إبحث عن موضوع

روايه عشقت ذكراها الحلقة ٢٦ و الاخيرة

الأخيرة 💔💔

لقوة الشر حدود لا تتخطاها أما الخير فقوته فى السماء مرساها..

إلتهم سليم الطريق بسرعة مهلكة، تتقافز فى رأسه أفكار تؤلم قلبه فلو أنه شعر يوما بالحقد والغيره لظفره بحب من رغب دوما فى قلبها إلا أن بأعماق قلبه يعرف أنه لاذنب له بحبها له، حتى أنه لا يطق عليه شر.

فى المشفى
قتل التوتر لنيفين راحتها وأهلك وجدانها تتطلع حولها بصمت كلص ينتظر تنفيذ حكم الشريعة عليه
تسارعت نبضاتها وازدادت سرعة ضخ الدم بعروقها حتى وقعت مغشيا عليها، مسببة بذلك بلبلة وتوتر للجميع
صرخ محمد بفزع مناديًا لها :
ماما!!
إقترب منها وحملها ودخل بها لغرفة مجاورة لغرفة ريم، أنزلها على الفراش بتروى وأفسح مكانا لمازن الملهوف خوفًا عليها بدوره ليقوم بما يستدعيه عمله
بعد قليل إستعادت وعيها ببطئ، تطلعت لوجوههم وبكت بشدة أدهشتم
إقترب مازن بحنو قائلا :
فى إيه بس ياماما مالك؟
عبراتها تتحدث ولسانها صامت مضرب عن الحديث
إلتفت لجهة السرير الأخرى (محمد) أمسك كف يديها وقبله بحب وقال :
طب قولي إيه بس مزعلك! يعني جايلك حفيد قمر كدا وتزعلى
ربتت على كف يديه، تنهدت بحرارة ملتهبة حزنًا
تناقلت عينيها بينهم ومن صمت بكاءها وحدته أخرجت كلمات فهموا مغزاها بصعوبة:
سمر عايشة.
تطلع الأخوان لبعضهما وقفزت الدهشة محتلة لوجوههم 
رد مازن بتلعثم   :
يعنى إيه وحضرتك عرفتى إزاى
تطلع لها محمد بذهول وأضاف على مقال أخيه :
إنتى ليكِ يد فى الحادثه؟
هزت رأسها بعنف ولهفة منفية لقوله وأردفت :
أنا مليش يد فى الحادثة ولا حاجة هى صدفة مش أكتر
زفر مازن بحنق وضيق وقال:
يعنى إيه صدفة هى عملت حادثة وطلعت عايشة ليه كلنا فكرناها ماتت انا مش فاهم حاجة أرجوكى وضحى
تطلعت أمامها مبتعدة عن نظرات عتابهم القاتلة وقالت :
قبل الحادثة بيومين سمعت بالصدفة مكالمة بين أبوكم وواحد كان شريكه زمان بس كان شغله مشبوه وفض الشراكة معاه، إسمه حسن السيوفى
قُطِبَ حاجب محمد وردد بخفوت :
حسن السيوفى كان شريك لبابا!
