إبحث عن موضوع

رواية صغيره سرقت قلبي❤الحلقة الثالثة

الفصل الثالث

لم تستطع (رقية) أن تمنع نفسها من الضحك بعد أن رأت كيف تبدلت معالم وجه (منصف) لضيق ملحوظ فنظر لها شذراً ثم قال
-أنتى فرحانة فيا ؟!
-أنا مش فاهمة أنت بتكرهها ليه واحدة جميلة وشيك والفرق بينكوا مش كبير وبتحبك وقريبتك عاوز ايه تانى !!
-مبحبهاش يا (رقية) دى مشكلتى أنى مبحبهاش فعلا شايفاها اختى
-عشان بس مدتهاش فرصة 
توقف عن قيادة السيارة فجاءة ثم نظر لها قائلاً
-طب ما تدينى أنتى فرصة
ابتلعت (رقية) ريقها وارتبكت كثيراً ولكن أنقذها صوت هاتف (منصف) للمرة الثانية فقالت بتلعثم
-ر٠٠ رد ٠٠ رد ع التليفون
زفر (منصف) بضيق ثم اجاب على الهاتف ومن الواضح أنه استمع لشئ أخر جعله يشعر بالضيق ثم أغلق الهاتف فنظرت له (رقية) بقلق
-مالك تانى ؟!
-البنت اللى عندى فى العيادة حصل عندها ظروف ومش هتقدر تيجى العيادة تانى
-فجاءة كده ؟
-اه
فكرت (رقية) قليلاً ثم قالت
-واللى ينقذك من ده كله
-بمعنى ؟!
-بص أنت بتفتح العيادة بليل شوية ممكن اجيلك وبدون مقابل عشان أعرفك إنى أحسن منك اصلاً بتخنق بليل اوووى وبابا مش بيرضى يخرجنى فهتبقى فسحة بالنسبة ليا
فابتسم (منصف) واستغل إنها ستبقى بجانبه لفترة أطول وقال
-موافق طبعاً .. بس بمرتب طبعاً
هزت رأسها بآسى ثم قالت 
-طب يلا بقى وصلنى ٠٠
********************* 
وصل (منصف) إلى المنزل وفتح باب الشقة الخاصة به فأذا أمامه فتاة تركض نحوه وهى ترتدى فستان يصل لبعد الركبة بقليل لونه أخضر ويغطى نصف ذراعها شعرها لونه أسود بشرتها قمحاوية ولكن يبدو عليها جمال فاتن تبدو فى الخامسة والعشرون  من عمرها أحتضنته ابتسم (منصف) ابتسامة دبلوماسية وقال وهو يبعدها عنه بلطف
-ازيك يا (داليدا) ؟!
-وحشتنى اوى يا (منصف) عامل أيه وأيه اخبارك ؟
-بخير يا (داليدا) بس راجع من السفر تعبان شوية هطلع أوضتى انام عن أذنك
لم يعطى لها فرصة أكثر للحديث وصعد للطابق العلوى ركلت (داليدا) قدمها فى الأرض بضيق شديد فها هو يتهرب منها كعادته فى تلك اللحظة خرجت (فاطمة) من المطبخ ووجدت (داليدا) تقف وعلى وجهها الضجر وتقضم اظافر يدها بعصبية شديدة فقالت (فاطمة)
-هو جاه ؟
-أيوة وهرب منى كالعادة يا طنط أن تعبت اعمل معاه ايه عشان يحبنى وينسى الحرباية دى
زمت (فاطمة) شفتاها بضيق ورددت بصوت خافت
-حتى مجاش يسلم عليا
كان الصوت خافت لكنه وصل إلى مسامع (داليدا)
-عشان يهرب منى يا طنط مش اكتر ٠٠ اعمل أيه عشان يحبنى بقى
-مش عارفة يا بنتى أنا تعبت معاه خصوصاً أن (رقية) دى مش سهلة ابداً ومش عجبنى إنها بتخدع أبوها وأمها المصيبة أنه عارف وبيحبها بيحب فيها ايه بكرة تستكرضه زى ما بتستكرض أبوها كده ومبتكسفش عادى ممكن تجيله البيت لحد هنا لو  عاوزة منه حاجة 
زفرت (داليدا) بضيق ملحوظ ثم قالت
-بس أنا عارفة أنا هعمل أيه يا طنط أنا لازم اجذب (منصف) ليا بأى طريقة
نظرت لها (فاطمة) بعدم فهم  فقصت (داليدا) عليها ما تنوى فعله لم يعجبها (فاطمة) فى البداية ما قالته (داليدا) ولكنها اصرت على ما فى رأسها فرضخت لها فى النهاية ٠٠
****************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ارتدت (رقية) ملابسها وذهبت إلى الجامعة كالعادة ابدلت ملابسها فى حمام الجامعة عندما وصلت حتى أتاها إتصال من (زينة) فأبتسمت قليلاً ثم أجابت على الفور
-أنتى فين يا (زينة) ؟
-أنا عند الكافتريا وأنتى ؟!
