إبحث عن موضوع

رواية صغيره سرقت قلبي❤ الحلقة التاسعة و الاخيرة

الفصل التاسع
(الأخير)

أخذ نفس عميق ثم نظر لها نظرة تحمل الكثير من الألم فهو يعلم جيداً أنه ليس بينها وبين ذلك المدعو الذى أسمه (أدهم) شئ لسبب بسيط للغاية أنه منذ يومان تقابل معه صدفة فى مطعم كان يتناول فيه طعام العشاء وهو يفكر كيف يستميل قلب (رقية) مجدداً وحين رأى (أدهم) جالس على الطاولة المقابلة له شعر بأن عليه أن يشكره لما فعله من أجل حبيبته وأخبره أن احتاج شئ ما عليه أن لا يتردد فى طلبه منه فهو مدين له بالكثير وفى النهاية وقعت عينان (منصف) على تلك الفتاة التى تجلس معه فأخبره (أدهم) أنها ابنة خالته وخطبتهم ستكون قريباً ٠٠
شعرت (رقية) بالأرتباك من نظراته تلك لذا حاولت أن تنظر للشرفة لكنه أمسك رسغها وادارها له وقال
-عاوزة اقولك ع حكاية بس اسمعيها بقلبك وأنا راضى بقرارك مهما كان يا (رقية) بس ادى نفسك فرصة ومتجاوبيش إلا لما تفكرى كويس
نظرت ليده الممسكة بها ثم قالت
-اتكلم من غير لمس
ابتسم قليلاً عليها ثم ترك معصم يدها وبدء فى قول
-أنا اول مرة شفتك كان تانى يوم ليكى فى الدنيا شيلتك وأنتى صغيرة بين إيدى ساعتها حسيت احساس محستوش قبل كده يمكن غريب وميتصدقش بس شعورى ناحيتك بدء بمجرد عند من طفل لابو البنت لما كان غيران أنه ماسكها وبقول عليها جميلة زى مراته منكرش أن مامتك صورة جميلة اتمنت الاقى شبهها وعلقت نفسى أنك شبه (آسيا) فلازم تكونى حبيبتى كبرت كل يوم عن يوم وأنا بشوفك بتشبيهها شكلاً بس الشخصية مختلفة تماماً كنت بشوفك دايماً فى كل مناسبة شقية بتخطفى الأضواء من أى حد جنبك كان ليكى شخصية مميزة خطفت قلبى يوم عن يوم مبقاش مجرد وعد ولا عهد خدته ع نفسى أنك تبقى ليا لا ده بقى حب وأنا بشوفك بتكبرى قدام عينيا كنتى طفلة ومازالتى طفلة بتصرفاتك بس أنا عارف ومقدر أنك برده أنثى جميلة مش مجرد طفلة بس كنت دايماً معاكى فى كل خطوة كصديق وكاتم لأصرارك حاولت كتير ابنى علاقتى مع والداك بطريقة صح عشان ميرفضنيش ومحاولتش اتخطى حدودى معاكى لأنى بخاف عليكى من نفسى ومع ذلك عمرى ما قولتلك أنى بحبك إلا من سنة لما ابتديت احس أنك كبرتى ونفسك تحبى وتتحبى مقدرتش أمسك لسانى عشان كده قولتلك اصل مش هستنى لما تضيعى منى
ثم اخرج من جيب بنطاله هاتفه وفتحه على إلبوم للصور ثم اعطى الهاتف لها وقال
-بصى كده
أخذت منه الهاتف وهى متوترة ولكنها نظرت له ووجدت صور لها فى كل عيد مولد لها وفى كل مناسبة كانت تجمعهما سوياً منذ السنة الأولى فى حياتها حتى رحلة الأسكندرية فقد صورها صور عدة وهى على الشاطئ دون أن تشعر ابتسم وهو يرى معالم وجهها تتغير ورغم أنه لا يتضح ما تشعر به ولكنه شعر بفرحة قلبها ونبضه يزداد ثم تابع
