إبحث عن موضوع

رواية وحدك حبيبتي الحلقة الثامنة

التحدى
حركت ليلى جفنيها فى بطء ، الأنوار عادت إلى الغرفة من جديد ، وابتعدت الجدران عن بعضها البعض مرة أخرى ، رائحة العطر تملأ أنفاسها بينما انحنى ممدوح فوقها وراح يسألها فى نبرة يشوبها القلق قائلاً :
ـ ليلى ... ليلى ..هل أنت بخير ؟
تنبهت إلى أنها ترقد على فراشها وهو يجلس على حافته ، ممسكاً بزجاجة من العطر فى إحدى يديه بينما يمسح شعرها بيده الأخرى ، عاد ليكرر سؤاله من جديد فهزت رأسها صامتة وتابع فى قلق أعمق :
ـ هل أنت مريضة ؟
نظرت إليه فى تساؤل فأردف قائلاً :
- لقد انخفضت درجة حرارتك فجأة ، وأصبحت بشرتك بلون الثلج . هل تعرضت لمثل هذه الحالة من قبل ؟
حاولت النهوض قائلة :
- اطمئن ، أنا لست مريضة .
ـ لماذا سقطت مغشياً عليك إذاً ؟
حدقت فيه بضيق صامته ، فابتسم بطريقة أربكتها قائلاً :
- ألن تقولى شيئاً ؟
قالت بصوت مرتبك :
- أنت تعلم أننى لم أتناول طعاماً منذ أمس ، وربما كان هذا هو السبب
جذبها إلى مائدة الطعام قائلاً فى خبث :
- حسناً ، ظننتك ستحاولين إيهامى بشئ آخر
نظرت إليه قائلة :
- ماذا تعنى ؟
أجابها وهو يحدق فى عينيها :
- يبدو أننى أكثر أهل الدنيا حظاً ، أو أنك ممثلة قديرة جداً
جلسا يتناولان طعامهما ، حاول إطعامها فانتهرته قائلة :
- أظن أننى فى سن يسمح لى بتناول الطعام بمفردى
عض على شفتيه قائلاً :
- كاد صبرى أن ينفذ يا ليلى
تجاهلت غضبه وراحت تتناول طعامها صامتة ، حانت منها التفاتة إليه ، فاتسعت عيناها وتوقفت عن تناول الطعام وهى تحدق فيه مستنكرة .. كان يتناول طعامه فى شراهة شديدة
التفت إليها وغمغم ساخراً :
ـ لماذا تنظرين إلىَ هكذا ، هل تتعلمين الأكل منى ؟
صاحت قائلة :
- مستحيل..!
ابتسم فأردفت مستنكرة :
- أنت تأكل كالأسد
أجابها فى لا مبالاة :
- الأسد هو مثلى الأعلى دائماً
توقف عن تناول الطعام فبرقت عيناها قائلة :
- هل أشعرتك بالخجل ؟
قال متهكماً :
- الخجل ... هذه الكلمة خارج قاموسى
ـ أتعنى أنك لا تخجل أبداً ؟
ـ وماذا أترك للنساء إذاً ؟
ـ الخجل ليس من شيم النساء وحدهن ... الخجل إحساس آدمى
ثم تمتمت فى سخط :
- كونك تفتقده ، فهذا يعود لطبيعتك الوحشية
نظر إليها وضاقت عيناه محذراً :
- أتقولين شيئاً يا ليلى ؟
قالت وهى تنهض مسرعة :
- سأعد الشاى ، هل تريد كوباً ؟
أمسك يدها قائلاً :
- أكملى طعامك أولاً
ـ لقد شبعت .