-طيب أنا جيالك حالاً
بالفعل ذهبت (رقية)  إلى (زينة) وتناولوا الأفطار سوياً ثم ذهبوا إلى القاعة لبدء المحاضرة انتهت المحاضرة فنظرت (زينة) لساعة يدها وهى معها (رقية) فهمت (رقية) لتتحدث لكنها استمعت لصوت شاب يقول
-آنسة (زينة) 
شعرت (زينة) بالخجل فقد كان ذلك زميلهم بالجامعة وهو شاب متدين للغاية لطالما اعجبت به (زينة) لتدينه فقد كانت تراه دوماً يقرأ من المصحف ويغض بصره ولكنه الآن حاول أن يكلمها شعرت بغرابة شديدة بل والأغرب أنه يعرف أسمها إلتفت له (زينة) بهدوء وهى تشعر بالخجل ثم قالت
-ا٠٠ افندم
نظر ذلك الشاب إلى (رقية) نظرة خاطفة ثم قال
-لو سمحت ممكن اكلمك لوحدك
شعرت (رقية) بالإحراج وقالت
-طيب أنا هستناكى بعيد عن هنا شوية يا (زينة)
شعرت (زينة) بإحراج شديد بعد أن تركتها (رقية) مع ذلك الشاب وقالت
-م٠٠ مينفعش نقف لوحدنا كده
-أنا مش هاخد من وقتك أكتر من دقيقتين
-ح٠٠ حضرتك عاوز ايه ؟!
-أنا يعنى من أول السنة وأنا شايف اد أيه أنتى بنت محترمة وجميلة يعنى وصدقينى أنا مش عاوز اعمل شئ غلط بس الصراحة لما شفتك النهاردة واقفة مع البنت دى اضايقت جداً ازاى واحدة محترمة زيك تصاحب بنت زى دى
شعرت (زينة) بالضيق ثم قالت
-ليه مالها (رقية) ؟!
-لبسها  وحش جداً وجريئة ومبتكلمش غير ولاد أى واحد لازم ينقى صحابه وبعدين أنتى عشان ٠٠ احم يعنى تهمينى مكنتش اتكلمت فى شئ زى ده (المرء على دين خليله)
-هى صحيح (رقية) غلط وتصرفاتها غلط وأنى لازم اشوف صحابى كويس عشان أعرف أنا ازاى بس اللى عاوزاك تعرفه برده أنها محترمة جداً وب 100 راجل يمكن ملاقتش زيى وزيك حد يوجهها صح فهى بقت كده وأنا لو شايفة أن (رقية) هتعابنى فى شئ أنا أول واحدة ابعد عنها بس انت هتشوف (رقية) دى فى يوم من الايام هتبقى ازاى ياريت متبصش ع نفسك وتشوف أنك حد كويس جداً ومفيش قبلك ولا بعدك عشان حقيقى الواحد مهما عمل مبيشوفش اخطائه كونك تشك فى اخلاقها بالطريقة دى ده شئ مش كويس ابداً وبعدين كلنا لو بعدنا عن أى شخص سلوكه  مش كويس مين هيوجهه للصح !! 
