إبحث عن موضوع

قصة رهف

بنتي تاهت يا جماعة و دي صورتها ياريت اللي يلاقيها أو يعرف أي معلومات عنها يكلمني او يتصل على الرقم ده ..........

البوست ده بوست شوفته على الفيس بوك بالصدفة و شوفت فيه صورة بنت والدتها بتقول انها ضايعة من فترة ، كل ده كان عادي بس اللي مش عادي أن انا اكتشفت أن البنت دي تبقى هى هى نفس البنت اللي شوفتها فالحمام ...

أنا مراد رخا
دكتور أسنان
متجوز من ٧ سنين و عندي بنت أسمها رهف .
بدأت حكايتي من بعد ولادة مراتي لبنتي ب ٩ شهور، فاليوم ده بنتي تعبت جدًا و أخدناها المستشفى لأن درجة حرارتها كانت أعلى من العادي بكتير، دخلنا المستشفى و هى تقريبًا بتموت لكن الدكاترة و الممرضين قاموا بأسعافها و حطوها ف أوضة شبه الرعاية المركزة، يومها فضلت أنا و امها سهرانين ف طرقة المستشفى لحد ما سمعت صوت صراخ جاي من الأوضة اللي جنب أوضة بنتي، قومت جري لأني افتكرت أن ممكن يكون بنتي جرالها حاجة لكن الحمد لله أكتشفت أن صوت الصرخات ده جاي من أم بنتها اتوفت و البنت دي كانت مريضة ف الأوضة اللي جنب أوضة بنتي، كانت الأم بتصرخ صراخ هيستيري و عمالة تضرب ف جوزها اللي كان حاطط وشه ف الأرض و بتقوله (انت السبب، قولتلك نتطلق علشان نرتاح من بعض و انت مصمم تموتنا بعيشتنا معاك)....

عدت أيام و حالة رهف استقرت الحمد لله و روحنا البيت لكن من وقت ما روحنا و انا بقيت مش مظبوط و كمان مراتي و بنتي مش مظبوطين، رهف مابقتش تعرف تنام لوحدها أبدًا يعني لازم تكون نايمة ف حضن امها لأنها لو بعدت عن حضنها لو ثواني بتبكي بكاء مش طبيعي و اللي كان مش طبيعي اكتر أن انا لاحظت أن بنتي لما بتبكي بقوة نبرة صوتها بتتغير و بتتحول لنبرة صوت بكاء رجل، بمعنى أدق صوت بنتي بيبقى أتخن ...

كل ده كان عادي و كان له علاج لأن بنتي بتكون هادية و هى ف حضن أمها ف الموضوع عدى لحد ما مر سنة و التانية و رهف كبرت قصاد عيني لحد ما بقى عندها ٤ سنين و من هنا أبتدت المشاكل تكبر لما بقت تنام لوحدها ف أوضتها، كانت بتحب تبقى لوحدها دايمًا و اتعكست الأية و بقت مبتحبش تنام ف أوضة النوم معانا أنا و أمها، و ف يوم قومت الساعة ٢ بعد نص الليل علشان أدخل الحمام، قومت من على سريري بهدوء و روحت للحمام اللي كان بابه مقفول لكني سامع جواه صوت بنت صغيرة بتبكي و بتقول ...(أنا لوحدي، هم سابوني، هى اللي موتتني، أكرام هى السبب) .... و عمالة تقول نفس الكلام و تكرره و هى بتعيط، طبعًا انا جه ف بالي أنها ممكن تكون رهف أو ممكن تكون اللهم احفظنا ....
المهم فتحت باب الحمام بالرااااحة علشان اشوف مين اللي جوه لكن كل ما كنت بفتح الباب أكتر كان في حرارة غريبة بتخرج من الحمام، حرارة ملهاش تفسير و مش مبررة لأننا في فصل الشتا، المهم فتحت الباب و ماكنتش شايف حاجة ولا شايف حد جوه الحمام بس الصوت كان لسة زي ما هو علشان كده مديت أيدي ناحية مفتاح أضاءة الحمام و فتحته لكن برضة الحمام لسة ضلمة !!!!
