إبحث عن موضوع

رواية عشق الطفوله الحلقه 11❤

الحادي عشر. 
 انصدمت سيرين من ذلك الواقف.. لتقول بصدمه.. وقد اغرورقت الدموع في عينيها:زيين!!
 اما ذلك الواقف صاحب العيون السوداء الحاده..التي تليق بعمله كضابط بالشرطه!!يقف أمامها الآن بعد كل تلك السنوات بهيبته الطاغيه.. لم تكن صدمته تقل عنها.. ولكنه حاول أن يداري الموقف.. ثواني واستمعت لصوت آيه وهي تقول من الداخل:مين ياسيري؟! 
 لتقول أسيل بعد أن فاقت من صدمتها هي الأخرى :ده أنا ياآيه!!
:طيب اتفضلوا..
 لتفسح لهم سيرين المجال وهي تنظر لهذا الزين باشتياق كبير..
 ثم أغلقت الباب وتبعتهما للداخل.. وهي تحاول كبت دموعها عن الهطول..
 بعد أن دلف الجميع إلى الداخل.. قال أيمن بفرحه كبيره:أسيل وزين الألفي!! كبرتوا آوي ياولاد..ازيكم عاملين ايه؟! 
 ليرد عليه زين بابتسامه بسيطه:ازي حضرتك يا عمي؟!بقالنا كتير ماشوفناش حضرتك...
 ليقول عدي بمرح من الخلف.. وهو يتجه إليه ليعانقه:هو بس اللي مشفتهوش ياكلب.. وانا وعاصم ايه ابجورات..
 لتقاطهعم آيه قائله باستغراب:ثانيه واحده.. انتوا عارفين بعض منين؟!
 ليرد عليها عاصم قائلا بهدوء كعادته:باباهم ياستي يبقى ابن خاله ماما الله يرحمها.. وال٣ سنين اللي ماما كانت بتتعالج فيهم في أوروبا بابا كان سايبنا في بيت جدو..
لتقول آيه بابتسامه:اهلا.. طلعتوا يعني قرايب ياسيري إنتِ  وأسيل..وانا اقول جايبين الجنان ده ازاي؟!عشان انتوا بقى قرايب..
 لتذهب أسيل باتجاه سيرين.. وهي تقول لها بنظرات نادمه:ازيك ياسيري؟!
لترد عليها سيرين بجمود قائله:الحمد لله..
 لتلاحظها آيه ولكنها لم تعقب.. وفضلت الانتظار عند نهايه الزياره..
 لتنظر سيرين اتجاه زين أيضا قائله بجمود ظاهري.. وهي تجاهد لمنع دموعها من السقوط:ازيك ياأبيه زين!!
ليرد هو دون النظر اليها:تمام..
 ليقول عدي باستغراب:من امتى وهو بقى أبيه ياسيري؟! إنتِ طول عمرك تقوليه يازين.. يازيني.. بس عمرك ماقولتي أبيه!!
 ده هو حتى كان اللي بيتحال عليكِ عشان تقوليلوا اسمه بس من غير متدلعيه.. 
 :لا معلش ماانا دلوقتي كبرت ومبقاش ينفع.. ولازم اراعي ال١٠سنين اللي بينا.. ولا ايه ياأبيه؟!
قالتها بسخريه.. 
:اه طبعا.. كده أحسن...
لتشيح هي نظرها بعيدا عنه..
 ليستأنف أيمن قائلا بابتسامه هادئه:اخبار مراتك ايه يازين؟! وياترى بقى خلفتوا ولا لسه... 
لتنبه جميع حواس سيرين عند هذا السؤال!!
 ليقول زين بجمود وهو ينظر تجاه سيرين:انا وساره اتطلقنا من سنتين.. وخلفنا سيلا عندها ٤سنين!!
 لتنظر ناحيته بصدمه.. نعم!! فهو قد تزوج وانجب وقد نسيها.. اما هي فلم تستطع ان تنساه... وتكمل حياتها دون ان تفكر كل ثانيه فيه... ولكنها لا تعلم كيف كان يعيش بدونها؟! 
 ليكمل أيمن بحنان وهو يربت على كتفه:ملكوش نصيب مع بعض يابني.. ربنا يكرمك ببنت الحلال اللي تسعدك.. 
:ماظنش ياعمي.. انا حياتي كلها بقيت بنتي وبس!! 
