عجزت ولا ايه.. 

 :لا ياسيدي معجزتش ولا حاجه.. بس انا عندي حيطه اتسند عليها.. 

قالها وهو ينظر تجاه ابنائه ليبتسموا له بود.. 

لتقول نورا: اومال فين ياسمين؟! 

:انا اهو ياستي.. 

 قالتها ياسمين بابتسامه هادئه وهي تدلف لهم لتلقي عليهم التحيه وتسلم على ابنه خالتها بحفاوه.. 

 :وحشاني يانورا والله.. هو يعني لو مكانتش آيه رجعت مكنتش شوفتك أنتِ والعيال ولا ايه؟! 

قالتها ببعض العتاب.. 

:اه صحيح ياطنط آيه فين؟! 

قالها محمد وهو ينظر بجميع الاتجاهات 

:مالك مستعجل على ايه ياروميو؟! 

قالها عدي وهو يتجه اليهم بابتسامه جذابه.. 

:انت جيت ياوش الفقر..

قالها محمد بغيظ.. 

 :اه ياخويا جيت.. مش هتاخدني بالاحضان ولا ايه.. ايه ياخويا محوشتكش ولا ايه؟! 

قالها بنبره نسائيه... 

ليرد عليه سيف ذو العشر سنوات قائلا:

 ماكفايه هبل شويه بس.. استرجل بقى شويه ياعدي.. اووف.. فين تيا وحشاني؟! 

:ياشيخ!!عيب عليك والله؟! 

 قالتها سيرين وهي تدلف للداخل وتحمل تيا اختهم الصغرى لتقول له 

هي دي اللي وحشتك صح؟! 

 قالتها وهي تشير ناحيه تيا التي ماان رأت سيف حتى اسرعت تجاهه ليضمها اليه وتجلس بجانبه...

ليرد عليها بتملك:اه.. عندك مانع ولا ايه!! 

 :لا معنديش مانع ياخويا.. بس ايه البجاحه دي يالا؟! انت متأكد من سنك؟! 

:اه متأكد.. وخفي على نفسك بقى!! 

ليضحك الجميع على هذا الطفل الصغير.. 

:ههههههه... ده انتوا بقى عاملين سحر لعيالنا؟! 

 قالها عادل وهو ينظر تجاه ابنه محمد .. الذي ابتسم له بخفه..

 لتنادي ياسمين بصوت عالي نسبيا: آيه.. ياآيه... تعالي يلا سلمي على الضيوف..

....... 

....... 

 آيه في المطبخ بالداخل وهي تقول بخوف : يانهار الوان.. اعمل ايه انا دلوقتى..

قالتها وهي تجري في جميع أنحاء المطبخ...

 :اهدي بس ياآيه.. وكل حاجه هتبقى تمام.. يلا بقى عشان عيب كده..بس افتكري اهم حاجه متتعصبيش.. 

قالتها وهي تحاول بث الطمأنينه في نفس آيه... 

 لتخرج الاثنتان من المطبخ ويتوجهوا لغرفه المعيشه..لتطرق آيه على الباب بأدب.. لتسمع اذن والدها من الداخل للدخول.. لتمسك بمقبض الباب.. وتدلف إلى الداخل وخلفها ملك..

انتهى

بقلمي: آيه عبد الرحمن ♥️♥️