إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقة الثالثه

الفصل الثالث 
**************
وصل مالك مع الطبيب لغرفته دلفا إليها وأخبره الطبيب بشكوكه نحوها إستمع له مالك بإهتمام وإعتلت الصدمة ملامح وجهه ..
عقد مالك حاجبيه بضيق وقال : 
_ مش فاهم يعنى نوع التعذيب اللى إتعرضتله إيه ؟
 جلس خلف مكتبه على مقعده وأشار لمالك بالجلوس بإحترام وتقدير .
 إقترب بمقعده من مكتبه أكثر قليلا، ووضع كلتا يديه على المكتب أمامه وبوجه ممتعض  قال:
_  ممكن أعرف الأول صلة حضرتك بالمريضة إيه ؟
رفع مالك رأسه ونظر له نظرة إستنكار وقال :
_ يفرق معاك كتير ؟
هز رأسه بالايجاب وأضاف:
_ يفرق طبعا  .
كظم غيظه بصعوبة وضغط بقوة على أسنانه ونظر إليه بقليل من التعالى وبصوت أجش قال :
_ انت هتحقق معايا ؟
نظر إليه الطبيب بتوتر وبنبرة منخفضة مختلطة بقليل من التلعثم قال:
 مش قصدى بس سؤالى لمصلحة حضرتك، ونظر إلى وجه مالك فلاحظ تبدل ملامحه من الحدة إلى القليل من اللين، فأردف قائلا :
_ دى محاوله إنتحار دا غير أثر التعذيب وقلة الأكل وأعتقد إنها لازم تفضل تحت الملاحظة لأنه مش مستبعد تحاول تنتحر تانى.
إعتصر الحزن قلبه ،وسيطر الذهول عليه توقع يأسها لفقدها والدتها ،ولكنه لم يتوقع يأس من حياتها .
 إبتلع غصة حارقة بحلقه وتذكر حلمه ليلا، وشعر بأن حبيبته من أرسلته لمساعدتها
نظر مطولا للطبيب وقال :
_ فهمني أكتر أرجوك إتعذبت إزاى ؟
رد الطبيب بأسى قائلا:
_علامات ضرب مبرح على جسمها دا غير أثر الحبل على رجليها زى متكون مخطوفة ومتكتفة،من رأيى تعمل محضر رسمى .
إستمع مالك لحديثه وجحظت عيناه تذكر أمر عائلته فهب من مكانه مسرعا . 
ونظر إلى الطبيب محذرا وبنبرة تهديد قال : _الموضوع دا ميوصلش لحد من عيلتى دى، حالة خاصة بشغلى ومش بحب حد يتدخل . ورفع حاجبه مزيدا من حده ملامحه وأضاف :
 أظن كلامى مفهوم ؟
رد الطبيب بتوتر :
مفهوم .

أنهى حديثه ،وخرج من غرفته سريعا ليذهب إليها فقاطعه رنين هاتفه معلنا عن رقم والدته .
رفع الهاتف وأستنشق نفسا طويلا أخرجه ببطيء وأجاب مكالمتها،
  فرك  جبهته وحاجبيه  بأنامله وهو يستمع لحديثها وطلبها الذى لاتمل منه أبدا .
بنبرةصارمة وجادة قال لها :
_لا مش هقدر آجى ،
ماما بعد إذنك كفاية بجد كفاية كلام فى الموضوع دا أنا مش فاضى لعزومات صحبات حضرتك ،
وبناتهم اللى مش بيعجبنى نظامهم أصلا بعد إذنك لازم أقفل سلام .
وأغلق هاتفه وهز رأسه إستسلاما وتوجه الى غرفتها.
طرق طرقة خفيفة على باب غرفتها ودخل مسرعا عندما لم يصله أى رد .
(راحت فين دى ). 
تنهد بضيق محدثا نفسه ،تلفت حوله بلهفة عله يلمح طيفها بمكان ما .
