إبحث عن موضوع

قصة قتيل المقابر

صوت خبط ف غية الحمام المهجورة من بعد الساعة ١٢ بالليل لحد أذان الفجر ......

مابقتش بعرف أنام يا بلال يا اخويا من الأصوات اللي بسمعها ف غية الحمام، و مش انا بس اللي بسمع الأصوات دي كل العمارة و أهالي المنطقة كمان بيسمعوا نفس اللي انا بسمعه ...

*************

- و بعدين يا جدتي ؟، أيه الحكاية التانية ؟
كملت جدتي كلامها و قالت ...
- بلال بيحكي و يقول أنه ف يوم من الأيام سمع صوت غريب بالليل و هو قاعد ف الأوضة بتاعته ف وسط المقابر، فتح باب الأوضة و خرج يشوف الصوت ده جاي منين و أول ما خرج أكتشف أن ده صوت رجالة بتتكلم، مشي ناحية مصدر الصوت اللي كان جاي من عند أول المدافن، جري بلال ناحية الصوت و أول ما وصل لقى عربية (سيارة) سودة بتخرج من المقابر بسرعة...
حاول بلال يجري وراهم لا يكونوا حرامية ولا حاجة لكنه مالحقهمش، قرر بلال أنه يرجع للأوضة بتاعته لأن أكيد ماسرقوش حاجة لأنهم مالحقوش يقفوا كتير لكنه و هو راجع سمع صوت أنين جاي من عند مدفن من المدافن ...
وقف بلال و بدأ يقرأ قرأن لكن الصوت ماكانش بيختفي ولا بيروح بل بالعكس الصوت كان بيعلى أكتر و أكتر لحد ما الصوت اللي صاحبه بيتألم ده أتكلم و قال ...(أاااااه، أنا بمووووووت) ..... وقتها عرف و اتأكد أن ده مش عفريت ولا حاجة، و هو يا ابني في عفريت هيقول أنا بموت ؟؟
مشي بلال ناحية المدفن اللي جاي من عنده الصوت و طبعًا هتقول مالقاش حاجة......
لكن فالحقيقة هو لقى، لقى شاب نايم قدام باب المدفن و بيصرخ بصوت واطي، وجه الكشاف ناحيته لقى وشه و جسمه غرقانين دم و عمال يبكي، قرب منه و لمسه عشان يتأكد أنه بني أدم و فعلًا طلع بني أدم و قال بصوت منخفض جداا ...(انا بمووووت، وديني عند أهلي ...) ....
بلال قرب منه و قاله .... (أنت مين؟،،، و جيت هنا ازاي ؟)... رد عليه و قال ....(بطاقتي و تليفوني جوه جيب البنطلون، وديني على العنوان اللي مكتوب فالبطاقة، أنا عاوز اموت وسط أهلي) ..... مد أيده بلال فجيب الشاب ده و خرج البطاقة و وجه الكشاف ناحيتها و عرف العنوان بالظبط و خرج جرررري ناحية الطريق و وقف تاكسي و راح قفل الأوضة بتاعته كويس بالقفل و خد الشاب اللي كان مضروب ضرب يؤدي لموت و ركبه التاكسي و ركب معاه و طلعوا على العنوان.

بيقول بلال أنه مافكرش ف أن أهل الشاب ممكن يأذوه أو يعملوا فيه حاجه ولا فكر ف أي شئ غير أنه يحقق رغبة أنسان بيموت و كمان قال أنه خاف يبلغ البوليس و كمان ممكن البوليس يتأخر علشان كدة عمل اللي عمله و خد الشاب للعنوان اللي كان ف البطاقة و اللي كان عنوان بيت فحي من أحياء القاهرة، نزل بلال و طلع خبط على أول شقة و حكى اللي حصل بسرعة للشاب اللي فتحله و أول ما خلص الشاب نزل جري للتاكسي و هو بيقول ...(أخويا رجع يا حااارة أخويا رجع ياااامااااا، أخويا مامتش) ... نزل بلال معاه و خرجوا الشاب من التاكسي و هو بيتألم و جسمه كله مليان دم، بيحكي بلال و بيقول أن أخوه و هو شايله مع بلال كان بيبكي زي الأطفال و بيقوله ... (ليه عملت فنفسك و فينا كدة يا رامي لييييه) .... رد الشاب عليه و قاله بصوت واطي ... (بلاش تدخلني أي شقة من الشقق، طلعني فووووق عند الغية، عاوز أشوف الغية لأخر مرة قبل ما اموت) .....

