إبحث عن موضوع

رواية وحدك حبيبتي الحلقة الرابعه

وحدك حبيبتي... أماني عطاالله

الصفعة

تنفست ليلى الصعداء بعد زيارة الحاج سالم لمنزلهم بالأمس ، كان بصحبته عدداً من الرجال من بينهم ولده ممدوح الذى لم تره حتى هذه اللحظة ، أنها الزيارة التى انتظرتها منذ ما يقرب الثلاثة أشهر ، كادت فيها أن تجن وهى ترى نظرات الريبة والشك فى عيون زملائها وتعليقاتهم اللاذعة أحياناً . وإن كانوا جميعاً وبينهم فؤاد قد أجمعوا على أن الله أنقذها من هذه الزيجة ، إلا أنها شعرت بإحباط شديد واستنكار لم تشعر به من قبل
كيف يرفضها رجل حتى وإن لم يرها ، يا لها من مهانة لن يعادلها أى مكسب آخر ! فهى ليلى التى اعتادت أن يسقط أعتى الرجال وأقساهم تحت أقدامها متيمون ، أيعقل أن يرفضها منحل مثله !!
راحت تترقب التاسع من مارس بصبر نافذ ، أنه اليوم الذى حددوه موعداً لزفافها وهذا الوغد ، أولى أيام تجربتها العظيمة ، وانتصارها الكبير ، سيركع هذا الممدوح تحت قدميها ما أن يراها ، هذا الذى تحدثوا عنه وكأنه الرجل الأوحد ، هذا الذى جعلوا منه أسطورة وحذروها طويلاً كى لا تقترب منها ، ستريهم جميعاً من هى ليلى فاضل ....
الوحيد الذى تشعر بالأسى من أجله هو فؤاد ، فؤاد الذى اضطر للموافقة على هذه الزيجة مرغماً . لم ترغمه الأعمال الكبيرة التى هو بصددها مع الحاج سالم ، ولم يرغمه ضغط كبار البلدة وزعمائها ، بل هى التى أرغمته على الموافقة ، أرغمته عندما أبلغته فى وقاحة بأنها فى حال رفضه ، ستذهب بنفسها إلى منزل الحاج سالم لتخبره بموافقتها على الزواج من ولده ، لقد جن جنونه وصفعها للمرة الأولى فى حياته وفى حياتها هى أيضاً ، لكنه فى النهاية وأمام إصرارها العجيب ، الذى لم يستطع تفسيره ، لم يجد بداً من الاستسلام خوفاً عليها من الفضيحة ، وافق وهو يغمغم فى ألم :
ـ كنت أتمنى أن أقتلك يا ليلى ، ولكن يكفيك عقاباً ما سترينه على يد هذا الوغد
*****
جلست ليلى بثوبها الأبيض وعلى شفتيها ابتسامة رائعة تخفى بها ما يعتمل فى أعماقها من قلق لا حد له ،ها هى اللحظة التى انتظرتها طويلاً قد حانت الآن ، أنها بالفعل ليلة العمر التى ستضع فيها الحروف الأولى لرسالتها ومستقبلها اللامع بإذن الله ، لا يهمها هذه الطريقة البدائية التى تزوجت بها ، ولا هذا العريس الذى لم تره أو يحاول رؤيتها حتى الآن ، ولا كل هؤلاء النساء اللواتى يحدقن فيها بلا توقف منذ جلست على هذه الأريكة ، ظلت الابتسامة على شفتيها ولكل الوجوه ، الحاسدة والشامتة وحتى تلك التى تعض شفتيها حسرة على شبابها وجمالها الذى لن يصونه هذا الفاسق أبداً
تعالت الزغاريد فجأة لتزف العروس إلى عريسها ، رعشة عنيفة بدأت تسرى فى جسدها بلا توقف ، فابتسمت نادية التى تحتضن كفها قائلة :
- هل أنت خائفة ؟
ـ ليس بالضبط
ـ يا إلهى ألا تعترفين بضعفك ولو مرة واحدة !!!
