إبحث عن موضوع

باباياجا

أجازة اخر السنة بالنسبة للجميع فُسح و خروجات لكن بالنسبالي مكنش في غير مكان واحد بيجمعني مع صحابي.. معسكر الكشافة من وانا عندي عشر سنين لغاية  لما دخلت كلية و كل أجازة هنا،هتقولوا اكيد الموضوع ممل سعتها اقدر اقولك انت مستحيل تكون انضميت لينا او تعرف يعني اية كشافة لاننا منعرفش حاجة اسمها الملل كل حاجة في الخيال بنعملها رحلات استكشافية و معسكرات في الصحاري و الغابات عمري ما أتمنى اني ابقي في مكان تاني غير هنا في الاجازة .
كنت واقف يومها بعمل تمرينات الصباح في المعسكر و جنبي سعد وإبراهيم اصحاب من وأحنا صُغيرين 
قطع التمرينات القائد اللي بدأ يطلع علي المنصة و يتكلم
: وقفوا التمرين يا كشافة في إعلان مهم
يُعلن معسكر الكشافه الصيفي عن تنظيم مُعسكر تخييم في أحدى الغابات الحديثة التي تم التأكد من سلامتها وصلاحيتها للتخييم ستكون لنا الأسبقية في التخييم في هذا المكان ستنطلق الرحلة في الغد الخامسة صباحاً أريد ان اسمع صوت استعدادكم 
هل انتم مستعدون؟
قولنا كلنا في صوت واحد 
: مستعدون
وبعديها كملنا التدريبات وبدأنا نجهز حاجتنا اللي بتساعدنا نعيش في البريه سواء خيم ،شنطة الادوات  فيها حاجات كتير بتساعدك  في الاوقات الصعبة خلصنا تجهيز كل حاجة كنت متحمس جداً علي عكس سعد اللي كان مدايق لأنه مبيعرفش ينام كويس في البرية بسبب الحشرات لكن ابراهيم كان الوضع عادي بالنسباله لأنه طلع كتير من المعسكرات دي، و فعلاً الساعة خمسة الصبح مع بوق الاستيقاظ الكُل  جهز حاجاته و اتجهنا للعربيات في طوابير المكان كان بعيد فعلاً  والغريب أنها كانت غابة في وسط صحراء اول مرة اشوف غابة كدة هو مكان كبير فعلاً شكله هادي علي عكس الغابات الي كنا بنروحها كانت أصوات العصافير في كل مكان لكن هنا سكوت تام!!
بدأ القائد يتكلم بصوت حازم 
: يلا يا كشافة عايزين ننصب الخيام في اسرع وقت انطلقوا ،الخيمة بتكفي تلات افراد فبدأنا احنا التلاتة في نصب خيمتنا لغاية لما بعد  اكتر من تلات ساعات  خلصنا و بقت جاهزة
 بعديها القائد جمعنا وقسمنا لمجموعات لبدء الصيد اتوزعنا في كل أنحاء الغابة كل مجموعة في مكان.. كان مع كل واحد مننا خنجر و قوس... فالموضوع مش هيبقي سهل ابداً فضلت ماشي مع سعد و ابراهيم لكن مكنش في اي أثر لأي كائن حي حتي الشجر مكنش فية أي ثمار
لقيت سعد قال بغضب..
: اية الغابة دي اللي مفهاش اي وسيله حياة هما جيبنا هنا نموت ولا اية حتي بص الشجر عامل ازاي مفهوش ثمرة واحدة!!
