إبحث عن موضوع

الشيطان المنتحر

الشيطان المنتحر

(تلك القصة عن رواية حقيقية رواها أحدهم...)

شوف يا أستاذ محمد، اللي هحكيهولك ده مش قصة خيالية ولا حكاية ترعب ولا الغرض منها التخويف على قد ما الغرض منها فضفضة و كمان هحكيلك علشان عاوزك تحكي للناس الحكاية اللي انا عشتها مع ابطالها و شوفت تفاصيلها بعنيا....

الحكاية ابتدت لما زميل ليا فالشغل أنا اعرفه كويس و أعرف عيلة مراته لأنه جاري بحكم ان البلد عندنا صغيرة و كلنا عارفين بعض، بس قبل ما احكيلك هقولك نبذة عن الشخص ده؛ الشخص ده كان متجوز من واحدة و عايش ف شقة ف بيت أهلها نظرًا لظروفه المادية اللي كانت صعبة أول ما اتجوزوا، الرجل ده كان متجوز الأخت الكبيرة ف العيلة، كانت هي الأخت الكبيرة على أخ ولد مسافر بيشتغل و عايش بره و أخت بنت صغيرة.

مرت سنين و الرجل ده خلف من الست ولد و بعد كده بنت، مرت سنين كمان و الرجل صاحب البيت و اللي هو والد مراته توفى، و لما توفى الرجل الكبير بقى زميلي اللي قولتلك عليه هو كبير العيلة لأنه متجوز الأخت الكبيرة و كمان لأن الولد الوحيد اللي في العيلة مسافر و مش موجود ف بالعادات و التقاليد بقى هو كبير العيلة، مرت أيام و أخت مراته بدأت تكبر و بحكم أن هو اللي مربيها ف كانت بتشوفه في مقام الأخ الكبير أو الأب كمان ف كانت بتتصرف معاه بطبيعية لدرجة أنها كانت بتقوله يا (أبيه)...

مشيت الأمور تمام و الدنيا كانت سعيدة و لذيذة لحد ما ف يوم كنت قاعد انا و زميلي ده قاعدة أصحاب و بنفضفض لبعض ف لقيته بيفضفض معايا و بيقول...

(البت (..) احلوت اوي، مش ممكن يا أخي تكون البنت الصغيرة اللي انا ربتها تبقى هي دي الأنسة اللي مليانة أغراء و جمال، البنت كبرت و انا مابقتش اشوفها زي ما كنت بشوفها...أنا غصب عني بقيت كل ما المحها افكر فيها كأنها ف حضني لدرجة أن انا لما ببقى مع اختها زي أي اتنين متجوزين ببقى متخيل أن هي مكانها)

هو كان يقصد بكلامه أخت مراته الصغيرة اللي هو المفروض بقى ف مقام أبوها، وقتها قاطعته و زعقت معاه و قولتله أنه لازم يشيل الفكرة دي من دماغه و شهادة لله من ساعة ما انا قلبت عليه و هو ماتكلمش فالموضوع تاني لحد ما مرت سنة بالظبط.

ف يوم صحيت على تليفون من زميلي ده بيقولي فيه أن مراته اتوفت، الست ماتت بسكتة قلبية، هو نام و صحي و لما جه يصحيها لقاها مابتردش، زِعل و حِزن و كان باين على ملامحه التأثر، المهم الست اندفنت بعد ما الطب أثبت أنها فعلًا ماتت بسكتة قلبية.....

عدت سنة كمان و بعد السنة اتفاجأت بأن الرجل ده اتجوز أخت مراته بحجة أنها هي اللي هتربي ولاد أختها لأنها خالتهم اللي كانت بترعاهم أصلًا بعد موت أمهم بس هو قال أنه ماينفعش تفضل داخلة خارجة ف شقته كده من غير صفه، عدت سنة كمان بعد جوازهم و بعد السنة دي الرجل مات ف حادثة عربية.

طبعًا تبان حكاية عادية و مافيهاش مشكلة، هي فعلًا ماكنش فيها مشكلة لحد ما كنت عند أولاده بتطمن عليهم كالعادة بعد وفاة والدهم و بشوف مراته لو كانت عاوزة حاجة، وقتها لقيت الست دخلت الأولاد ف أوضة و قعدت حكت لي اللي هحكيهولك دلوقتي كده بالحرف.....

