إبحث عن موضوع

روايه عشقت ذكراها الحلقة ٢٣

الفصل الثالث والعشرون

نجوم عشق أضوت سماء أظلمها الحزن والكمد ، تمحى بنورها أنغاص بقلوب أرقها الكبد ..

تململت ملك بضيق داخل غرفتها بالمشفى ، تأففت قائلة : 
اوف أنا هموت من الزهق عاوزه أخرج من هنا .
إقتربت عبير منها وعلى وجهها نظرة شماتة مرحة وقالت : 
يااه جه اليوم الى تتهدى فيه 
ضيقت ملك عينيها بغضب وقذفتها بقنينة ماء جوارها وأردفت : 
أخف بس وهجيبك مكانى .
تعالت ضحكاتهم وجلجلت ، وصلت لمسامع مازن المار جوار غرفتها متلهفا على رؤيتها .
طرق الباب بخفة ودلف بتروى ببسمة رسمت على محياه أضفت لوجهه إشراقة منيرة  تنحنح قليلا وتصنع الجدية قائلا : 
أخبار مريضتنا إيه النهاردة ؟
تطلعت له بدهشة وقالت : 
مريضتكم !! 
زمت شفتيها بضيق وقالت : 
زفت الحمد لله .
عقد حاجبيه وقال : 
ليه بس فى إيه أنا شايفك أحسن .
زفرت الهواء بضيق وقالت بحزن : 
زهقت عاوزه أقوم من السرير عاوزه أخرج من هنا .
قطع حديثها قائلا بإبتسامة  : 
عاوزه نتخطب ؟
إنفرج ثغرها وأشعل الخجل دواخلها ظهر على حمرة وجنتيها إبتلعت ماء حلقها بتوتر وقالت : 
قصدى أغير جو يعنى .
أنهى عمله معها وخرج بضيق فى صدره ، توقف قبل خروجه موليها ظهره ، نظر بطرف عينيه صوبها دون التطلع لها وقال : 
تقدرى تخرجى جنينة المستشفى تشمى هوا 
أنهى كلماته وأغلق الباب خلفه بعنف منفسا عن غضبه 
 أغلقت عبير هاتفها الذى تعمدت الإنشغال به لترك مساحة خاصة لحديثهم وإقتربت منها وقالت بصوت خفيض : 
هتطيريه من إيدك وتندمى 
أشاحت وجهها عنها تخفى دموع تجمعت بأطراف مدمعها ، تلقفتهم بأطراف أناملها وأعادت النظر إليها قائلة : 
خايفة أوافق ياعبير ، مش شايفه شكله ومركزه إيش أكون أنا فيه .
شهقت عبير ، جحظت عيناها بدهشة قائلة : 
إنتى غبية !! هو إنتى قليلة دا مفيش فى جمالك وذكائك .
راقبت حديثها بصمت وخجلت من إفضاء ما بداخلها 
إستفزتها عبير بمجادلتها فصرخت بها بحزن قائلة : 
مش شايفة لونى جمب لونه ؟ متخيلة كم التريقة الى هناخدها من الناس .
إحتدم غضب عبير وبادلتها الصراخ قائلة : 
كنت فاكرة التعليم عدل دماغك بس للأسف ولا أى حاجة 
يابنتى فوقى وشوفى مميزاتك وإنسى عيوبك هتتمحى لوحدها لو بصيتك على العيوب الناس هتحس بيها .
وبعدين ياريته عيب دى ميزه مزوداكى جمال على جمال ملامحك كمان .
أطرفت بصرها وقالت بخفوت :
بجد ياعبير ؟ يعنى مازن مش هيندم لو ارتبط بيا ؟
طرقت عبير رأسها براحتها وقالت : 
يندم ! دا بيحلم باليوم اللى توافقى فيه .
تسلل لقلبها سعادة  أرجفته بقوة ، إستحال الحزن على وجهها بحبور أشرق وجهها وأردفت : 
طب يلا مشينى بقا شوية قبل مولع فى الأوضة دى واحنا فيها .
******Marwa Elgendy
بداخل الفيلا 
تآكلت الأرض تحت أقدام ريم المرتعشة من فرط القلق وتوهقت بأغلال لا تعرف كيف تكسرها .
فتح محمد الغرفة ورأى حالتها ، تطلع لها بحزن وإقترب منها قائلا : 
إنتى لسة زعلانة منى ؟ أنا عارف انى مستاهلش تسامحينى بس انتى كل يوم تثبتى إنك أحسن واحدة فى الدنيا .
تطلعت لوجهه بشرود ، تذكرت تركها سفر بمفردها وجف قلبها خوفا وإبتعدت عنه قائلة بلا إهتمام :
خلاص يامحمد متفكرش فى الموضوع دا تانى يلا ننزل لسفر عشان متفضلش لوحدها 
تنهد بضيق وزيف على وجهه بسمة ، أشار بيده قائلا : 
يلا ياحبيبتى .
تحركت مسرعة مقاومة ثقل بطنها بشكل أدهشه ، جذبها من يدها قائلا :
براحة يابنتى فى إيه ناسيه انك حامل والدكتور مانعك تتحركى جامد كدا .
أبعدت يديه قائلة : 
متخافش انا مش بجرى يعنى .
هز رأسه بضيق وأمسك يدها بإحكام بيده وتحرك معا بهوادة دون الالتفات لرغبتها .
إبتلع ريقه وتساءل بحرج : 
لارا عاملة إيه ؟