رديت: يعم اصبر اكيد هنلاقي حاجة ازاي غابة مفهاش حاجة تتاكل أكيد هنلاقي
سعد: يابني احنا لفينا الغابة كلها مفيش حاجة افهم بقي
في وسط كلامنا كان طلع إبراهيم كتاب وبدأ يقرأ وقال فاجئه
: مش هنلاقي حاجة متتعبوش نفسكم
قولتله: ليه يابني انت كمان
فتح الكتاب قُدمنا وقال
: الغابة دي أشجارها من نوع نادر جداً لا يقمر نهائيا وده اللي بيخلي الكائنات فيها معدومة تقريباً يلا نرجع المعسكر مفيش فايدة 
وفعلاً قررنا نرجع واضح اننا خدنا وقت كتير في التدوير الشمس قربت علي الغروب
رجعنا لقيت القائد واقف وكل افراد المعسكر حواليه الكل مصيروا واحد مفيش اكل ابراهيم راح للقائد قالوا علي اللي اكتشفوا ، فالقائد قال
: مفيش مشكلة يا كشافة إحنا كنا مجهزين أكل للحالات الطارئة في العربيات دلوقتي نبدأ حصر الكشافه.. بدأ يطلع كشف اسماء وينادي واللي يجي اسمة بيرد لحد لما نده علي تلات اسماء محدش رد فضل يكرر الاسماء اسلام ، شهاب ، أمجد... لكن مفيش رد  
القائد بدأ يقول بصوت عالي
: ازاي احنا بليل دلوقتي بقالهم اكتر من خمس ساعات؟!!!!
بدأ بتشكيل فرقة بحث عنهم والقائد اتحرك معانا
اتحركنا كلنا القائد قسمنا ثلات فرق كل فرقة ليها قائد و أدا لكل قائد جهاز اتصال وقال في حالة الخطر نكلم بعض كان سعد هو القائد وانا و ابراهيم كنا معاه
فضلنا ماشيين بحذر كنا حاسين بخوف غريب ، الغابة بالليل ظلمة ظلام موحش و نفس الهدوء متغيرش كتير عن الصبح ، فضلنا بندور في كل مكان و مفيش أي اثر ليهم 
القائد مبلغناش بأي جديد مر ساعة علي الوضع ده
لغاية لما سعد قال
: مفيش حاجة انا رأيي نرجع المعسكر ممكن يكونوا رجعوا 
قولت: انا رأيي كدة برضو يلا
بدأنا نتحرك لكن ابراهيم متحركش من مكانة وقال بصوت عالي وهو بيشاور ناحية مكان
: بصوا كدة 
رجعنا بصينا مكان ما شاور..
لاقينا بيت خشبي قديم محوطه الشجر من كل جانب البيت كان شكلة قديم جداً روحنا ناحية المكان كان ظلمة جداً وصلنا للبيت حاولت أفتح الباب لكن بمجرد ما لمسته اتفتح عشان نشوف كلنا البيت من جوا جدران سوده رؤوس حيوانات متعلقة في كل مكان دخلنا بخطوات بطيئة و المكان قذر جداً مليان حشرات كتير شكلها غريب بتجري في كل مكان فضلنا ندور ولكن ملقناش أي حد من التلاتة
راح ابرهيم قال
:  هما مش هنا يلا نمشي عشان المكان مش مريحني
قولتله: طيب يلا نخرج من هنا
  لفينا كلنا ناحية الباب عشان نخرج شفنا علي الباب من الناحية التانية بقعة دم كبيرة مغطية جزء كبير منه.. ابراهيم لمس الدم وقال
: دة لسة جديد لسة متجلطش الموضوع كدة بقى خطر سعد كلم القائد أخبروا باللى حصل
سعد طلع الجهاز بسرعه وضغط علي زر الارسال واتكلم
: في تطورات يا قائد لقينا بيت غريب في الغابة
لكن  مفيش رد فكرر سعد المحاولة
: حد سمعني يا قائد؟؟!
لكن مفيش جديد
ظهرت علامات الارتباك علي سعد فقال بعصبية 
: احنا هنرجع المعسكر دلوقتي واللي يحصل يحصل يلا
في وسط كلام سعد لاحظت حاجة غريبة وسط الشجر مع صوت زي صوت الانين قولت لسعد 
: استنا لحظة ايه اللي وسط الشجر ده!
