إبحث عن موضوع

رواية وحدك حبيبتي الحلقة التاسعه

ساحر النساء
فتحت ليلى عينيها فى كسل ما لبث أن تحول إلى خجل بالغ حين وقعت أنظارها على هذا الراقد بجوارها على الفراش ، سحبت الغطاء وأحكمته حول جسدها المرتعد ، تجمعت الدماء كلها فى وجهها وقد شردت أفكارها مرغمة إلى أحداث الأمس . ماذا أصابها وجعلها تستسلم له بهذا الشكل المهين وكأنها ساقطة .. وهذا الوقح كم كان سعيداً بسذاجتها ، كم كان مزهواً عندما أيقن أنه الرجل الأول فى حياتها بالرغم من سنوات عمرها التى قاربت السادسة والعشرين ، لكن ما حدث بالأمس لن يتكرر أبداً ، لن تتركه يسخر من تلك البلاهة التى أبدتها مرة أخرى ، لن تدعه....
قطعت أفكارها تلك الطرقات المتصلة على باب حجرتها ، ارتعدت وهى تستمع إلى صوت حماتها قائلا :
ـ استيقظى يا ليلى ، استيقظ يا ممدوح لقد وصل الضيوف
زفرت بضيق ها هو اليوم الثانى على التوالى لتلك الجلسات البغيضة التى ترغمها عليها تقاليد هذه القرية ، ترى كيف ستتحمل أسبوعاً بأكمله على هذا المنوال ؟
حانت منها التفاتة إلى ممدوح الذى ما زال يغط فى نوم عميق وكأنه لم يسمع شيئاً تنهدت بضيق تحدث نفسها :
" لماذا لم يستيقظ حين طرقت والدته الباب ؟ "
مدت أصابعها فى تردد لتمس ذراعه بلطف هامسة :
- ممدوح ... ممدوح استيقظ
لكنه لم يتحرك قيد أنملة ، شددت من ضغطها على ذراعه .. من دون جدوى ، تحولت لمساتها إلى ما يشبه اللكمات فى محاولة لإيقاظه لكنه لم يستيقظ ، تحول ضجرها إلى ذعر وراحت تتحسس نبضاته لتتأكد من كونه ما زال على قيد الحياة وهى تتمتم فى تعب :
- يا إلهى نائم هذا أم قتيل !!!؟
انتفضت حين ضحك ممدوح فجأة ، نظرت إليه فى غضب قائلة :
ـ أنت مستيقظ إذاً ..؟ لقد ظننتك فارقت الحياة
تأملها قائلاً :
- لست من الحماقة لأترك امرأة مثلك بعد ليلة واحدة ، لكننى لم أعتد على الاستيقاظ هكذا
ـ وكيف تستيقظ إذاً ؟ هل يضعون قنبلة تحت رأسك ؟
جذبها إليه واستمر يقبلها فى نهم قائلاً :
- بل هكذا
ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تغمغم أخيراً :
- ومن هذه التى اعتادت أن توقظك هكذا ؟
ضحك قائلاً :
- والدتى
صاحت فى مزيج من البلاهة والاستنكار :
- من ؟ والدتك !!.. كيف ؟
تأمل حيرتها فى تهكم قائلاً :
- هل أخبرتنى يا ليلى أى من أسلحتك استخدمته لاجتياز كل هذه الاختبارات حتى حصلت على الماجستير ؟
قالت فى عنف :
- ماذا تعنى ؟
ابتسم قائلاً :
- أعنى اننى أشك فى أن يكون عقلك الصغير هذا سبباً فى نجاحك المستمر
صاحت غاضبة :
- أنت وقح
همس قائلاً :
- وهل كان أساتذتك فى مثل وقاحتى ؟
رفعت يدها لتصفعه لكنه أمسك بها بقوة جعلت وجهها يحتقن بالدماء وترقرق الدمع فى عينيها وهى تهمس بصوت مختنق :
- يدى تؤلمنى ..