أشار له مازن ضامما أنامله للصبر والإستماع لها وقال :
كملى ياماما وبعدين حصل إيه والمكالمة دى كانت إيه
شردت قليلا تتذكر المكالمة وإلتفتت لمازن تتوسل تفهمه وقالت :
كان بيهدد يقتل مالك لو مبعدش عن سمر واللى فهمته إنه كان خاطبها قبل مالك ميتجوزها
ارتسمت ملامح الرعب على الجميع وبدأ اللين يظهر فى حديثهم
تطلع لها محمد قائلا :
يعنى دبرتى الحادثة دى عشان توهميه انها ماتت ويسيب مالك فى حاله؟
زفرت بضيق عنيف وقالت بحدة :
قلتلك مدبرتش حاجة كل حاجة حصلت صدفة
أردف مازن بحدة قائلا :
ياماما فهمينا إيه اللى حصل
ردت نيفين بصوت خفيض :
يوم الحادثة كان فى بنت تانية مع سمر تقريبًا صحبتها  دي اللي ماتت، مالك لما جه سأل الممرضة قالتله ماتت وقع من طوله وفضل يومين على مهدئات فى المستشفى؛ إبتلعت ريقها بتوتر وأردفت : طلبت منهم يزودوله المهدئ شويه عشان يفضل فى المستشفى لحد مبعد سمر،
خصوصا لما فاقت مش فاكره إسمها حتى وأما أهل البنت اللى ماتت إستلموها عامل المشرحة باعلى جثة بنت متشوهه ودفناها 
إبتعد محمد للخلف وقدماه ترتعش ألقى بجسده على أقرب مقعد وقال بحزن :
يعنى دفن واحدة غريبة وفضل حزين كل السنين دى من غير داعى!!
رد مازن بتقطب :
وإزاى محدش خد باله من الورق ولا من أى حاجة
أطرفت بعينيها قائلة :
كل حاجة خلصت بالفلوس المجهولة بقت سمر وسمر بقت هى المجهولة.
تنهد مازن بأسى وحزن على ما آل إليه حال أخوه بسبب قرار إتخذته أمه بفجع قلبه دون مبالاة بشعوره وقال :
ليه بتعترفى دلوقتى؟
صمتت قليلا وقالت:
عشان مالك خلاص زمانه عرف انها عايشة
تقابلت وجوهم وتبادلوا نظرات الفزع الممتزج بحزن ودهشة مما يحدث مترقبين رد فعل مالك على ماحدث
**********Marwa Elgendy
إلتف عدد من الرجال مدججين بالأسلحة مباغتين لمالك وصلاح بعنف وإجتذبوهم أمام الغرفة ليستمع بنفسه توسلات سفر وتنهش بقلبه وتدميه
تعالت صرخاتها مع إقترابه لهدفه تحاول التملص من قبضته بكل قوتها 
صراخها يزيده إثارة وإصرار على تنفيذ ما شرعه، 
قاربت قواها على النفاذ وبدأت تستسلم لمصيرها المرعب، 
صرخت صرخة أخيرة ودموعها كتمت نصفها وصوتها يتحشرج وتوسلت قائلة:
حرام عليك ابعد عنى
صوتها طعن مالك بقلبه طعنان تمزق اوصاله صرخ بحدة قائلا:
هقتلك لو لمستها ياحيوان 
صوته بث بداخلها طمأنينة ولو لثوان جدد طاقتها وقاومته أكثر 
بدأت لكماتها تؤلمه؛ إبتعد بيده عن جسدها وإهتم بتوثيق يديها،
كلتا يديها بيد وشعرها باليد الأخري واقترب من أذنها وقال بفحيح كأفعى :
هقتلهولك قدام عنيكي بس أما أكسره قدام نفسه. 
افلت شعرها بعد أن سرق أمانها وإزدادت ضربات قلبها بعنف مخافة عليه وعلى نفسها، 
أشاحت بوجهها بعيدا عن رأسه متقززه منه؛ لمحت دبوس شعر سقط من شعرها مع جذبه 
علمت إنه ربما خلاصها؛ افلتت يدها من بين يديه وبسرعة إلتقطته وبجام عزمها وقوته طعنته به بداخل عينه،
صرخات ملأت الغرفة أربكت من خارجها 
هو يصرخ بألم ويلتوى منه، 
وهى تملكها الفزع لرؤية الدماء بيدها وعلى وجهه 
تطلع الرجال لبعضهم متسائلين حتى قال أحدهم:
نفتح نشوف فى ايه! الحاج بيصرخ أوى شكلها عملتله حاجة!