جربت اقفله و افتحه كتير بس برضه لسه مش بيفتح لحد ما سمعت صوت البنت اللي كانت بتبكي بتقول ... (أنت أبو رهف أختي، يعني أبويا، هو مش ابويا، و هى موتتني، و رهف أختي) ..... بصيت ناحية مصدر الصوت لقيت مخلوق قصير لا لا لا ده مش مخلوق دي بنت صغيرة واقفة فوق القاعدة بتاعت الحمام، كانت بنت أطول من رهف بشوية بس كانت لابسة فستان من فساتين رهف و ماسكة ف أيدها لعبة من لعب بنتي و هتقولي شوفت كل ده ازاي هقولك بسبب أضاءة الصالة اللي واصلة للحمام و اللي كانت مبينة شكل البنت بس مش بوضوح علشان كدة دخلت جوه الحمام و سألت البنت و قولتلها ...
- أنتي مين يا حبيبتي و و و و دخلتي هنا ازاي .
فجأة لقيت البنت اختفت...
قلت الحمد لله انا كان بيتهيألي و مفيش حاجة لكني اتفزعتلما سمعت صوت رجل كبير جاي من ورايا بيقول .. (أنت زعلت أميرة ليه يا مرااد) .... لفيت علشان اشوف مين بيتكلم لقيت بنتي رهف واقفة قصاد باب الحمام و لابسة نفس الفستان اللي البنت كانت لابساه من شوية و ف أيدها نفس اللعبة، نسيت البنت اللي ورايا و قربت من بنتي و انا بقولها ...
- مالك يا رهف و ايه اللي مصحيكي دلوقتي، و مين أميرة دي يا حبيبتي ؟
لقيتها بتبصلي بغضب و بتقول ...
- أميرة دي أختي و انت زعلتها و خلتها تعيط.
و لقيتها بتقرب نحيتي و هى مكشرة و ملامحها اقسملكم بالله خلتني أخاف منها و هى بتقرب مني، و ده خلاني غصب عني ارجع لورا بخطوات بطيئة و ثابتة لحد ما لقيت مرة واحدة بنتي طارت من ع الأرض و نطت فوق صدري و ده خلاني وقعت على أرض الحمام و هى فوقي، حاولت ازقها لكنها مرة واحدة اختفت، بس ازاي و انا لسه حاسس بتقل على على صدري و مش قادر أخد نفسي، قومت بالعافية لأن جسمي كان بيوجعني من الواقعة اللي وقعتها و روحت جري ناحية أوضة رهف علشان الاقيها نايمة ف سريرها و واخدة دبدوب ف حضن .... لا لا لا ده مش دبدوب دي البنت اللي شوفتها ف الحمام !!!
قربت منها بالراحة و أول ما بقيت جنب سريرها لقيتها فتحت عينيها هى و البنت دي و قالولي ف نفس واحد ... (لو زعلت أميرة، هنموتك يا مرااااد)
و مرة واحدة حسيت أن انا بتخنق و مش قادر أخد نفسي لحد ما سمعت صوت من ورايا بيقول ..
- مرااد، مراااد يا حبيبي بتعمل أيه عندك ؟
راحت الخنقة و رجعت اتنفس تاني لما لفيت و بصيت ناحية باب الأوضة و لقيت مراتي واقفة بتكلمني، بصيتلها و انا مفزوع و قولتلها ...
- بنتك... بنتك في بنت صغيرة نايمة معاها ف الأوضة.
و لسه ببص و بشاور ناحية البنت اللي نايمة ف حضن رهف لقيت البنت مش موجودة و رهف نايمة عادي جدًا و حاضنة الدبدوب بتاعها، قربت مراتي منها و باستها على راسها و رجعت مسكتني من دراعي و قالتلي ..
- انت بيتهيألك يا مراد، يلا نروح ننام بقى الساعة بقت ٤ الفجر .
بصيت لمراتي و انا مش مستوعب هى بتقول أيه، ٤ الفجر ازاي و انا لسه من شوية باصص فالساعة و كانت ٢!!! ، أزاي ساعتين عدوا ف الشوية دول ؟؟؟
خرجت برة الأوضة أنا و مراتي لكني قولتلها أن انا عاوز اروح الحمام و كانت المصيبة لما بصيت ناحية الحمام و لقيت بابه مقفول و الأضاءة بتاعته شغالة !!!!