شعر الشاب بالخجل من نفسه ثم قال
-بس صدقينى هى متنفعش تبقى صاحبة ليكى و ٠٠
-ع فكرة بأى حق بتدخل اصلاً ولمعلوماتك وقوفك معايا ده وكلامك ده برده غلط ٠٠ زى ما قولتلك محدش بيشوف غلط نفسه
ثم تركته وذهبت بعيداً عنه وهى تشعر بالغضب فوجدت (رقية) تجلس بعيداً على سور ممسكة بقطة تطعمها طعام فى يدها فابتسمت ثم وحدثتها بمرح قليلاً وهى تقترب من (رقية) أكثر
-أنتى بتحبى القطط ؟
-جداً كل الحيوانات الاليفة بحبها ٠٠ اصلاً مامى بتحب تربى قطط وعندنا كتير فى البيت وبابى عنده خيل  برده بقى هوايته هما مؤخراً
-جميل اوووى
ثم نظرت لها فقد ادخل ذلك الشاب شكاً قليلاً فى قلبها من ناحية (رقية) حاولت نفض تلك الأفكار  بالفعل (المرء على دين خليله) ولكن (رقية) ليست سيئة لتلك الدرجة هى فقط تحتاج إلى إعادة توجيه فنظرت لها (زينة) وقالت
-أيه رأيك فى الشاب اللى كان واقف ده ؟
-هو صحيح كان عاوزك فى ايه ؟
-م٠٠ مفيش بيسئل على محاضرة بس قوليلى ايه رأيك فيه ؟
-معرفوش بصراحة بس شكله متدين ومش بيكلم حد هنا خالص وشكله معجب بيكى لأنه كلمك رغم أنى عمرى ما شوفته بيكلم بنات
ابتسمت (زينة) قليلاً ثم قالت
-أنتى قلبك طيب اوووى يا (رقية) ٠٠ بس أنتى عارفة أن لبسك وحش صح ؟!
شعرت (رقية) بالضيق ثم قالت
-بلاش نتكلم فى الموضوع ده ٠٠ حقيقى بضايق أنا عاوزة الناس تعرفنى زى مانا تحكم عليا أنا مش على لبسى
-بس ده غلط
-ارجوكى نغير الموضوع ده
أخذت (زينة) نفس عميق ثم نظرت لساعة يدها وقالت
-يدوب هروح ل (نسمة) فى المستشفى 
-مش هتحضرى باقية اليوم
-لا عشان وعدتها هبقى معاها
-مين دى ؟!
-اختى الصغيرة عندها 12 سنة
-وهى ليه فى المستشفى
شعرت (زينة) بحزن كبير ثم قالت
-عندها كانسر
عضت (رقية) شفتاها بحزن شديد ثم قالت
-ممكن اجى معاكى اشوفها ؟
-اه طبعاً ٠٠ 
ذهبوا سوياً إلى المشفى التى بها (نسمة) دلفت (رقية) للداخل فوجدت فتاة فى عمر الثانية عشر تمسك المصحف وتقرأ منه شعرت بالحزن عليها وعلى حالها فصغيرة مثلها وتتألم إلم كبير حاولت أن تكتم دموعها تلك ولا تظهرها لها أنهت الفتاة الصغيرة ما تقرئه ثم اقتربت منها (زينة) واحتضنوا بعضهم البعض فقالت (نسمة)
-وحشتينى اوووى يا (زينة)
-أنتى كمان اوى ٠٠ طمنينى عليكى وع اخبارك ؟
-الحمد لله
نظرت (نسمة) للفتاة التى مع (زينة) فقالت (رقية)
-أنا (رقية) صاحبة (زينة) الجديدة
ابتسمت لها (نسمة) بود وظلوا يثرثرون ثلاثتهم حتى أتت والدة (نسمة) فقد كانت مع الطبيب يخبرها ببعض الاشياء عن حالة (نسمة) ورحبت كثيراً بوجود (رقية) حتى آتى وقت آذان المغرب فصلوا جميعاً بينما اعتذرت (رقية) فملابسها ليست ملائمة للصلاة وشعرت بإحراج شديد وظلت تنظر لتلك الصغيرة التى تصلى وتقرأ قرآن بينما هى لا تفعل شئ صحيح على الأطلاق أخذت نفس عميق وهى تنظر لملابسها تلك فقد كانت ضيقة للغاية وتكشف الكثير وبعد أن انتهوا من الصلاة استأذنت منهم لأن لديها موعد للعمل ٠٠
********************
فى ذلك الوقت كان (منصف) يرتدى ملابسه فطرقت (داليدا) باب الغرفة فسمح لها بالدخول دلفت للداخل ونظرت لملابسه الأنيقة فقد كان يرتدى بنطال لونه أسود وقميص أبيض يبرز عضلاته مع عيناه التى بلون العسل فقد كان يبدو وسيماً للغاية اقتربت منه (داليدا) وقالت
-أنا جالى تدريب هنا على شغل كويس جداً٠٠ وانكل (شريف) مصمم أنى افضل قعدة هنا عشان شغلى بس حاسة أنى هضايقك أنت بتضايق من وجودى صح ؟
-لا خالص ده شئ ميخصنيش أنتى قعدة فى بيت عمك
-عموما هو 3 شهور بس وهرجع المنصورة
-حلو ٠٠ ربنا معاكى
-أنت رايح العيادة ؟
-اه
-تمام ٠٠ تخيل أنا معرفش عيادتك فين لحد دلوقتى عاوزة اتفرج عليها
اخرج (منصف) بطاقة من جيب بنطاله ثم قال
-دى العيادة
أخذت البطاقة وعلى وجهها السعادة ثم قالت
-لما افضى فى يوم هاجى اشوفها
-تمام عن اذنك عشان متأخرش ع العيادة
ثم تركها وخرج خارج الغرفة فظلت هى واقفة فى منتصف غرفته وهى تشتم رائحة العطر الخاص به بهيام حتى دخلت (فاطمة) وقالت
-ها عملتى ايه ؟!