قالها بجمود وهو ينظر تجاه سيرين.. 

لتشير أسيل ناحيه تيا الصغيره وهي تقول بمرح لتقطع تلك الأجواء المشحونه:والقمر دي مين بقى؟!
 لترد عليها آيه بابتسامه:اختنا الصغيره تيا.. هي ومازن... قالتها وهي تشير ناحيه أخيها الصغير.. صاحب العيون الخضراء!!
 ثم ذهبت أسيل ناحيه مازن لتقبله من وجنتيه.. وهي تقول إليه:انت عسول اوي يامازن.. انا أسيل..
ليقول هو بصوت طفولي:ازيك يااسيل..
:ياخلاثي على العسل.. انا هاكلك يامازن..
 لتذهب باتجاه تيا..وعندما جاءت تحملها لكي تقبلها.. ابعد سيف يديها عنها بعنف.. وهو يقول لها بغضب:انتِ هتعملي ايه؟!
لترد عليه ببلاهه:هاشيلها عشان ابوسها!!
لتسمع صوت عدي وهو يقول من خلفها:الله يرحمك يا أسيل!!
 ليقول لها سيف بغضب أكبر:تبوسيها وتقعدي تفعصي فيها...ليه ان شاء الله ملهاش راجل..
راجل!!
ردتها آيه وأسيل بذهول..
 لتذهب آيه ناحيته.. وهي تختطف منه تيا لتحملها وتقبلها قائله:ايه تفعصها دي!!وبعدين هي تيا طماطم في ايه؟!
:بصي انا مش هارد عليكِ ياآيه عشان أنتِ ليكِ راجل يلمك..
 :يلمني!!مين ده اللي هيلمني؟! وبعدين انا ملمومه اهو ولا انت شايف ايه؟!انت يابني عندك كام سنه؟!
:١٠سنين!!
:وربنا بتهزر.. عيب يابني اعتبرني زي امك!!
 ليقاطعها محمد وهو يسحبها من يدها للخارج.. قائلا لسيف:معلش ياسيف.. 
ليقول له سيف بغضب:شوف حل في مراتك!! 
 ثم أخذها للحديقه.. ليحاصرها عند سيارته قائلا:ايه السؤال اللي إنتِ بتسأليه ده هيكون مين طبعا اللي هيلمك أكيد أنا!!
 لترد عليه بغضب قائله:ده بيقول أسيل هتفعصي!! هي تيا طماطم..
ليقول هو بصوت منخفض :الواد مش جايبها من بره..
 لتقول له وهي تنظر له بتعجب:ايه دي اللي مش جايبها من بره؟! 
 لينظر لها وهو يقول بمكر:الطماطم!! اصل انا اعرف واحده كده لما باجي جنبها بتقلب طماطميه.. عرفاها ياآيه؟! 
 لتقول هي بتعلثم. وقد بدأ وجهها بالإحمرار:لا معرفهاش.. انا داخله بقى عن اذنك.. 
 ليقربها منه اكثر قائلا:لسه مسمحتلكيش!! لتزفر بضيق وهي تقول له بغضب وقد تناست خجلها وتذكرت ماحدث بالداخل:على فكره يامحمد انا مبحبش التحكم ده؟! ولو انا استحملته تيا في سنها الصغير هتتعب اوي من التحكمات دي.. وكمان هي لسه صغيره ولازم تختلط بالناس.. فيها ايه يعني لما أسيل او انا ابوسها واشيلها... انا يعني مش هافعص فيها.. وكمان يامحمد انت مش من حقك عشان ترضي ابن اختك تسحبني وراك هنا الجنينه زي البقره بالظبط!! انا اختها الكبيره على فكره.. وليا الحق اني اتصرف معاها زي ماانا عايزه.. ثم انك مش عشان انت المفروض جوزي يبقى تتحكم في تصرفاتي.. 
ليقاطعها قائلا بتهكم:اتحكم في تصرفاتك!! 
 ليكمل بغضب وهو يضغط على ذراعيها بقوه آلمتها فهو من شده غضبه كان قد نسي انه يوجد حرق على ذراعها!! :انا اتحكمت فين فيكِ ياهانم؟!٦ سنين على عصمتي ومجيتش ناحينتك.. فاهمه يعنى ايه زوج ميقدرش يقرب ناحيه مراته.. ولا يعرف عنها اخبارها غير من بعيد!!وكل ده وبتحكم فيكِ.... لا بقى ده إنتِ اكيد مجنونه!! 
