طائفة الشيطان 😈
أيه أكتر مُصيبة ممكن تتخيلها وانت ماشي مع إصحابك بغرض الترفية عن نفسك فقط ؟
إيه أسوء حاجة ممكن تيجي في بالك ؟
بلطجي يثبتك مثلًا , تخيل ألأسوء , تخيل أكتر حاجة مُفجعة هتيجي في بالك , تخيلت ؟
اللي أنا على وشك إني أحكيه , أسوء بكتير من أسوء حاجة جت في بالك .
خليني أستجمع قواي العقلية لفترة وجيزه من الوقت , وأحاول أتماسك نفسي , وأحكيلك بالتفصيل .
الساعة 10 ونص ما قبل منتصف الليل قبل 3 أسابيع بالظبط , في الوقت ده كنت أنا وكام واحد من أصحابي خارجين من سينما قريبة من منطقتنا , وزي أي شباب , فرحانين , وبنضحك , وماشيين براحتنا في الشارع لإن الشارع كان فاضي أصلًا
في وسط كل الكلام ده , حسين إتكلم وعرض فكرة كويسة نوعًا ما وكلنا تقبلناها بإيجابية , وهي إن احنا نروح نقعد في خرابة العربيات اللي موجوده في أخر الشارع , كنوع من الجو الصامت اللي إحنا بنحبه , وفي نفس الوقت , نتصور هناك لإن فيه كام عربية هناك شكلهم لطيف وبيطلع حلو في الصور .
كملنا طريقنا لأخر الشارع , لغاية ما وصلنا للمكان , إحنا كنا متعودين بنيجي هنا كل فترة , لإن احنا بنحب المكان ده , وبيخلقلنا Mood معين إحنا بنحب نعيش فيه .
معدتش خمس دقايق لغاية ما لاقينا صوت ناس ماشية جنبنا , وده شىء عُمره ما حصل هنا , المفاجأه إن كان في صوت ناس كتير , مش واحد , ولا حتى إتنين .
بدأ الموقف يتقلب لما شوفنا شكل الناس اللي سمعنا صوت خطواتهم , هوصفهولك وهتقدر موقفنا
كانوا أكتر من 10 أشخاص بالتقريب , كلهم لبسهم مُوحد , وعبارة عن حاجة زي عباية سودة طويلة وليها "زونط" طويل ومغطي وشهم بالكامل .
بعد المشهد ده , إستخبينا جوا عربية كبيرة , وبدأنا نحاول نبص عليهم من الشباك من غير ما ياخدوا بالهم من وجودنا
ال 10 أشخاص دول بدؤوا ينتشروا في نص العربيات المركونه , بحركة منتظمة , لكنها تبان عشوائية , بعدها بدأت الحركة دي تتحول لدواير بتلف في إنتظام في وقت محدد .
بعدها بدأت تبان إنهم بيلفوا حوالين شخص منهم , بعد ما كل واحد وقف مكانه , بدأ الشخص ده اللي يبان كإنه القائد بتاعهم , يبين وشه .
مقدرش أقول إن وشه كان غريب , هو شاب في العشرينات , ملامحه كانت باينه عليها الجمود , كانت فيه بعض الرسومات اللي باينه على رقبته , وبعض الكلام اللي مش عارف أقرأه من زاويتي .
بدأ الشخص ده يأمر واحد من اللي واقفين حوالين بإنه يجيبله شىء أنا مكنتش أعرف ماهيته , لغاية ما أتضح إنها شنطة سودة كبيرة .
كُنا كلنا قاعدين في العربية بنراقب في صمت , لغاية ما بدأ يفتح الشنطة دي .
علشان يُخرج من الشنطة قطط وكلاب كتير , لكن واضح إنها متبنجة , لإنها مش عارفه تتحرك حركتها الطبيعية .
بصينا لبعض في حالة ذهول , وبدأ الخوف يبان على ملامح كل واحد فينا
بعدها كل اللي كان واقف بدأ ياخد حيوان من اللي كانوا في الشنطة , وبدأوا يدبحوهم , ويشربوا من دمهم !
