إبحث عن موضوع

رواية عشقت ذكراها الحلقة الخامسه

رفع الهاتف أمام عيناه وإتسعت حدقتاه وفرك فكيه بتوتر قبل أن يجيب قائلا:

_كنت متوقع إتصالك بس مش بالسرعه دى

أتاه الرد بصوت غاضب
_يعنى عاوز تيجى بحالة انتحار فى المستشفى بتاعتى ومعرفش؟
تنهد بضيق وقال:

_هى كانت غلطة فعلا إنى جيت ، بس معرفتش أفكر كويس
إزداد غضب محدثه حتى كاد صوته يخرق حاجز أذنيه قائلا:
_يعنى مشكلتك جيت بيها هنا أو وديتها مستشفى تانية ! انت مجنون وبتدخل نفسك فى مشاكل من غير داعى .
تسارعت شحنات الغضب بينهم بشدة حتى قال مالك بضيق :
مازن لو سمحت متعرفش ماما ولا بابا لحد متصرف .
صمت قليلا حتى أتاه الرد قائلا:
أنا مش هتكلم بس هستنا منك تفسير للى حصل وبسرعة كمان .
تنحنح مالك قليلا وقال :
تمام هعدى عليك بعدين سلام دلوقتى .
وأغلق سريعا قبل أن يأتيه الرد .
نظر إليها فأخفضت نظرها للأرض ورفعت عيناها ببطىء وخجل حتى تلاقت عيناهم بنظرة طويلة عاتبتها عيناه واعتذرت منه عيناها .
قطع حاجز الصمت بينهم وقال :
هتحكيلى كل حاجة وبالتفصيل ، من أول علاقتك بيها لحد سبب محاولتك الإنتحار .
أومأت برأسها موافقة وشرعت بالحديث قائلة:
سمر بنت عمى وبنت خالتى تؤأم أمى .
تطلع لها ودقق بملامحها قائلا :
_عشان كده شبه بعض ، كملى كلامك حاولتى تنتحرى ليه؟
نظرت للأرض وأجهشت بالبكاء وقصت عليه قصتها بداية من الحادث الذى أودى بحياة أبيها وخالتها .وإضطرار أمها للزواج من عمها غليظ القلب .
إرتفع نحيبها وتهدج صوتها أنقطعت أنفاسها وتطلعت إليه وتبادلا نظرات الأسى ، مد يديه لها بكوب ماء وأشار لها لتكمل .
إرتشفت بضع قطرات منه وضمت يديها عليه وأكملت بحديث إهتز له وجدانه.
***********
بمكان آخر تحديدا داخل إحدى الحارات المصرية العريقة ، وقفت سيارة سوداء ترجل منها أربعة رجال ضخام الجثة أقل مايقال عنهم حوائط بشرية . 
توجهوا بخطوات ثابته جهة منزل يبدو عليه القدم تآكلت جدرانه وظهرت بها الشقوق بحدة دلت على نحت الزمن له .
عدة طرقات قوية على باب شقة بالدور الثانى للمنزل .أتاهم الرد بحنق قائلا :
_براحه ياللى عالباب ايه الدنيا هتطير !
ما إن فتح حتى دب الفزع بقلبه وارتعدت أوصاله وخارت قواه من فرط الرعب ، وقال بتلعثم :
_عاوزين منى إيه ؟
جذبه من جلبابه أحدهم قائلا بصوت أجش : 
الباشا عاوزك .
إبتلع ريقه بصعوبة وجاهد رعبه قائلا :
_طب ثوانى أغير هدومى .
رمقه رئيسهم بغضب وقال :

_مفيش وقت للكلام دا وأحكم قبضته عليه جاذبا له .
فتوجه معهم مرتعدا من مصير يجهله .
****************بقلم marwa.amin
إنسابت دموعها بشدة مهلكة على وجنتيها نحتت وجهها بمعالم الحزن والأسى.
 تطلع لها بحزن دفين وخانته دمعة ثائرة رفضت مقاومته لها بشدة ؛ 
أدار وجهه مسرعا وأزاحها بيده وصمت مفكرا ؛ فعقله لا يستوعب ابدا ماقصته عليه .
فكيف لأب ان يؤذى إبنته الوحيدة ويستغل أعضاء جسدها ليحقق أرباحا مادية . دون أن يأبه بصحتها وحياتها .
وكيف لعم أئتمن على وحيدة أخيه وذكراه أن يستغل ضعفها ويقتطع من جسدها قطعه تلو الأخرى للبيع كسلعة رخيصة .
وبنهاية الأمر يكمل الصفقة ببيعها زوجة لرجل تخشى حتى ان تسمع إسمه .
أكملت حديثها بحزن بالغ قائلة :
_بعد العملية الأولى بفترة جاب مشترى للكلية ، لكن التحاليل أثبتت إنى مقدرش أعيش بكلية واحدة .
رجع فى كلامه خوف من اللى إسمه حسن ، كنت فاكرة إنى صعبت عليه بس فهمت بعد كده إنه خد أوامر إنه ميقربش منى .
عشان حسن اللى بيشترى منه الأعضاء دى عاوز يتجوزنى ، وعرفت إنه كان طالب إيد سمر من زمان بس هربت 

قطر قلبه دما وزاغت عيناه وإسودت الدنيا بعيناه تذكر الحزن بعين سمر ومحاولتها للشكوى له .
رفع يديه ووضعها على أذنه رفضا لسماع المزيد ، على ألاقل فى هذه اللحظه حتى يستطيع أن يلملم شتات نفسه ويسيطر على الألم العاصف بروحه ؛
هب من مكانه مسرعا وتوجه لغرفته وأغلقها خلفه بقوه وسمح لعبراته الحارقة بالإنهيار 
إستمر بعزلته قليلا ثم إستجمع رباطة جأشه ؛ رفع هاتفه وتحدث لبير أسراره قص عليه ماعرفه .
وطلب مساعدته لإسترداد حق فقيدته وإسترداد حياة المسكينة التى وضعها القدر فى طريقه .
فتح باب غرفته وخرج منها ليطمئن عليها فباغتته بسؤال صدم له بشدة .

ليست هناك تعليقات