أشار له الآخر ليفتح 
مارآه مالك من مكانه أثلج قلبه وأراحه؛ إبتسم بثقة وباغت من جواره وسحب بندقيته منه بخفه 
إحتدم الموقف بتصويب أحدهم فوهة سلاحه إلى رأس صلاح 
إبتلع مالك ماء حلقه متجرعًا معه علقمًا لرعبه على صديقه، حتى إستمع صوتًا لم يتوقع سماعه أبدًا 
طلقات بالهواء وصوت أجش قال :
نزلوا السلاح اللى فى ايديكم لو عاوزين تعيشوا 
إرتبك المرتزقة فعدد الوافدين أكثر من عددهم وبدأ كل منهم يلقى سلاحه تلو الآخر ويرفع يده للأعلى بإستسلام 
إبتسم مالك بإمتنان لوالده الذى إندهش لوجوده 
بتر إبتسامته صرخة سفر 
إندفع إليها بسرعة وجدها منزوية بجانب فى الغرفة ترتعش وتصرخ تنظر ليدها وتثير الدماء رعبها؛ 
أمسك يديها وأخفاها بيده وإحتضنها بقوة حتى إستكانت بحضنه، هدأت رعشة جسدها وتبدل الحال بقلبها من وجيف الرعب لرجيف العشق 
أبعدها عن حضنه قليلا وواجه بعينه عينيها وقال متوسلا لإجابة مطلبه :
تتجوزيني؟ 
تنهدت بضعف وقالت :
مش عاوزه أكون مجرد ذكرى لحبك القديم. 
رفع أنامله على شفتاها وقال :
بحبك ولعلمك محبتش حد قدك
إبتسمت لحديثه وإبتعدت بعينيها عن عينه وقالت بخجل:
موافقة 
توالت المفجآت على مالك وإناس لم يتوقع مجيئهم بعد سماعه لصوت سليم مع قوة الشرطة القادمة لنجدتها، 
حملها بين ذراعيه وتوجه للخارج وترك رجال الشرطة يقومون بعملهم 
إقترب منه سليم وتنهد براحة قائلا :
حمدالله عالسلامة يابن عمى
إبتسم مالك وأومأ  برأسه قائلا :
الله يسلمك ياسليم بيه. 
تنحنح سليم بخجل وقال :
فى حاجة مهمة لازم تعرفها 
تململت سفر بخجل وحاولت النزول للأرض؛ تفهم مالك خجلها وأنزلها برفق 
تطلع لسليم بدهشة قائلا:
حاجة إيه اللي أعرفها ومالك كدا مش على بعضك! 
ربت سليم على كتفه وقال :
تعالى بس عالقسم وإنت تعرف كل حاجة 
زم مالك شفتيه وحرك رأسه بموافقة وتحرك جوار سفر حتى خرجا من الفيلا. 
أشرف سليم على القبض على كل من فى الفيلا وطلب سيارة إسعاف لنقل حسن إلى مشفى يتبع الشرطة 
وقبل خروجة من الفيلا توصل لأذنه أنين خفيض يأتى من غرفة أسفل الدرج؛
فتحها بسرعة ودخلها مسحها بعينيه بلهفة حتى وجدها قابعة بركن من أركانها يبدو عليها أثر التعذيب 
إقترب منها وفك وثاقها وطلب المسفعين لها بسرعة على جهازه اللا سلكى 
تمسكت بيده ملتمسة الأمان وهمست بوهن:
متسبنيش أموت هنا 
ربت على يدها ورجف قلبه لها سحرته ببرائتها وضعفها لا يدرى ماحل به 
إقترب منها قائلا بتوتر :
متتكلميش كتير دلوقتى يجيلك المسعفين وهتبقى كويسه 
حملها المسعفين برفق وخرجوا بها؛ أوقفهم سليم قائلا بنبرة آمرة:
دي تروح مستشفى العمري 

فتح مالك باب سيارته وأدخل سفر برفق وجلس جوارها، 
إلتفت لها متسائلا :
إنتِ كويسة؟ تحبى نروح المستشفى الأول نطمن عليكِ قبل منقفل المحضر؟ 
نفت بهدوء قائلة :
لا أنا كويسة خلينا نخلص المحضر دا عشان أرتاح 
إبتسم لها، غمزها بطرف عينيه وقال :
هنخلص المحضر ونطلع عالمأذون علطول 
شهقت بدهشة وقالت :
بسرعة كدا طب كام يوم أجهز نفسى حتى
زفر بضيق قائلا بنفاذ صبر :
كام يوم إيه إنتي آخرك معايا بكرة فاهمة ولا لا 
هزت رأسها بضحكة قائلة :
تمام يافندم 
ضحك بسعادة وتحرك بسيارته لمجهول قد يحطم حياته مرة أخري. 
