إبحث عن موضوع

قصة اشباح المفارق

أشباح المفارق

الظروف هي اللي عملت فيا كده، و هي كمان اللي خلتني اشتغل هجام....

أه انا هجام و سوابق و عليا احكام، و بسبب أن الحكومة بتدور عليا اضطريت اهرب و اعيش مع ناس شبهي ف جبل بأحد القرى، المشكلة ماكانتش ف العيشة، المشكلة هي أحنا هنعيش ازاي و هناكل و نشرب منين؟؟!

المشكلة دي بقى كان حلها أن احنا نسرق الاغنيا اللي معاهم عربيات غالية، الطريقة سهلة و معروفة و هي أننا بننزل من الجبل بالليل و بنقف على جانبين طريق المفارق بعد الساعة ١٢ و بنستنى أي عربية معدية من بعيد و على طول نشد جزع نخلة بعرض الطريق، صاحب العربية يتخض و يقف و طبيعي يسيب العربية علشان ينزل يشيل الجزع ف يلاقينا حواليه بالأسلحة و طبعًا بنبقى ملثمين علشان مايعرفش ملامحنا، و بعد ما نقلبه و ناخد كل اللي معاه بنضربه على راسه بعصاية ف بيفقد الوعي أو ساعات بنشممه مادة مخدرة، و بمجرد ما بيفقد الوعي بناخد العربية منه و نروح نبيعها متقطعة و نعيش باللي سرقناه.

احنا مابنموتش حد لكننا بنشتغل و بناخد من الاغنيا اللي راكبين عربيات غالية و بصراحة كمان طريق المفارق ده من زمان ماحدش من اهل البلد بيعدي منه بعد الساعة ١٢ و ده لأن الناس بيقولوا أن في رجل خد مراته ف عربيته و هي متكتفة بعد ما عرف أنها بتخونه و قتلها و رماها ف الطريق المقطوع ده، ولأن كذا واحد من اللي جربوا يعدوا من الطريق بالليل قالوا أنهم شافوا عفريت الست المدبوحة و كمان بيقولوا أنهم شافوا عفريت جوزها اللي اهل مراته بعد ما عرفوا أنه عمل كده فيها خدوه و موتوه بنفس الطريقة اللي موتها بيها و رموه فالطريق ده برضه ف بقى الطريق مقطوع و ماحدش بيعدي منه غير الناس الغريبة عن البلد، و دول بقى بيبقوا صيدة سهلة لينا لأننا بنطلع عالطريق ده نثبت اللي رايح و اللي جاي و بصراحة ماكناش بنشوف عفاريت ولا حاجة، مشيت الدنيا تمام لحد أخر عملية لينا.

ف اليوم ده بالليل كنا واقفين على التبة اللي على جنب من جوانب الطريق، و من بعيد شوفنا نور عربية بتقرب من الطريق، فرحوا الرجالة و جريوا على نص الطريق و كالعادة شدوا جزع النخلة بعرض الطريق و بعد كده استخبوا على جانبين الطريق لحد ما العربية تقف، قربت العربية من جزع النخلة لحد ما فجأة العربية وقفت و نورها انطفى، أول ما نور العربية انطفى اتفتح باب من ابواب العربية و فجأة سااد السكوت...

قربوا الرجالة من العربية و انا و الرجالة اللي كانوا معايا ع التبة علشان نراقب الجو نزلنالهم و أول ما نزلنا سمعنا صوت صرخات الرجالة...!

أزاي الرجالة اللي المفروض بيسرقوا هم اللي بيصرخوا ؟!
السؤال ده عرفت أجابته لما نورت الكشاف ناحية العربية و أول ما وجهته قصادي لقيت رجل ضخم و هدومه مليانة دم و ملامحه مليانة دم و طينة، كان شكله شبه الميتين لكنه مش ميت، بصيتله باستغراب و انا مش مصدق اللي انا شايفه لحد ما سمعت واحد من الرجالة بيقول....

(عفريت الرجل اللي قتل مراته اهو، هو ده العفريت اللي الناس بتحكي عنه و بتقول أنه بيطلع عالطريق هنا)

رجعت بالراحة لورا و انا عمال أقرأ قرأن و الرجالة سامع صوت دقات قلبهم من ورايا و الرجالة اللي كانوا عند العربية من الناحية التانية سكتوا خالص و كأنهم ماتوا، رجعت لورا بالراحة و العفريت ده جاي نحيتنا و هو بيترنح و بيخرج من فمه مادة بيضا و عينيه كانت مبرقة و جسمه اللي كله دم كان بيقرب أكتر و أكتر و انا ببعد و الرجالة اللي ورايا، جيت ابص ناحيتهم لقيتهم مش موجودين و في اتنين منهم على بعد كام متر ممددين ع الأرض، أه أكيد دول بقى ماتوا من الخضة أو العفريت ده هو اللي موتهم، المهم حاولت اجمد قلبي و ارجع لورا بالراحة علشان يبقى في عندي فرصة أن أجري و أول ما بعدت عنه بمسافة نص متر تقريبًا لفيت وشي و لسه هجري لقيت نفسي واقع ع الأرض و الواضح كده أني من حظي الأسود اتكعبلت ف حاجة وقعتني على وشي، عدلت نفسي و بصيت ناحية العفريت اللي كان بيقرب مني لقيته واقف قصادي و عمال يخرج منه صوت غريب و قرب أيده من رقبتي و بدأ يخنق فيا لكن فجأة ظهرت أضاءة كشافات من حواليا و العفريت اللي كان بيخنقني سابني و الأضاءة بدأت تزيد و اكتشفت كده أن دول بني أدمين بس راسهم بتنور و واقفين حواليا....لا دول مش بني أدمين، دول عفاريت و هيموتوني لأني فجاءة شميت ريحة غريبة و بدأت أفقد الوعي و عنيا قفلت غصب عني....

