إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقة الرابعه

فى أحد النوادى الرياضيه جلست نيفين ذات الخمسين خريفا مع صديقاتها من الطبقه المخمليه،
اقتربت احداهما من أذنيها قائلة :
إحنا على معادنا النهارده يانيفين، 

وأشارت برأسها إلى إبنتها الجالسة على مقربة منهم وأردفت قائلة:
مايا بيجيلها عرسان كتير أوى وبرفضهم عشان خاطرك. 
تذكرت نيفين حديث مالك لها بالهاتف فتوترت وتلعثمت بالرد قليلا وقالت :
هو مالك هيلاقى احسن منها فين؟
ان شاء الله تكون من نصيبه . 
توجهت إلى سيارتها وقادتها الى شقة مالك بمحاولو بائسة لاقناعه بالزواج مره اخرى ؛ تنهدت بأسى قائلة :
أما أشوف يامالك هترفض تيجى معايا الفيلا إزاى مش هسمحلك تحرجنى قدام صاحبتى ابدا .

بمكان آخر داخل أحد القصور الفارهه ،
وقف رجل فى العقد السادس من عمره ويبدو على وجهه ملامح الشر ، نظر بغضب لرجاله وتحرك بثبات صوب مقعد بمنتصف ردهه قصره . جلس بكبر على مقعده واحكم قبضته على عصاه ذو الرأس الذهبى .
وتطلع صوبهم مرة اخرى قائلا بنبرة دبت الرعب فى قلوبهم :
مش مكسوفين من مناظركم حتة عيلة صغيرة مش عارفين توصلوا لمكانها .
نظروا جميعا للارض منكسين الرأس وتحدث رئيسهم قائلا:
ياباشا احنا قلبنا عليها الدنيا وهى فص ملح وداب .
دب بعصاه بالأرض وقال بصوت عالى ينم عن ثورة مشتعلة بداخله :
هاتولى سالم هنا حالا .
فإنصرفوا ملبين أمره بطاعة عمياء .
 بشقة مالك 
إنتفض قلبه من صوت تحطم الزجاج فترك الكوب من يده وذهب إليها مسرعا 
وزع  نظراته بينها وبين البرواز الصغير المحطم بالأرض وأقترب منها ببطئ ؛ فتراجعت للخلف برعب وشحب وجهها وتبدد أملها فى النجاة . وتسارعت عبراتها وقالت بصوت مختنق من الدموع :
أنت اللى قتلت سمر .وازداد إنهيارها بالبكاءوأكملت قائلة:
وجايبنى هنا عشان تضحك عليا زى مضحكت عليها وبعد كده تقتلنى .
نظر لها بصدمة بالغة تبعها نظرات غضب شديد وقال بصوت يملأه الحزن الممزوج بالغضب : 
إيه الجنان اللى بتقوليه دا انا هقتل سمر مراتى !
انعقد حاجباها ونظرت له بتساؤل قائله :
مراتك إزاى؟ انت كداب انت ضحكت عليها وبعد كده قتلتها عشان تدارى عملتك .
سحبت قطعه زجاج متحطمه من على الأرض بسرعه وباغتته محاوله طعنه للثأر منه .
أمسك بيديها مسرعا وأحكم قبضته عليها واقترب منها قائلا :
اللى بتقوليه دا غباء سمر ماتت وهى مراتى على سنة الله ورسوله ، وماتت فى حادثة .
أرخى قبضته قليلا وأضاف : 
إنتى هنا عشان أنا لحد دلوقتى بحبها أنا بغامر بسمعتى عشان خاطرها .
نظرت داخل عيناه وتسلل لقلبها القليل من الأمان وإستشعرت الصدق فى حديثه وقالت :
_ بس عمى مقالش كده ، 
قاطع حديثهم دقا على جرس الباب مصاحبه طرقا قويا يدل على إصرار صاحبه على الدخول .
أشار لها بإلتزام الصمت وتقدم صوب الباب ليرى من الطارق .
 تفاجىء بوالدته امام الباب فعاد إلى سفر مسرعا وسحبها من يدها وأدخلها غرفتها وقال بصوت منخفض :
ماما عالباب لحد متمشى مسمعش صوتك وبعد متمشى هنكمل كلامنا .
لم ينتظر منها رد وأغلق الباب وأسرع إلى باب الشقة يفتحه .
دخلت نيفين بوجه لا يخلو من علامات الحنق والغيظ .
وقالت بغضب : 
كل دا على متفتح !
إبتسم بلطف واقترب منها وقبل رأسها معتذرا وقال : 
آسف ياست الكل كنت فى الاوضه ومش سامع 
ربتت على كتفه بحنان وقالت بحب :
خلاص ياحبيبى حصل خير ، ايه مش هندخل نقعد هنفضل واقفين كده .
توتر قليلا وأشار بيديه فاردا ذراعه وقال :
لا طبعا اتفضلى دا بيتك قبل ميكون بيتى .
تحركت بخطوات رشيقه حتى وصلت الى الزجاج المحطم على الأرض فشهقت برعب وتلفتت له وقالت : 
ايه دا يامالك اوعا تكون انجرحت من الازاز .
هز برأسه نفيا وقال لا مفيش حاجه البرواز وقع واتكسر .
ومد يديه ورفع صورة زوجته من بين الحطام ووضعها على المنضده .
وتنهد بحزن لمس قلب نيفين فقالت بإمتعاض :
انا مش عارفه هتفضل عامل فى نفسك كده لحد إمتى ؟
5 سنين وحزنك عليها مبيقلش ، مش عارفه عاملالك إيه؛ ولا لو مكنتش جايبها من الشارع ومتعرفلهاش أصل ولا فصل كنت عملت فى نفسك إيه .
تنهد بضيق وقال بغضب : 
_ ماما بعد إذنك متتكلميش عنها بالطريقه دى سمر مش من الشارع ، سمر كانت حبيبتى ومراتى ومحبش حد يتكلم عنها غير بإحترام
 