-أنتى فى حياتى يا (رقية) مش إنثى عادية أنتى كتاب مفتوح بفهمك من نظرة بعرف من رعشة صوتك أنك كدابة بعرف من عينك اذا كنتى فرحانة ولا زعلانة ولو حاولتى تخبى عليا ووشك مبناش عليه قلبك بيقولى أنتى حاسة بأيه ٠٠ قبل سنة كان ليا علاقات طيارى مع بنات كنت بحاول اقنع نفسى اننا مننفعش لبعض أو مش ده الأوان أننا نكون مع بعض بس كان كل واحدة بكلمها فيها منك صفة عشان تفكرنى بيكى ومنسكيش لحظة واحدة بس يوم ما قولتلك عاهدت نفسى أنى مكلمش ولا واحدة منهم رغم رفضك ليا بس رفضك ده فوقنى حسسنى أنى مينفعش ابقى مع غيرك وأنى مش هستحمل تبقى لغيرى كتمت كل اسرارك وافقتك ع الغلط عشان متخافيش منى وترجعيلى وقت ما تحتاجينى ٠٠ غلطت بعترف أنى غلطت فى حقك كتير الفترة الأخيرة غلطت فى اسلوبى معاكى غلطت لما حاولت احط (داليدا) مكانك بس بسببك بسبب تصرفاتك ال 18 سنة اللى قضتهم هيمان بيكى ميشفعوش فى غلطة أنتى سبب فيها ؟! 
صمتت (رقية) لعجزها عن الرد عليه فكل كلمة قالها مست قلبها فهو يحبها بعدد أيام عمرها هو يعرفها أكثر من نفسها رمشت بعينيها قليلاً فابتسم هو عليها وهو يعرف انه قد مس قلبها فتابع
-مش مستنى منك رد يا (رقية) ٠٠ بس عندى ثقة أنك بأذن الله هتبقى ليا ٠٠ هسيبك تفكرى ع اقل من مهلك وعاوزك تتأكدى من حاجة أنا بتعلم من أخطائى واللى حصل أكدلى أن مفيش بنت فى الدنيا هتاخد مكانك فى قلبى
ثم تركها ورحل بعد أن جعل افكارها مضطربة وعقلها مشتت وقلبها ينبض ٠٠
*******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ذهبت (رقية) إلى الجامعة ودلفت لقاعة المحاضرات وجدت (زينة) تجلس على المقعد الذى بالصف الاول فذهبت تجاهها فلم تبدء المحاضرة بعد جلست بجوارها وشعرت بالسعادة تقفز من عينان (زينة) فنظرت لها وقالت
-شكلك مبسوط اووى !
ابتسمت (زينة) لتجيبها
-فاكرة الشاب اللى حكتلك عنه جاه اتقدم ليا وصليت صلاة استخارة وحسيت انى مطمنة وإن شاء الله الخطوبة هتبقى فى اقرب وقت
شعرت (رقية) بالسعادة من أجل صديقتها وفكرت فى نفسها لما لا تفعل مثلها وتصلى استخارة فهى مترددة وخائفة فى موضوع (منصف) ٠٠
انتهى يومها بالجامعة وقررت أن تذهب إلى المنزل وفى المساء قررت أن تصلى الأستخارة فى موافقتها على زواجها من (منصف) ظلت على ذلك الحال ثلاثة أيام ولم يكن هذا إلا يزيدها اطمئناناً وسعادة لذا قررت أن ترى (منصف) كى تخبره بموافقتها ولكنها لم تكن تعلم كيف عليها أن تقول له ذلك فى النهاية قررت الذهاب إلى العيادة الخاصة به وتنتظره حين ينتهى من عمله وتتحدث معه ٠٠
أرتدت فستان لونه سيمون يتوسطه حزام لونه أسود حجابها كان باللون الأسود أيضا نظرت لنفسها بالمرآة وهى تحاول أن ترى إن كانت تبدو جميلة أم لا ابتسمت ابتسامة خفيفة زينت شفتاها ثم أخذت نفس عميق وإلتقطت حقيبتها من أعلى المقعد المقابل لطاولة الزينة وهبطت بالأسفل ثم طلبت من السائق أن يوصلها للعيادة الخاصة ب (منصف) ٠٠
وصلت إلى العيادة وجدت السكرتيرة الخاصة به فى الخارج تذكرت حين كانت تعمل مكانها فأبتسمت قليلاً فى تلك اللحظة خرج (منصف) من غرفة الكشف مع أخر حالة قد فحصها ونظر للسكرتيرة ليقول
-دى كانت آخر ٠٠
توقف عن إكمال حديثه حين رأى (رقية) التى ابتسمت له تلك البسمة التى رأها على وجهها لم تكن تتضح على وجنتها فقط بل فى عينيها وفى قلبها حتى قاطعت السكرتيرة تلك النظرات التى كانت بينهم حين قالت ل (منصف)
-فعلاً يا دوك كانت آخر حالة ٠٠ تسمحلى اروح ولا فى حاجة تانية عاوزها منى ؟
هز رأسه نافياً وأجابها بهدوء
-تقدرى تمشى أنتى دلوقتى
لملمت السكرتيرة اشيائها وغادرت العيادة بينما نظر (منصف) إلى (رقية) ليقول
-فى حاجة ؟! أنتى كويسة ؟!
