إبحث عن موضوع

روايه عشقت ذكراها الحلقة ٢٤

الفصل الرابع والعشرون 
بركان الحقائق حين ينفجر توخى من الحذر وإستتر ؛فلا يقوى على مجابهته من أخفى بجوفه أى سر ..
 ليلة كاملة قضاها مالك بين أحزان دفنها بقلبه قبل قبر (سمر ) تنهد بحزن متجرعا علقما تصدر حلقه ،
أسند ظهره لقبرها وأرخا رأسه عليه ،
صدح صوتها من قلبه وغلب عليه الحزن وعاتبته بحدة قائلة : 
وعدتنى قلبك ميدقش غير ليا .
تسارعت دقاته وأجهش ببكاء حارق ليبرد صدره فأسعر نيرانه وألهبها ، إلتفت للقبر وإحتضنه وقال بأسف : 
سامحينى ياحبيبتى معرفش حصل إزاى أنا عارف  إنى أول مرة أخلف وعدى ليكى بس غصب عنى كنت بشوفك فيها الأول وبعد كدا إتشديت ليها هى بضعفها وقوتها وإحساسها معرفش إزاى قدرت تخليني أنساكى .
شعر بصوت أقدام تقترب منه مسح بيده على وجهه وإحتبس عبراته بداخل عينه ومحا أثرها من على وجنتيه ، مد يده لسلاحه بترقب ، 
أرخى يده وتطلع لوجه القادم نحوه وعرفه 
وقف الرجل أمامه وتنحح قائلا : 
مالك بيه ، مراد باشا قلقان على حضرتك وعاوز يكلمك فى التليفون .
مد يده بالهاتف إلى مالك وأردف : 
إتفضل هو معاك عالخط .
سحب مالك الهاتف وتحدث بحنق قائلا : 
بردو يابابا صممت ومشيت البودى جارد ورايا !
صمت قليلا حتى اتاه رد بصوت ساخط قائلا : 
مضايقينك فى إيه يعنى وبعدين هتفضل قاعد فى المقابر كتير كدا ؟ قوم يلا تعالا غير هدومك وإرتاح عشان تروح شغلك .
نبهته كلمات والده لأمر هام طرق على رأسه بكف يده وقال : 
بابا انا افتكرت حاجة مهمه اوى سلام دلوقتى .
مد يده بالهاتف للحارس الشخصى ، توجه لسيارته وأخرج هاتفه منها وأجرى مكالمة منه 
بنبرة حازمة قوية وهادئة ودون أى مقدمات قال : 
الفلوس إتحولت بإسمك والباسبورات مجرد متجهز هتاخدى التأشيرات عليهم وتسافرى هبعتلك صورة لرقم حسابك وعاوز ردها يكون المستندات اللى عندك ، لو لعبتى عليا إنتى عارفة إنى هجيبك.
أغلق المكالمة وأرسل رسالة ، إنتظر دقيقة حتى إستلم عدة رسائل بعدد من الصور والمستندات 
فتحها وإبتسم  بسعادة نصر أنجزه .
*****Marwa Elgendy
بداخل الفيلا 
وقفت ريم أمام غرفة سيللين وتنهدت بضيق سحبت عدة أنفاس تشجعها وطرقت على الباب ودلفت للغرفة وإعتلى وجهها علامات السخط والغضب 
رمقتها سيللين بتوتر وقالت : 
والله إستغربت إنك مجيتيش إمبارح .
رفعت ريم حاجباها وقالت بضيق : 
هو إنتى فاهمة ان اللى هقوله دا سهل عليا ! إنتى خلتيني مضطره أقولك حاجة مستحيل كنت أتخيل إنى  اقولهالك 
تطلعت لها بتساؤل وضيقت عيناها إحتدم توترها وقالت : 
هتقوليلى إيه ياريم ؟
إستدارت ريم وتحدثت بإتجاه معاكس لها قائلة بحزم : 
هتلمى هدومك وتروحى تعيشى مع ماما .
شهقت سيللين بشدة وصدمها قرار شقيقتها هبت مسرعة من مكانها وإقتربت منها وقفت أمامها واجهت عيناها بنظرة باكية وقالت : 
إنتى بتطردينى ياريم ! عاوزانى أروح أعيش مع جوز ماما .
أغمضت ريم عينيها زفرت بضيق وقالت بصوت أضعف الحزن نبرته :
_ إنتى اللى اضطرتيني أعمل كدا اللى عملتيه إمبارح كان تمثيليه قذره أوى ومالك مش هيعديها ودلوقتى بيت أمك أولى بيكى ولو على جوزها إنتى عارفة كويس ان المرض هده ومبقاش زى زمان 
تحركت من أمام عينيها لتبقى على قوتها وأردفت دون النظر إليها : 
إجهزى عشان هكلم السواق يوصلك .
خرجت من الغرفة مسرعة وأغلقت الباب خلفها ، أسندت ظهرها عليه وسمحت لدمعها بالفرار من محبسه 
إقترب منها محمد وربت على كتفها ، إستدارت إليه وألقت بنفسها بين أحضانه لتكمل مسيرة البكاء الحار .
همس بأذنها قائلا : 
كدا أحسن عالأقل لحد مامالك يعدى الموضوع .
اومأت برأسها وأبتعدت عن حضنه ،
أحاط كتفها بذراعه وتحركا معا لغرفتهم .
فتح الباب ودخل منه وتوقف ينتظر دخولها ، وقفت أمام الغرفة وترددت فى الدخول وقالت : 
فى حاجة أخيرة هعملها عشان أطمن .
تطلع لها بدهشة قائلا : 
هتعملى إيه !
زفرت ببطئ وقالت : 
هكلم مامتك فى حاجة مهمة لازم تعرفها عشان تهدا ،
تطلعت لمهد الصغيرة بحنان وأخفضت صوتها وقالت : 
خليك إنت هنا عشان لو لارا صحت تلاقيك جمبها وأنا هتكلم معاها وأرجع علطول .
إبتسم لحنانها ، أرسل لها بالهواء قبلة قبل أن تبتعد لغرفة نيفين التى باتت تبغضها لسوء فعلها 
طرقت باب الغرفة وإنتظرت حتى أتاها إذن بالدخول 
دخلت على مضض وتحدثت بضيق : 
طنط لو سمحتى عاوزه أتكلم معاكى.
ردت نيفين بترقب لحديثها وقالت :
خير ياريم تعالي .
تنهدت ريم وجلست على مقعد قريب منها حركت قدماها توحى بشدة ضيقها وملامحها حملت مزيج من الجدية والغضب وقالت : 
سيبى سفر فى حالها هى معملتش فيكى حاجة وحشه .
أغضب مقالها نيفين بشدة ،إعتدلت فى جلستها ونفخت من صدرها هواء بنفاذ صبر وقالت بتعصب  :
انتى عاوزاني أسيب إبنى يتجوز واحده معرفلهاش أصل ولا فصل ؟ على جثتى الجوازه دى تكمل فاهمه ولا لا .
صمتت تفكر لدقيقة ،زفرت أنفاسها بضيق وقالت :
مش هيتجوزها ولا حاجة حتى مش مخطوبين سيبيها فى حالها بس ويومين وهتحل مشاكلها وتمشى .
إرتسمت على وجه نيفين إبتسامة سعادة  وتجلت بوضوح على صوتها وقالت : 
إنتى عرفتى إزاى انها مش خطيبته .
هى قالتلى .
قالتها ريم وهى تخرج من الغرفة بعد ان فقدت الراحة بقرب نيفين 
إستدارت قبل أن تفتح الباب وقالت :
بيتهيألى كدا مفيش داعى تعامليها وحش او تأذيها بأى شكل .
إبتسمت نيفين بخبث وردت : 
أكيد مش هأذيها طبعا .