إقترب من سريرها يتحسس دفئه . 
ضغط على أسنانه كاظما غيظه وكور قبضة يده مقربا ياها لثغره بمحاولة بائسة لتخفيف توتره ؛
خرج من الغرفة مسرعا للبحث عنها ،
وقف بالردهة متلفتا نظر بعينيه فلمح بابا أعد للخروج فى حاله الطوارئ،
 إستبق الريح بخطواته و وصل للباب ودخل مسرعا .
تبدلت ملامحه وإحتلت الصدمة قسمات وجهه وصاح غاضبا بممرضة مارئةصدفة:
_ نادى للدكتور بسرعه.
نزح درجات السلم واصلا لجسدها النحيل المفترش للأرض بإهمال ،
حملها بين ذراعيه ترنحت بذراعها للخلف فاقدة تماما للوعى،
رفع رأسها بتلقائية وضمها لصدره،
 ففزع لتسارع نبضه وتركها تترنح مرة أخرى .
وضعها على السرير بحرص وترك الطبيب يتفحصها .
وأبتعد عنها بخطوات واضعا يده على قلبه مهدئا له ؛
فهى المره الاولى التى يدق بها بهذه الطريقه منذ خمس اعوام مضت،
 حتى انه أبدا لم يدق بهذه القوه
 :بقلم marwa.amin
 إستدار الطبيب ناهرا للمرضة لتركها وحدها .
أنكست رأسها ارضا وبنبرة آسفه قالت:
_والله يادكتور انا سبتها دقيقتين بس .
نظر لها شزرا وألتزم الصمت التام .
اطمأن على مؤشراتها الحيويه وقال مطمئنا :
مفيش حاجه تخوف هى بس ضعيفه شويه .
نظر مالك إلى ساعة يده بتوتر ،
وإقترب  من الطبيب وهمس فى أذنه قائلا : 
_ احنا لازم نمشى من هنا حالا .
إندهش الطبيب بشدة وحاول قدر المستطاع رفض مطلبه الا أنه لم يجد سبيلا غير تلبية مطلبه .
أخرج من جيبه ورقة ودون عليها أسماء لبعض الأدوية ، ومد يده واعطاها له وقال : 
_الدوا دا يتاخد 3 مرات ولازم تهتم بالأكل ، 
دا غير المراقبة لانها ممكن تحاول تنتحر تانى .
أمسك مالك الورقة منه وطواها ووضعها بجيبه وشكر الطبيب ثم قال محذرا : 
_طبعا مش هوصيك مش عاوز حد يعرف حاجه .
أومأ الطبيب برأسه متفهما .
اقترب مالك منها وحملها وخرج بها مسرعا ،
وتوجه بها الى سيارته ومنها الى شقته.
توقف بالسياره بمكان لا بالقريب ولا بالبعيد .واخرج هاتفه محدثا لحارس العقار .
طلب منه عده طلبات ليتأكد من استحالة رؤيته لها معه .
ما أن رآه يخرج لتلبية مطالبه حتى تحرك بالسيارة مقتربا،
 ونزل منها وحملها بلطف بالغ .
تململت بين يديه وفتحت عيناها ببطيء .
لم تتضح امام عيناها الرؤيه .رمشت بأجفانها مره بعد مره حتى استعادت وضوح المشهد .
شهقت بشده وإرتعشت أوصالها بين يديه وتحجرت كلماتها بحلقها ، ابتلعت ريقها وبصعوبة بالغة تحدثت : 
إنت مين وجايبنى فين ؟
نظر لها بطرف عيناه وأنزلها برفق وفتح باب الشقة ودلف داخلها وشد يديها ليدخلها .
حاولت التملص منه بلا جدوى فأنى لعصفورة
_التملص من أسد .
