إبحث عن موضوع

الحلم الاخير

الحلم الأخير
***
كنت نايم على سريري ، انا فين 
اشجار عالية مانعة الرؤية البسيطة ، ضلمة ، صوت حيوانات متوحشة ، صوت خطواتهم العشوائية بيقرب من ودني ويبعد ، لو فضلت في مكاني اكيد هتكون نهايتي ، وحركتي من هنا هتقرب النهاية اكتر او ...
يمكن الحل في مخاطرة كبيرة ، بس اكيد مش هفضل هنا استنى نهايتي ، بحسب كل خطوة ، أصوات الحيوانات مش بعيدة ، صوت ورق الشجر الناشف تحت رجلهم كان أصعب من أي حاجة عدت عليا في حياتي ، بيت! 
دعكت عيني اكتر من مرة علشان اتأكد اني شايف بيت فعلًا ، فرحان وخايف ، أصل ايه هيجيب بيت وسط الغابات ، وانا ايه جابني وسط الغابات برضو ، اسألة مكنش ليها إجابة ، الإجابة الوحيدة كانت البيت ، الباب كان مفتوح ، الضلمة جوا مقبضة دخلت بالراحة وبهدوء شديد وانا أقصى تخيلاتي أقابل الاقزام السبعة 
سمعت خطوات بتجري بعشوائية ، خوفت وكنت هرجع لكني سمعت صوت أسد برا البيت ، من غير إرادة دخلت ، رجعت الإضاءة ، أكتشفت أن مصدر الخطوات كانت لولد وبنت من نفس سني ، العشرينات تقريبًا ، عشوائتهم في الجري كانت نتيجة خوف ، واضح إنهم هنا بقالهم فترة لإنهم مش عارفين يفتحوا عينهم بعد رجوع الإضاءة ، بالتدريج حاولوا يعرفوا مين الدخيل ، قبل ما حد فينا يسأل اي سؤال كانت شبابيك وأبواب البيت اتقفلت ، البيت كان كبير وفاضي ، كان حديث وكأنه بيت من المستقبل ، تكنولوچيا مفرطة لا تتناسب مع الغابة والحيوانات اللي برا ، بدأ كل واحد فينا يترقب في صمت ، خوف واضح مسيطر على قلوبنا ، وباين في العيون ، صوت مجهول المصدر بدأ يتكلم " مرحبًا بكم في منزلي ، مقدر خوفكم ولكن أنتم مجموعة من المتطفلين ، سنعقد إتفاق ، مرحلتين من التحديات ، من سيجتازها سيعود من حيث أتى بسلام ، ومن يخسر سوف نقوم بقتله ، ومن سيرفض التحدي سنطرده إلى الخارج "
مفيش بديل عن القبول ، والفوز.
المرحلة الأولى ، كانت إنتحار ، قدامنا ثلاث سكاكين ، والمطلوب ، نقتل أسد !
تحدي صعب بس سواء قبلته او رفضته هتخرج ، كان الحل الأمثل إنك تخرج بأمل بسيط في الرجوع ، خرج كل واحد فينا وسلك طريق مختلف ، بدور على أسد ومرعوب من إني الاقيه ، توتر شديد ، سمعت صوته ، كان قريب ، إتلفتت حواليا ومشيت ورا مصدر الصوت وأنا المفروض اجري في الإتجاه المعاكس ، شوفته ، كان على مرمى البصر ، بقرب من أسد وخايف يتلفت ويشرفني او يسمع صوت خطواتي ، كنت حذر جدًا وأنا بدوس على ورق الشجر ، اعتقد إني غير مثل "ماشي على قشر بيض" لماشي على ورق شجر ناشف !
قربت ببطئ ، رفعت السكينة ، العرق مغرقني اكتر من مطر يناير ، وزي ما بندبح الاضاحي في العيد كان مصيره ، خدت نفسي وكأن انا اللي كنت بتعرض لمحاولة القتل مش جاني ، بدأت افصل راسه عن جسمه بسرعة قبل ما أكون أنا الضحية الجاية ، بصيت على البيت ، كان ابعد من المرة اللي فاتت ، يمكن عشان اصوات الحيوانات قربت ، ريحة الدم مصدر جذب ليهم ، ببطئ وبمنتهى الحذر بتحرك ، وقفت ، أسد بيمر من قدامي ، وطيت علشان اكون في مستوى الزرع ، صوت نفسي كنت حاسه عالي جدًا ونبضات قلبي كانت اعلى من الطبول ، مر بسلام وكملت بنفس الحذر لحد البيت ، بمجرد دخولي اترميت عالارض ، انا نجحت
بس واضح أن انا بس اللي نجحت ، كل من الولد والبنت مقيدين ورقبتهم متحاوطة بطوق معدن ، الصوت أتكلم مرة تانية " أنت الفائز الوحيد في المرحلة الأولى ، حانت بداية المرحلة الثانية ، لخسارتهم يستحقون الموت ، ولكن سنعفوا عن أحدهم وانت من ستقرر ذلك الناجي ، هناك جهاز تحكم بجوارك ، به إثنين من الازرار ، الأيسر يفك قيد الفتاة ولكن يخرج من طوق الفتى شوكًا يصل إلى داخل عنقه ، الأيمن ينقذ الفتى ويقتل الفتاة ، معك نصف دقيقة وإلا سيموت الاثنين وتلحقهم أنت "
مهما وصفت احساسي مش هقدر اوصف ، أنا بأيد هنقذ حد من الموت وده شيء كويس ، وبنفس الايد هقتل شخص تاني ، يمكن متكلمتش معاهم ، اتجمعنا في لحظتين ، لكن مصيرنا المشترك كان دافع لزرع حب ولو بسيط في قلبي ، عيون البنت دي ازاي جفنها يغطها للأبد ، وذنب الولد ايه علشان يموت ، أكيد في ناس مسؤولين منه ، خدت خمسة وعشرين ثانية في التفكير ، فاضل خمس ثواني ، أنقذ مين على حساب قتل التاني ، ثلاث ثواني ، صعب الاختيار بس مجبر ، اخترت الزرار الشمال .
اتفكت قيود البنت وصرخ الولد من غرس الشوكة في رقبته ، بصيتله بحزن وذنب كبير ، لكنه في ٱخر لحظات حياته نبهني بعينه ابص ورايا ! 
كانت البنت ماسكة سكين وحاولت تقتلني 
ضربتها وبعدتها عني وخدت السكين ، الصوت أتكلم مرة تالتة 
"لقد فشلت في اختيارك ، تلك الفتاة هي شهواتك التي تختارها دائمًا ، انا انت ، انا عقلك ، انا هنا في أحد احلامك ، هنا تكون سيطرتي المطلقة ، هنا أنا من أختار ليس أنت ، هنا أنا من يتحكم ، لذلك ولإن من يموت في الحُلم يموت في الحقيقة ستدخل ذنوبك الأن متمثلة في أسود ، عددها كما ارتكبت في الواقع ، وإن كنت تعتقد إنك اقوى منها فسأجعلك تستيقظ ، أما إذا كانت أقوى منك ، فسيكون ذلك الحلم الأخير"

ليست هناك تعليقات