أخده الشاب و بلال و طلعوه غية الحمام اللي فوق سطح البيت فعلًا زي ما طلب و أول ما بقى قدامها نام على الأرض و اتكلم و قال ... (أنا بموت يا احمد بس قبل ما اموت وصيتي ليك أنك تخلي أمك و اختك يسامحوني و انت كمان سامحني أنت و مراتك و بتمنى كمان الحمام يسامحني) و بص لبلال و ضحك و كمل كلامه ... (و انت كمان سامحني ياللي ماعرفش أسمك، ألف شكر علشان خلتني أموت فالمكان اللي كان نفسي أموت فيه) و بعد كدة بص للشاب اللي واقف و قال .... (هم اللي خطفوني و فضلوا يعذبوني و يضربوا فيا لمدة يومين، بلغ عنهم يا احمد بلغ عنهم و سامح.....)..... و قطع النفس .

مات الشاب قصاد عيني و أخوه واقف جنبي و انا مش فاهم حاجة و طبعًا بقى أمه طلعت و أخته و ناس كتير و الكل فضل يعيط و يقول (الله يرحمك و يسامحك يا رامي) بعد كدة سألني الشاب اللي فتحلي باب الشقة فالأول اللي هو اخوه (أحمد) و قالي لو محتاج فلوس أو حاجة لكني رفضت و قلتله أن انا هفضل معاه علشان لو احتاج حاجة لكنه قال أن أصحابه معاه و أخد رقمي و كان لازم أرجع شغلي لأني أتأخرت و اهو بكرة هبقى أتصل بيه و أعرف أيه اللي هيحصل ...
عدت الليلة و تاني يوم لقيت احمد بيتصل بيا و بيقولي أن عزاء أخوه بالليل علشان لو حبيت اروح و فعلًا روحت و قومت بالواجب و بعد ما قعدت شوية جيت أمشي لقيته بيقولي (أستنى ماتمشيش و خليك قاعد لحد ما العزاء يخلص علشان عاوز احكيلك حاجة مهمة ..)
فضلت قاعد لحد ما الناس كلهم مشيوا و جه قعد جنبي و اتكلم معايا و قال ....
(أنا أحمد أخو رامي اللي انت جبت جثته أمبارح و كنت عاوز اشكرك لأنك كنت سبب أنه يموت وسطنا و نلاقيله جثة و نعرف ندفنه، و بالنسبة للعربية اللي انت شوفتها فالمدافن اللي بتشتغل فيها فانا هقولك دول يبقوا مين، دول يا سيدي تجار مخدرات أصحاب رامي اخويا و ماتستغربش لما أقولك أصحابه لأنه قبل ما يحصل اللي حصل كان شيطان فصورة بني أدم و على فكرة ده ماكنش طبعه فالأول، فالأول رامي كان بيحب يربي الحمام و كان عامل بأيده هو و اصحابه الغية اللي انت شوفتها دي و كان ماليها حمام لحد ما ابويا أتوفى و من بعد وفاته رامي اتغير و بقى يدخن و يسهر برة البيت و ماحدش بقى قادر عليه و زي ما تقول كدة خد موت أبونا فرصة و خد حريته زيادة عن اللزوم و مش بس كدة ده خسر كل اصحابة القدام و بقى له أصحاب شكلهم غريب و طريقة كلامهم بتدل أنهم شاربين مخدرات و مع مرور الأيام رامي بقى أفظع و بقى معروف فالمنطقة كلها بأنه بيشرب مخدرات و بدء يبيع فالحمام و صبحت الغية بتاعته مهجورة و بعد ما خلص كل فلوسه بقى بيضرب أمه و أخته و ياخد فلوسهم و بقى بيضربني أنا كمان مع أني أخوه الكبير وده لما باجي بس أقف قصاده أو أقوله أن اللي هو بيعمله ده غلط و مع مرور الأيام أتسدت كل الطرق ف وش رامي و اختفى من المنطقة و مابقاش يجي البيت و لما سألنا الأشكال اللي كان بيقف معاهم قالوا أنه واخد كمية بودرة كبيرة من تاجر مخدرات كبير و بيدور عليه علشان ياخد فلوسه أو يفضل يضرب ف رامي مقابل الفلوس دي و علشان كدة رامي مستخبي لكنه بعدها بفترة جه البيت قرابة الفجر و طلب مني فلوس و قالي أنه لازم يتصرف ف فلوس و ألا هيموتوه لكني حقيقي ماكنش معايا فلوس و قولتله أتصرف انت زي ما ورطت نفسك، زعل مني و خد بعضه و نزل و اختفى لمدة يومين و بعدهم جيت انت و معاك جثته و أكيد هم لاقوه و فضلوا يضربوا فيه و بعد ما قرب يموت جم رموه فالمقابر اللي انت بشتغل فيها و اهو انت بكرمك جبته عندنا، ربنا يكرمك و يجعله فميزان حساناتك و انا اوعدك أنك لو احتجت أي حاجة هتلاقيني فضهرك، و طبعًا مابلغتش الشرطة ولا هبلغ لأنهم كتيير و ممكن يأذوني أنا و اختي و امي و مراتي) ...
بيكمل بلال و بيقولي يا ابني أنه كده فهم و روح و عرف ينام و هو مرتاح لأنه حس أنه عمل حاجة صح و فضلت علاقته كويسة مع أحمد أخو رامي الله يرحمه و ف يوم لقى أحمد بيتصل بيه و بيقوله أنه عاوز يقابله و فعلا يا ابني راح قابله و بيقول أنه لما شافه كان شكله مبهدل و وشه مجهد كأنه مش بينام بقاله زمن و بدأ يتكلم معاه و يقوله ...
(صوت خبط ف غية الحمام المهجورة من بعد الساعة ١٢ بالليل لحد أذان الفجر ......