جذبت يدها وابتعدت عنه ، وعندما انحنى للإمساك بها من جديد ، مال كرسيه فسقط أرضاً ، تشبث بمفرش المائدة فسقط فوقه بما عليه من طعام ، زفر فى ضيق بالغ بينما أطلقت ليلى ضحكة مدوية أقل ما يقال عنها أنها خليعة حتى أن ممدوح نسى وضعه الحرج وظل يحدق فى وجهها مصدوماً فانتهرته قائلة :
ـ لماذا تحدق فى هكذا ؟
سألها فى ريبة :
- أين تعلمت هذه الضحكة ؟
قالت مستفزة :
- هل تزعجك ضحكتى إلى هذا الحد ؟
قال فى لهجة تهكمية لا تخلو من بعض الغضب :
- هذه الضحكة تذكرنى بصديقة لى ، لكنها لا تعمل بالجامعة ، بل ربما لم تدخلها أبداً
ضغطت على أسنانها وهى تنظر إليه فى غضب لكنه تابع بنفس اللهجة القاسية :
ـ ربما أحتاج إلى رؤية أوراقك يا ليلى
همت أن تعترض لكنه دفعها إلى الأريكة وهو يخلع عنه ملابسه التى تناثر فوقها الطعام ويلقى بها جانباً قبل أن يحدق فى عينيها قائلاً :
- من أنت بالضبط ؟
قالت فى عناد :
- لمَ لا تكتشف هذا بنفسك ؟
أمسك ذراعها بقوة آلمتها :
- كفى عن المراوغة ؟
صاحت ساخطة :
- اترك ذراعى
تركها فى خشونة محذراً :
- لا تجادلينى
زفرت بضيق عندما جذب أحد الكراسى وجلس فى مواجهتها ثم أشعل سيجارة راح ينفث دخانها ببطء وهو يحدق فى وجهها منتظراً فصاحت فى عصبية :
- أنا لا أطيق رائحة التبغ
ـ لا تستنشقيها إذاً
اتسعت عيناها وارتجفت شفتاها لتقول شيئاً .. لكنه قال بسرعة :
- أين تعلمت هذه الضحكة ؟
ظلا يحدقان كلاهما فى الآخر فترة ليست بالقصيرة حتى قالت فى استسلام :
- فى منزل خالى
قال فى تهكم :
- هل كانت زوجته راقصة ؟
اشتعلت غيظاً قائلة :
- ماذا ستفعل لو صفعتك ؟
تراقصت ابتسامة على شفتيه قائلاً :
- أنصحك بأن لا تجربى
اتسعت ابتسامته حين تفحصت عيناها عضلاته المفتولة فى يأس ثم صاحت غاضبة :
ـ أى مبدأ هذا الذى تتعامل به ؟
ـ اطلقى عليه ما شئت
ـ أنت ديكتاتور
ـ أكملى
ـ وهمجى ومتوحش و ......
ـ أكملى قصتك وليس السباب
نفث دخان سيجارته فى وجهها باستفزاز قبل أن يردف قائلاً :
- كم أمضيت فى بيت خالك ؟
ـ عمرى بأكمله
أطلقت تنهيدة طويلة وشردت بعيداً قبل أن تقول :
- منذ كان عمرى ثلاثة أيام أخذنى معه إلى القاهرة ولم أعد إلى هذه القرية إلا منذ شهور قليلة
نظر إليها فأردفت :
- لقد كان خالى وقتها متزوجاً منذ عشرة أعوام ولم يرزق طفلاً .
قال بطريقته التهكمية البغيضة :
- وهل كانت والدتك تبيع الأطفال ؟
تتطاير الشرر من عينيها قائلة :
- أنت أكثر من رأيت وقاحة
قال ساخراً :
- وماذا تسمين ما فعلته والدتك ؟
ثم أردف فى لهجة أشد سخرية :
- تضحية أم صدقة ....!