وصلا للقسم ودلفا إلي مكتبه والراحة احتلت محل القلق بقلوبهم فاليوم تخلصوا للأبد من شر أنغص هدوء حياتهم.. 
توقف سليم أمام المكتب وتردد بالدخول وبعد برهة من التفكير طرق الباب ودخل ملامح وجهه توحى بوجود أمر مهم 
طالعه مالك بدهشة وحاول تفسير وجوم وجهه وقال :
شكرا إنك جيت تنقذني ياسليم الأصل غلاب فعلا 
إقترب منه وإحتضنه شاكرًا 
تنحنح سليم قائلا :
برغم أى خلاف حصل بينا إنت بردو لسه أخويا ومقدرش أعيش من غير مغلس عليك 
إبتسم مالك وهز رأسه بإستسلام وقال :
يعني مفيش فايدة فيك 
تبدلت ملامح سليم، تطلع لسفر وأعاد بصره لمالك قائلا بتوتر :
فى حاجة مهمة لازم تعرفوها 
تطلعت سفر بإهتمام، وتساءل مالك قائلا :
فى إيه ياسليم إنت شكلك مش على بعضك 
ألقى سليم عليهم ما بجوفه وصدم لحديثه الإثنان بشدة، 
أمسكه مالك من كتفه بكلتا يديه وهزه بعنف قائلا بحدة :
إنت وصلت للدرجة دى معايا ياسليم بتعمل حوار وسخ زى دا 
أنزل سليم يديه وإبتعد عنه قائلا بعنف :
أنا غلطان إنى قلتلك عالعموم خطيبها موجود فى مكتبى والمفروض إنى كنت رايح أقبض عليه عشان جوازته متكملش؛ 
تنهد بقوة وأضاف :
أصله مينفعش يتجوز واحدة متجوزة أصلا. 
تضاربت المشاعر بداخلهم سفر تحطم قلبها ، وتألمت  
لفقدانها حبيب تعلق قلبها به، 
بجانب مشاعر سعادة لمعرفتها بوجود سمر التى أحبتها دومًا كأخت لها وجرح فقدها لم يندمل بقلبها أبدًا..
مالك عصفت الرياح بمركبه المتهالك وسط المحيط تخبط بالأمواج وتحطم شراعه يقاوم الألم ويسقط للقاع مرة أخري، تأتيه الطعنات من حيث لا يحتسب 
الآن طُعِنَ من أقرب الناس إليه 
إنصب تفكيره كله فى قدرة والدته على رؤية جرحه لسنين طوال دون شفقة أو رحمة 
خانت عبرة سجانها بمقلتيه محطمة قيود قريناتها
فتسارعت العبرات بالنزوح عن مقلتيه محرقة لقلبه ومهلكة لكبريائه 
خرج من فمه كلمات تقطعت مع أنفاسه :
هى فين؟ عاوز أشوفها 
رد سليم بوجوم قائلا:
هبعتلك الموقع على التليفون. 