قال محذراً وهو يتركها فى خشونة :
- إن أعدت هذه المحاولة مرة أخرى سوف أكسرها
******
جلست ليلى وبين يديها كتاب تقرأه باهتمام بالغ حين دلف ممدوح إلى الحجرة وألقى عليها تحية أجابته بمثلها دون أن ترفع عينيها عن الكتاب الذى بين يديها .. فأردف قائلاً :
- هل تناولت الغذاء ؟
أجابته بلا اكتراث قائلة :
- نعم
ـ لقد اعتدت تناول الطعام بمفردك
تجاهلت إجابته واستمرت فى القراءة الصامتة مما أصابه بالجنون فانتزع الكتاب من بين يديها وألقى به أرضاً وهو يصرخ فيها قائلاً :
- عندما أتحدث إليك أتوقع أن أجد منك المزيد من الاهتمام ، لا أن يشغلك هذا الكتاب اللعـ....
توقف عن صراخه حين وقعت عيناه على عنوان الكتاب فغمغم ساخراً :
- ( الجريمة الكاملة )
ثم التفت إليها وابتسم قائلاً :
- هل تفكرين بقتلى ؟
صاحت فيه بغيظ قائلة :
- اعطنى سبباً واحداً يمنعنى من هذا
ابتسم وهو يتفحصها قائلاً :
- هل أنت على يقين من أنه لا يوجد سبب يمنعك من فعل هذا ؟
صاحت فى عصبية قائلة :
- لا تظن أن عضلاتك هذه ترهبنى ، أنا لا أخاف أحداً
اقترب منها هامساً :
- ومن قال أنه الخوف ؟
ـ وماذا سيكون إذاً ؟
ـ الحب يا ليلى .
ضحكت قائلة :
- الحب ... أنا أحبك أنت !!!
جلس على أحد الكراسى ووضع ساقاً فوق الأخرى قائلاً :
- نعم ... على أية حال لم يمض على زواجنا سوى أربعة أيام فقط ، ما زال أمامنا عشرة أيام كاملة قبل أن أسافر إلى الإسكندرية
ـ ستكون أطول عشرة أيام فى حياتى ، صدقت أو لم تصدق أيها المتعجرف
ابتسم فى لا مبالاة قائلاً :
- ربما تحتاجين إلى المزيد من الدروس لتعلم الحب ، لكنك ستقرين بهذا قريباً
ـ أنت تحلم بالمستحيل
ـ لقد اعتدت أن أحصل على المستحيل ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء
زفرت بضيق قائلة :
- لماذا تركك أصدقاؤك مبكراً اليوم ؟
ـ لقد سافروا إلى الإسكندرية
تنهدت بارتياح قائلة :
- حمداً لله ، وأنت متى ستشعر بالملل مثلهم وترحل ؟
ـ لم يرحلوا شعوراً بالملل أيتها السليطة
ـ ولماذا رحلوا إذاً ؟ هل اكتفوا من كرم والدك ؟
ـ لقد سافروا للانتهاء من بعض الأعمال وسوف يعودون مرة أخرى
ـ وهل لمثل هؤلاء أعمال ؟
ـ ليس بيننا عاطل واحد ، ربما لا نهتم بأعمالنا كما يجب ، لكن لا أحد منا ينكر قيمة العمل
ثم تأملها وأردف فى مكر لم تفهم له سبباً :
- أحياناً يكون ملجأنا الوحيد
ـ وما هى هذه الأعمال التى تنتظركم حتى تتعطفوا وتتكرموا وتذهبوا لأدائها ؟
تنهد بصبر نافذ قائلاً :
- أشرف لديه مكتباً للديكور ، يعتمد فيه على مجموعة مميزة من الخريجين ولا يتدخل بنفسه إلا عندما يستحق الأمر
ـ ومتى يستحق الأمر ؟
ـ عندما يكون العميل ثرى جداً ، أو .....