ـ أنت لا تفهم شيئاً
ـ الخطأ ليس فى عقلى بل فى طريقة الشرح ، يبدو أنك أستاذة سيئة ، أراهن بأن طلابك لا يفهمون منك شيئاً
صاحت بعصبية :
- طلابى لا يتركون محاضرة لى ، وينصتون إلى بكل اهتمام
ابتسم وهو يتأملها فى وقاحة قائلاً :
- بدون عصبية ، أنا أصدقك فى هذا
تجاهلت عبارته بصعوبة قائلة :
- لماذا أتيت باللوم على أمى وحدها ، وهل أنتم أيها الرجال معصومون من الخطأ ؟


حدق فيها لحظة قبل أن يقول فى هدوء :
- أم تترك طفلتها بعد ثلاثة أيام من ولادتها ، ماذا تريديننى أن أقول عنها ؟
ـ ربما فعلت هذا لتنقذنى من الموت
تمتم فى مزيج من السخرية والدهشة :
ـ تنقذك من الموت !! لا ظنى أن قومك ، هؤلاء العمالقة يتضورون جوعاً
زفرت فى وجهه قبل أن تنهض من مكانها وتبتعد عنه قليلاً قائلة :
- لقد رزقت والدتى فى بداية زواجها بأنثتين ، واحدة تلو الأخرى ، جن جنون والدى وكاد أن يتزوج بأخرى لتنجب له الذكر ، ولكن لكون والدتى ابنة عمه ، قرر أن يمنحها فرصة أخيرة وينتظر نتيجة الحمل الثالث ، ظلت والدتى المسكينة تدعو الله طوال فترة حملها الثالث حتى استجاب الله لها ورزقها بأخى فؤاد الذى أسعد والدى كثيراً ، لكنه لم يكتف به وأراد المزيد من الذكور، رغم صحة والدتى التى تدهورت بسبب الحمل المتواصل ، حملت المسكينة للمة الرابعة .. بعد ولادة فؤاد بأقل من شهرين ، وجئت أنا إلى هذه الدنيا لأصدم الجميع ، لم أكن أنثى فحسب بل كنت ضعيفة جداً حتى أجمع كل من رآنى أننى لن أظل على قيد الحياة
ـ وماذا قال الأطباء ؟
أجابته فى سخرية مريرة :
- أطباء !! ولماذا الأطباء لقد كنت أنثى وموتى خير من بقائى
تأملها صامتاً فتابعت بنفس لهجتها المريرة :
- لست أعلم إن كان لحسن حظى أم لسوئه ، تصادف وجود خالى عبد الله فى القرية وقتها ، ما أن رآنى حتى قال لأبى معاتباً :
- أرى أنك مقصر نحو هذه الطفلة
أجابه والدى فى لا مبالاة :
- وماذا سأفعل لها ؟ ستحتاج إلى معجزة للبقاء على قيد الحياة ، وإذا حدثت المعجزة فسوف تحتاج إلى عناية كبيرة من والدتها ، وكما ترى فؤاد ما زال صغيراً ويحتاج إلى كل رعاية والدته واهتمامها
برقت عيناها بجنون الرغبة فى الانتقام وهى تسرد على مسامعه ذلك الحوار الذى انطبع فى مخيلتها ولم يغادرها يوم سمعته مصادفة
ـ إن كنت لا تريدها اعطنى إياها إذاً .
