إبحث عن موضوع

مازلت الروح حية

المرة دي اللي حصل كان أغرب من أن أقول عليه مجرد حلم او تخاريف لكن الغريب أن كل مرة بتأكد أن فعلًا ده حقيقي بس في حاجة بتنكر الاعتراف بكده ..
هبدأ و أقولك اسمي (ماجد) عندي 20 سنة بدرس في كلية آداب قسم علم نفس جامعة جنوب الوادي و المعروف عننا مجانين يعني، و لاني من سكان القاهرة ،و التنسيق بقي فالسكن موجود للمغتربين طبعًا ، أنا كنت شخص انطوائي و منعزل لكن بطبيعة السكن و وجودنا مع بعض غير الطبع ده و يا سلام لو صادف و معاك في الشقة حد معاك في الكلية و لحسن حظي كان معايا( يوسف) ، الشقة كان فيها 9 افراد ..
كان الوقت اللي ممكن كلنا نتجمع فيه هو الساعة 10 او 11 بليل ، و ده طبعًا لاننا كنا في سكن خارجي ، المهم الأوضة اللي كنت فيها أحنا اربعة ( يوسف و حسام و سالم و مصطفي) و الاوضة التانية كان فيها ( أحمد و حسن و مؤمن و سيف و سمير) .. كان في أوضة فاضية في الشقة حتي مفهاش سراير بدأنا ندخل فيها كراسي و نتجمع نذاكر فيها كلنا ، يا سلام علي منظر الأوضة دي ليالي امتحانتنا  و لو صادف و كان في اكتر من واحد عنده امتحان في نفس الوقت ..
ما بين ضحك بليل و هزارنا ، و بقى لينا عائلة تاني بس بدون روابط و السحلب بتاع ليالي الشتا و أحنا بنذاكر  و القهوه الليلة اللي بنعملها في الشقة ، إلى حدًا ما كنا اتأقلمنا على المكان و وجود بعض  بعدها جالنا (سيد) و بكده الشقة اكتملت و بقيت كل اوضة فيها خمسة، لكن (سيد) متأقلمش معانا و كان منعزل دايمًا لكن عادي كان بيفكرني بنفسي في الأول ، بدأ شهر ديسمبر و الامتحانات  و لان بعضنا كان عنده مراجعات فنادرًا اما نتجمع سوا زي بداية الترم ، لكن وجود يوسف معايا في المراجعات او المذاكرة أو اي وقت كان مهون عليا هو فعلًا كان أخ ليا في الغربة ..
في يوم تعبت يوسف فضل يصحي فيا علشان ننزل الجامعة لكن مقدرتش  و هو كمان كسل و قعد، حسيت بحركته لكن فعلًا مكنتش قادر أتكلم ولا افتح عيني اشوف بيعمل ايه ، لكن يوسف علي طول بيعمل دوشة فكان الطبيعي بتاعه اصلًا بدأت بعدها بشوية أفوق لكن جسمي مكسر حسيت بيوسف بيصحيني  .. 
( يوسف) : ماجد انا لقيتك الصبح مش راضي تصحي و كان باين عليك تعبان  نزلت المحاضرات و جيت بس قوم ننزل المراجعة دلوقتي أكيد بقيت أحسن ..
أنا سمعت الجملة دي و مستغرب الكلام لكن مكنتش قادر اتكلم فرديت قولتله انزل انت و جيب ليا الملزمة أنا مش قادر ، لكن بعدها مسمعتش صوت الباب و توقعت انه كسل و قعد لاننا دايمًا بنروح سوا ، بدأت أفوق و اتصلت بيوسف أشوفه جاي أمتي و لقيته مش بيرد فتوقعت انه دخل المراجعة، قومت خدت الكتب و دخلت اوضة المذاكرة، ده الاسم اللي طلعنا على الأوضة و بعدين و أنا بذاكر حسيت بهواء جامد فكان طبيعي في الوقت ده لكن اللي مش طبيعي أن مفيش منفذ للهواء ده في الأوضة لكن مركزتش، لان فعلًا كان ورايا مذاكرة كتير و كملت مذاكرة  لحد ما نمت علي الكرسي، و بعدها حسيت ( بسيد) جاي بيقرب و يصحيني يقولي هو في حد بينام علي الكرسي اصحي نام على السرير، لكن ده مش سيد لاء ده مش بني ادم اصلًا.. أما جه يسندني ايده مش زي ايدينا الطبيعية أما بدأت اركز لقيت عينه غريبة و لونها أحمر و ملامحة بدأت تتبدل و لقيته بيقولي يلا علشان يوسف بيدور عليك، ببص على الباب لقيت نار، كان في نار بره بدأت أصرخ لكن زي ما يكون حاجة منعاني أصرخ ، فجأة فوقت على صوت حسام
(حسام) : في أيه يا ماجد مالك؟
أنا كنت في صدمة و مش عارف استوعب حاجة من اللي بتحصل لقيته بيقولي
 (حسام) :مالك يا ماجد انت كنت بتحلم ولا ايه..