توقف لحظات يتأملها قبل أن يردف فى ابتسامة ماكرة :
- أو امرأة جميلة
هزت رأسها ولم تعلق بينما تابع حديثه قائلاً :
- عادل يعمل فى شركة والده للاستيراد والتصدير ، لا يريد والده أن يضغط عليه كثيراً ، حتى لا يهاجر إلى أمريكا كما فعل شقيقه الأكبر
ـ هذه نقطة ضعف والده إذاً ، وأظن أن صديقك هذا يعرفها ويستغلها جيداً
ابتسم ممدوح قائلاً :
- نعم ، لكن هذا لا يمنع من كونه يحقق لوالده الكثير من الصفقات الرابحة ، و التى لا ينجح فيها سواه
تمتمت ساخرة :
- بالطبع عندما يتعلق الأمر بامرأة ، يبدو أن هذه الصفة مشتركة بينكم جميعاً
ضحك ممدوح قائلاً :
- كيف تقولين أن لا تأثير لى عليك ، وهاهو عقلك قد بدأ ينضج سريعاً ؟
تجاهلت عبارته قائلة :
- ماذا عن باقى أصدقائك
ـ لم يعد هناك سوى كمال
ابتسم وهو يتذكر كمال قائلاً :
- كمال هذا هو أكثرنا جنوناً ، طيب جداً إلى حد البلاهة ، يهوى كتابة الشعر والروايات الرومانسية الحالمة ، يؤمن بالحب والوفاء وأشياء كثيرة أخرى من هذا القبيل ، لذا فقد أسس مجلة صغيرة وتولى الإشراف على الصفحة الأدبية فيها
ـ وما الذى ضم هذا الأبله إلى مجموعة الحكماء أمثالكم ؟
ابتسم ممدوح قائلاً :
- كثيراً ما نسأل أنفسنا هذا السؤال ، ولم نجد له إجابة حتى الآن ، رغم كل شئ فهو له نكهة خاصة نحتاج إليها أحياناً
غمغمت ساخرة
- مهرج القصر
ضحك قائلاً :
- شئ من هذا القبيل .. ربما
وأردفت كأنها اكتشفت شيئاً للمرة الأولى :
- يبدو أن جميعكم أثرياء ..؟!

أجابها وهو يتفرس فى ملامحها :
- كنت تظنين أننى من يتولى الإنفاق عليهم .. أليس كذلك ؟
تجاهلت سؤاله قائلة :
- وماذا عنك ؟
ساد الصمت بينهما قليلاً قبل أن يتابع حديثه قائلاً :
- رغم أعمالى القليلة فأنا بشهادة الجميع أعظم من يبدع تصميماً معمارياً ، وهذا ما يجعل الكثيرون يصرون على أن أتولى أعمالهم رغم عدم اهتمامى وتهربى الدائم منهم ، ولا ينجح فى دفعى للعمل إلا أكثرهم إلحاحاً
ثم غمز بعينيه قائلاً :
- أو جمالاً
تأملته شاردة فانتهرها قائلاً :
- أين ذهبت ؟
قالت تقلد لهجته التهكمية :
- إلى والدتك ؟
ضحك قائلاً :
- أنصحك بأن لا تفكرى فيها كثيراً .. لئلا تصابى بالجنون
قالت بسرعة :
- كم عرفت من النساء ؟
حدق فى وجهها قائلاً :
- إلى أى مدى تستطيعين العد ؟
تجاهلت تعليقه اللاذع قائلة :
- هل يعملن أيضاً ؟
نظر إليها فى تهكم قائلاً :
- يعملن !! نعم يعملن لدينا
ثم أردف فى وقاحة :
- نحن شديدو السخاء معهن ، وهن أيضاً يحرصن دائماً على استحقاق ما نقدمه لهن
غمغمت ساخطة :
- أنتم فاسدون
جذبها إليه قائلاً :
- أنتن من أفسدنا
ضمها إليه فى رغبة وحاولت إبعاده عنها دون جدوى فصرخت فيه قائلة :
- ما تفعله بى يسمى اغتصاباً
ابتسم ساخراً وقال :
