لعبة وينفري
Wenfree game "لعبة وينفري"
" يعيش البشر حياتهم بين بُعدين موازين ، الواقع و الحلم ، لكن مع التطور التكنولوجي خلال القرن العشرين و الحادي و العشرين خلق بُعد ثالث، البُعد الإفتراضي الجامع بين الواقع و الحلم...
********************************
25/11/2015 ..
"أبصرتُ على ظلامٍ دامس قاتل للقلوب، الأرض من تحتي رمال عطنة، سكون غريب ، تحسست من حاولي إلى أن لمست شيء ما ، حاولت معرفة ماهيته حينها مات قلبي رعبًا أدركتُ وقتها أني بداخل قبر...
مر من الزمن ما لم أستطع تقديره و أنا ملتزم الصمت و الهدوء فأصوات حركت العظام تملئ المكان، زحفت إلى أن وصلت لباب القبر قررت فتحه فُتح بسهولة و أظهر نور القمر جثمانًا من خلفي، الصمت يخيم على المكان يقطعه صرختي بينما أُسحب داخل القبر مرة أخرى ؛ ليقفل بابه .
بعدها غطى الأسود كل شيء؛ لتظهر الكلمة الأخيرة... "Game Over"
********************************
أفلتُ ذراع التحكم من يدي، ثم نزعتُ نظارة اللعب متأملًا غرفة اللعب من حاول غير مصدق بينما ألهث من شدة الخوف، لم أكن أتخيل أن تكون التجربة بهذه الواقعية، لكن سرعان ما لفت إنتباهي و فضولي بعض الأحاديث جواري عن لعبة "وينفري" الممنوعة من صالات اللعب المصرية ، و عن أنها غير موجودة إلا في أماكن قليلة في المجتمع الغربي لخطورتها و مواقع الشراء المتاحه تابعة ل الإنترنت المظلم "deep Web" ...
أنصتُ للحديث حتي إستطاعت الحصول على لينك الموقع و بعدها عودت إلى منزلي مشتاقًا لحاسوبي ...
"عاصم " اعيش وحدي بمنزل كبير به علامات الثراء، ولدتي توفت منذ ضغري و والدي يعمل بالخارج و يرسل إلي شهريًا كل ما أحتاج من نقود ، الوحدة جعلتني مدمن حواسيب و برمجيات و مؤخرًا قررت تجربة ألعاب البُعد الثالث "3D" ، و أُعجبت كثيرًا بالتجربة لذلك قررت شراء لعبة خاصة بي و جهاز VR خاص بي، و أعرف أى لعبة أريد أن أشتري...
دخلتُ غرفتي و أحضرتُ حاسوبي ، أدخلت الموقع المطلوب و بدأت بالقراءة..
"وينفري" :-أصلح كل شيء في الوقت المطلوب و إلا غضب منك شبح وينفري و إن تأكدت من إتمام عملية الإصلاح إبداء من خلال الحروف المعايدة على "وينفري" مكونًا "Happy day wenfree" يومًا سعيدً يا وينفري...
قرأت ما كُتب و قررت شراء اللعبة ، ضغطت على خانة الشراء ، حددتُ طريقة الدفع و حدد إلي الموقع معاد التسليم...
********************************
5/12/2015..
مر خمسة عشر يومًا من الإنتظار و اليوم موعد أستلامي للعبة، أستلمت الصندوق من حارس الأمن بلهفة و دخلتُ غرفتي ، فتحت الصندوق لأرى اللعبة، قرأت التعليمات لا تختلف عن ما قرأتُ بالموقع و لكن هناك إضافات تعريفية بمراحل اللعبة..
-المرحلة الأولى:- تتم المرحلة الأولى في غرفة اللاعب من خلال تصوير اللاعب تفاصيل الغرفة و إدخلها اللعبة لإنشاء الغرفة الإفتراضية للعب، الزمن المحدد ساعة واحدة...
لم أستطع الإنتظار لأكمل القراءة، قمت بتوصيل اللعبة بالجهاز و تصوير تفاصيل غرفتي لأدخلها، أدخلتها و أدخلتُ بياناتي الخاصة و كود اللعب الخاص بي ، و بعد الإستعداد أرتديت نظارات اللعب لبداية المغامرة..
********************************
Game on.. first stage
ابدء اللعب..المرحلة الأولى..
-بدأت الأمور تتضح أمامي بينما أنا لا أفكر سوى بالمغامرة و دقة الإحترافية في التصميم ، أنا بغرفتي لكنها محطمة بيدى مطرقة الإصلاح الوقت بدأ في العد التنازلي عن طريق ساعة رملية على المكتب، و في أحد أركان الغرفة يراقبني شبح وينفري ذو العينين الزرقاوي، بدأت في الحركة و الإصلاح الأمر متعب كأنه واقعي لكن لاحظة هناك شعور غريب يراودني، الأمر ليس لعبة فالتفاصيل واقعية أكثر من اللازم ،قررتُ أن أنال قسطًا من الراحة لذلك نزعتُ قفزات اللعب ، وضعتُ المطرقة على الفراش و نزعتُ نظرات اللعب...