 لتقاطعه هي بشراسه قائله: انا مش مجنونه يابشمهندس.. انتوا اللي عملتوا من مشاعري لعبه... اني مليش حق اقرر حاجه في حياتي!! حياتي كلها قضيتها لوحدي.. ٦سنين كانوا اسود ٦سنين في حياتي!! وانت كنت فين لما كنت محتاجه حد يقف جنبي في وحدتي في امريكا ها... كنت فين وجاي تقولي جوزك.. الزوج مش بس انه يقرر وبس.. لا انت المفروض تشاركني في آرائك... مش تخليني ابان هبله قدام ولد صغير!! المفروض تدعمني في قراراتي..بس انت لا من اول موقف طلعتني مليش شخصيه!! انت عارف ان جمله سيف دي وجعتني اوي...حسيت نفسي مش محترمه وانت اللي هتعلمني الاحترام.. ودي اكتر حاجه وجعتني يامحمد.. انا تعبت في حياتي واستحملت حاجات مفيش بشر تستحملها.. كفااااايه بقى... 
 مش عشان كل واحد يبقى عامل نفسه بيعمل واجبه تجاهي!!يتحكم في شخصيتي ويقول اصل انا بحميكِ... لا يابشمهندس انا مش عيله صغيره عندها شهرين!!انا اكتشفت ان كل علاقتي مع أي حد انا اللي بقوم فيها بواجباتي وعمري مابحصل على حقوق... 
 لم يرد هو عليها.. وانما نظر لها بغضب ثم مالبث ان تركها وصعد إلى سيارته... لينطلق بها بسرعه خارج من القصر باكمله!! حتى لا يقتلها الآن.. فهي قد اوصلته لأقصى مراحل غضبه.. 
اما هي نظرت إلى أثره بحزن.. ثم دلفت إلى الداخل... 
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
في الداخل...... 
 بعد أن دلفت آيه.. لم تجد سيرين لتقول موجهه حديثها لعدي:عدي.. فين سيري؟! 
 :فوق ياآيه.. بتقول مصدعه شويه فطلعت ترتاح على ماالاكل يجهز.. 
 :اوك.. انا هاطلعلها.. واما الاكل يجهز ابعتولنا ننزل.. عن اذنكم.. 
قالتها وهي تصعد السلم باتجاه غرفه سيرين.. 
 عندما وصلت إلى باب الغرفه...سمعت صوت بكاء من الداخل.. لتفتح الباب وتدلف.. رأت أختها وهي تمسك إحدى اللوحات في يديها.. لتجلس بجانبها... ثم دققت النظر في اللوحه لتجد أنها تحمل نفس معالم وجه زين!! لرتبت على كتف سيرين.. لتنتفض سيرين بخضه... ثم ماان رأت أنها آيه حتى ارتمت في أحضانها.. وهي تبكي بشده.. لتقول آيه بحنان وهي تربت على كتفها:هشششش... في ايه ياسيري؟! اهدي ياحبيبتي مش كده.. 
 لتقول سيرين من بين شهقاتها:رجع تاني ياآيه عشان يجرحني.. انا كـ.. كنت بحبه.. وهو قالي اني لسه صغيره.. ودي مشاعر تافهه.. 
:هششش.. اهدي وفهميني بالراحه.. 
 لتقول لها سيرين وهي تمسح دموعها:حاضر.. هاحكيلك ياآيه يمكن تساعديني!! 
Flash Back.. 
في شقه أيمن الأنصاري القديمه.. 
 كانت سيرين وأخويها التوأم يودعون والدتهم شيرين قبل السفر إلى الخارج برفقه والدهم... ومعهم آيه ووالدتها ياسمين.. 
 ثم ذهبت سيرين برفقه أخويها إلى المنصوره للإقامة في قصر جدهم.. 
 بعد أن دلفت سيرين إلى الداخل  بوجهها المحمر بشده من شده البكاء.. ومظهرها الطفولي.. فهي كانت طفله عمرها أربعة عشر عاما.. لتسحر ذلك الشاب ذو الأربعه وعشرون عاما.. بمظهرها الجذاب وعيونها الخضراء الواسعه.. بعد أن أوصلهم من يعتبرونه خالهم (فريد الألفي) إلى قصر جدهم.. لتسرع سيرين باتجاه جدها وهي تحتضنه بقوه.. لتتشبث في ثيابه قائله ببكاء:هيوحشوني اوي ياجدو.. مامي هتوحشني اوي.. انا زعلانه عشان مروحتش معاهم.. 