بمكان آخر بدار المسنين 
إلتفت سليم على صوتها ، إشرأب عنقه حتى لمحها قذفت بقلبه الدهشة وإرتسمت بحدة على ملامحه 
تحرك إليها مشدوها ، تتصارع فى عقله الأفكار 
وقف مقابلا لها مال برأسها يتفحصها عن كثب ،
إحتدمت دهشته وإرتعش صوته قائلا : 
سمر ! إنتى عايشة !
تلاشت الدموع بعينيها وتطلعت له بإهتمام قائلة :
سمر ! أنا إسمى سفر 
تمتمت بخفوت مكملة حديثها :
تقريبا كدا 
تلفت لكريم المقبل بأغلال ويتابع للموقف بحيرة ودهشة لا تختلف عن حيرة سليم .
إستعاد برأسه حديث نيفين وجمع أطرافه وبدأ يتفهم ثورتها على زفافهم أشار لعسكرى الخدمة الممسك بكريم ليتركه 
إقترب كريم منهم وتساءل قائلا :
إنت تعرفها ؟ تعرف حاجة عنها ؟
 رفع سليم يده ملثما لفمه ، اطرف بعينيه عدة مرات وقال : 
أنا مش فاهم اى حاجة بجد يعنى دى سفر أمال اللى هناك مين ؟ ويعنى إيه تقريبا ! بس لا أنا متأكد إنتى سمر وهى سفر .
تطلعت له سمر بدهشة وتحركت بنظرها صوب كريم وقالت : 
أنا مش فاهمة حاجة ، يعنى أنا سمر ولا سفر 
زم كريم شفتيه وقال موجها حديثه لسليم :
إنت تعرفها منين ممكن أفهم 
تردد سليم بالقول حتى وجد أنه لابد منه تلفت حوله وإقترب منهم وقال بصوت خفيض : 
مرات إبن عمى 
شهق كريم بحزن وتطلع إليها ولاحظ إنهيار جسدها وسقوطه ،
أسرع وتلقفها بين يديه وهرع بها إلى غرفة قريبة لإفاقتها 
بعد قليل أطرفت بأهدابها وتطلعت بحزن لكريم وقالت بصوت واهن : 
يعنى أنا متجوزة واحد مش فاكرة إسمه حتى ، تمسكت بيديه وأجهشت باكية تحشرج صوتها بحلقها وخرج حديثها بصعوبة قائلة : 
يعنى مش هينفع نتجوز ياكريم إحنا كدا متحرمين على بعض !
أغرورقت عيونه بدموع أبت أن تخرج تنهد بحزن وقال : 
لا ياحبيبتى هتتأجل بس مش أكتر 
إقترب سليم منهم بحرج وقال : 
دكتور كريم دلوقتى لازم تتفضل معايا عالقسم للمحضر المتقدم ضدك .
إلتفت له كريم بضيق وقال : 
 البلاغ دا كيدى ومفيش ليه أى دليل 
تنحنح سليم وغمغم : 
عارف إنه كيدي بس أوعدك مش هتقعد معايا أكتر من ساعتين .
تمسكا سمر بيده بشدة وإستمر إنهطال سيل دموعها 
ربت على كفها بحب وطمأنها قائلا : 
إنتى سمعتى اللى قاله أهو ساعتين وهرجعلك 
نفى سليم بسرعة قائلا: 
لا هى كمان هتيجى معانا ، حاجات كتير مبهمة ولازم تتعرف .
 