(شوف يا أستاذ (...) أنا جوزي ما ماتش ف حادثة عربية، أنا جوزي انتحر، أه انتحر و عمل الحادثة بقصده علشان يخلص منها و من الكوابيس اللي كان بيشوفها، حكايتي معاه بدأت من بعد موت أختي و تحديدًا من يوم ما بدأ يزن على أمي علشان يتجوزني بحجة أن انا أراعي الأولاد و كده لكن انا كنت عارفه أنه كان عاوز يتجوزني لأني عاجباه، طبعًا وقتها أنا رفضت و قولت لأمي تقوله أن انا لسه صغيرة و مش بفكر فالجواز لكن بعد زن منه على أمي قدر أنه يقنعها و كمان انا كنت بحب اولاد اختي جدًا و كنت بحب أختي كمان الله يرحمها جدًا جدًا فبصراحة اضطريت أن اوافق علشان الأولاد، المهم اتجوزنا و فضلت الدنيا ماشية بيننا تمام لحد ما ف يوم لقيته و هو نايم جنبي بيخرف بصوت عالي و عمال يقول " أبعدي عني،،، أبعدي عني،،،، أنا مش هاجي جنبها تاني ولا هلمسها بس ابعدي عني" و فجأة صحي من النوم مفزوع و كان عمال يعيط و من يومها و هو حرفيًا مابقاش يقرب مني ولا يلمسني، فالوقت ده كان هو بينام بره الأوضة و انا كنت بنام لوحدي، فاكره بعدها بكام يوم لما نمت و حلمت بأختي و كانت ماسكه ف أيديها أولادها و بتبصلي و بتبتسم و بعد كده أولادها اختفوا و شكلها هي اتبدل و بقت لابسه فستان فرح و بدأت تبكي و تصرخ و تقول أسم جوزي اللي هو كان جوزها، صوت صراخها صحاني و خلاني اقوم مفزوعة، قومت من النوم و خرجت اشرب من التلاجه و اثناء ما انا ماشيه فالصاله سمعت صوت جوزي جاي من الأوضة اللي كان بينام فيها لوحده و هو بيقول..." أنا مش عارف انا عملت كده ازاي؟؟، أزاي قتلتك و خسرتك و خسرتها هي كمان....أنا كنت عاوزها لكني ماحبتش ولا هحب غيرك انتي...أنا هجيلك...أنا هجيلك "، جريت و دخلت الأوضه لقيته صاحي و وشه أصفر و كان عرقان بشكل غريب و مش مناسب للجو و لما سألته عن الكلام اللي سمعته أنكر أن هو كان بيقول حاجة و قال أن الصوت اللي انا سمعته كان صوت التلفزيون، المهم عدتها و كده كده احنا أصلًا شبه متطلقين و انا بنام ف أوضة و هو بينام ف أوضة و كلامنا بقى مقتضب و قليل جدًا لحد ما الموضوع بدأ يتطور و بدأت تجيله حالات تشنج و بقى مريض نفسي و بعد لف على الدكاترة من غير فايدة سمعته ف ليله بيتكلم و كأنه بيكلم أختي الله يرحمها و كان بيقول و هو بيعيط..." أنا خلاص مابقتش قادر اعيش ولا قادر استحمل و هجيلك عشان ارتاح من الذنب اللي عملته ف حقك...أنا لازم اجيلك" و بعدها بيومين مات ف حادثة زي ما انت عارف بس اللي انت ماتعرفهوش أنه كان ماشي عكس طريق سريع بسرعة.....جوزي انتحر مامتش، جوزي انتحر بسبب أنه كان بيشوف أختي بقى أو روحها أو قرينها و كانت بتأنبه على أنه قتلها،، ف الحقيقة أنا مش عارفه هو قتلها ازاي و تقرير الدكتور قال أنها سكتة قلبية، بس بعد ما مات ربطت الأحداث ببعض و لما شكيت و سألت، عرفت من دكتور أن ممكن شخص يقتل شخص بطريقة ما و هو نايم و تبان أنها سكتة قلبية عادية جدًا....الله يرحمه و يسامحه لكن انا مش مسمحاه و أظن كمان أن أختي اللي بقيت بشوفها فالأحلام و هي مبتسمه مش مسمحاه...أسفة لو دوشتك بس كان لازم احكي لحد و طبعًا ماكنش ينفع أحكي لأمي و بما أنك أخ كبير بالنسبة لي و كنت صديقه المقرب فانا حبيت احكيلك انت...)

و بعد ما حكتلي الموضوع أنا بصراحة قلبي اتقبض و بقيت ف حالة ذهول لأن انا متأكد أنها مابتكدبش عشان هو فعلًا كان مريض نفسي و كانت أحواله متغيرة قبل ما يموت و أوقات كتير كانت بتجيله تشنجات و يفضل يصرخ بأسم مراته الأولانيه، و كمان مفيش سبب ولا مبرر يخليها تكدب و كمان لأن انا عارف زميلي ده أنه لما كان بيعوز حاجة كان بيعمل المستحيل علشان يوصلها و ماستبعدش خالص أنه قتل مراته عشان يتجوز اختها بحجة تربية الأولاد، الله يرحمه و يسامحه و أرجوك أنقل الحكاية من غير أسماء و من غير ذكر أي حاجة تعرف الناس عن مكان الحكاية لأن اقسملك بالله الحكاية دي حصلت بالتفاصيل اللي حكيتهالك دي بالظبط....

تمت

(تلك القصة رغم بشاعتها و قسوتها فهي بالفعل حقيقية ١٠٠% لأن ما رواها لي هو شخص محل ثقه، أما بالنسبة إلى تصديقكم للقصة من عدمه فذلك متروك لكم أعزائي القراء، أما بالنسبة لرأييِ الشخصي فأنا لا أملك ألا أن أقول ..حسبي الله و نعم الوكيل بكل شخص خائن للأمانه، و بالنهاية تبقى العهدة على الراوي...)

#محمد_شعبان_
#العارف

ليست هناك تعليقات