ـ وماذا ستفعل بها ؟
ـ أنت تعلم أننى لم أرزق أطفالاً ، وسوف تسعد بها زوجتى كثيراً
ـ لكنها لن تعيش طويلاً
ـ الأعمار بيد الله ، ومن ناحيتى سأبذل قصارى جهدى وأعرضها على أشهرالأطباء فى القاهرة وربما تنجو من الموت ويكون لى فيها خيراً
وهكذا اصطحبنى خالى معه إلى منزله بالقاهرة بعد أن أخذ تعهداً من أبى أمام رجال العائلة جميعاً بعدم المطالبة بى مرة أخرى إذا ما بقيت على قيد الحياة
كان ممدوح ينصت إليها فى اهتمام وما إن انتهت من سرد قصتها حتى سألها قائلاً :
- ماذا كان يعمل خالك ؟
ـ كان موظفاً فى إحدى شركات السياحة
ابتسمت ثم أردفت فى حنان قائلة :
- وما إن تيقن بأننى سأبقى على قيد الحياة حتى افتتح لنفسه مكتباً صغيراً للرحلات بالإضافة إلى وظيفته التى استقال منها فيما بعد ، حين ازدهرت أعماله وتحول المكتب الصغير إلى شركة سياحية كبرى
ابتسم ممدوح قائلاً :
- وماذا عن زوجة خالك ؟
ضغطت ليلى على كلماتها قائلة :
- لقد كانت تعمل معلمة ، تعرف إليها خالى فى إحدى الرحلات المدرسية .. وأعجبته أخلاقها فتزوجها ، لقد كانت أم رائعة تعلمت منها كل شيء
تراقصت ابتسامة على شفتيه قائلاً :
- كل شيء؟
نظرت إليه بضيق ثم أشاحت بوجهها قائلة :
- لقد اعتاد خالى على إقامة الكثير من الحفلات فى منزله ، وفى إحداها كانت إحدى الراقصات تضحك هذه الضحكة فتدير رؤوس الرجال أمثالك
ابتسم فى تهكم قائلاً :
- هل تهوين إغواء الرجال ؟
ضغطت على أسنانها قائلة :
- بل أهوى إذلال الرجال
ضحك قائلاً :
- أنت معقدة إذاً
حدق فى وجهها الساخط ، ثم أردف فى مكر :
- على أية حال هذا أفضل كثيراً مما ذهبت إليه
أتسعت عيناها وهى تحدق فيه قائلة :
- ماذا ظننت ؟
ابتسم فى لا مبالاة وهو يتأملها قائلاً :
- لقد اخترت الطبيب المناسب يا ليلى ، فأنا الوحيد القادر على فك عقدك واحدة تلو الأخرى
صاحت فى عصبية :
- كف عن غرور الرجال هذا ، اللعنة عليكم جميعاً
قال متهكماً :
- جميعاً !! وماذا عن فؤاد أو خالك عبدالله ، وكلاهما دلالاك حتى أفسدا تربيتك
هتفت فى لا مبالاة :
- فؤاد يحاول التحرر من الذنب الثقيل الذى يعانى منه كلما شعر بأنه السبب المباشر فى نشأتى بعيداً عن منزلى ، أما خالى عبدالله فلا أظن أن أمرى كان ليشغله لو أنه رزق أطفالاً من زوجته
غمغم مستنكراً :
- أيتها الجاحدة ، ماذا فعلت بوالدك ؟
أجابته فى لا مبالاة :
- لقد توفى وأنا فى التاسعة من عمرى ، رحمه الله من انتقامى
ـ ممن جئت تنتقمين هنا ؟ وهل تركت خالك بعد هذا العمر كنوع من الانتقام أيضاً ؟
ـ لست جاحدة إلى هذا الحد
ـ لماذا عدت إذاً ؟ ولا تقولى عشقاً لهذه القرية
ـ كلا بالطبع ، لقد عدت إليها مرغمة بعد وفاة خالى رحمه الله ، لقد رأى رجال العائلة أنه من غير اللائق أن استمر فى الحياة مع امرأة غريبة عنى !!!
ـ ولماذا استسلمت لأمرهم ، أين كان لسانك السليط هذا ؟
صاحت فى يأس :
- لقد ظللت أقاوم مع زوجة خالى لأكثر من عام كامل حتى أشفقت عليها بعد كثرة المضايقات التى تعرضت لها
ـ لماذا لم تتزوجى خلال هذه الفترة ؟
ـ لم أكن أفكر فى الزواج أبداً لولا هذه الفكرة المجنونة التى .....