الغرفة محطمة بالفعل ليست لعبة، وينفري يراقب ، الوقت أقترب من النصف، لم أفكر ،قررتُ النجاة بحياتي،أمسكتُ بالمطرقة و أسرعت في الإصلاح ، ثلاثون ثانية و ينتهي الأمر لكن لحظة أين الحروف؟؟!
خلال بحثي لاحظت وجود حقيبة سوداء على المكتب، بدون وعي بدأت رؤية ما بداخلها، حروف مضيئة لاصقة..
تبقى عشر ثوانى و ينتهي الأمر ، بدأت بصقها بالترتيب H,A,p,P,y D,A,Y W,E,N,f .... 5 ,4, ...R,E,E.. 1 ...
"Happy day wenfree"
سمعت جملة يوم سعيد ونفري تملىء المكان لقد أنتهي، لن أكمل تلك اللعبة الغبيه ،ألهث من ما كنت أصارع من الزمن ، تركت غرفتي لثواني ل أرتوي، عودت لأفتح الباب لأجد أني بمكان تاريخي مبني على الطراز الروماني...
********************************
Game on..second stage
أبدء اللعب.. المرحلة الثانية
-مرحلة ماذا ؟؟!
لاحظتُ وجود برج صخري يتوسط المكان و تعلوه ساعة صخرية ضخمه ،و تحسب تصاعديًا من الزمن ساعة، المكان يبدو كساحة قتال رومانية مكشوفة واضحة التفاصيل تحت ضوء القمر المكتمل و يجلس "وينفري" يراقبني من غرفة المراقبة الملكية العلية و يبدو أكثر وحشيةً و رعبًا بين ظلال الليل الموحش..
وجدت لوح صخري منقوش عليه بالإنجليزية "إنحت حروف " يومًا سعيد يا وينفري"
نظرت الجهة الأخرى لأجد 15 صخرة متوسطة الحجم و الأدوات اللأزمة على واحدة منهن...
بدأت بالنحت H..A..P..P..Y D..A..Y لتدق الساعة مُعنة مرور نصف الوقت بقي لدي نصف ساعة و نحت 7 أحرف ، يجب أن أنتهي من تلك المهزلة..
W..E..N..F..R..E... تدق الساعة معلنة إنتهاء الفترة الزمنية المحددة...
time out..time out..time out
تهتز صخور المكان من غلظة الصوت الناطق إنتهى الوقت اللعب...
غزت القشعريرة بدني من معرفة مصدر الصوت إنه شبح وينفري...
********************************
Death Or Life..
الموت أو الحياة..
-لم تنجز المطلوب منك في الوقت المحدد لك أمامك ثلاث أسئلة إما أن تجيب بصدق أو الموت...
الأختيار بين يديك إما الموت أو الحياة..
قالها وينفري مخيرًا لي بين الموت و الحياة بالتأكيد أخترت الحياة ..
- أخترتُ الصدق و الحياة، لك مطلق الحرية في السؤال.
-أنتبه يوجد فرصة واحدة للأجابة على كل سؤال دون تراجع لذلك تأكد من صدق إجابتك قبل البوح بها...
-أسأل...
السؤال الأول :
-هل تأذيت من شخص من قبل؟؟
فكرتُ قليلًا لأتذكر صديقي الخائن المخادع ،فهو خاطف حبيبتي و مؤذيها الأن ..
-نعم تأذيت
-رائع.. السؤال الثاني :
-هل فكرت في إذائه؟؟؛
سكتُ و من ثم أجابتُ:
-نعم
السؤال الثالث:
-لاذلت تفكر بالإذاء؟!!
بكل الغضب الساكن بقلبي أجابتُ:
- أفكر بالأمر
-رائع .. إذًا قرر الأن إما موتك أو قتله؟؟
أنها وينفري كلماته لأجد مسخين ممسكين بالخائن و سكين لامعة حادة النصل بيدي لا أعلم من أين و كيف أمسكتُ بها؟؟!
-أختار؟
بالطبع أريد الشر لذلك الشخص و لكن ليس القتل و الموت..
و لماذا لا يموت فقد كان سبب حزني و شقائي ؟؟! ... لا يمكن أن أقتل لكن القتل الحل الأمثل لشفاء غليلك...
و تظل الأفكار تتسارع بين الأنتقام و حقيقتي إلى أن صرخت صرخة مداوية للقلوب و تسكت بفقداني للوعي..
********************************
خبطات متسمرة توقظني لأفتح عيني و أجد نفسي نائم بغرفتي و باب منزلي يدق دقات متسارعة..
فتحت الباب لأجد حارس الأمن يسلم لي صندوق أسود مكتوب عليه بالأحمر "wenfree game"
*تمت*
*ياسمين علي*
التعليقات على الموضوع