ساعتها من خوفي دخلت أوضتي على طول و اتغضيت و انا حاسس ببرد أشد من المعتاد، اتغضيت زي العيال الصغيرة اللي بتهرب من العفاريت بالليل تحت الغطا لكن المرة دي بقى انا اللي مستخبي من بنتي و العفريتة اللي شوفتها معاها.
بدأت احس بالدفا و روحت فالنوم و أول ما غمضت عيني لقيت نفسي واقف ف طرقة بيت لكنه مش بيتي و في ست واقفة فالصالة و معاها رجل غريب و بيتخانقوا بصوت عالي و بتقوله ...
- قولتلك مش عايزاااااك يا أخي مش عايزااك .
قرب منها و حاول يمسك راسها علشان يبوسها لكنها زقته ف صدره ف رجع لورا و بصلها بغضب و ضربها بالقلم على وشها و بعد كدة بدء يضرب فيها أكتر و اكتر، كل ده كان بيحصل و انا مش قادر احدد ملامح الست ولا الرجل لأنهم بعيد عني بشوية و لما حاولت أقرب ماعرفتش لأني كنت زي ما يكون متكتف ف مكاني و مش عارف لا أتحرك ولا أتكلم، قطع المشهد بنت صغيرة بتحاول تبعد الرجل ده عن الست لكنه كان بيزقها بكل عنف و مكمل ضرب فالست لحد ما البنت قربت منه و مسكت ف رجله من الخلف بكل قوة و فضلت متبتة فيها لحد ما هو لف و بص ناحية البنت اللي كانت ماسكة ف رجله و بدون مقدمات لقيته ضرب البنت بكل قوة برجله التانية ف بطنها و ده خلى البنت بعدت لمسافة عن الرجل و بدأت تبكي و تسعل سعال مش طبيعي لدرجة أنه خرج من بوقها دم و ده خلى الست تجري نحيتها و تاخدها ف حضنها و تبص ناحية الرجل و هى بتعيط و تقوله ...
- منك لله يا أخي، منك لله .
بص لها بقرف و قالها ...
- مش هطلقك يا أكرام، مش هطلقك و مش هديكي الفرصة أنك تتجوزيه و هفضل حابسك فالبيت انتي و بناتك لحد ماتموتوا .
بصت له الست و بصت للبنت و قالتله ...
- هتموت بناتك يا مفتري !!
رد عليها بغضب و قالها ...
- دول مش بناااتي يا خاينة، دول بناته هو و انا هقتله و هفضل حابسكوا فالبيت لحد ما تموتوا زي ما هو هيمووت .
و فجأة الرجل ده مشي ناحية باب الشقة و خرج و قفل الباب وراه و بمجرد ما خرج لقيت الست و البنت بصولي و ملامحهم بقت أوضح و قالولي...
(أدخلي أوضتك يا أميرررة و ألا هيمووووووتك)
أول ما قالوا الجملة دي حسيت بحرارة جاية من ورا ضهري لفيت علشان اشوف الحرارة دي جاية منين لقيت رجل تاني واقف ورايا، رجل ماسك ف أيده مبخرة و عمال يقول كلام مش مفهوم بصوت واطي لحد ما لقيته مرة واحدة على صوته و قال ....
(المووووووت ل رااامز ابن نعمااااات، المووووت، المووووت....)

- مرااااد، أصحى يا حبيبي الساعة بقت ٨ ، يلا يا حبيبي حضرتلك الفطار.
فتحت عيني لقيت نفسي نايم على سريري و اكتشفت أن انا كنت بحلم، اه كان حلم لكتي كنت حاسس بكل حاجة كأنها حقيقة لدرجة أن انا قومت من النوم و انا ببكي من المنظر اللي شوفته، قربت مني مراتي و هى ماسكة مناديل و مسحتلي دموع عنيا و قالت ...
- مالك يا حبيبي عنيك بتدمع ليه؟
- شوفت حلم لكني كنت حاسس أنه حقيقة .