- اللي شوفته لو حلم يبقي الحمدلله
(حسام) :ادخل نام علي سريرك أنا صحيت ادور عليك في الاوضة استغربت انك مش موجود، اما لقيت النور هنا منور قولت اكيد هتكون هنا، اما دخلت سمعت صراخ مكتوم طالع منك و بتعرق جامد قولت اكيد كابوس..
- الحمدلله.. الحمدلله..
قومت فعلًا دخلت الاوضة علشان أنام، لاحظت عدم وجود سيد و يوسف.. مش معقول يبقي يوسف مرجعش دا كله أكيد في حاجة غلط، انما سيد احنا اتعودنا علي انه بيجي البيت بعد الفجر و محدش يعرف عنه حاجة اصلًا..
حاولت اتصل بيوسف تاني  مش بيرد غريبة ان الساعة ١٢ و هو مرجعش.. قومت  اتكلم مع حسام بما انه في سنة رابعة طب السنة دي و يقال انه الشيخ بتاع الشقة 
- متعرفش يوسف فين يا شيخنا..
(حسام) : يوسف رجع بلده الصبح..
- مع انه مقاليش بس هو صحاني الصبح و جه بعد المحاضرات علشان انزل معاه المراجعة
(حسام) : معرفش يمكن سافر بعد المحاضرة بس كل اللي اعرفه انه سافر..
- تعرف بحسده و الله علي بلده..
(حسام) :اه و الله كلنا بنحسده من السنة اللي فاتت علي ساعتين السفر دول و الله، عايز حاجة يا ماجد هدخل انام علشان عندي محاضرات الصبح..
- لا شكرًا يا شيخنا تصبح علي خير.. 
جه النهار و حسام قام علشان محاضراته، و نزلنا سوا، أحنا في الطريق بدأ يتكلم معايا..
(حسام) :أنا الفضول من أمبارح مسيطر عليا حلمت بايه يا ماجد؟
- ولا حاجة يا شيخنا تخاريف ..
(حسام) : احكى.. .
 حكيتله فعلًا و رده كان 
(حسام) : متبقاش تقعد لوحدك في الأوضة دي تذاكر، و ابقي حصن نفسك كويس، انت بس قلقان على يوسف..
- شوفت اهو هتتريق
( حسام) انا مش بتريق بس أعمل كده الشقة بقالها فترة مش طبيعية..
................
توهت الموضوع و أفتكرت اتصل بيوسف علشان اطمن عليه و اخيرًا رد عليا اخته تعبت و اضطر يسافر لانه الكبير و ابوه متوفي و عرفت انها اتحسنت و خلال اسبوع هيرجع.. لكن يوسف مشي الصبح.. قفلت معاه و طمنت حسام عليه.. لكن بدأت اتأكد أن حسام مصدقني فعلًا.. لكن ازاي يوسف سافر الصبح! 
خلصنا اليوم في الجامعة و رجعت الشقة  قعدت علي السرير و بفكر في اللي حصل، مين جه صحاني  لو يوسف سافر الصبح.. 