 ليربت جدها(أمجد) على ظهرها بحنان قائلا:ياحبيبتي مامتك هتبقى كويسه ان شاء الله وهتشوفي.. وبعدين إنتِ زعلانه انك هتقعدي معانا ولا ايه؟! 
 لتهز رأسها سريعا وهي تقول:لا طبعا.. بس انا زعلانه اني هبعد عن صحابي في المدرسه وهاجي اقعد هنا.. وانا مش عارفه حد.. حتى آيه مش معايا.. 
 ليقول عدي بمرح:آيه ياختي وحشاكِ على أساس ان يعني مفيش تليفون تكلميها منه ولا إنتِ بخيله مش عايزه تتصلي..
 ليقول أمجد وهو يضرب عدي على رأسه:بس ياولد متزعلش أختك.. وإنتِ يلا يا سيرين قومي سلمي على زين واسيل ومرات خالك ياحبيبتي.. 
 لتنهض سيرين من حضن جدها..وتمسح دموعها بظهر يديها كالأطفال.. 
 ثم توجهت لتلك السيده البشوشه لتقف أمامها قائله:ازي حضرتك يا طنط؟! 
 لترد عليها تلك السيده الحنونه(أمينه) قائله وهي تحتضنها:الحمد لله ياحبيبتي.. ازيك انتِ... 
:انا الحمد لله.. 
:طيب يلا بقى روحي سلمي على زين واسيل.. 
:اوك.. 
 ثم ذهبت لتقف أمام ذلك الطويل بالنسبه لها.. لترفع يدها له لكي تصافحه.. فالتقط يدها بين يده الكبيره ليصافحها.. ولكن قد امتلكه شعور غريب.. لتقول سيرين بابتسامه هادئه:هاي انا سيرين.. ازيك يازين... 
 ليرد عليها هو بابتسامه بسيطه فهو عاده لا يضحك:ازيك يا سيرين .. 
 لتتركه وتذهب الى تلك الفتاه صاحبه العيون الفضيه والشعر الأسود كالليل لتقول لها:ازيك ياأسيل.. 
 لترد عليها الأخرى بابتسامه واسعه:الحمد لله.. اخيرا هلاقي في البيت ده عنصر انثوي كمان... 
 لتضحك عليها سيرين بشده قائله:ليه يعني؟! هو مفيش هنا بنات خالص ولا ايه؟! 
 لتردف الأخرى بعبوس طفولي:لا زين مبيخليش صحابي البنات ييجوا هنا.. احنا هنبقى صحاب صح؟! بابي قالي انك في نفس سني.. 
 لتردف سيرين بحماس:بجد... آيه هتتبسط آوي عشان بقى ليا هنا صحاب كمان... هي كانت زعلانه عشان انا هابقى لوحدي.. 

نعم فآيه تحب سيرين بشده مثل ملك بل أكثر .. ولكنها تفضل ان تقول أسرارها لملك؛ لان سيرين شديده الطيبه.. ويمكنها ان تخرج جميع أسرارها في لحظه واحده.. 

لتكمل أسيل:طيب يلا اطلعي نامي وارتاحي شويه من السفر على ما الغدا يجهز... 
:اوكي.. عن اذنكم... 
ليقول جدها بحزن مصطنع:فين بوسه جدو؟! 
 لتضحك بشده.. وهرولت إليه مسرعه.. لتقبله على وجنتيه.. وهي تقول:تصبح على خير يا جدو.. 
:وإنتِ من اهل الخير يا حبيبتي.. 
 ثم ذهبت عند أخويها عدي وعاصم لتقبلهما قائله:تصبحوا على خير.. 
:وانتِمن اهله ياسيري.. 
 لتذهب جريا باتجاه الدرج.. ثم توقفت فجأه قائله:اوبس.. هي فين اوضتي؟!
 ليضحك عليها الجميع..اما زين اكتفى بابتسامه هادئه...لتشرد في تلك الابتسامه الساحره بالنسبه لها لتلاحظ تلك الملامح الصارمه... والعيون السوداء الحاده... والبشره المخمليه.. ثم افاقت على صوت جدها وهو يقول لها بعد ان هدأ:اطلعي وريها الاوضه ياأسيل.. زمانهم طلعوا الشنط.. 