كملت مسح الدموع من عيوني و قالت ...
- بقى حتة حلم يعمل فيك كده يا دكتور ؟
مسكت أيدها و بوستها و قولتلها ...
- خلاص يا حبيبتي خلاص انا بقيت كويس أول ما شوفتك.
قولت كلامي ده و لقيت بعده مراتي مسكت الموبايل بتاعي و اديتهولي و هى بتقول ..
- الدكتور حناوي رن عليك كتير و سابلك رسايل كتير عالواتس، خد رد عليه و شوفه عايزك ف أيه؟
مسكت الموبايل و بصيت على رسايل الواتس اللي كانت كلها من الدكتور حناوي صحبي اللي بيفكرني بمعاد المستشفى، شوفت الرسايل و رديت عليه و قولتله أن انا صحيت و هلبس و أجي، رديت على حناوي و بعد كده فتحت الفيس بوك علشان اشوف اخر اخبار الدنيا و أيه الجديد زي عادتي كل يوم أول ما بصحى لكني و انا بقلب لقيت بوست ف أحد الجروبات الكبيرة بيقول ...
(بنتي تاهت يا جماعة و دي صورتها اللي يلاقيها يكلمني او يتصل على الرقم ده ..........)
بصيت للصورة كويس و دققت أكتر، ايه ده؟ ....
دي البنت اللي شوفتها امبارح فالحمام و بعد كدة كانت ف حضن بنتي ؟؟؟
دخلت على صاحبة الأكونت اللي رافعة البوست لقيت الأكونت بتاعها بأسم (أكرام الحصري) !!!
ركزت مع الصورة الشخصية لصاحبة الأكونت لقيتها هى هى الست اللي حلمت بيها امبارح بالليل !!!
دخلت على الصفحة و بدأت أقلب فيها و لقيتها كاتبة نفس البوست على صفحتها بس كاتبة أسم البنت الصغيرة بالكامل و هو (سميرة رامز) و بعد البوست كاتبة رقم تليفون، حفظت الرقم و حاولت اتصل بيه كتير لكنه كان مشغول و بعد كذا محاولة ردت، ردت عليا ست صوتها بيبكي و قالت بحزن ..
- مين معايا؟
اتلخبطت و لقيت نفسي غصب عني بقولها ...
- انا اعرف معلومات عن بنت حضرتك، ممكن عنوان البيت علشان محتاج أتكلم مع حضرتك ضروري.
طبعًا انا ماعرفش قولت كده ازاي ولا ليه لكن ده كان الحل الأمثل لأن الست بدون مقدمات لقيتها ادتني العنوان، قفلت معاها و قومت لبست هدومي و بعتت رسالة للدكتور حناوي قولتله فيها أن انا تعبت و هتأخر شوية على المستشفى، نزلت من البيت على العنوان بتاع الست و هناك استقبلتني بحفاوة لما عرفت أن انا اللي كلمتها من شوية و قولتلها أن انا اعرف معلومات عن بنتها، دخلت البيت و قعدت قصاد الست اللي بدأت تتكلم و تقول ...
- الله يرضى عليك و نبي قولي تعرف أيه عن بنتي .
بصيتلها و انا مش عارف أقول أيه و غصب عني لقيت نفسي بقولها الحقيقة و بحكيلها عن الحلم اللي شوفته، خلصت كلامي و بعد ما خلصت لقيت الست بتبكي و بتقول ...
- و أيه اللي هيجيب أميرة بنتي ف بيتك بس؟
بصيتلها باستغراب و قولتلها ...
- أميرة بنتك مين؟، أنتي مش بتقولي أن بنتك اسمها سميرة و ضايعة منك من كام يوم !!
جاوبت عليا و قالتلي ....
- أميرة دي بنتي التانية، أخت سميرة التؤام بس ماتت من حوالي ٣ سنين و كام شهر أبوها الله يجحمه مطرح ماراح هو اللي موتها، بس انا حاسة أن انا شوفتك قبل كده بس فين بالظبط مش فاكرة .
بصيتلها و قولتلها ...