هزت رأسها بالإيجاب ثم نظرت فى عينيه فلك تستطع الصمود أكثر من ثوان لذا نظرت لأسفل ثم قالت
-أنا ٠٠ أنت أكيد مستغرب أنا جاية ليه ؟!
هز رأسه موافقاً على مضض ولكنه قال
-ي٠٠ يعنى بس مستنى اسمع منك
فركت (رقية) كفاى يدها بعضهم ببعض ثم زمت شفتاها ونظرت لأسفل ظلت هكذا لبضع ثوان كان يراقبها (منصف) حتى بدئت البسمة تلوح على شفتاه ومن غيره يفهمها دون أن تتحدث حتى يكفى النظر لمعالم وجهها لذا اقترب منها وقال بهدوء
-طب يلا عشان اوصلك
اتسعت عيناها ثم نظرت له لتقول
-لا لا أنا عاوزك فى موضوع بس كل الكلام طار بحاول ارتب افكارى ٠٠ وبعدين السواق تحت مستنينى و ٠٠ ارجوك ادينى فرصة عشان ٠٠
لم تستطع تكملة حديثها فضحك عليها واقترب منها أكثر ليقول
-متهيئلى نكتب الكتاب ع طول ٠٠ احنا مش لسه هندرس أخلاق بعض
رفعت عينيها لوجهه وهى مصدومة كيف علم بما ستقوله ابتلعت ريقها ثم قالت
-هو شكلى باين عليا اووى كده ؟!
-ليا أنا بس 
-يعنى ايه ؟!
-قولتلك أنك كتاب مفتوح ليا أنا وبس
ابتسمت قليلاً وصمتت لتنظر فى وجهه نظرات صامتة حتى قالت أخيراً
-بس ليا طلب عندك
نظر لها بإهتمام فقالت
-أنا ٠٠ أنا حقيقى حقيقى خايفة موضوع (داليدا) يتكرر قدام
-أنتى مينفعش يا (رقية) تقارنى نفسك ب (داليدا) أو غيرها ٠٠ خصوصاً وأنتى عارفة من زمان أنى محبتش غيرك 
-بس ٠٠
-بس بقول تمشى حضرتك من قدامى دلوقتي عشان ثانية كمان وهاخدك جو حضنى وهتبقى أنتى السبب
اتسعت عينان (رقية) من الصدمة ولكنها فرت هاربة من أمامه مما جعله يضحك كثيراً عليها ثم قال بصوت خافت
-هو أنا المفروض استناها لما تخلص جامعتها كمان ٠٠ لا ده أنا بشر وليا طاقة يعنى
*****************
مر شهر بأكمله كان قد اتفق (منصف) مع (يونس) على أن الزفاف سيكون فى نهاية ذلك العام الدراسى بعد إلحاح شديد من (منصف) فى النهاية رضخ (يونس) لرغبته ٠٠
بعد أن انتهت (رقية) من إمتحانها الأخير شعرت بسعادة كبيرة ثم اخرجت هاتفها لتتفقده فدوماً (منصف) يتصل بها بعد نهاية كل إمتحان منذ آن كانت صغيرة نظرت للهاتف منتظرة مكالمته ولكنها أغمضت عينيها بسعادة كيف لم تشعر بحبه وخوفه وحنانه قبل الفترة الأخيرة تلك فماذا ستريد أى فتاة غير رجل يهتم بها ويفهمها من نظرة عينيها ويشعر بالخوف عليها ويكون بجانبها وقت أن تحتاجه وهى تفتح عينيها لتعيد النظر فى هاتفها اشتمت رائحة عطره فوضعت يدها على جبهتها ثم قالت