توقفت عن الحديث عندما لاحظت أنه ينظر إليها فى ترقب واهتمام فتنبهت إلى حماقة ما سوف تقوله وتذكرت تحذيرات نادية لها فتمالكت نفسها قائلة :
- التى أوقعتنى فى قبضتك
تأملها فى ريبة قائلاً :
- بما أنك قد وضعت الرجال جميعاً فى قائمتك السوداء ، لماذا تزوجت من رأس القائمة ؟
نظرت إليه فى تحدى قائلة :
- ألم تفهم بعد ؟
ابتسم فى طرب قائلاً :
- أريد أن أسمع من بين شفتيك الجميلتين ما الذى تنتظرينه منى بالضبط ؟
قالت فى ثقة :
- سأجعلك تندم على ماضيك الأسود
ضحك قائلاً :
- أحقاً ؟ وكيف سيكون هذا ؟
شعرت ببعض الغضب من سخريته ولا مبالاته فصاحت قائلة : ـ
ـ أعدك بأن تركع تحت قدمى طالباً الصفح والغفران
هتف فى تهكم قائلاً :
- ماذا ؟ أركع طالباً الصفح والغفران ، من تظنين ذاتك ؟ إلهة أنت ولا أعلم ؟
أشاحت بوجهها فى كبرياء قائلة :
- سنرى
أصابته ثقتها الزائدة ببعض الدهشة ، فقال محذراً :
- من تصبح إلهتى .. سيكون قتلها أولى طقوسى
قالت فى لا مبالاة :
- وأنا لا يهمنى الموت ، ما دمت سأحقق ما أريد
قال ساخراً :
- إن كانت علاقتنا قد أصبحت شرعية فى غفلة منى ، فهذا لا يعنى شيئاً آخر
تجاهلت وقاحته قائلة فى مكر :
- هذه العصبية التى تتحدث بها ، خير برهان على نجاحى
هز رأسه قائلاً :
- أيتها البلهاء ... لم تولد بعد المرأة التى تتحدى ممدوح سالم
قالت ساخرة وقد راق لها توتره :
- ربما كنت نائماً أو سكيراً عندما ولدت هذه المرأة ، لكنها ولدت وأرغمتك على الزواج منها باعترافك أنت ، وتقف أمامك الآن تناطحك رأساً برأس ولن تدعك أيها الطاووس إلا وقد نزعت عنك ريشك هذا الذى تتباهى به
ما أن انتهت من حديثها حتى انفجر يضحك طويلاً قبل أن يضرب كفاً بأخرى و ينظر فى عينيها قائلاً فى تسلية : ـ
ـ وسأمنحها الآن نصراً آخر وأشاركها هذه المهزلة
أدارت وجهها صامتة بينما أردف فى يقين المحترف الذى يبارز طفلاً صغيراً :
- أعدك بأن يقتلك الشوق لى قبل أن تنتهى الأيام القليلة التى سأمضيها معك هنا ، ستنتظرين بشوق بالغ وصبر نافذ العطلة الأسبوعية التى تريننى فيها .. وكأنك ولدت لهذه الأيام فقط
نظرت إليه فى تهكم فجذبها إليه ونظر فى عينيها قائلاً :
- ستزحفين راضية إلى قفص حريمى يا ليلى ، وتشعرين بزهو تتعجبين له ، لكونك الوحيدة التى حظيت بالزواج منى
همت أن تعترض لكنه حملها فجأة بين ذراعيه فصرخت قائلة :
- ماذا تفعل ؟
طرحها على الفراش قائلاً :
- سنبدأ التحدى
هتفت بصوت مرتجف :
- لمَ لا تتسم ببعض الرجولة وتتركنى حتى أزحف إليك كما تدعى ؟
ضحك ساخراً وهو يقترب منها قائلاً :
- رجولة !! أنا لا أرى فى هذا أية رجولة ، بل حماقة لا تغتفر

ليست هناك تعليقات