-متستعجليش يا طنط ٠٠ أنا لسه قدامى شوية  عشان انفذ عاوزة اقربه منى أكتر ٠٠
********************
وصل (منصف) إلى العيادة الخاصة به وجد (رقية) على مكتبه فى أنتظره وجدها ترتدى قميص نسائى ضيق وقيصر لونه أحمر وبنطال جينز ضيق ايضاً زفر بضيق ولكنه ابتسم لمجرد رؤيتها معه فى نفس المكان اقترب منها وقال بصوت خافت دون أن يستمع له احد
-ده أنا كده هبات فى العيادة لو القمر ده هيبقى معايا كل يوم
هزت رأسها بآسى ثم قالت
-أدخل مكتبك يلا ٠٠ عشان أدخلك الناس بالحالات
ابتسم قليلاً وذهب لداخل مكتبه  ظل لمدة ساعة ونصف يفحص بعض الحالات وبعدها كان قد انتهى فخرج للخارج وجدها تلعب على هاتفها ابتسم عليها ثم قال
-مش يلا عشان اروحك
-طيب استنى هغير لبسى
ابتسم قليلا ًوهز رأسه بالإيجاب ثم جلس على المقعد ينتظرها وجدها بعد قليل قد خرجت من الحمام وهى مرتدية ملابس محتشمة وعاقدة شعرها للخلف فنظر لها وقال
-فيها ايه لو تفضلى كده ع طول
زفرت (رقية) بضيق ثم قالت
-بابا و ماما لاغيين شخصيتى حاسة أنى ببقى مستقلة وأنا كده سعيدة ومبسوطة وأنى بعمل اللى نفسى فيه من غير ما حد يغصبنى ع شئ
شعر (منصف) بالضيق فكم يود أن يقول ل (يونس) أن ضغطه على (رقية) وخوفه الزائد عليها جعلها هكذا ولكنه يخشى أن يخسر ثقة (رقية) للأبد لذا عليه أن يتحمل أن يراها هكذا لعله فى يوم يستطيع أن يغيرها او يكسب قلبها فتتغير لأجله ٠٠
*******************
مر شهر كاملاً أصبحت (رقية) تعمل يومياً،مع (منصف) وهو اعتاد أن تكون هى بجواره وكان يغازلها كل فترة وهى اعتادت على مغازلته تلك ولكنها لم تعطيه فرصة فمازالت ترى أن تفكيرها مختلف تماماً عن (منصف) وأصبحت هى و (زينة) صديقتان مقربتان ودوماً كانت تزور معها (نسمة) فقد عشقت تلك الطفلة ولكنها دوماً تشعر بالخجل وهى تجلس معهم بسبب ملابسها قد فكرت أكثر من مرة أن تغير طريقة ملابسها تلك ولكنها تراجعت لأن ذلك الشئ الوحيد الذى تفعله هى بإرادتها دون تدخل من أى شخص ٠٠
إما (داليدا) فقد أصبحت تتقرب أكثر وأكثر من (منصف) فقد اعتادت أن تختار له ملابسه قبل أن يذهب للعيادة الخاصة به وهو كان يعجبه ذوقها لذا يرتدى تلك الملابس بدون نقاش هو اعتاد قربها ولكن لم يحبها فقلبه مغلق على (رقية) وحدها وعلى الرغم من ذلك كان يعجبه اهتمام (داليدا) به حتى فى طعامه وشرابه ٠٠
قررت (داليدا) البدء فى خطتها بعد أن رأت فى أعين (منصف) أنه سعيد بإهتمامها ذاك نظرت للساعة وجدت أنه يتبقى ساعة واحدة وسيعود للمنزل لذا قررت أن ترتدى ملابس مثل التى ترتديها (رقية) فأرتدت كنزة قصيرة وضيقة عارية الذراعيان ومفتوحة من الأعلى وبنطال ضيق بشدة يحدد معالم جسدها واسدلت شعرها كما تفعل (رقية) وقررت أن تذهب له فى العيادة كأنها كانت تتنزه مع أصدقائها وقررت أن تعود معه للمنزل ٠٠
وصلت إلى العيادة وجدت (رقية) تخرج من الحمام وهى ترتدى الملابس المحتمشة خاصتها ابتسمت بسخرية حيث لم تتفاجئ بوجودها فهى قد علمت من (منصف) أن (رقية) أصبحت سكرتيرة تساعده فى عيادته دلفت ووقفت أمام مكتب (رقية) لتقول برقة