-هو أيه يا (رقية) دا ٠٠ حالتك بقت صعبة جداً بقيتى تشمى ريحته فى كل مكان
ابتسم (منصف) الذى يقف خلفها وقال بنبرة هادئة
-لا وبتسمعى صوتى كمان
انتفضت (رقية) فى رعب فضحك هو عليها كثيراً إلتفت له وعينيها لا تنبئ بخير فأبتلع ريقه ثم قال
 -إنا جاى اطمن عليكى بس وع امتحانك و٠٠
توقف عن الحديث حين رأى على وجهها بسمة زينت شفتاها فنظر لها بعدم فهم فأجابته
-كان وحشنى صوتك وشكلك ٠٠ أنت وحشتنى يا (منصف) ٠٠ مبسوطة أنك جيت بجد ومش تهيئات
ابتسم عليها ثم قال
-وكمان اسبوع هتبقى فى بيتى
نظرت لأسفل وهى تشعر بالخجل ولكنها تذكرت شئ ما فقالت
-كنت هعدى عليك بليل فى العيادة
-خير
فتحت حقيبتها ثم أخرجت له إلبوم به عدة تصاميم حتى ينتقى بذلة لزفافهم فقطب جبينه
-مانا وريتك البدلة اللى جبتها ٠٠ ايه لازمته الالبوم ده
-وأنا قولتلك مش عجبانى ٠٠ بليييييز يا مو نقى واحدة من أول تلاتة
أخذ منها الألبوم ونظر على أول ثلاثة تصاميم ثم قال
-ماشى يا ستى اللى فى النص
-زوقك يجنن يا مو
ثم تأبطت ذراعه وسئلته
-هتلبسها بجد
-هلبسها بجد
شعرت بسعادة كبيرة ثم استمعت لصوت هاتفها فزفرت بضيق
-السواق جاه
ابتسم على منظرها ذاك ثم قال
-اومال فين صاحبتك ؟!
عقدت حاجبيها بضيق ثم قالت بتذمر
-وأنت مالك بصاحبتى اصلاً ٠٠ بتسئل عليها ليه ؟!
-ع٠٠ عادى بجد أنا بس ٠٠ بشوفها ع طول معاكى فاستغربت أنها مش معاكى و ٠٠
-هى متجوزة ع فكرة
-متجوزة !!
عضت (رقية) شفتاها ثم قالت
-اه ٠٠ مكتوب كتابها ع زميل لينا هنا وخرجوا سوا بعد الامتحان ٠٠ تحب اقولك هما فين عشان تطمن عليها
ابتسم على جنونها ذلك ثم قال
-مين يصدق أن روكا تحبنى ٠٠ وتغير عليا كمان ٠٠ أنا حاسس أن كل ده حلم ٠٠ أنا مهما اقول ع شعورى ناحيتك مش هعرف اوصف ٠٠ أنتى حتة منى يا (رقية)
ابتسمت (رقية) ونظرت فى عينيه ثم قالت
-مش هسمحلك اصلاً تبص لغيرى
-موافق جداً
-طب يلا امشى أنا هخرج بارة للسواق ٠٠ هبقى اكلمك لما اروح إن شاء الله ٠٠ وهكلم الأتيليه يحجزوا ليك البدلة
ثم لوحت له بيدها اليمنى وهى تركض نحو خارج الجامعة فهز رأسه بآسى وردد قائلاً
-بحبها ٠٠
*******************
مرت الأيام سريعاً ليأتى يوم زفافهم كانت (زينة) مع (رقية) فى صالون التزيين وجدتها (زينة) متوترة كثيراً فنظرت لها بأندهاش
- اومال لو مكنتيش عارفاه بأيام عمرك كنتى هتبقى عاملة ازاى ؟!