الشخص اللي كان واقف في الدايرة , بدأ يتكلم .
لقد آتينا إليك بتلك الدماء
فحقق لنا ما وعدتنا به
نحنُ خلفاؤك في الأرض
نحن خلفاؤك في الأرض
يا لوسيفر
نحن جنودك في الأرض
غصب عننا , حصل صوت من واحد في العربية , وده إتسبب في إن كل اللي واقفين بصوا لمصدر الصوت
بدأ واحد منهم يشاور ناحية العربية اللي إحنا فيها
- إجروا
دي الكلمة الوحيدة اللي قدرت أقولها من أول ما شوفتهم واللي لساني قدر ينطقها .
خرجنا من العربية بسرعة , أنا مبصتش ورايا ومحستش بنفسي غير وأنا بعيط , وبجري , وبخرج من الخرابة دي , وخايف أبص ورايا .
بعد فترة من الجري المتواصل , وقفت علشان أعرف رجلي خدتني على فين , وعلشان أدور على أصحابي .
بدأت أتصل بيهم واحد واحد , حسين كان موبايله مقفول , بدأت أتصل بمحمد , رد عليا وهو مش قادر ياخد نفسه , مكانش حد فينا قادر يجمع الكلام , سألته هو فين , وعرفت إنه في مكان قُريب مني , وإتفقنا إن احنا هنتقابل عند بيتي , وسألته على حسين , وإستعجب جدًا إنه مش معايا , قفلت معاه , وإتصلت بآسر , وكان هو الوحيد اللي روح بيته .
روحت قابلت محمد تحت بيتي , وبدأنا ندور على حسين في كل مكان , لغاية ما إتفقنا إن احنا نروح قسم الشرطة , لكن هل هيصدقوا اللي إحنا شوفناه ؟ معرفش
مشينا للقسم اللي قُريب برضو من منطقتنا , وبدأنا نحكي اللي حصل .
ملاحظناش أي علامات إستعجاب على وش الظابط , وقولناله إن فيه واحد مننا ناقص , وهو واضح إنه عارف "الطائفة" دي , وبدأ يقولنا هوريكم صور لأشخاص يمكن تتعرفوا على حد منهم .
قولناله بإن احنا معرفناش نشوف ملامحهم بسبب لبسهم , لكنه بالرغم من كده بدأ يعرض الصور على بصيص من الأمل .
ورانا أول صورة , وهزينا راسنا بالنفي , تاني صورة وكانت نفس رد الفعل , تالت صورة وهي اللي كانت صدمة بالنسبالنا , دي صورة "حسين"
قولناله بتلقائية ده صاحبنا اللي ناقص !
بدأ يبصلنا , وقالنا كالتالي
"وجودكم هناك في نفس وقت وجودهم مكانش مُجرد صُدفة , الشخص دة من أتباع الطائفة دي اللي إحنا بنحاول نتابعهم أثناء الطقوس بتاعتهم من أكتر من 4 شهور و لكن كل مرة بتبان كإن مفيش أي دليل على أي غلط عملوا , لغاية من شهر ما بدأنا نلاقي جثث حيوانات مدبوحة , بعدها الجثث مبقتش حيوانات فقط , لكنها بقت بشر , صاحبكم كان ناوي يقدمكم للطائفة دي علشان يدبحوكم زي ما حصل مع كتير قبلكم !"
مش هقدر أوصف إحساسي في الوقت دة كان عامل إزاي , الظابط خد أقوالنا وأذن لينا بالخروج وإننا نروح .
عدا إسبوع , وإتنين , وتلاتة , لغاية ما عرفت إن "حسين" مات مدبوح في ظروف غامضة !
عرفتوا طبعًا إيه هي الظروف الغامضة اللي "حسين" إتدبح فيها ؟
الكاتب/ Ahmed Hani
التعليقات على الموضوع