-هو مو موجود ؟
رفعت (رقية) عينيها كى ترى من يتحدث وتفاجئت من وجود (داليدا) التى ترتدى ملابس تشبه الملابس الذى إعتادت (رقية) أن ترتديها ولكن (رقية) لم ترتدى من قبل ملابس مفتوحة من الصدر هكذا صحيح ضيقة ولكنها ليست مفتوحة بذلك الشكل فأجابتها وهى تشعر بضيق
-اه جو بس عنده حالة
جلست (داليدا) على المقعد الذى أمام مكتب (رقية) وهى تضع قدم فوق الآخرى شعرت (رقية) بإنها تقلدها بطريقة مستفزة فظلت تهز قدمها بتوتر شديد بعد عدة دقائق خرجت فتاة من مكتب (منصف) وخرج (منصف) هو الآخر ليقول
-خلاص كده يا (رو٠٠
لم يستطع أن يكمل حديثه عندما وجد أمامه (داليدا) بتلك الملابس التى وقفت واقتربت منه وقالت
-اصل كنت مع صحابى ولاقيت نفسى قريبة من عيادتك قلت اعدى عليك نروح سوا يا مو ٠٠ ايه رأيك فى المفاجاءة دى ؟!
اشتعل (منصف) غضباً وقال بصوت أچش
-خرجتى بالمسخرة اللى أنتى لابساها دى
نظرت له (رقية) وهى لا تصدق ما تسمعه من (منصف) اكل اعتراضه تلك الملابس فقط لكن لا يعترض على أنها تقلدها فابتسمت (داليدا) فقد حققت مرادها وقالت وهى تضع يدها على كتفه بدلال
-مش انت بتحب الاستايل ده يا مو؟ 
ابعد يدها عنه بغضب شديد ثم قال
-لو لا قيتك لابسة المسخرة دى تانى هقطع رقبتك يا (داليدا) أنتى جرالك ايه  أنتى مهندسة محترمة ايه اللبس ده  !! 
ثم استمع لصوت هاتفه فنظر للهاتف وقال
-انا هروح ارد فى مكتبى ويلا عشان اروحك يا هانم ولو شفتك باللبس ده تانى هقول لعمى
ثم تركهم ودلف لداخل الغرفة ليجيب على هاتفه بينما ترقرقت الدموع من أعين (رقية) أحقاً يعنفها لأن تلك الملابس (مسخرة) كما يقول ايشعر بالغيرة عليها استفاقت على صوت خطوات (داليدا) وهى تسير حولها كحية تلتلف حول فريستها ثم وقفت أمامها ورفعت ذقن (رقية) لها ورأت عينيها تلمع بالدموع فضحكت بسخرية ثم قالت
-سمعتى يا شاطرة وشفتى بعينك وهو بيغير عليا
نطرت (رقية) يد (داليدا) بعيداً عنها ثم قالت
-أتى عاوزة ايه ؟! وأنا مالى بيكوا
-اومال الدموع اللى فى عينك دى ليه يا شاطرة ٠٠ اوعى تفتكرى أن حتة عيلة زيك هتاخد منى (منصف) لا (منصف) بيحبنى أنا وبس واديكى شوفتى بعينك وهو غيران وقال ع لبسك مسخرة أنتى حتة لعبة (منصف) عاوز يلعب بيها شوية وأنا سيباه ع راحته عشان عارفة أنه هيرجعلى فى الآخر
عضت (رقية) شفتاها بغيظ وهمت لتقول
-أنتى واحدة ح٠٠
ولكنها توقفت عن الكلام حينما وجدت (منصف) يخرج للخارج ويقول
-يلا عشان اوصلكوا
فقالت (رقية)
-انا عاوزة اكلمك خمس دقايق يا (منصف) قبل ما امشى
هز (منصف) رأسه بتفهم ثم نظر إلى (داليدا) واعطاها مفتاح السيارة الخاص به وقال
-استنينا فى العربية وإياك انزل الاقيكى واقفة تقعدى جوا العربية
ابتسمت (داليدا) وقالت
-حاضر
عضت (رقية) شفتاها بغيظ شديد ثم انفجرت فى وجه (منصف)
-أنت مش ملاحظ إنها بتقلدنى
-لاحظت
-أنت شايفنى كده بلبس مسخرة
تحدث (منصف) قائلاً
-أيوة طبعاً
-يعنى أنت كل اللى مضايقك أن الهانم لابسة مسخرة زى لبسى لكن مش مضايقك أنها بتقلدنى ؟!