تذكرتها وإبتسمت قائلة : 
لعبت كتير أوى لحد متعبت ونامت .
شد على يدها بإمتنان ، لثم باطن راحتها بحب ونزل معها الدرج .
لمحا إقتراب مالك منهم تنهدت ريم براحة وإطمئنت مؤقتا على سفر ، 
إبتسمت قائلة : 
مالك جه اهو كويس .
رفع محمد حاجبه ورمقها بنظرة تساؤل 
رفعت كتفها قائلة : 
عشان سفر مش مرتاحه لوحدها من غيره 
اومأ برأسه بخفة وإستمر فى الإقتراب منهم .
رعشات خفيفة مست قلبها تراقب إقتراب مصدر أمانها وعلى وجهها ظهرت علامات الراحة ، بشكل بث حقد وغيرة ومقت بقلب سيللين ، أغمضت عينيها بضيق وزفرت بحنق وإعتدلت بجلستها تترقب وصوله لتكمل مابدأته 
وصلت ريم بحثت بعيناها قائلة : 
هو سليم مشى ولا إيه ؟
إلتفت محمد متسائلا : 
هو سليم كان هنا ؟
ردت سيللين بلهفة ملأها الخبث قائلة 
آه كان جايب شوكليت لسفر 
إبتسمت بسخرية وأردفت : 
أصله جينتل مان اوى بيرحب بيها .
تطلعت لها سفر بصدمة لم تعى إلام ترمى فصمتت حتى إستمعت لمالك يصرخ بها غاضبا بصوت جهورى قائلا : 
إنتى خدتى منه زفت ؟
إبتلعت ريقها بتوتر وتلعثمت بالحديث قائلة : 
أصل سيللين.
شهقت سيللين بفزع مزيف وقالت : 
أنا مالى أنا دا انا حتى ساعتها كنت بتصور وبالغلط صورتهم 
مدت الهاتف لمالك تحت نظرات إشمئزاز وغضب من ريم 
جذبت من يده الهاتف ومدته لأختها مرة أخرى قائلة : 
أكيد يعني من باب الزوق اداها هو كان معاه كتير وإدانى واحده وكمان للارا .
مطت سيللين شفتيها قائلة : 
انا مخدتش 
وصلت لمبتغاها وسعرت النيران بقلب مالك أنهشته وتملكت الغيرة منه وأعمته ،
جذب سفر من يدها بقوة، إستدارت ورمقت سيللين بحزن وإنكسار 
حثت ريم محمد بالإسراع خلفه وإنقاذها منه ، 
إلا أن بركانا فى أجم ثورته  أنى لأحد مواجهته !
زج بها بغرفته  طرحها بالأرض بعنف تأذت جرائه وأغلق الباب خلفه بإحكام غير مبالى بتوسلات محمد بالصبر .
رفعت يدها برعشة تتحسس قطرات دم تدفقت من طرف حاجبها ،
شهقت بفزع إلتفت لها ولاحظ قطرات الدماء هرع إليها وتلاشى غضبه وإستحال لقلق ولهفة 
رفع يده يتحسسها أبعدتها بعنف وتطلعت له بغضب قائلة : 
إنت عاوز منى إيه ؟
هز رأسه بتفهم فأردفت : 
رد عليا عاوز ايه بتعاملنى ليه كدا ها ! صدقت انك خطيبى مثلا ولا فاكرنى سمر ؟ 
إبتلع ريقه بتوتر . نظر حوله بحثا عن ضمادة لجرحها بصمت لسانه عكس قلبه المتوهج 
جذبته من ظهره وصرخت بدموع تحرق كبده وأردفت : 
تفرق إيه فى معاملتك عن عمى ؟ كلكوا إستضعفتونى واستقويتوا عليا 
ارتعدت عضلات وجهه ، إرتعش جانبى أنفه ،
طلت من طرف عينيه دمعة تكوى محلها دون شفقة، أغمض عينيه بأسى محاولا ردعها من السقوط 
خانته عزيمته وإنهمرت عبراته تخبرها بصرعة بأسه 
أحكم قبضته على كتفها وإنفعل قائلا : 
إنتى شايفه إنى وحش أوى كدا !! محستيش لحظة واحدة إنى بعمل كدا عشان 
تردد قليلا وأردف : بحبك .
أنهى كلماته وأرخى يده فسقطت بالأرض غمرت العبرات وجهها وصبغت عينيها بحمرة قاتمة تعالت شهقاتها ومن بينها قالت : 
لا مش بتحبنى إنت عاوز مراتك ترجع تعيش وهتلغيني بيها مش عاوزنى 
أربكها حديثه حتى أنه شك بحقيقته وخرج من أمامها مسرعا بقلب مكلوم مدمى تاه بين جنبات الماضى لا يعرف إن كان تحطاه أم حبس بداخله للأبد .
دخلت ريم بسرعة للغرفة بعد خروجة وإقتربت من سفر تطمأن عليها فإرتمت بحضنها وإستكملت ثورة بكاء لن يخبو لهبها بسهولة 
ربتت على ظهرها بحنان حتى سكنت قليلا ، ساعدتها بالجرح وضمدته بلطف وقالت متسائلة : 
سفر هو انتو مش مخطوبين ؟ 
تطلعت لها سفر بخجل وهزت رأسها بنفى قائلة : 
لا ومش هيحصل أبدا .
تذكرت حديثها له وعدم إنكاره وبكت بحرقة مرة أخرى وباتت تعرف مكنون قلبها له ، ونصيبها من العشق علقما لا عسلا 