ـ صدقينى يا نادية أنه ليس خوفاً بالمعنى التقليدى ، أنه نوع من القلق والرهبة للموقف الجديد الذى أمسيت فيه
هناك أشياء كثيرة لم أفكر فيها سوى الآن
ـ اسمعينى جيداً يا ليلى ، رغم كل اعتراضاتنا السابقة على هذه الزيجة ، غير أنها الآن قد حدثت بالفعل وأصبحت واقعاً لا مفر منه ، أنت الآن زوجته شرعاً ، نصيحتى لك أن تنسى أمر هذه الرسالة ولا تفكرى سوى فى إنجاح هذا الزواج من أجل حياتك وسعادتك
نظرت إليها ليلى وهتفت مستنكرة :
- ما هذا الذى تقولينه ، هل جننت ؟ لو أردت زواجاً حقيقياً ، لمَ فكرت لحظة واحدة فى هذا المنحل ، يكفى أن تعلمى بأن فؤاد يرفض الحديث معى ، بل امتنع عن رؤيتى منذ حددوا موعد الزفاف وحتى هذه اللحظة
حاولت التحكم فى انفعالاتها قائلة :
- لقد رفض أن يسلمنى إليه الليلة ، بل رفض أن يرانى قائلاً بأنه كان أهون عليه أن يرانى أزف إلى قبرى على أن يرانى أزف إلى هذا الوغد
ربتت نادية على يدها قائلة :
- لا تغضبى يا ليلى ، إن شاء الله سيخلف توقعاتنا جميعاً ، بمن فينا فؤاد ، وسيهدى هذا الرجل على يديك ، لتكونى أوفرنا حظاً وأكثرنا سعادة
غمغمت ليلى فى مزيد من الأمل :
- كم أتمنى هذا ، لتنجح تجربتى وأحصل على الدكتوراة بتقدير امتياز
نهرتها نادية ساخطة :
- أهذا كل ما يشغلك ؟
ـ ولن يشغلنى أكثر من هذا
غمغمت نادية حالمة :
- رأيك هذا سيتبدل حتماً ما أن يقع بصرك عليه ، فهذا الرجل فارس بحق
ضحكت ليلى قائلة :
- تبدين وكأنك متيمة به
ابتسمت نادية ولم تعلق فى نفس اللحظة التى اقتربت منها حماتها وقادتها مبتسمة إلى إحدى الحجرات التى أعدت خصيصاً من أجلها وممدوح ، تعالت الزغاريد والهتافات والأغنيات الشعبية التى لم تفهم ليلى من بعضها شيئاً ، ولم تنجح ابتسامة نادية المشجعة فى التخفيف من حدة التوتر الذى تشعر به ، ولا فى الحد من سرعة نبضاتها ودقات قلبها العنيفة ، توقفن أخيراً أمام إحدى البوابات الشبيهة بتلك التى للمداخل الأسطورية التى قرأت عنها وأحبتها كثيراً فى طفولتها وصباها ، ابتسمت حماتها وهى تفتح أمامها باب الحجرة قائلة :
ـ أدخلى بقدمك اليمنى يا ليلى
ضحكت ليلى وهى تلبى ما طلبته منها ، أخيراً تفرق الحضور وبقيت ليلى وحدها مع حماتها التى راحت تقودها فى الغرفة الواسعة ومرافقها فى زهو تستحقه بالفعل ، لقد كانت الحجرة بكل ما تحتويه من غرفة للنوم وأخرى للجلوس بالإضافة أيضاً لهذه المنضدة الصغيرة والكراسى المحيطة بها متناسقة تماماً ، حتى أن ليلى شعرت بأنها انتقلت فجأة من القرية بكل بدائيتها إلى المدينة وحداثتها ، فلم تتردد عندما سألتها حماتها عن رأيها فيما حولها بل هتفت بسرعة :