- أنا ماعرفش أيه اللي هيجيب بنتك الميتة عندي فالبيت بس اللي عاوز اقولهولك أن انا كمان حاسس أن انا شوفتك قبل كدة بس فين مش فاكر و على فكرة ماقصدش الحلم بتاع امبارح و أكيد برضة أنتي ماحلمتيش بيا زي ما انا حلمت بيكي و ببنتك ....
بصيتلي و هى ساكتة و ماردتش عليا و انا كنت مركز معاها جدًا علشان افتكر انا شوفتها فين قبل كده، فجأة لقيت نفسي افتكرت و قولتلها ....
- أيووووة أيوووة افتكرت، أنتي الست اللي بنتها ماتت فالرعاية المركزة من كام سنة فالمستشفى لما بنتي رهف كانت تعبانة، فاكرك كويس لأنك كنتي بتتخانقي مع جوزك يومها و كنتي بتقوليله أنت السبب .
ردت عليا و قالت ...
- أيوووة صح افتكرتك، انت الرجل الطيب اللي كان بيحوش بيني و بين جوزي اللي مات.
رديت عليها و قولتلها ...
- يعني اللي ماتت يومها كانت بنتك التانية أميرة أخت سميرة اللي ضايعة حاليًا ؟
جاوبت و قالت ...
- أيوة هى بس انا عاوزة أقولك أن جوزي رامز اللي مات هو الس...
قطع كلامنا رجل شكله مش مريح خرج من أوضة من الأوض و قال ...
- نورتنا يا استاذ، انت تعرف سميرة فين؟
بصيتله باستغراب و قولتله ...
- لأ الحقيقة أنا كنت جاي علشان أعرف تفسير للي ..
ماسابليش فرصة أن انا أكمل كلامي و بمنتهى الجليطة و قلة الذوق قاطعني و قال ...
- طب تمام، أتفضل يا أستاذ من غير مطرود علشان مراتي تعبانة و عاوزة ترتاح......نورتني .
قومت من مكاني و انا ببص للست و هى بتبصلي بنظرة استعطاف و بتبكي بحرقة و ماكنتش فاهم هى بتبصلي كدة ليه ؟!!
خرجت من البيت و ركبت عربيتي و طلعت عالمستشفى و انا مش فاهم حاجة ولا لاقي تفسير للي حصل، وصلت المستشفى و استقبلت الحالات و انا تركيزي و تفكيري كله مشغول باللي حصل و باللي شوفته لحد ما مرة واحدة افتكرت حاجة مهمة، أيييوووة الرجل اللي دخل عليا و انا بتكلم مع الست و قال أنه جوزها يبقى هو هو الرجل اللي شوفته فأخر الحلم امبارح و كان بيبصلي و بيقول كلام غريب، قومت من مكاني و قولت لحناوي زميلي على اللي حصل بالتفاصيل و كان رد فعله غريب، بصلي و قال ...
- يلا نكمل اللي ورانا و أول ما نخلص شغلنا هاخدك و نروح مشوار مهم جدًا هيفهمنا اللي حصلك ده حصل ليه و تفسيره أيه .
و لما سألته هنروح فين ماقالش لكنه قال أن انا هفهم كل حاجة لما نوصل، خلصنا عدد ساعات الشغل و ركبت العربية مع حناوي اللي كان بيسوق و هو ساكت تمامًا و مابيقولش أي حاجة رغم كلامي الكتير و أسئلتي اللي مبتخلصش لحد ما لقيته فجأة وقف العربية و ركنها قصاد بيت قديم، نزل من العربية و راح خبط على الباب اللي اتفتح و خرجت منه بنت اتكلمت معاه شوية و بعد ما خلصت كلامها لقيته بيشاورلي أن انا أنزل، نزلت و دخلت البيت معاه، كان بيت قديم من دورين، الدور الأول فيه صالون كبير و حوالي أوضتين، ريحة البيت كانت ريحة غريبة و شكل البيت نفسه كان مش مريح، قعدنا ف صالون البيت و انا بسأل حناوي في أيه لكنه برضه ساكت و مابيردش لحد ما خرجت البنت دي من أوضة من الأوض و قالت لحناوي ...
- أتفضل يا داكتور، ستي مستنياكوا جوة.