أسعرت كلمات مالك النيران بقلب سفر وشعرت بضرورة الإنسحاب تطلعت له لآخر مرة وإلتفتت بوجهها تخفى دمعها، كفكفته بسرعة وأعادت وجهها إليه ترسم ملامحة بعقلها لتحتفظ بصورته بداخلها 
إستلم مالك الرسالة وخرج مسرعًا متوجهًا لها 
خطا خطوتين خارج مكتبه 
اطلقت سفر لعبراتها العنان وعلى حافة إنهياره شعرت بربتة حانية على كتفها تلفتت بسرعة 
إبتسم بألم وأزاح دمعها بأنامله، أمسك وجهها بين يديه وقال بنبرة بثت الراحة بقلبها :
مش هتيجى معايا؟ 
إبتلعت ريقها، هزت رأسها بنفى وتغلب على راحتها  الحزن، تنهدت بحزن قائلة :
معدش ليا مكان خلاص حتى إنى أكون ذكرى ليها مش هينفع دلوقتى لازم أبعد 
بتر حديثها بحزم قوله :
مين قالك إنك ذكرى ليها، ومين قالك هسيبك وأرجعلها؟ 
سحب نفسًا طويلا وأخرجه ببطئ وقال :
أنا عاوز أعرف هى كمان سابتني بمزاجها ولا كان غصب عنها! وبعدين أنا إتأكدت دلوقتى إنى إتخطيتها خصوصًا لما عرفت إنها كانت هتتجوز ومتضايقتش حتى 
تبدلت ملامح حزنها وإبتسمت بخفة ورقة 
أمسك يدها وتحرك بها لرؤيتها 
قبل خروجة مر بغرفة سليم وطلب منه إطلاق سراح كريم 
وقف كريم أمام سفر مشدوها والدهشة إرتسمت على ملامح وجهه
عقد حاجبيه وقال :
معقول إنتى سفر! 
هزت رأسها بالإيجاب وردت بخجل :
أيوه أنا 
تطلع له مالك بغضب قائلا :
 لو فى حاجة كلمنى أنا. 
تنحنح كريم بحرج وأردف : 
لا مفيش حاجة أصل سفر أقصد سمر مكانتش تعرف إسمها إيه ولقت فى جيبها ميدالية عليها صورة إفتكرتها صورتها وهى صغيرة وفى ضهرها إسم (سفر) فكرته إسمها. 
تطلع مالك لسفر وقال:
هما فعلا شبه بعض 
توجه بحديثه لسليم وقال :
لسه محتاجه ياسليم بيه؟ 
رد سليم بنفى وقال :
لا يامالك بيه إتفضل إنت وأنا كمان رايح المستشفى 
قطب مالك حاجبيه وتسائل :
رايح المستشفى ليه؟ 
تسارعت نبضات سليم وتوتر قبل أن يجيب :
 أصل..  البنت اللي كانت محبوسة فى الفيلا خليت الإسعاف توديها المستشفى بتاعتكم 
خبط مالك على رأسه وقال:
ريهام دا أنا نسيتها خالص، هى حالتها إيه 
رد سليم بلهفة قائلا :
كدمات بس الحمد لله 
تنهد مالك براحة وقال:
الحمد لله 
أشار برأسه لسفر وقال : 
يلا بينا؟ 
تحركت معه بصمت متلهفة للقائها وبقلبها لذلك رهبة قوية 
توقفت السيارة أمام دار المسنين 
سحب مالك عدة أنفاس تهدئ من روعه 
وخرج متوجهًا إليها بخطوات مرتعشة وأنفاس متقطعة 
تشجع قليلا بعد ملاحظته لتوتر سفر 
ربت على كفها وخرج من السيارة طلب منها ومن كريم الإذن بالحديث معها وحدهم 
تفهم الإثنان برغم نيران الغيرة الناهشة لقلوبهم 

وقف أمام غرفتها ومشاعر جمة باغتته وهزمت وجدانه 
إستجمع شجاعته وطرق الباب بخفة، وصل لأذناه صوتها المميز إبتسم وترقرقت بعينيه الدموع ودلف بتروى :