ضحكت (رقية) كثيراً ثم قالت
-مش عارفة حقيقى ٠٠ أنا مش خايفة منه اصلاً ولا خايفة من شئ بس احساس أنى هبعد عن ماما وبابا وهيبقى ليا حياة مستقلة ودراسة مخلينى خايفة طبعا
-طب مكتبتوش ليه كتابكم زينا ؟
-عشان أنا بحبه وموافقة جداً مش مضايقة من جوازنا ٠٠ أنا و (منصف) نعرف بعض من زمان ومفيش سبب للتأجيل غيرك أنتى و (يوسف) ممكن تكونوا محتاجين تفهموا بعض أكتر إنما أنا و (منصف) فاهمين بعض كويس وعارفين بعض كويس ٠٠ ده غير أن بابى هيعملنا حذر تجول جامد فكده احسن
ضحكت (زينة) عليها كثيراً حتى انتهت مصففة الشعر من شعرها ووضعت عليه الحجاب مر الوقت سريعاً وبعد أن انتهت من لف الحجاب نظرت (رقية) لنفسها بالمرآة وهى تشعر بالرضا عن نفسها وبعد خمس دقائق كان (منصف) قد وصل وهو يحمل باقة من الورود حين دخل وجدها تقف أمام عينيه بفستان الزفاف شعر  بأزدياد فى عدد دقات قلبه اقترب منها وهو يتأمل ملامحها نظرت فى عينيه هى أيضاً ثم أخذت منه باقة الورود واشتمت رائحتها وهى تنظر له بطرف عينيها فأبتسم عليها ثم مال على أذنيها ليقول
-انتى فعلاً اجمل بنت فى الدنيا
اقتربت منه وتأبطت ذراعه
-أنا قولتلك قبل كده أنى بحبك
ابتسم ونظر فى عينيها ولكنه امسك كف يدها الذى تتأبط هى ذراعه وسارا سويا ًنحو الخارج ٠٠
وصلوا إلى القاعة هناك وتم عقد القران وبعد أن انتهى الشيخ من الدعاء لهما اقتربت (رقية) من (منصف) وسحبته من يده فنهض معها من مقعده حتى وصلوا إلى ساحة الرقص نامت على كتفاه لترقص معه ابتسم (منصف) عليها وبادلها العناق وبدء أن يرقص معها ٠٠
بينما رمق (يونس) (رقية) بنظرة غاضبة فأتت (آسيا) لتقف بجواره وحدثته
-مالك ؟
-شايفة عمايل بنتك ؟! ٠٠ مش لازم الناس كلها تعرف انها هتموت عليه يعنى
ضحكت (آسيا) كثيراً عليه ثم قالت
-بنتك طالعة مجنونة زيك ٠٠ اعملها ايه ؟
-لا يا شيخة
هزت رأسها بالإيجاب فأمسك يدها ليرقص بجوار ابنته فحاولت (آسيا) أن تتملص من يده وهى تقول
-بس بلاش جنان يا (يونس) ٠٠ الناس و ٠٠
لكنهم كانا قد وصلا لقاعة الرقص ووضع يده على خصرها كى يبدء بالرقص معها فوافقته ورقصت معه فقال
-بقى أنا مجنون زى البت دى
هزت رأسها نافية فابتسم هو ولكن توقف عن الابتسام حين قالت
-هى اللى مجنونة زيك
فرمقها بنظرة غاضبة مصطنعة بينما نظر (منصف) لحبيبته وجدها مازالت نائمة على صدره مغمضة العينان فأبتسم عليها وقال
-واضح أن بابكى غيران فجاه يعيد يوم فرحه مع مامتك
فتحت (رقية) عينيها وضحكت على والداها ولكنها قالت
-بابى يعمل اللى عاوزه
-وأنا قلت حاجة يا باشا ٠٠ 
ثم نظر فى عينيها البندقية وقال
-عندى احساس أن النهاردة ده حلم أو مش حقيقة أو مجرد خيال 
التسمت ثم قرصته من وجنته وقالت
-طب وكده ؟!