قام حناوي و شاورلي أن انا كمان اقوم و دخلنا الأوضة اللي خرجت منها البنت، كانت أوضة شكلها غريب و الأضاءة بتاعتها خافتة و مليانة دخان ريحته غريبة و ف أخر الأوضة قاعدة ع الأرض ست لابسة جلابية سودة قاعدة قصاد صنية كبيرة مليانة فحم متوهج، أول ما دخلنا حناوي قال للست دي ..
- أزيك يا حاجة كرامات .
شاورتله الست على الأرض فلقيته دخل و قلع جزمته و شاورلي أن انا كمان اعمل زيه، قلعت جزمتي زي ما حناوي عمل و دخلنا قعدنا قصادها و كان بيفصلنا عنها الصنية اللي قدامها، أول ما قعدنا رفعت راسها و بصتلي و قالت ...
- أبن أصول و خسيس و شيطان عيلة صغيرة و خاينة و وردة ميتة بينهم مظلومة .
رديت عليها و قولتلها ...
- أنتي بتقولي أيه يا ست انتي و انت يا دكتور حناوي يا متعلم يا مثقف جايبنا عند دجالة علشان تضحك علينا و تاخد مننا فلوس و تقول كلمتين و خلاص .
رد عليا حناوي و قال ...
- الست كرامات مش دجالة يا مراد دي ست واصلة و كل أهالي الحي بيشهدوالها بالكرامة و الطيبة لأنها بتساعد لوجه الله و بعدين انت بتتريق عليا و بتقول دكتور و متعلم و و و، هو انت في تفسير علمي للي حصلك ؟
سكت و بصيتله و بصراحة مابقتش عارف أرد و اقوله أيه لحد ما الست قطعت سكوتنا و قالت ..
- العلم و الطب يا ابني لابد من وجودهم لعلاج الجسد العليل أنما الروحانيات لعلاج النفس الممسوسة أو المأذية من شر مش متشاف ولا له تفسير عندكم فالكتب و زي ما ليكم علمكم أحنا كمان لينا علمنا.
قاطعتها و قولتلها ...
- انتوا مين ؟
ردت عليا و قالتلي ...
- أحنا أهل الروحانيات و الكرامات، و بعدين انت جاي تلاقي حل للي بيحصلك و رهف ولا جاي تسأل في شئ مايخصكش .
بصيتلها و انا مستغرب و قولتلها ...
- انتي عرفتي منين أسم بنتي؟
ردت و قالتلي ...
- قرينك قالي على كل حاجة أول ما دخلت لكنه ماقالش على اللي شوفته بالتفاصيل علشان كدة عاوزاك تحكيلي اللي حصل علشان اقدر اكمل الصورة الناقصة عندي.
غصب عني لقيت نفسي بحكيلها كل اللي حصل بقى من أول تعب رهف مرورًا باللي بيحصلها و بيحصلي لحد الرجل اللي شوفته عند الست، خلصت كلامي و لقيت كرامات بتقولي ...
- هات تليفونك المحمول و وريني صورة البنت الضايعة و صورة أمها و صورة بنتك .
طلعت الموبايل من جيبي و طلعتلها الصور اللي قالت عليها و قولتلها على أسم كل واحدة فالصور و بعد ما شافتهم كويس طلعت كيس من وراها و مدت أيدها جواه و طلعت منه حاجات غريبة و حطتها جوة النار و بدأت تتكلم و تقول و هو الدخان خارج بكثافة من الصنية اللي قدامها ...
(بحق أسماؤك التي تجلت ف العلا، و بحق عدد خلقك ف الأرض و السماء أصرف الأذى عن مراد و اصرف ما به من سوء و أجعلهم ساخرين متكلمين بلسانه بحق أسمك الأعظم الجبااااار الجباااار الجباااار)
و هى بتقول الكلام ده حسيت بلساني بيتقل و عنيا بتزغلل و حسيت أن انا بفقد الوعي تدريجيًا، حاولت أتمالك نفسي لكني مقدرتش و فالنهاية أستسلمت و غمضت عيني و أول ما غمضتها سمعت صوت بنتي بتقول ..