وقفت تستقبلة والتوتر ملأ جوارحها 
سقطت من عينيه دمعة وازاحها وتحدث بحزن قائلا :
إنتِ نسيتي فعلا؟ 
تطلعت له بتحفظ تفرك كفيها ببعضهما تجمع على جبهتها حبيبات العرق وتلعثمت بالحديث قائلة:
كريم قالي في التليفون إنك هتطلعلي 
تنهدت بحزن وأردفت :
فكرت هفتكرك أول مشوفك بس للأسف مش قادرة أفتكر 
مفيش في دماغى غير الحادثة، الصريخ فى ودانى دم كتير وإزاز متكسر غير كدا مفيش حاجة 
إقترب منها ببطئ؛ توترت لقربه إبتلعت ريقها برعب وتطلعت له بتحفظ لاحظه إبتسم وأكمل قربه، وقف أمامها إحتضنها رغمًا عنها وهمس بجانب أذنها :
آسف إنى مكنتش معاكى 
تملمت فى حضنه أبعدها وأردف قائلا :
أنتى من النهارده حرة إنتى طالق، بس هتفضلى فى حمايتي طول عمرك ومش هخلى حد يضايقك أبدا 
إبتسمت براحة وتسللت السعادة لقلبها صمتت حتى أكمل حديثه قائلا :
أنا هتجوز سفر أختك 
تطلعت له بدهشة، قطبت حاجبيها وقالت بتساؤل :
أختى؟ أنا ليا أخت! 
إبتسم قائلا :
بنت عمك بس بتعتبرك أختها وملهاش حد غيرك، وأنا دلوقتي جوز أختك يعني أخوكى 
إبتسمت قائلة :
دى حاجة تسعدنى جدا 
زفر ببطئ وقال :
فى حاجة مهمة لازم أعملها 
تساءلت بلهفة:
حاجة إيه؟ 
رد قائلا :
لازم تخرجى من هنا فى مشوار مهم لازم تروحيه 
أنا وإنتي حياتنا كانت هتكون مختلفة أوي لولا تدخل أمي فيها 
ومش معنى ان ربنا عوض كل واحد فينا إني هسيب حق السنين اللي فاتت دي 
تطلعت له بحزن وقالت :
مقدرش أخرج الشارع الطريق بيفكرنى بالحادثة 
وقف أمامها وأمسك كتفها يبث بداخلها الشجاعة وقال :
أنا معاكُ وخطيبك كمان وسفر مستنياكِ فى العربية، ومش هسمح لحاجة وحشة تحصل لواحدة فيكم 
إبتلعت ريقها بتوتر وشرعت بحديث بتره بحدة وجذبها من يدها قائلا :
ثقى فيا متخافيش كلنا معاكِ
تحركت جواره بإستسلام والخوف يلهب قلبها والرعشة تتملك من جسدها 
وقفت خلف الباب الخارجى تتردد فى الخروج، تطلعت له بتوسل وقالت :
مش قادرة بجد خايفة أوي 
مد يده لها وجذبها برفق، أشار صوب سفر وكريم 
تطلعت لسفر وسحرت بإحساسها تجاهها٢ تحركت معه دون أن تعى 
بعد قليل وصلت إليها 
تناست سفر غيرتها من ملامستها ليده وتطلعت لها بشوق وحب وإقتربت منها بلهفة وإحتضنتها بقوة وبكت بشدة 
أبعدتها تنظر لوجهها مرة أخرى وإحتضنتها مرة أخرى 
إقترب كريم منها وربت على كتفها قائلا :
سمر إنتِ فى الشارع 
تطلعت حولها غير مصدقة بكت، لفت حول نفسها، تقافزت بسعادة وضحكت بعفوية قائلة :
أنا مش مصدقة ياكريم أخيرًا قدرت أخرج 
تطلع لها كريم بحزن ونهشت الغيرة قلبه وقال :
يظهر مالك بيه له تأثير كبير عليكِ
توجمت سفر بكلماته 
تفهمها مالك وقال بإبتسامة:
طبعًا مش أخوها وجوز أختها. 