بمكتب مالك 
حوله مالك لغرفة عمليات صغيرة يدير منها مهمة القبض على حسن السيوفى غير مبالى بأى أوامر تلقاها بالإبتعاد عن القضية ،
جلس برفقة صلاح والظابط المسؤل عن القضية الرائد (حسام ) ،
طبع المستندات من هاتفه وأعطاها لهم بفرحة وإنتصار وقال : 
لو هينفع ياخد إعدام مرتين هياخد بالورق دا ،
تطلع (حسام ) للورق بذهول وقال جبته إزاى دا 
؟
رفع مالك حاجبيه ورد بثبات : 
مش مهم المهم تسلمه وتجيب آذن النيابة بالقبض عليه فورا .
أمسك حسام الورق بين يديه وإحتضنه ككنز بين راحته وإبتسم قائلا : 
دى أسهل قضية مسكتها لحد دلوقتى .
إبتسم صلاح بسخرية وقال : 
طب إنجز ياخفيف لتفشل فيها ويطلع شكلك وحش .
أثناء حديثهم رن هاتف مالك برقم ريهام 
ضغط على زر الإجابة ورفع لأذنه وصل إليه همهمة خافتة بإستغاثة تقول : 
إلحق يامالك بيه 
إرتفع صوتها بصراخ مدوى تلاه صوت أفزعه وتوقف قلبه عن النبض وصرخ قائلا :
سفر ! ردى عليا دا صوتها ؟ ألو ألو 
صوت تحطم الهاتف آخر ما سمعه .
خرج من مكتبه مسرعا ورفع هاتفه يهاتف سفر ، رن الجرس عدة رنات حتى أجابت ريم بدموع وقالت : 
طنط نيفين طردتها يامالك ، زاد نحيبها وأردفت كله بسببى 
سقط الهاتف من يده وإتسعت حدقة عينه وإستحال شكه حقيقة

ليست هناك تعليقات