:اوكي.. 
قالتها أسيل وهي تتوجه مع سيرين باتجاه الدرج.. 
 لتتوقفا أمام غرفه سيرين الجديده.. لتلتفت سيرين باتجاه أسيل قائله:ميرسي اوي ياأسيل.. 
:العفو.. يلا بقى انا هاسيبك ترتاحي.. 
 لتدلف سيرين إلى غرفتها الجديده.. لتجد أنها جميله هادئه.. من اللون الأزرق الفاتح.. وتحتوي على مكتب صغير لها.. وطاوله زينه كبيره.. ودولاب كبير من اللون الابيض.. لتبدل ثيابها وتذهب سريعا في النوم.. بعد ان هاتفت آيه واخبرتها بما حدث.. 
لتنام وهي تفكر فيما سيحدث معها.. بعد ذلك... 
ولم تشعر  بالثلاث سنوات التي مرت.. لتصبح فتاه في سن المراهقة في الصف الثاني الثانوي... 
ليأتي ذلك اليوم الذي جرحت فيه مشاعرها الصغيره.. 
 كانت أسيل وسيرين يستذكران معا.. لتشرد سيرين قليلا.. وعلى وجهها ابتسامه حالمه... لتقاطعها أسيل وهي تضربها على كتفها قائله بنبره خبيثه:سرحان في ايه ياجميل؟! 
 لتنظر لها سيرين قائله باشمئزاز مصطنع:حسبي الله ونعم الوكيل.. فصلتيني.. 
:برده مجوبتيش على سؤالي.. 
:على أساس انك مش عارفه الجواب.. 
 لتقول لها أسيل بيأس:برده ياسيري.. قولتلك زين مش هينفعك.. كفايه فرق السن اللي بينكم.. 
لتقول الأخرى بحزن:اعمل ايه.. ده اللي حبه.. 
 قالتها وهو تشير على قلبها.. ثم اردفت قائله:مش بمزاجي انه مش شايفني.. 
:بس هو شايفك اخته.. 
 :عارفه وساكته.. ومش عايزه مقابل.. انا بعشق زين!! مش حب مراهقه لا.. ده حاجه حلوه.. حاجه مخلياني كل اما اسمع اسمه بس اضحك.. وافرح كأني امتلكت الدنيا كلها.. لما بيجبلي هديه او حاجه بابقى هاموت من الفرحه.. لما بيجي يودينا ويجبنا من السنتر بابقى طايره في الهوا.. ده روح قلبي.. 
 كانوا يتحدثون هكذا بكل اريحه.. غافلين عن ذلك الذي استمع لحديثهما من أوله إلى آخره.. وما كان الا زين!! الذي عرف ان محبوبته تكن له مشاعر مثله.. ولكن هذا لايمكن أن يحدث... عشر سنوات فرق كبير بينهما.. نعم!! هذا حب مراهقه ويجب أن يقضي عليه.. ليطرق الباب بعد أن استعاد هدوئه.. ليسمع اذنها من الداخل بالدخول.. ليدخل ويراها بتلك الهيئه الجميله والطفوليه.. وهي جالسه تضع القلم في شعرها... ليندم على ما سوف يفعله.. ولكن ليس باليد حيله..

ليقول بصوت حاول جعله هادئا:ازيكم ياقمرات.. 
لتقول سيرين بابتسامه عاشقه:ازيك يا زيني.. 
 لتقول أسيل وهي تهم بالمغادره:ازيك يا أبيه.. وعن اذنك عشان هاروح اكلم واحده صاحبتي تجبيلي بكره ورق الفيزياء... 
 ليفهم زين انها تريد ترك صديقتها معه بمفردها.. ليهز رأسه كعلامه بالموافقه.. 
 لتخرج من الغرفه.. وتغلق الباب خلفها.. ليذهب زين للجلوس بجانب سيرين.. ليقول وهو يتطلع إلى ملامحها التي يحفظها عن ظهر قلب.. فقد تكون هذه آخر مره يتحدثون فيها معاً:عامله ايه في مذاكرتك ياسيري؟!
:كويسه اوي يازيني... 
:مش قلنا اسمها أبيه!! 