أثلجت جملته قلوبهم إقتربت سمر من كريم وقالت بسعادة :
مالك طلقنى ياكريم 
أطرفت بعينيها وقالت بدلال :
يعنى لو لسه عاوز تتجوز 
تطلع لها بدهشة وقال :
لو!! دا أنا هتصل بالمأذون حالًا
إقترب مالك من سفر وقال :
إيه رأيك نجيب المأذون إحنا ونسبقهم 
تطلعت له بحب وقالت :
يعنى أنا دلوقتى مش ذكرى سمر؟ 
إحتضن رأسها وقبل جبينها وقال :
أنا بعشقك من أول مشفتك وعمرك مكنتى مجرد ذكرى

تنحنح بخجل قائلا :
طب ياجماعة معلش فى مشوار مهم لازم نروحه بعد إذنك يادكتور 
تطلع له كريم، ضيق عينيه وتساءل :
هنروح فين؟ 
رد مالك بحزن قائلا :
عاوز أعرف أمى عملت فيا ليه كدا 
تطلع له كريم بدهشة ورد مسرعاً:
لا معلش دى حاجة خاصة بيكم ومينفعش حد غريب يتدخل 
أكدت سفر على قوله قائلة :
معاه حق يامالك مينفعش حد يدخل بينكم 
تنهد مالك بحزن وهز رأسه بإستسلام موافقًا على مضض 
إقترب من سمر وقال :
لو زعلك فى يوم بيت أخوكِ مفتوحلك 
إبتسمت سمر وقالت :
شكرًا على كل حاجة، شكرا إنك رجعتلى سفر  وخرجتنى للحياة تانى 
بادلها البسمة وقال برفق :
ياريت كنت أقدر أعمل أكتر من كدا، بس انا مطمن عليكِ مع كريم 
تطلع لسفر وأشار برأسه قائلا :
يلا بينا 
توترت قليلا وترددت فى الذهاب لوالدته 
شدّ على يدها وقال مطمئنًا :
متخافيش من حد وإنتِ معايا 
تشجعت من حديثه وتحركت معه 
وصلا للمشفى.. 
ترجلا من السيارة وعلم مكانهم من الإستعلامات 
وقف يسحب أنفاس عدة قبل مواجهته أسند رأسه على الحائط، إقتربت منه سفر وربتت على كتفه؛ 
تطلع إليها وتذكر مانالته من رعب بسببها 
دخل الغرفة والغضب مرتسم على ملامحه 
تطلعت له والدته بخوف ممتزج بحزن، علمت بداخلها أنها فقدته للأبد 
هز رأسه بحزن وتطلع لها قائلا :
هاتيلى سبب واحد يخليكِ تعملى فيا كدا ٥ سنين بتعذب قدامك وانتِ إيه مصعبتش عليكِ يوم؟ 
توسلت بعينيها وبنبرة صوتها قائلة :
كنت خايفة عليك 
زم شفتيه وفتح عينيه بقوة، رفع حاجبيه وقال:
خايفة عليا!! إنتي قتلتيني بإيدك 
ولما جيت افوق حاولتى تقتلينى تانى 
تطلع ناحية سفر وقال :
تعرفى جرالها إيه بسببك، متخيلة رعبها وهى بين إيدين الحقير اللي طردتيها وإنتِ عارفة أنه عاوز يطولها بأي شكل 
ردت بلهفة قائلة:
هي متهمنيش أنا خفت عليك إنت 
هز رأسه بحزن وأسى وقال :
أنا للأسف مقدرش أعملك حاجة لأنك أمى بس كل اللي هقولهولك إنى مش هسامحك أبدًا 
أنهى كلماته وخرج برفقة سفر دون التطلع خلفه تركهها لندم يلتهم قلبها ويعتصره بكت بمرارة وحرقة توسلت له بأعلى صوت إمتلكته 
توصل لأذنه صوتها ولم ينفذ لقلبه الذى غلفته أفعالها بالغضب 
تمسك بيد سفر وخرج من المشفى وركبا السيارة للبدأ برحلة حياتهما معًا 
 تمت 

ليست هناك تعليقات