إنتفض جسدها مع صوت اغلاق الباب وتراجعت للخلف مبتعدة عنه قائلة بنبرة تدل على فرط رعب صاحبها : 
_ انت جايبنى هنا ليه ؟
نظر لها نظرات متفحصة وقال : 
_ انتى مين ؟
عقدت حاجباها بدهشة قائلة: 
انا مين ! انت اللى مين وجايبنى شقتك ليه ؟
بدا على صوته الغضب الشديد فقال بصوته الأجش : 
_ إنتى مجنونة هكون جايبك ليه؟ انتى مش فاكره انك كنتى هتموتى نفسك وانا لحقتك ؟
ومش فاكره انك قلتى ان ملكيش مكان ؟
إستمدت من غضبه القليل من القوه وقالت :
_أنا قلت كده عشان تسيبنى أموت مش عشان تجيبنى بيتك .
زفر بضيق وعض بأسنانه على قبضته وقال : 
يابنتى إفهمى أنا عاوز أساعدك وعاوز أعرف انتى مين وحكايتك ايه ؟
وتعرفى س 
كاد ان ينطق اسمها فصمت مفكرا قليلا ؛
 وقرر بداخله ان لا يخبرها حتى يعرف منها ،
دارت برأسه عده أسئلة وعيناه لم تترك وجهها للحظة .
لاحظت شروده  فقالت بتوسل :
_ممكن تفتح الباب وتسيبنى أمشى .
نظر لها بحدة وقال : 
لا مش قبل معرف حكايتك ايه بالظبط وكمان تخفى ،
ودلوقتى اتفضلى أوريكى أوضتك عشان ترتاحى فيها.

إقترب منها قليلا وقال بنبرة حانية : 
ثقى فيا أرجوكى انا مش هأذيكى أبدا . بس فعلا لازم أعرف كل حاجه عنك .
أستشفت الصدق من حديثه وقالت بصوت مبحوح من فرط التوتر :
_سفر .
نظر لها متسائلا .
فأردفت قائلة :
_ اسمى سفر .
أدهشه الاسم وربط بينه وبين اسم حبيبته فقال بداخله :
_كأنه اسم اختاروه عشان بس يكون قريب لسمر .
إستنشق كم كافى من الهواء للحد من توتره وقال : 
_ إسمك  غريب اوى .
إبتسمت بهدوء وقالت : 
_بابا سافر اليوم اللى اتولدت فيه عشان كده سمانى سفر .
هز رأسه متفهما، ولكنه خسر نقطه الربط بين الأسمين بعقله .
دلفت للغرفه بخطوات مرتعشه تلفتت خلفها برعب بادى .
لاحظه بسهوله مد يده لها بمفتاح لغرفتها وقال : 
_ لو خايفة أوى كده اقفلى على نفسك ، وبقولك تانى أنا مش عاوز غير إنى أساعدك .
إبتسمت براحة وأمسكت المفتاح وأغلقت الباب .
سادت لغه الصمت لفتره بينهم حتى طرق الباب طرقا خفيفا .
انتفضت وأجابت بتلعثم : 
أيوه .
سحب نفسا وزفره ببطيء وقال : 
_ الأكل اللى طلبته وصل تعالى عشان تاكلى وتاخدى العلاج.
فتحت الباب وقالت بإستحياء: 
_ شكرا مش جعانه .
رفع حاجبيه بإستنكار وقال : 
مش مهم جعانه المهم تاكلى عشان العلاج .
لم تماطل كثيرا فمعدتها تصفعها بألم من فرط الجوع .
تناولا طعامهم بصمت وكل منهما ينظر للآخر نظرات مترقبه .
أنهوا طعامهم وأخذت دوائها .
وتوجه مالك الى المطبخ المقابل لمكان جلوسهم وتحدث بصوت عالى نسبيا : 
_تشربى حاجه معايا ؟
أومأت برأسها نفيا قائلة : 
شكرا .
اعد لنفسه شرابه ولم يلق لها بالا حتى وصل لأذناه صوت شهقة عالية تلاها صوت تحطم بث بقلبه الرعب  وجرى اليها مسرعا .

ليست هناك تعليقات