- رائعة
جذبتها المرأة فى سعادة قائلة :
- تعالى لتر بقية المرافق
كانت هذه المرافق عبارة عن حمام فسيح تناسقت ألوان محتوياته جميعها فى تناغم تام ، يقابله فى الجهة الأخرى مطبخ يبدو صغير جداً بالنسبة للغرفة والحمام ، فعلقت المرأة مبتسمة وهى ترى دهشة ليلى :
ـ هذا المطبخ للوجبات السريعة فقط ، أو لإعداد المشروبات فى الأوقات التى لا تريدين فيها أن يزعجك أحد.. أما إعداد الطعام فسوف يكون فى المطبخ الكبير

تجاهلت ليلى المكر الذى يطل من عبارتها قائلة :
- هل أتيتم بمهندس للديكور ؟
أجابتها المرأة فى حماس :
ـ أنه أشرف صديق ممدوح الألصق من الأخ ، أنه يعمل مهندساً للديكور فى الأسكندرية ، لقد رتب كل شئ ، بل ذهب بنفسه مع ممدوح لشراء الأثاث والمفروشات من أكبر المعارض فى القاهرة
غمغمت ليلى بصوت منخفض :
- حمداً لله أن له أصدقاء من الرجال
نظرت إليها المرأة بدهشة قائلة :
- أتقولين شيئاً يا ليلى ؟
ـ أصوات الفرق الموسيقية صاخبة جداً ، هل ستبقى لوقت متأخر ؟
ـ حتى الصباح فقط ، لقد كان الحاج يريدها أن تستمر سبعة أيام وليال لولا أن ممدوح رفض ذلك
جلست ليلى على حافة الفراش تستمع فى صبر نافذ إلى حماتها التى بدأت تقدم لها بعض النصائح والإرشادات التى ستساعدها على تحقيق السعادة الزوجية كما زعمت :
ـ اسمعينى جيداً يابنتى ، إن أردت أن تكونى سعيدة مع زوجك ، عليك أولاً أن تنسى كل ما سمعته عنه ، لكل رجل ماض يابنتى ، فلا تدع هذا الماضى يؤثر على المستقبل
غمغمت ليلى :
- تأكدى من أننى سأبذل كل جهدى لإنجاح هذه التجربة ، أقصد هذا الزواج
ـ دعيه يجد عندك يا ليلى مالا يستطيع إيجاده عند امرأة أخرى ، عندى إحساس قوى بأنه سيحبك من الليلة الأولى ، وأنت أيضاً كذلك ، فأصدقائه يطلقون عليه ساحر النساء
نظرت ليلى إلى المرأة فى امتعاض وهى تجاهد كى تتجنب النظر إلى هذا الجدار الذى وضع فوقه عشرات الصور لممدوح فى مشاهد مختلفة ، وكلما وقعت أنظارها على إحداها مرغمة تذكرت قول نادية لها ، أنه نصفك الآخر يا ليلى
تابعت المرأة حديثها قائلة :
- ممدوح عطوف جداً وطيب القلب ، لكنه فى ثورته لا يستطيع أحد أن يوقفه ، ممدوح لا يحب أن يستفزه أحد ، لا تثيريه يا ليلى حتى لا يغضب عليك ، بل كونى وديعة ومطيعة له بقدر استطاعتك
ابتسمت ليلى ساخرة ، لمَ لا تقول هذه المرأة بأن هذا الأبله يريد أن يعيد عصر الحريم من جديد ، من يظن ذاته ، شهريار أم هارون الرشيد ! وهذه المرأة الحمقاء التى جاءت لتقدم لها النصيحة ، ألم تقدم له هى كل التضحيات التى تتحدث عنها وربما أكثر منها ، وبرغم كل ذلك فقد انحرف ، بل لأجل كل ذلك انحرف ، ربما لو كانت أكثر قسوة معه لكان هو أفضل حالاً