وصل حسام لقيته واقف ادام الباب بيبص عليا و يضحك استغربت لنظراته فبدأت أقوله مالك يابني فيك ايه بدأ يتحرك نحيتي بطريقة غريبة استغربت من حركته بس عادي قومت اتعدلت علشان يقعد و أنا بتعدلت انتبهت ان المرايا اللي في حيطاه مفهاش حسام..  انعكاس حسام مش ظاهر في المرايا، فجاءة سمعت صوت الباب اترزع و حسام داخل منه، في لحظتها الشخص دا اختفى ، المرة دي اللي حصل كان أغرب من أن أقول عليه مجرد حلم او تخاريف لكن الغريب أن كل مرة بتأكد أن فعلًا ده حقيقي بس في حاجة بتنكر الاعتراف بكده ..جريت على حسام بدأت أحكيله اللي حصل بظبط.. نزلنا أنا و حسام نغير جو ، اقترحت عليه نروح نفهم موضوع الشقة من صاحب الشقة  لكن مانعني بحجة ان صاحب الشقة مش بيتفاهم و الصراحة معاه حق ..
اليوم عدى تمام و دخلت انام بعدها بساعات صحيت علي صوت يوسف الحمدلله رجع بالسلامة و فضلنا نحكي علي اللي حصل طول الايام اللي فاتت، يوسف قاطعني و قال ان سيد من يوم ما جه بيقعد في أوضة المذاكرة يقول كلام غريب و بما أنه أداب عبري فأحنا مش بنركز معاه اصلًا و حاول متركزش، سمعنا صراخ حد في العمارة بدأنا نحاول نعرف الصراخ دا فين لكن كلنا فضلنا نخمن ان عيال بتلعب الصراخ زاد لكن الغريب ان الصوت بيقرب كل شوية لحد ما بدأنا نتأكد أن الصراخ  دا حد بيستغيث في الشقة اللي جانبنا بدأنا نخبط جامد علشان حد يفتح محدش فتح و بدأ الصوت يختفي...
بعدها بيوم قابلت (عم محمد) بواب العمارة فحكيت له الحصل بس هو أكد على أن مفيش حد ساكن جنبنا اصلًا الشقة مقفولة من سنين فبدأ الليل يجي أنا قاعد معاه و مش عاوز اطلع البيت مش مطمن.. (عم محمد) عارف السكان واحد واحد فضل يحكي عنهم شوية و فضل يحكيلي عن نفسه، قاطعت كلامه فجأة
- هو انت اديت لسيد مفتاح لباب العمارة لانه بيجي الفجر ولا انت بتصحي تفتح و تنام تاني.. 
(عم محمد) : ايه؟ سيد مين؟ 
- سيد الولد اللي جه جديد معانا.. 
(عم محمد) : أنت بتهزر معايا يا استاذ ماجد انتوا محدش عندكم اسمه سيد.. 
- لا يا عم محمد هو جديد انت بس ممكن تبقى نسيت.. 
(عم محمد) : لا انتوا ٩ الشقة بتاعتكم ناقصة واحد أنا فاكر كويس لان صاحب الشقة بلغني بكده.. 
- طيب يا عم محمد أفتكر احنا كان ناقصنا واحد فعلًا بس سيد جه.. 
( عم محمد) مفيش حد في العمارة اسمه سيد، سيد ده كان اسم طالب فعلًا في الشقة عندكم و من سنة وقع من البلكونة و الكل شك في استاذ يوسف لانه كان في البيت وقت الحادثة لكن  و فعلًا مفيش اي حاجة اتثبتت علي استاذ يوسف، فعلًا استاذ يوسف و استاذ سيد هما كانوا على طول مع بعض فالكل استغرب و محدش لدلوقتي يعرف سبب وقوعه و بعدها جثته اختفت او اتسرقت .. كل شقة طلبة بتشيل ١٥ طالب إلا شقتكم ١٠ علشان الاوضة المقفولة، الاوضة دي كان فيها بلكونة و صاحب الشقة قفل البلكونة من بعد الحادثة دي..
طلعت البيت و أنا في صدمة، دخلت نفس الاوضة بس كنت عاوز أفهم و أعرف الموضوع، خوفت اتكلم معهم أو أقولهم أني عرفت حاجة دخلت أوضة المذاكرة و المرة دي كنت عارف انها اوضة سيد مش اوضة المذاكرة، جه يوسف يذاكر معايا و أنا كل اللي شاغل بالي  هو قتل سيد ليه.. بدأ يكلمني..
(يوسف) مال شكلك مخطوف من وقت ما طلعت من تحت..
- لا لا عادي لو في حاجة هقولك..