- بابا، أنا و أميرة بنلعب مع بعض و سميرة جت قعدت معانا بعد ما هو قتلها .
فتحت عيني بالعافية لقيت نفسي بالليل و واقف وسط مقابر و بنتي قاعدة على الأرض قدام قبر و قصادها بنتين بيلعبوا معاها، أولما شوفتها قولتلها ...
- أنتي أيه اللي جابك هنا يا رهف و بتعملي أيه بالليل ف الترب ؟
قامت من مكانها و جت لحد عندي و وقفت قصادي و قالتلي ...
- أنا كنت بلعب مع أميرة زي ما اتعودت و فجأة لقيتها بتعيط و بتقول أن أختها تعبانة و بعد شوية سكتت و قالتلي أن سميرة خلاص ارتاحت و مبقتش تعبانة و بعد شوية لقينا سميرة أختها جت بس كان شكلها وحش اووي و كانت بتنزل دم من الفتحة اللي فبطنها و لما سألتها مالك قالتلي أن جوز امها قتلها علشان يقدمها قربان للرجل الشرير اللي شكله وحش و لما لقيت شكلها كدة خليتك توصل لمامتها علشان تقول للناس اللي حصلها، قولهم يا بابا قولهم ...
قالت بنتي الكلام ده و بعد ما خلصت لقيتها مسكت ف رجلي و بدأت تعيط بصوت مخيف و تقول ..
- ماتخفش يا بابا ماتخفش انا معااااك، أنا و أميرة و سميرة هنفضل معاك يا بابااا....
و لقتها مرة واحدة بتبعد عني و بتروح ناحية البنتين اللي كانوا قاعدين قصاد المقبرة على الأرض و لقيتهم قاموا وقفوا جنب بعض هم التلاتة و مسكوا ف أيد بعض و فضلوا يهزوا راسهم بقووة لحد ما عينيهم جابت دم بغزارة و بدون أي مقدمات لقيتهم جايين جرري ناحيتي، وقتها غصب عني فتحت عيني علشان الاقي نفسي نايم على سريري و جنبي مراتي و حناوي و هم الاتنين بيبصولي بلهفة، فتحت عيني اكتر بصعوبة و سألت مراتي ..
- أنا فين ؟
طبطبت عليا و قالتلي ...
- أنت ف بيتك يا حبيبي، الحمد لله انك فوقت .
بصيت للدكتور حناوي صاحبي و قولتله ...
- هو أيه اللي حصل ؟
قرب مني و رد عليا و قالي ...
- مفيش يا سيدي الست كرامات قريت عليك قرأن و قالت شوية أدعية و انت اتشنجت و بدأت تتكلم بصوت طفلة و حكيت أن الرجل اللي متجوز الست اللي اسمها أكرام هو اللي خطف بنتها و قتلها لأنه ساحر و بيخطف الأطفال و يموتهم علشان يقدم دمهم قربان للشيطان ولا للجن اللي بيحضره ده و قولت كمان أن جوزها القديم رامز ده هو اللي قتله بعد ما خلاه يقتل بنته أميرة اللي انت كنت بتتكلم بصوتها و بعد كده أغمى عليك و فقدت الوعي تمامًا، ساعتها الست قالتلي أنك لازم تروح ترتاح بعد ما حاولنا نفوقك لكنك بعد ما فوقت و فتحت عينيك كنت لسه برضه مش مدرك انت فين علشان كدة أخدتك و جبتك عالبيت و أول ما وصلنا كلمت البوليس و حكيتله على الرجل ده و بالفعل قبضوا عليه و اعترف أن هو اللي عمل كل البلاوي اللي انت حكيت عليها أثناء ما كنت بتتشنج عند كرامات وقال كمان أنه خلى أكرام مرات الرجل اللي هو قتله تحبه عن طريق السحر و غالبًا الرجل ده هيتعدم بعد ما لقوا عنده ف بيته القديم جثث لأطفال كتير و عرفنا كمان أنه يبقى قريب الست دي و كان عاوز يتجوزها من زمان..
خلص حناوي كلامه و انا مش مدرك ولا مستوعب حقيقة اللي هو بيقوله لكن اللي قاله ده ماهمنيش، انا كل اللي كان يهمني بنتي علشان كده بصيت ناحية مراتي و قولتلها ..