ـ ليلى ، لمَ لاتقولين شيئاً ؟
ـ أنا أستمع إليك
فجأة تحولت نبرة المرأة إلى الاستعطاف قائلة :
- من أجلى يا ليلى .. كونى صبورة على ممدوح وتحمليه بصدر رحب ، إذا حصلت على قلبه ستكونين أسعد امرأة فى العالم
تأملتها ليلى فى بعض الشفقة ، كان واضحاً بأن هذه المرأة تعشق وحيدها جد ا ، وكل همها إسعاده مهما بلغت التضحيات ، حتى وإن كانت قرابين بشرية .. غمغمت ليلى وهى تربت على يدها مبتسمة :
ـ اطمئنى يا خالتى ، تأكدى أننى سأبذل قصارى جهدى
ثم أردفت وهى تتذكر رسالتها العلمية والدكتوراه :
ـ هذا الأمر يهمنى ربما أكثرمنك ، كل ما أحتاج إليه هو دعواتك لى بالتوفيق
رفعت المرأة عينيها إلى السماء فى دعاء صامت قبل أن تنهض قائلة :
ـ سأتركك الآن يا ليلى ، لابد أن الجميع يسألون عن أم العريس
ما أن ذهبت المرأة حتى راحت ليلى تتأمل ما حولها قبل أن تحدث نفهسا قائلة :
ـ يمكننى الآن بسهولة أن أعدد أسباباً قوية لانحراف هذا المجرم ، أولها هذا الثراء الفاحش الذى يطل من كل شئ حولها ، ثم التدليل المفرط من قبل والدته ، فحديث هذه المرأة البلهاء له يحمل الكثير من المعززات الخفية المباشرة التى تدعم انحرافه بلا شك ...........
تلفتت تنظر حولها وكأنها تخشى وجود من يرقبها .. قبل أن تتجه لتلبية هذه الرغبة الملحة التى تدفعها دفعاً نحو رؤية ذلك الجدار .. الذى ربما كان الركن الوحيد الذى افتقد إلى البساطة وهو يزخر بكل هذه الصور له ، غمغمت فى انبهار لم تستطع أن تنكره .. رياضى .. وسيم .. أنيق .. ربما فى مقوماته الشخصية ، سبباً آخر قوى لانحرافه
راحت تنقل عينيها من صورة إلى أخرى وهى تحدث نفسها بلا وعى ، كم يبدو وسيماً فى هذه الصورة ، وفى هذه الصورة يبدو خفيف الظل ، وهذه تعلن عن لياقة جسدية عالية ، وهذه ........
هزت رأسها فجأة بعنف وهم تهتف ساخطة ، ما هذا الذى أقوله ! لم يكن ينقص هذا المتعجرف سوى أن يصوروه نائماً ، هذه الصور إن كانت تعبر عن شئ فهو الغرور ، الغرور المفرط والثقة الزائدة التى يجب أن تخلصه منها .
اتجهت إلى المرآة وكأنها تبحث عن يقين لمَ تقول ، عن ثقة أخبرتها نادية بأنها ستفقدها ما أن تراه ، لكن نادية حمقاء بلا شك ، ربما لم تعرفها بعد جيداً ، فصداقتهما ما زالت فى عامها الأول ........
طرقات خفيفة على باب الحجرة جعلتها ترتعد ، أيعقل أن يكون هو ، محال أن يكون بهذه اللباقة والتهذيب ، اتجهت بخطوات جاهدت لتبدو ثابتة وهى تفتح باب الحجرة فى ترقب ......