بالمشفى 
شعرت ملك بالألم يضرب بأضلعها فطلبت من عبير أن تعيدها لغرفتها تنل قسطا من الراحة ،
لمحت مازن بالقرب من غرفتها ، إبتسمت تلقائيا ، بادلها ياها بلطف أزاد من وسامته أضعافا 
توصل لمسمعها حديث فتاتين تتهامسن على وسامته بشكل أثار حنقها وغضبها نظراتهم إليه أحرقت شعلة الغيرة بداخلها ، تبدل ضعفها بقوة وإقتربت منهم ، رمقتهم بغضب قائلة : 
إنتو واقفين كدا تعملوا إيه؟
تطلعوا لها بإحتقار وتحركت اعينهم على جسدها من أدناه لأعلاه وتحدثت أحداهما بسخرية للأخرى : 
مالها دى كمان !
بادلتها الأخرى طرف الحديث بنفس السخرية قائلة : 
مش عارفه شكلها وقعت على دماغها 
إقترب مازن ليتفهم الموقف 
جذبتها عبير إليها قائلة : 
إهدى بس ياملك هما عملوا إيه ؟
سحبت يدها بضيق وقالت بإنفعال : 
يعني أسيبهم يعاكسوا خطيبى وأسكت .
ألقت الكلمة على قلبه سعادة لا تصفها كلمات، تطلع لها كسكير إنتشى بلذوعة خمر إستخلصه من شقائق شفتيها 
إقترب منها مجذوبا هائما أمسك بيدها وطل بنافذة عينيها وقال: 
إنتى قلتى أنا مين ؟
 قطبت حاجبيها وتصنعت زيادة الألم قائلة بصوت واهن : 
عاوزه أرجع الأوضة مش قادرة اقف 
هز رأسه قائلا : 
طيب هترجعى بس قولى الأول .
إبتسمت بخجل وقالت خلى باباك يكلم بابا وبعد إذنك بقا .
تحركت من أمامه بيد عبير والضحكة اعتلت وجوههم بغبطة وحبور .

مر الليل وبينهم وخبأ بين طياته أحزانهم ومسراتهم 
وباليوم التالى 
عروس تجهز بسعادة إمتزجت بقبضة قلب لاتعرف لها سبب 
ظهر السبب من تلقاء نفسه بعد سماعها لصافرة سيارة  الشرطة تقترب منهم .
ترجل منها سليم وتوجه لداخل الدار يبحث عن مبتغاه حتى وصل إليه وقال : 
دكتور كريم ؟
تطلع له بتوتر وقال : 
أيوا يافندم أنا فى حاجة .
فى بلاغ متقدم فيك بيتهمك بإختلاس أموال من الدار  اتفضل دلوقتى قدامى 
جحظت عيناه برعب وشهق قائلا : 
إيه الكلام دا مستحيل يكون صح دا بلاغ كيدى .
تأفف سليم بضيق قائلا : 
الكلام دا توفره للنيابة دلوقتى هنفذ أمر ضبطك وإحضارك .
توسل كريم قائلا : 
طب النهارده فرحى والمأذون على وصول .
إبتسم سليم بخبث وقال : 
إتفضل قدامى لو سمحت مش هينفع أستنى حضرتك تتجوز .
تحرك معه بإستسلام .
حتى إستوقفة صوتها يصرخ بإسمه برعب :
كريم فى إيه .
إلتفت لها سليم وجحظت عيناه بدهشة تمكنت من جوارحه ..

ليست هناك تعليقات