اتجهنا ناحية الشجر عشان نشوف الكابوس الحقيقي كنا واقفين احنا التلاته مكانا مش قادرين ننطق حتي احنا شفناهم فعلاً هما التلاتة  بس كانوا ميتين و محفورين جوه الشجر كأن الشجر اتزرعت وجواها جثثهم فضلنا واقفين مكانا مش عارفين نعمل اية من كمية الرعب والخوف،لاكننا بدأنا نسمع صوت بيطلع من واحد منهم دا امجد جرينا عليه وبدأنا نحاول نكسر في الشجرة عشان نخرجه لكنه بدأ بالعافيه يقول
: اهربوا انتم سبوني قبل ما تيجي انتم متتخيلوش شكلها عامل ازاي أهربوا عشان لو وصلتلكم مفيش هرب
قولت:  وانت يا أمجد هتعمل ايه؟
امجد: انا كده كده ميت لو رجعتوا ابقو قولوا لأهلي اني كنت بحبهم اوي
وبدأ يعيط بقوة
لكننا بدأنا نسمع صوت بيتردد في انحاء الغابة بيقول
: باباياجا، باباياجا
بدأ امجد يقول بهستريه :أجروااا رجعت الباباياجا رجعت اهربوااا
سعتها سبنا أمجد وجرينا بسرعة ناحية المعسكر لكني بصيت ورايا للحظة عشان اشوف امجد و الشجرة بتقفل عليه 
سعتها قولت في سري
: هقولهم يا صحبي هقولهم 
جرينا مسافة طويلة لحد ما وصلنا المعسكر كان المنظر رهيب كل افراد المعسكر ميتين بنفس الشكل محفورين في الشجر!!
نزلت على ركبتي وبدأت اعيط وأقول
: خلاص كلهم ماتوا مفيش فايده هيموتونا أحنا كمان مش هتسيب حد مننا عايش هنموت
قام سعد مسكني من كتافي جامد قالي وهو بيزعق
: احنا مينفعش نموت لازم نرجع ونبلغ المعسكر والا هيموت ناس اكتر لازم منستسلمش قوم يلا
وفعلاً بدأت أقوم و ابراهيم يبدأ يتكلم
: محتاجين نوصل للعربيات انا والدي علمني السواقه الصيف اللي فات ممكن نخرج من هنا
سعد: صح العربيات راكنه عند اول الغابة مش بعيد عن هنا بس انا محتاج ادواتي من الخيمة عشان أعرف الطريق بGPS
في لحظة سبنا سعد وراح الخيمه مسبش فرصة حتي اننا نختار نروح سوا وفضلنا لكني كنت قلقان جداً حاسس أنه راح لوحده بسبب انهياري فقلت لابراهيم مع ان مكنش عدى اكتر من دقيقة
:هو اتاخر ليه؟ تعالي نشوفوا
 روحنا الخيمة و لما دخلنا كان سعد واقع علي الارض وشنطة الأدوات جنبه وقدامه كائن غريب شبه الست العجوزه لكن في غصون شجر طلع من كل مكان في جسمه الحشرات اللي شُفناها في البيت كانت حواليه في  كُل مكان، كل ما رجليها تلمس مكان يتملي فروع شجر لاكنها فروع من غير اي اوراق فروع سودة الفروع دي كانت ماسكه في رجل سعد الاتنين سعتها عرفت اني لازم اساعده لو سبناه هيبقي مصيره نفس مصير امجد والباقين مسكناه انا و إبراهيم بسرعة قعدنا نشد فيه لكن الفروع كانت ماسكه فيه بقوة
قولت لابراهيم
: امسكوا جامد اوعي يفلت منك وسبت سعد اللي ابتدت الفروع تشدهم جامد فتحت شنطة الادوات و فضلت ادور لغاية لما لاقيت مقص الأشجار
وابراهيم قاعد بيزعق و ينادي عليا جريت بسرعة وقصيت الفروع من علي رجل سعد و شيلته انا وابراهيم وخت الشنطة وجرينا بسرعه بعيد عن المعسكر فضلنا نجري جيرينا لحد ما وقفنا من التعب عند شجرة نزلنا سعد تحتيها كان لسه فاقد الوعي بدأنا نفوق فيه لكن مفيش فايده…..