طالعتها فتاة فى حوالى السادسة عشر من عمرها على الأكثر ، تحمل بين يديها صينية طعام تصلح لإطعام عائلة كبيرة وليس فردين فقط ، ما أن رأتها الفتاة حتى اتسعت ابتسامتها وهى تهلل قائلة :
ـ يا إلهى أنت جميلة جداً يا سيدتى وسيدى ممدوح يعشق النساء الجميلات
ابتسمت ليلى فى مرارة وهى تفسح لها الطريق قائلة :
- ربما هن من يعشقنه يا ...... ما اسمك ؟
أجابتها الفتاة فى سعادة :
- خادمتك سعدية ، يسعدنى أن ألبى كل ما تطلبينه منى ، فأنت عروسة الغالى التى انتظرناها طويلاً
ـ يبدو أنك تحبين سيدك ممدوح جداً يا سعدية
ـ طبعاً ، كل من يعرفه عن قرب يحبه مثلى وأكثر ، فوجهه كالبدر ، وخفيف الظل ، متواضع القلب وكريم فى عطاءه جداً و .......
قاطعها صوت والدته وهى تنادى عليها من الخارج ، فصاحت الفتاة بصوت أعلى :
ـ حسناً يا سيدتى أنى قادمة
أسرعت إلى باب الحجرة على عجل ، وما أن تخطت عتبته حتى عادت إلى ليلى قائلة :
ـ عذراً يا سيدتى ، أتريدين شيئاً قبل أن أنصرف ؟
ابتسمت ليلى قائلة :
- أشكرك يا سعدية ، عندما أريد شيئاً لن أطلبه سوى منك
ـ سأكون سعيدة جداً يا سيدتى
انصرفت الفتاة عدواً بينما ليلى ترقبها فى رثاء ، ما هى إلا نموذجاً آخر من نماذج اضطهاد الأنثى التى لا تنتهى ، خاصة فى هذه القرية اللعينة ، ولكن ربما هى هكذا أسعد حالاً مما لو كانت قد سجنت فى بيت أحد القرويين لتعمل فيه خادمة بلا أجر، وتنجب له الأبناء .. كل عام واحداً تلو الآخركما تفعل البهائم

اقتربت عقارب الساعة من العاشرة مساء ، كان ينبغى أن تكون فى فراشها الآن ، تنهدت بعمق وهى تلقى بنفسها فوق أحد المقاعد الوثيرة قبل أن تترك لأفكارها العنان من جديد ، كم تشتاق لمواجهة هذا المجرم بقدر ما تقلق منها ، عادت تنظر إلى الساعة من جديد ، ها هى قد اقتربت من العاشرة والنصف ، لماذا يمضى الوقت بطيئاً هكذا ؟ انشغلت بعد الدقائق حتى بلغت الحادية عشر ، هتفت ساخطة : محال أن يكون هذا الوغد من لحم ودم مثل بقية البشر ، كيف لم يحرقه الشوق لرؤيتها كل هذا الوقت ؟ لقد مضى أكثر من شهر ونصف منذ زيارته لمنزلها مع والده لتحديد موعداً للزفاف ، لم يحاول بعدها زيارتهم ولو مرة واحدة ، ترى ما هى أفكاره عن شريكة حياته ؟ هل تزوجها بالفعل مرغماً كما يقال ؟
هل هو حقاً من أرسل كل هذه الهدايا التى قدمتها والدته لها وزعمت بأنها منه ؟ أم أن المرأة قد اختلقت هذه الأكذوبة لتقرب المسافات بينهما ؟ كل ما يفعله حتى الآن يرجح الاحتمال الأخير
اقتربت عقارب الساعة من الثانية عشر ، كادت تجن وهى تغمغم :

" يا له من تافه ، مستهتر ، لا يقم وزناً لأى شئ . هل تسرعت بقبولها هذه الزيجة ؟ هل كانوا جميعاً على حق ؟ هل أى رجل آخر كان أفضل كثيراً من هذا الممدوح الذى لم يعبأ بها ؟ "
عضت على شفتيها وهى تكاد تبكى غيظاً .. سيكون انتقامها منه شديد بالتأكيد ..... أنه يستحق القتل
*****

ليست هناك تعليقات