-خايف اصدق
-لا صدق ٠٠ أنا وأنت بقينا لبعض أخيراً
-مش عارف حاسس أنى من الصدمة والفرحة هقع من طولى
ضحكت عليه كثيراً ثم نظرت لجميع المدعوين وجدت خالتها مع زوجها وخالها مع زوجته وخال زوجها مع زوجته تنهدت قليلاً ثم قالت
-تعرف كل واحد فيهم هنا كان ليه قصة حب كنت فاكرة أن عمرى ما هيكون ليا قصة حب زيهم كده
ثم نظرت داخل عينيه وقالت
-لحد ما حبينا بعض وعرفت أن قصتنا احلى قصة حب وأنت احسن راجل فى الدنيا ومكنش ينفع احب غيرك
نظر لها مبتسماً ثم قام بحملها فجاءة فصرخت هى بخوف وقالت
-أنت بتعمل ايه ؟!
فتقدم نحو المقعد المخصص لهما وقال
-متقلقيش هنروح نقعد شوية
فاحمر وجهها قليلاً وهزت رأسها بأسى على جنونه ذلك ظلوا جالسين سوياً ويرقصون فى اوقات اخرى حتى انتهى حفل الزفاف ووصلوا إلى المنزل الخاص بهم لم تراه (رقية) من قبل فقد أخبرته ان يفرش شقتهم كما يريد فلم يكن أمامهم متسع من الوقت وهى كانت مشغولة بأمتحانتها أيضاً ظلت تنظر للشفقة وهى تشعر بسعادة كبيرة فقد كانت ألوانها هادئة كما تحب هى بلون القهوة باللبن ودخلت غرفة النوم وجدت صورة كبيرة لها معلقة اعلى فراشها ولون الغرفة بنفسج فاتح للغاية شعرت بسعادة كبيرة وهى ترى اثاث الغرفة فهو يفهم ذوقها حتى وأن لم تقله له فركضت نحوه واحتضنته بشدة وقالت
-بحبك اوووووووى يا مو
ابتسم عليها كثيراً وبادلها الأحتضان ثم قال
-بفهمك من نظرة عينيك اصلاً بعرف اللون إللى يعجبك من اللى ميعجبكيش
ابتسمت كثيراً ثم سئلته برقة
-هتفضل طول عمرك كده مجنون (رقية) كده ؟!
-لا أنا قلبى ميستحملش الرقة دى كلها
ابتسمت عليه ثم امسكت كف يده وقالت
-ممكن تستنانى هنا عقبال ما ابدل لبسى واجى اكل عشان جعانة اوى مكلتش من الصبح
رد عليها هائماً
-طبعاً
ابتسمت قليلاً ثم دخلت الغرفة وبدلت ملابسها وارتدت ّ(بيجاما خفيف مكونة من قطعتين برمودا قصير و تى شيرت بنصف ذراع) ابتسم حين رائها قادمة نحوه ثم قال بخبث
-اومال فين الفستان اللى كنتى لبساه فى اسكندرية
تغيرت ملامح (رقية) لضيق واضح فقد تذكرت (باسل) وكيف تحرش بها بسبب ذلك الفستان علم (منصف) ما جال بخاطرها فعض شفتاه آسفاً على ما تفوه به ثم قال
-ا٠٠ أنا آسف يا روكا مكنش قصدى و ٠٠
اقتربت منه وجلست بجوار وأمسكت يده ثم قالت
-أنت غيره ٠٠ أنا عارفة أنك غيره ٠٠ بس ارجوك متفكرنيش بأى حاجة (رقية) بتاعت زمان انساها
-انساها ازاى ؟! ٠٠ أنتى فى قلبى يا (رقية) زمان ودلوقتى
-حتى وانا وحشة ؟
-مكنتيش وحشة ٠٠ أنتى بس كنتى طايشة وبرده بحبك
نامت على كتفه الأيمن ثم قالت
-اكلنى بقى
-أاكلك ؟!
-أيوة ٠٠ الاكل قدامك اهو اكلنى ٠٠ مش أتت بتتعامل معايا ع اساس أنى طفلة الطفلة بيأكلوها
هز رأسه بآسى وبدء يطعمها فى فمها حتى انتهوا من تناول الطعام سوياً فنظرت له وقالت
-تحب نخلف كم مرة إن شاء الله ؟!