لتزم شفتيها بشكل طفولي قائله:لا.. زيني.. 
:ماشي ياستي.. انا عايز اقولك على حاجه؟! 
:اتفضل يازيني.. 
:انتي عارفه دلوقتي ان انا كبرت وبقيت ٢٧ سنه صح؟! 
لتهز رأسها كعلامه للموافقه.. 
 ليكمل هو قائلا:عشان كده أنا لازم اتجوز.. وبصراحه انا لقيت العروسه... 
 لتنظر له بابتسامه واسعه.. سرعان ماتلاشت عندما أكمل:بنت عمتي ساره!! 
 لتنظر له بصدمه.. وقد تجمعت الدموع في عينيها.. لتهب واقفه.. وهي تقول بهيستريه:لا.. مستحيل.. مينفعش.. حرام عليك..... 
لتنزل دموعها بغزاره.. ليتألم قلبه عليها.. 
 لينهض سريعا.. ويرفع يده لكي يمسح دموعها.. لكنها امسكتها قائله بحده:بتحبها؟!
لم يعقب عليها...
لتعيد سؤالها بصوت مختنق مره أخرى:بقولك بتحبها؟!
ليقول هو دون النظر إليها:اه بحبها..
:انت كداب!! بص في عنيا وانت بتقولها!!
 لينظر في عينيها.. ليرى تلك النظره المنكسره في عينيها.. ليقول بجمود مصطنع:اه ياسيري بحبها...
لتضع يدها على أذنيها..وهي تقول بدموع:مستحييل!! حراااااام عليك يازين.. ليه تعمل فيا كده؟!
 لتتوقف فجأه.. وهي تنظر إليه بعيونها التي أصبحت حمراء:حرام عليك.. انا ليه حبيتك؟!
 لينظر وهو يتطلع نحوها بندم حقيقي على قلبها الصغير الذي سينكسر على يديه..ولكنه ظن ان هذا أفضل.. ليقول بجمود مصطنع:سيرين!! بلاش هبل.. حب ايه بس وكلام فاضي ايه.. إنتِ لسه صغيره على الكلام ده.. وبعدين انا على مااعتقد مبينتش اني بحبك.. صح!! او حتى فيه من ناحيتي اي مشاعر ليكِ.. وبعدين دي فتره مراهقه وهتعدي... وتنسي ده مش حب فوقي!! انا دلوقتي لاقيت واحده مناسبه لسني وهتعرف تشيل أكيد مسئوليه بيت واطفال .. لكن انتِ طفله!!انا اكبر منك ب١٠سنين!! لا انا اكبر كمان من اخواتك... متعمليش كده.. قوليلي كمان ٨ سنين هيبقى ده رأيك؟!لا طبعا...هتشوفي انك كنتِ هتضيعي مستقبلك عشان واحد أكبر منك... متقضيش على مستقبلك.. انتِ لسه صغيره.. ودي مشاعر تافهه...
:تافهه!!
رددتها سيرين بذهول..
 ثم أكملت قائله ببكاء يقطع القلب:عندك حق انا فعلا مشاعري تافهه... انا اسفه اني حبيتك.. وانت متستهلش حبي ده..
 ثم أكملت بنبره مليئه بالحسره:والف مبروك يا عريس.. انت وعروستك.. بجد فرحتلك اوي..
 ثم اكملت وهي تمسح دموعها بجمود:انا اسفه بجد ياأبيه زين!! بس ياريت تتفضل عشان عايزه اذاكر.. واشوف مستقبلي.. وياريت تعتبر اني مقولتش حاجه!!
:ماانا فعلا هاعتبر كده.. تصبحي على خير..
 من ذلك اليوم وهي لم تحادثه.. ليعقد قرانه مباشره بعدها بثلاثه أيام فقط!!لينسى حبه لسيرين... او هكذا ظن!!
 اما بالنسبه لسيرين فقد توفيت والدتها بعد ذلك بأسبوع.. وهي لم تراها الا وهي تلتقط أنفاسها الأخيره.. فهذه كانت أمنيه والدتها أن تموت في مصر.. بعد صراعها الطويل مع المرض!!
 لتدخل سيرين في حاله اكتئاب.. لم تخرجها منها إلا صديقه طفولتها آيه!!
****************************
انتهى 

بقلمي:آيه عبد الرحمن

ليست هناك تعليقات