-أنتى عاوزة ايه يا (رقية) ؟
-أنت اللى مش واخد بالك أنك هنتنى قدامها هى بتلبس كده عشان أنت تبصلها بتحاول تبقى نسخة منى عشان تعجبك
-بطلى كلام العيال ده ٠٠ أنتى عارفة أنك نيلة غلط ولبسك كله وحش وضيق وأى حد من نظرة يفهمك غلط وحصل معاكى ولا نسيتى (باسل) ويا عالم فى مين غيره وغيره
تجمعت الدموع حول عينيها ثم قالت
-ولما أنا نيلة خالص كده مبتشخطش فيا زيها ليه عشان اتغير
-وأنتى بتسمعى كلام حد ولا ليكى كبير اصلاً
اتسعت اعين (رقية) بعدم تصديق ثم قالت
-أنت تقصد ايه ؟
زفر (منصف) بضيق ثم قال بغضب شديد
-أنتى مبتسمعيش كلام حد ولا بتحترمى حد أنتى حتى مش محترمة ابوكى عشان تحترمينى مانا ياما كلمتك وقولتلك لبسك زفت وقرف وردتى قلتى ايه متخلنيش اخبى عليك زيهم ادينى مستحمل قرفك عشان بس تبقى تحت عينى ومبقاش زى ابوكى
نزلت الدموع من أعين (رقية) بكثرة ثم قالت
-أنت واحد سافل وقليل الأدب ٠٠ وأنا ٠٠ أنا غبية أنى صدقت أنك غير كل الناس وفاهمنى صح أنت قولتها مرة من فترة أنا للتسلية بس حتة لعبة عاوز تلعب بيها شوية وتتسلى ولما تزهق منى هترمينى بس لاااا اوعى تنسى انك حفيت سنين عشان بس ارضى اكلمك ونبقى قريبين من بعض بس أنت ولا حاجة وابويا ده احسن منك مليون مرة ولو غلطت فيه أنا ممكن اموتك كله إلا بابا
ثم ركضت نحو خارج الشقة وقف (منصف) يستعب ما حدث للتو وما جعله يفقد اعصابه ولكنه لم يلبث بضع ثوان حتى اغلق باب الشقة وركض خلفها ولكنه لم يلحقها هبط بالأسفل ثم اتجه نحو (داليدا) التى بداخل سيارته وقال
-مشوفتيش (رقية) مشيت منين
تحدثت (داليدا) كاذبة
-ايه ده هى نزلت مختش بالى
زفر (منصف) بضيق ثم ركل قدمه فى السيارة بعدها استقل سيارته بجوار (داليدا) وقادها وهو فاقد اعصابه ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى فتح (يونس) هاتفه لكى يرى من حدثه بالأمس قبل أن يذهب إلى عمله لكنه فوجئ برسائل قد أُرسلت له عبر الهاتف فتحها ووجد بها صور لإبنته وهى ترتدى ملابس ضيقة وتدخن سجائر فأتسعت عيناه غير مصدقاً لما يراه للتو ثم صرخ بصوت عالى قائلاً
-(رقيييييييييية)

ليست هناك تعليقات