-انت بحب الأطفال كتييير يعنى نفسى اخلف 4
-امممم ماشى موافقة
ضحك عليها كثيراً ثم قال وهو يقترب منها
-فى أمنية ليكى تانية النهاردة ؟!
شعرت بالخجل وابتعدت عنه ثم قالت
-ا٠٠ اه نقوم نصلى بقى
ابتعد (منصف) عنها قليلاً ثم قال
-وماله ؟! ٠٠ نصلى
ركضت (رقية) من أمامه وذهبت للحمام لتتوضئ وارتدى هو بنطال لونه رمادى وتى شيرت ابيض وتوضئ هو الاخر ثم بدئوا فى الصلاة سوياً وبعد أن انتهوا إلتف لينظر فى عينيها وهو مازال جالساً على الأرضية شعرت هى بالخجل فأزال عنها حجاب رأسها ثم امسك خصلات شعرها وقال
-مش عاوزك تقصى شعرك تانى
هزت رأسها بالإيجاب وقالت
-ح٠٠ حاضر
ابتسم عليها ثم نهض عن مكانه فنهضت هى الآخرى وقبل أن تخطوا بقدمها كان قد حملها وهو يقول
-رايحة ع فين ؟
تثائبت واصطنعت النوم
-جعانة  نوم
-يا شيخة 
هزت رأسها بالإيجاب فى براءة فحملها هو بين ذراعيه ليقول
-هحكيلك حدوتة الاول وبعدين نامى
فضحكت عليه كثيراً وهزت رأسها بآسى ٠٠
*******************
بعد مرور ستة سنوات كانت (رقية) قد انجبت تؤام لديهم من العمر خمس سنوات وقد اسمياهم (فيروز)  و (نيروز) كما أنها الآن فى شهرها الخامس من حملها الثانى ٠٠
جلست (رقية) فى منزلها تلعب مع ابنتيها بأوراق (الكوتشينة) فكان على (رقية) أن تسحب أخر ورقة من (نيروز) فسحبتها ونظرت لها فقد كانت ورقة (الشايب) رقصت (نيروز) فرحاً بينما صرت (رقية) على فمها واكتفت (فيروز) بإبتسامة صرخت (رقية) فى وجههم اخيراً
-أنتوا بتخموا ده مش عدل ده تالت دور أخد الشايب فيه
تحدثت (نيروز) بهدوء
-أنتى اللى مش بتعرفى تلعبى يا مامى
عضت (رقية) شفتاها بضيق بينما قالت (فيروز)
- دلوقتى بقى تعملى اومرنا
جزت على أسنانها وهى تقول
-وحضرتكوا تؤمروا بإيه
-أنا عاوزة چيلى بالفروالة
-سهلة ٠٠ وحضرتك يا (نيروز) هانم
اصطنعت (نيروز) التفكير حتى وجدت والداها قد خرج من مكتبه على أصواتهم فركضت نحو والداها وقالت
-انا بقى طلبى هسلفوا لبابى
ففتح (منصف) ذراعه لصغيرته ليحتضنها ثم قال
-حبيبة قلب بابى أنتى
شعرت (رقية) بغضب شديد ثم نظرت لإبنتها لتقول
-بقى كده يا (نيروز)
-سورى يا مامى
زمت (رقية) شفتاها بطفولة فضحك عليها (منصف) ليقول وهو يشر على وجنته  اليسرى
-تعالى بوسينى هنا
ضربت (رقية) قدمها فى الأرض ثم اقتربت منه وقبلت وجنته اليسرى فآشار تجاه اليمنى فقبلت وجنته اليمنى ثم آشار على فمه فأتسعت أعين (رقية) ولكزته فى معصم يده وهى تقول بصوت خافت
-ما تلم نفسك بقى البنات
-لا انا بناتى ابيحة عادى
لكزته مرة آخرى فى معصم يده وهى تقول
-لم نفسك بقى
فضحك (فيروز) و (نيروز) وقالا مع بعضهم البعض
-يا بابى شوفلها امر صعب ٠٠ 
-بناتك بيحبوكى اوووى
نظرت (رقية) لبطنها الصغيرة وقالت
-بكرة يجى (يونس) الصغير هو اللى ينصفنى فى البيت ده
فقالت (فيروز)
-لا هيبقى فى صفنا احنا
اكدت (نيروز) حديث (فيروز)
-ايوة هيبقى معانا وهتشوفى
شعرت (رقية) بضيق شديد ونظرت ل (منصف) الذى احطاه التؤام بالأحضان والقبلات فشعرت بغضب واقتربت من (منصف) وابعدت بناتها عنه لتجلس بجواره على الأريكة وتحضنه وتجعل رآسها على كتفه فضحك (منصف) كثيراً وقال
-أنتى مجنونة ٠٠ أنا كان نفسى فى بنتين وولدين بس كده بقى عندى 3 بنات
امسكت يده وقالت
-تكره ولا ايه ؟!