- هى رهف بنتي فين؟؟
بصتلي مراتي و قالتلي و هى بتعيط ...
- الله يرحمها يا مراد ادعي لها بالرحمة .
قومت اتنفضت من مكاني و قولتلها ...
- ماتت ازاي؟؟؟ ، انا عملت كل ده علشان خاطرها، انطقي ماتت ازاااي و انتي كنتي فييين ؟؟؟
لقيتها قربت مني و طبطت عليا و قالتلي ...
- رهف بنتنا يا مراد ماتت من سنين، ماتت و هى عندها ٩ شهور وقت ما جتلها الحمى و الدكاتر ماقدروش يلحقوها، رهف ماتت بعد موت أميرة بنت الست اللي جوزها قتل بنتها التانية بساعتين ...
بصيتلها و انا مش مصدق كلامها و قولتلها ...
- أنتي بتكدبي، ماتت ازااااي، أومال مين اللي كانت بتنام ف حضنك و كنتي بتغطيها بالليل يا كدااابة .
قربت مني و خدتني ف حضنها اكتر و هى بتعيط و قالت ...
- انا كنت بعمل كدة علشان ماتتعبش اكتر، كنت بحاول اخليك تحس بوجودها زي ما الدكتور النفسي قال بعد ما خرجت من المصحة لأنه قال أنك لو اتعرضت لصدمة تانية ممكن تتدخل ف غيبوبة و ماتفوقش منها لكن دلوقتي كان لازم اقولك لأنك بقالك كام يوم بتدخل أوضتها و تفضل تتكلم مع سريرها الفاضي بالساعات .
بصت مراتي لحناوي اللي قالها ...
- انا كلمت الدكتور و قال انه هيبعت ناس تاخد مراد لأنه لازم يرجع المصحة تاني و يفضل فيها لمدة ٦ شهور كمان زي أول مرة و عاوز اتأسفلك جدًا لأني حاولت اساعد عن طريق كرامات لكني مقدرتش ..
خلص حناوي كلامه و بمجرد ما خلص لقيت تلاتة فتحوا باب أوضة نومي و دخلوا كتفوني و نزلوني ف عربية شبه عربيات الأسعاف و ودوني مصحة نفسية بيقولوا أن انا كنت فيها لمدة ٦ شهور من كام سنة بعد موت بنتي و خرجت منها بعد ما حالتي اتحسنت، و أديني اهو قاعد ف أوضتي جوة المصحة و بكتب الكلام ده و بقولكم أن رهف بنتي ما ماتتش، رهف لسه عايشة و بتجيلي لحد النهاردة هى و أميرة و سميرة صحباتها يلعبوا معايا بالليل، أنا مش مريض نفسي ولا بيتهيألي ولا مجنون زي ما هم بيقولوا، أنا بشوف رهف، رهف لسه عايشة ...... تمت

وجدت هذه الأوراق بغرفة الدكتور(مراد رخا) طبيب الأسنان سابقًا و المريض النفسي حاليًا بأحدى المصحات النفسية و قد قال لي طبيبه المعالج بأن حالته أصبحت حالة يصعب علاجها على المدى القصير فهو يتوهم بأن أبنته التي ماتت منذ خمس سنوات مازالت على قيد الحياة، حقًا أن فقدان شخصً عزيز من الممكن أن يُذهب العقل و لكن تبقى الأسئلة التي لا أجابة لها تدور في رأسي و رأسك عزيزي القارئ ...
كيف لمراد أن يعلم بما حدث لأبنة أكرام و كيف له أيضًا أن يعلم بأن زوجها ساحر و قاتل؟؟؟
هل علم كل تلك الأمور بمفرده أم بمساعدة شئًا خفي عن أعيننا لا يراه سواه ؟؟
شئ لا أعلم ماهيته ولا أعلم حقًا هل هو قرين أم جن أم هلاوس سمعيه و بصرية كما قال الطبيب ، أو كما يقول مراد دائمًا ...
(عرفت كل حاجة من رهف....)

تمت

#محمد_شعبان
#العارف

ليست هناك تعليقات