قولت لابراهيم 
: شوف حاجة في الشنطة تفوقه
فضل يدور و لقي عطر نفاذ لحالات الاغماء قربوا ناحيه انفه لقناه قام من مكانة منفوض وقال
: هو فين المسخ فين؟
قولت :هربنا منه أهدي
سعد: أهدى ازاي ايه اللي حصل انا جيت هنا ازاي ؟؟؟!
قولت: ما أنت  اتأخرت روحنا نشوفك لقناك مغمي عليك خدناك و هربنا بالعافية
قام سعد من مكانة وقال
: فين الشنطة؟
طلعها ابراهيم من ورا الشجرة وادهالوا
سعد فضل يدور في الادوات لغاية لما طلع  ،GPSمظبوط علي مكان العربيات بص فيه وقال
العربيات علي بعد ٥٠ متر من هنا شرقاً يلا..
فضلنا نجري بأقصى سُرعتنا لحد ما العربيات ابتدت تظهر كانوا عرابيتين روحنا علي واحده منهم بسرعة لكن معاها رجعت *الباباياجا* تاني وكانت الفروع خارجه من الاشجار و شيلاها في الهوا و الحشرات بكميات هائلة تحتها
سعتها وقفنا قدام الباب من الرعب لحد لما سعد زعق جامد وقال
: اطلعوا انتم الاتنين العربية بسرعة ابراهيم دور العربية وجهزها
لسة هيمشي مسكت فيه وقالتله
: رايح فين يا سعد مش هنمشي من غيرك مش هتروح مننا أنت كمان
سعد سكت و طبطب علي كتفي و مشي طلعنا العربيه ، قفلنا كل الأبواب كويس ابراهيم فضل يدور في العربية لكن مكنتش راضية تدور
فقولتله: في ايه؟؟!
قال: شكلها من الواقفة حصلها حاجة 
فضل يحاول لغاية لما سمعنا صوت المحرك بيشتغل لكن ساعتها  قدام الازاز لاقينا باباياجا قدامنا بظبط والفروع  بتقرب ناحية العربية من كل مكان خلاص واضح ان مفيش مفر الموت هو مصيرنا.....
لكن ساعتها سعد جه بسرعة كبيرة بالعربيه التانية  و دخل بكل قوته في باباياجا في واحدة من الاشجار سمعنا صوت صراخها العالي بيخترق ودانا فاجئه وقف ومع حركتها
ساعتها بدأت انادي علي سعد
لكنه رد
: انتم كويسين انا كويس الحمد الله 
قولت :يلا اخرج من عندك خلينا نمشي من هنا
: استني هحاول 
لكن في وسط وسعد بيحاول يخرج من الباب فروع الشجر قفلت علية غطت الباب فجأه  ابتدت الفروع تضعط علي العربية من كل مكان و بصيت علي الباباياجا لقيت عينيها فتحت تاني لاقيت سعد بيبصلي وبيُصرخ بأعلي صوت
:أمشواا حالاً امشوااااا
فضلنا بصين لسعد بحزن دموعي بتنزل من عيني و إبراهيم مشي بالعربية بأقصي سرعته عشان نمشي من الغابة أخيراً ،و ورانا كان صوت إنفجار عربية سعد.....
روحنا لمركز الشرطة بدأنا نحكي كُل اللي حصل معانا فطبعاً الموضوع كان صعب يتصدق لكنهم  راحو المكان فعلاً وشافوا الجثث محفورة جوا الاشجار حولوا يخرجوا لكنهم بمجرد محولتهم  كل الجثث اختفت تحت الارض و دة كان اثبات قوي إن حكايتنا حقيقية ، من قوتها تم اصدار قرار بمنع أي حد من دخول الغابة دي و تم تصنيفها من احد اخطر المناطق علي الإطلاق.
غابة الباباياجا
تمت

#العازف


ليست هناك تعليقات