- قاضينى إذاً أيتها المغامرة الجميلة ، وأنا أضمن لك أن قضيتك سيكون لها صدى رائع
أردف ضاحكاً وهى تحاول جاهدة أن تدفعه عنها :
- زوج يغتصب زوجته ، يا لها من قضية ، خاصة لكونها فى هذه القرية ولكونى أنا هذا الزوج
******
مضت الأيام القليلة التالية كالحلم ، لا تدرى كيف توطدت العلاقة بينهما إلى هذا الحد ، أو لماذا لم تعد تشعر بهذا الندم الكبير الذى كان يلازمها طيلة الأسبوع الماضى ... خرج ممدوح من الحمام وهو يجفف وجهه بالمنشفة ، اقترب منها وطبع على شفتيها قبلة ناعمة قائلاً :
ـ صباح الخير يا عروسى الجميلة
ابتسمت قائلة :
- صباح الخير ، لقد استيقظت مبكراً رغم انتهاء الحصار
بادلها الابتسام قائلاً :
- يبدو أننى اعتدت هذا
طرقات خفيفة على باب الحجرة ثارت ليلى لها فى حنق قائلة :
- كلا ، لا مزيد من المهنئين ، ليس اليوم أيضاً ، ألم تقل والدتك أن الأمس كان اليوم الأخير لهذه المراسم ؟
بادلها ممدوح سخطها وهو يتجه إلى الباب قائلاً :
- يبدو أن الوقت قد حان لبعض الطيش
طالعه وجه والدته فابتدرها قائلاً :
- لن نقابل اليوم أحداً ، مهما بلغ شأنه ، نحن نحتاج إلى راحة أسبوعية على الأقل
لكمته والدته فى مرح قائلة :
- أيها السليط ، والدك يسأل إن كنتما ترغبان فى تناول الفطور معنا أم بمفردكما ؟
أجابها بسرعة :
- بمفردنا بالطبع
أقبلت ليلى فى تلك اللحظة وعلى شفتيها ابتسامة واسعة ، فاحتضنتها المرأة فى سعادة قائلة :
ـ مرحباً بالبدر الذى أضاء منزلنا
ثم التفتت إلى ممدوح وابتسمت فى مكر قائلة :
- معك حق يا ممدوح
ضحك وهو يضم ليلى إليه قائلاً :
- أليس كذلك ؟
شعرت ليلى بالخجل رغم كونها لم تفهم شيئاً ، وما أن انصرفت المرأة حتى نظرت إلى ممدوح فى تساؤل فقبلها صامتاً
******
ـ هل أعجبك الشاى ؟
ـ كل ما فيك يعجبنى يا ليلى
شردت فى حنين قائلة :
- كان فؤاد يفضله دائماً من يدى
أحاطها بذراعه قائلاً :
- عندما يعود من سوهاج سنذهب لزيارته
ـ أحقاً يا ممدوح ، هل ستذهب معى إلى منزله ؟
ـ يسعدنى دائماً أن أكون برفقة زوجتى الجميلة
قبلت وجنته فى سعادة لكنه أدهشها حين صاح بها متصنعاً الغضب :
- أنا لست فؤاد
ـ ماذا حدث ؟
ـ ما هذه القبلة الفاترة ؟
ضحكت قائلة :
- هذا ما أجيده
جذبها إليه قائلاً :
- أنت تتعلمين ببطء شديد ، لكننى مصرٌ على تعليمك يا ليلى
عاد الطرق على الباب من جديد فقال ممدوح بضيق :
- احزمى حقائبك
نظرت إليه فى تساؤل فتابع قائلاً :
- سنذهب إلى أى مكان هادئ لنبدأ فيه شهر عسل حقيقى ، لا يزعجنا فيه أحد
ما كادت ليلى تشعر بالسعادة حتى طالعها وجه سعدية المضطرب .. نظرت إليها الفتاة وكأنها تريد أن تقول لها شيئاً .. لكنها بدلاً من ذلك وجهت حديثها إلى ممدوح قائلة :
- لقد وصل أصدقاءك يا سيدى و يريدون رؤيتك
التفت إليها وكأنه نسى تماماً ما وعدها به للتو قائلاً :