فتحت عيني لقيت نفسي ف مكان مظلم مش قادر أحدده و لما جيت اتحرك حسيت أن جسمي زي مايكون متكتف و مش قادر اتحرك، حاولت افك نفسي لكني كنت حاسس أن انا متكفن و كل اللي قدرت اعمله أن انا ازعق و اقول....

- أنا فين...؟!

رد عليا صوت ماقدرتش احدد مصدره....

- انت ف الظلاام.

وقتها لتاني مرة ف حياتي أحس بخوف و أحس اني عاوز اعيط زي العيال الصغيرة لكني تماسكت و قولت...

- هو انا موتت ؟؟!

رد عليا الصوت....

- أه موتت و هتتحاسب على كل اللي عملته.

أول ما قال كده حسيت أن جسمي اتشل و مش قادر اتحكم فيه و اتعاد شريط عمري كله قصادي،، كل موقف و كل واحد سرقته ف يوم و كل ذنب انا عملته شوفته قصاد عيني كأنه فيلم، وقتها ماقدرتش اعمل حاجة غير أن انا ابكي و اقول...

- سامحني يارب،، سامحني يارب انا غلطت كتير و عارف اني ماليش وش اطلب السماح بس انت غفور و بتمنى تغفرلي.

أول ما قولت كده لقيت أضاءة قوية احتلت المكان و الأضاءة لأنها كانت قوية فأنا غمضت عيني و فضلت اقول...

- يارب..يارب...ياارب.

رد عليا نفس الصوت و قال....

- دلوقتي عرفت ربنا يا حرامي يا ابن ال....

فتحت عيني و أول ما فتحتها لقيت نفسي ف أوضة و كنت متكتف و جسمي كله ماعدا راسي جوة شوال و حواليا معظم الرجالة اللي كانوا معايا و كانوا متكتفين زي حالاتي و مغم عليهم و حواليا كان واقف ٤ رجالة ماعرفش فيهم غير ال..... أيه ده؟؟!، ده العفريت اللي طلعلي قبل ما يغمى عليا...!

بصيتله باستغراب و قولتله.....

- انت العفريت اللي خرج من العربية.

ضحك هو و كل اللي واقفين و بعد ما خلصوا نوبة الضحك الهيستيرية اللي كانوا بيضحكوها واحد منهم قرب مني و قال....

- عفريت أيه يا حرامي يا اهبل، ده عواد تايسون أجدع واحد بيلعب كمال أجسام ف بلدنا، اه ما انا هفهمك أصل اللي انت شوفته ده مش عفريت لأ، ده عواد و اللي حصل كله كنا مرتبينه علشان نعرف نقبض عليكوا و نسلمكوا للشرطة اللي كل ما تيجي تقبض عليكوا تهربوا، و احنا بما أننا شباب البلد و بيجيلنا ناس من بره البلد و كل ما يمشوا من طريق المفارق يتثبتوا و تحصلهم مصيبة ف احنا قررنا نستغل حكاية عفريت الرجل اللي قتل مراته و اللي أهل مراته بعد كده قتلوه و رموه ف طريق المفارق و نعمل فيكم مكيدة و نلبس عواد اللبس ده و نحط عليه طينة و دهان أحمر و نستناكم لحد ما تعملوا اللي بتعملوه و يظهرلكم عواد اللي كان سايق العربية و أول ما يطلعلكم نطلع من وراكوا و نقبض عليكوا واحد واحد، بص هو أينعم في ناس منكوا هربوا بس انتوا أكيد لما تروحوا المركز، الشرطة هتقدر تخليكم تدلوا على مكانهم، بس اقولك....انتوا بصراحة تعبتونا اوي و كلفتونا كمان بس كله يهون علشان رجولتنا و اكرام ضيوفنا، انتوا عار علينا و على البلد و نهايتكوا كانت على أيدين شباب البلد، الشباب الجدعان اللي غفلوكوا ف عز الليل و هم لابسن على راسهم كشافات من اللي بتتلبس فالراس علشان يقدروا يشوفكوا كويس فالضلمة و انتوا ماتعرفوش تشوفونا يا مغفلين.

و فضل يضحك و انا من جوايا بغلي و كنت هتجنن و افلت منهم لكن للأسف ماعرفتش و بعد شوية جت الشرطة و خدتنا عالمركز و اتحقق معانا و بعد كدة طلعنا عالنيابة و اتحكم علينا بالسجن المشدد و أديني بكتبلكم الحكاية من جوه السجن علشان تعرفوا أن مفيش أشباح ف طريق المفارق، ما عفريت ألا بني أدم.

تمت

#محمد_شعبان_

ليست هناك تعليقات