( يوسف) متأكد؟
- بدأت احكيله الحلم و أن سيد جه قالي انك بتدور عليا يا ترى كنت عايز تقتلني زي ما قتلته؟
(يوسف) ماجد أنا مقتلتش حد.. و مين قالك التخاريف دي اصلًا؟
- عم محمد البواب حكالي موضوع سيد و انك انت و حسام عارفين ان احنا محدش ساكن معانا بالاسم ده.. و انه مجرد شيطان او عفريت او ممكن نقول روحه في المكان
(يوسف) طيب أنا هحكيلك سيد ده كان اقرب حد ليا، هو كان متعود يقعد في الاوضة دي و في البلكونة بالاخص حصلت مشاكل بينه و بين حسام كتير وقتها عرفت ان سيد هيخطب و كنت فرحان له، وقتها حسام كان عارف البنت دي و بيحبها جدًا و البنت دي اصلا متعرفهوش المهم بعد ما حسام عرف سافر بلده بحجة أنه هيجيب فلوس علشان يجيب الهيكل العظمي علشان دراسته لان الهيكل اللي كان معاه اتسرق منه ، يوم الحادثة كان سيد راجع من المحاضرات بتاعته و أنا سيبته و نمت صحيت بعدها علي صوت الجيران و الدنيا مقلوبة ان سيد وقع من البلكونة و حصلت مشاكل في الشقة و مفيش حاجة عرفنا نوصلها الا دخول حد الشقة بس للاسف مفيش بصمات او اي حاجة نعرف نثبت بيها مين اللي دخل، يعني اللي دخل عارف بيعمل ايه او كان عاوز يقتل مين بظبط...
- مش فاهم يعني في اثبات لاثار حد غيركم في البيت وقت الحادث..
(يوسف) ايوه و الكل عارف كده.. تفتكر لو كان في اثبات عليا كنت هقعد كدا يا ماجد..
- طيب بنسبة للجثة اللي اتسرقت او اتخطفت دي؟
(يوسف) هتصدق لو قولتلك شاكك في حسام بعد سرقة الجثة او اختفاءها الحمدلله ظهر الهيكل اللي اشتراه حسام.. للعلم أوقات بيتحرك لوحده.. و  هو مش بيجيب الهيكل هنا غير وقت الحاجة بس غير كده لاء..
- طيب انت بتشوف سيد اللي سكن معانا جديد؟
(يوسف) :احنا عرفنا انه معانا في البيت او جه يعيش هنا من يوم ما حسام جاب الهيكل انت مخدتش بالك ولا ايه؟ بس لا انا ولا حسام بنشوفه علي فكرة لكن بسمع صوته بيقول كلام بالعبري في الاوضة هنا.. 
و قبل ما ينتهي كلمنا لقينا الحريق بيمسك في كل البيت.. سمعنا صوت حسام بيقرأ قرآن بصوت عالي
و بعدها بدأ الحريق يطفى لوحده..
عدى يوم و انا صاحي بفكر و نزلنا المحاضرات لكن الغريب و احنا نازلين لقينا الهيكل مرمي في الشارع (يوسف) انتبه للمنظر و لقينا (عم محمد) جاي جري علينا ..
(عم محمد) سبحان الله يا استاذ ماجد المكان ده  سيد كان واقع فيه يوم ما مات فاكر يا استاذ يوسف هو عضم الهيكل وقع ازاي من حسام بيه ..
- فاكر يا عم محمد سيد مات امتي..
(عم محمد) مش فاكر يا استاذ ماجد بس في نفس الوقت ده تقريبًا الايام دي..
.....
مشينا أنا و يوسف و مش فاهمين اللي حصل بس انا بتاكد كل شوية ان حسام هو اللي قتل (سيد) انتهت المحاضرات و رجعنا للبيت لقينا الشقة بتولع حاولنا نطلع نفتح الشقة  معرفناش صوت صراخ حسام بيستغيث و بيكلم حد بيقوله سامحني، سامحني ارجوك  الباب بدأ يتفتح النار بتهدى لكن صرخات حسام بتعالى اكتر.. دخلنا الاوضة لقينا حسام واقف علي الشباك و شخص ماسكه بيقوله ( القاتل يُقتل و لو بعد حين) و بيكررها بصوت مرعب و مع اخر حرف من الكلمة الشخص ده أختفى و حسام كان واقع من الشباك...
#مروة_مصطفى

ليست هناك تعليقات