- عذراً يا ليلى ، سأضطر إلى تركك الآن
ارتدى ملابسه فى سرعة البرق واتجه إلى الباب لكنه عاد فاستدار إليها قائلاً :
ـ لماذا لا تأتين معى ؟ فهم فى غاية الشوق لرؤيتك
ابتسمت فى شحوب قائلة :
- أحقاً ؟ سأبدل ملابسى وألحق بك
بالرغم من كونه أغلق الباب فى هدوء هذه المرة ، فقد شعرت بصوت ارتطامه وكأنه صفعة قوية توقظها من حلم عميق ، بل من غيبوبة أخذتها لعالم آخر ، صرخت بلا وعى تنادى سعدية .. وما أن جاءتها حتى حاولت التحكم فى انفعالاتها قائلة :
ـ أهناك ما تريدين إخبارى به يا سعدية ؟
صمتت الفتاة وهى تنظر إليها فى ارتباك فصاحت بها فى نبرة لا تخلو من العصبية :
ـ تكلمى يا سعدية ، ماذا حدث ؟ أشعر بأن هناك شئ تخفينه عنى
تلعثمت الفتاة قائلة :
- لقد حضر أصدقاء سيدى
نظرت إليها ليلى فى ضيق فتابعت بصوت مرتجف :
- ونجوى معهم
سألتها ليلى فى قلق حاولت إخفاءه :
- من هى نجوى ؟
ـ امرأة لعوب تلاحق سيدى أينما ذهب
حاولت ليلى التحكم فى انفعالاتها بينما استمرت الفتاة فى الثرثرة قائلة :
ـ أنها امرأة خليعة ، سيدى الكبير لا يحبها ولا سيدتى أيضاً
صاحت ليلى فى عصبية :
- ولماذا لا يعترضان إذاً على وجودها ؟
ـ خوفاً من غضب سيدى ممدوح ، فهو حين يغضب لا .....
قاطعتها ليلى بصوت مختنق قائلة :
- اذهبى أنت الآن
شعرت برغبة عارمة فى تحطيم كل شئ حولها .. تعجبت لهذا الكم الهائل من الغضب الذى اجتاحها كالسيل ، راحت تفسر ما تشعر به بأنه ثورة لكرامتها الجريحة .. ماذا سيقول الناس عنها ولم يمض على زواجهما سوى أيام قليلة ..؟! ماذا عليها أن تفعل الآن ؟ هل ترتدى أفضل ما لديها وتذهب لمواجهة هذه الغريمة المجهولة ؟
لا شك أن هذه المرأة هى تلك العشيقة التى يتحدثون عنها ، ترى ما مدى تعلق ممدوح بها بعد كل هذه السنوات ؟ ماذا سيفعل إذا طردتها من المنزل ؟ هل تخيلت أنه سقط في غرامها بالفعل في هذه الأيام القليلة ؟ أنه كان يشبع غريزة حيوانية لا أكثر ، لقد تناسى في لحظة شهر العسل المزعوم ما أن سمع بقدومهم من جديد ، هل كان يعلم بوجودها معهم ؟
سمعت كثيراً بأنها تلازمه كظله ، لكنه الآن أصبح زوجاً ، لا يحق لها أن تأتى إلى منزلها وتشاركها فيه بعد أسبوع واحد من زواجها ، سوف تدافع عن حقها فيه ، بل عن كبريائها وكرامتها وليس عنه هو ، فليذهب للجحيم ، ولكن ماذا لو استفزه الأمر؟ ماذا لو كان هو من دعاها للحضور ؟ ألم تخبرها سعدية منذ قليل بعنف ثورته التى يخشاها حتى والده القوى ؟ ربما أهانها أمام الجميع بمن فيهم هذه الساقطة ، ربما انقلب البيت بأكمله رأساً على عقب ، المؤكد هو أن الأمر سينتهى بفضيحة كبيرة تصيبها هى قبل أن تصيب سواها ، عليها أن تتريث وتعيد التفكير من جديد بلا توتر ولا انفعال ، ولكن كيف هذا ، من أين لها بالهدوء ؟

ليست هناك تعليقات