-ده انتى الدلوعة الكبيرة
ابتسمت هى بسعادة فاقترب بناتها من (منصف) من الجهة الآخرى واحتضانها فأحتضنهم هو الاخر فجذبته (رقية) مرة آخرى لها فنظر لثلاتتهم وقال
-وقت مستقطع بقى ٠٠ أنا حاسس أنى متجوز 3 ستات 
فضحكت (رقية) ثم قالت
-لا أنا وبس ٠٠ بالعند فيهم 
ثم نظرت لساعة الحائط وقالت
-يلا يا بنات ميعاد نومكوا جاه
زمت الفتاتان شفتاههم ولكنهم دلفوا إلى غرفتهم فى النهاية فنظرت (رقية) إلى (منصف) وقالت بضيق مصطنع
-بقى حاسس أنك متجوز تلاتة ٠٠ طيييييب روح بقى للاتنين التانيين نام جنبهم ٠٠ أنا هنام لوحدى
واسرعت تجاه غرفتها واغلقتها ظل (منصف) فى حالة ذهول من تلك الصغيرة التى اصبحت ام ولم تنضج بعد وبعد ذلك توجه لغرفة نومهم وطرق باب الغرفة وهو يقول
-افتحى يا (رقية)
وقفت (رقية) خلف الباب وهى تقول
-تؤ تؤ ٠٠ أنت ابتديت
-سامحيني
-لا ٠٠ خلى بناتك تنفعك
-ده انا شايلك الشوكولا اللى بتحبيها
صمتت (رقية) قليلاً ولكنها لم تستطع المقاومة ففتخت باب الغرفة وهى تقول
-فين شوكولاتى ؟
ابتسم عليها ثم ذهب إلى بنطاله المعلق وأخذ من جيبه قطعة كبيرة  من الشوكولا فأخذتها منه وفتحتها ليسئلها
-بتحبينى يا روكا ؟
-اه
ابتسم وهو يراها تأكل قطعة الشوكولا كأنها لم تأكلها منذ اعوام فأقترب منها ليقول وهو يمسكها من معصمى يدها
-أنا لحد دلوقتي مش مصدق يا روكا أننا مع بعض
نظرت له وهى مبتسمة ثم قالت
-انا كمان يا مو
ابتسم لها وقبل رأسها ثم قال
-ربنا يخليكى ليا
بادلته البسمة لتقول
-ويخليك لينا يا عجوز
رفع احدى حاجبيه فركضت هى مبتعدة عنه كى لا بضربها فقال بضيق مصطنع
-تعالى هنا بقولك تعالى هنا مين ده اللى عجوز
ثم ركض خلفها فى جميع انحاء الغرفة ولم تكف هى عن الضحك حتى امسكها اخيراً وقال
-اكبرى بقى وخافى ع اللى فى بطنك
فهزت رأسها بالإيجاب وقالت
-مانت بتخاف علينا كلنا ٠٠ بطمن وانا جنبك ٠٠ بحبك اوووى يا مووووو
وضع يده على فمها وقال
-بس ٠٠ بس يا مجنونة الجيران والبنات صحيوا من صوتك
-برده بحبك يا موووو
شعر بسعادة كبيرة ونظر لها هائماً ثم  قال
-ومووو بيموت فيكى ٠٠

تمت ٠٠

ليست هناك تعليقات