نظرت له بغضب وقالت مصطنعه الدموع : 
ياحبيبى انا عاوزاك تتخطاها وتعيش حياتك ، انا من حقى افرح بولادك .
مسح وجهه محدا من ضيقه وقال :
ماما قلت لحضرتك مليون مرة الموضوع دا منتهى ؛ وأنا إديتها وعد مش هخلفه ولا هكون لغيرها .
ثارت ثورتها وانفجرت به كبركان ثائر قائلة :
_ وعد غبى وميرضيش ربنا ولو مسمعتش كلامى واتجوزت ولا انت ابنى ولا اعرفك .
نظرت له بتحدى وقالت : 
النهارده هتيجى تتغدا معايا وعازمه مايا ومامتها هتقعد معاها تتعرف عليها 
قاطعها بحزم قائلا : 
آسف ، أطلبى اى طلب الا كده .
ضيقت عيناها بغضب وقالت : 
كده يامالك مش همك زعلى ؟ براحتك يامالك إحرجنى مع صاحبتى .
زفر بضيق وقال : 
أنا مديتش حد وعد بحاجة ومايا دى مش بتنزلى من زور مقدرش أفكر أرتبط بيها .
إنتفضت نيفين غاضبة وخرجت من شقته تجر أذيال الخيبة .
فتح الغرفة ببطىء بعد أن طرق على بابها بخفة فصدم من مظهرها وتسارعت دقات قلبه .
حين لمح فيض الدموع من عيناها .
نظرت له بحزن وقالت :
أنا سمعت كلامك مع مامتك .
تقطع صوتها وازداد نحيبها وقالت بصعوبه :
آسفه كنت مصدقه كلام عمى .
نظر لها بأسى وقال : 
خلاص اهدى وفهمينى اللى أعرفه إن سمر ملهاش إخوات إنتى مين ؟
تنهدت بحزن وهمت بالكلام فقاطعها رنين جرس هاتفه .
رفع الهاتف امام عيناه واتسعت حدقتاه وفرك فكيه بتوتر قبل ان يجيب قائلا:

_كنت متوقع إتصالك بس مش بالسرعه دى

ليست هناك تعليقات