مابقتش بعرف أنام يا بلال يا اخويا من الأصوات اللي بسمعها ف غية الحمام، و مش انا بس اللي بسمع الأصوات دي كل العمارة و أهالي المنطقة كمان بيسمعوا نفس اللي انا بسمعه، بنسمع صوت رامي و هو بيصرخ و بعد كدة أصوات خبطات و ناس بتصرخ و كأن الغية بتتهد أو بتقع و لما بطلع أشوف في أيه مش بلاقي حاجة و بمجرد ما بنزل بترجع الأصوات تاني لحد ما امبارح بالليل سمعت نفس الصوت لكني قررت أشغل القرأن و اطلع و أجمد قلبي كدة لكني أول ما طلعت للغية صوت القرأن سكت و الموبيل أنطفى خالص و سمعت صوت رامي اخويا من ورايا بيقول .... الغية دي بتاعتي و هتفضل بتاااعتي يا احمممد .... انا أول ما سمعت الصوت ده نزلت جررري و رجعت شقتي و فضلت صاحي لحد دلوقتي و مش عارف انام و لا عارف اتصرف لكن كل اللي جه فبالي بما أنك تربي و كدة فأكيد تعرف شيوخ و ناس بتفهم فالأمور دي و ممكن تساعدني و توصلني بحد منهم يقولي أنا ممكن أعمل أيه علشان أخلص من الأصوات دي لأن كل الحي بيشتكي منها و حقيقي مش بنعرف ننام) ...
بيقول بلال يا ابني أنه أخده لشيخ محترم و خلاه قعد معاه و حكى له اللي حصل و كان رد الشيخ كالأتي ...
(أنت يا ابني لازم تهد الغية دي لأن سكن فيها قرين أخوك اللي متعلق بيها جداااا و كمان لأن اخوك مات فيها ف مفيش حل تاني غير أنك تهدها و ترش ف أرضيتها كل يوم ماية و ملح و تشغل قرأن فالمكان لمدة أسبوع و بعد كدة بأذن الله كل حاجة هتختفي، و يفضل بعد ما تهدم الغية بلاش حد يطلع سطوح البيت بعد ١٢ بالليل لحد الفجر علشان ممكن يكون القرين موجود لكنه مش هيصدر أصوات و لا هيزعجكم و قبل ما انسى صحيح بعد ما تهدم الغية لازم تحرق كل الخشب اللي هيخرج منها علشان ماحدش ياخده و يتأذي بسببه و الله أعلم ...)

راح أحمد عمل اللي الشيخ قال عليه و فعلًا الأصوات سكتت لكن بقى السطح بتاع البيت مهجور و ماحدش بيطلعه بالليل و لو حد طلعه بيكون الصبح و مش بيشوف حاجة .

- ها يا حاجة و بعدين ؟
- ولا قبلين عاوز تعرف ايه تاني ؟
- أيه بلال ماقالش حاجة تاني ؟
- لأ ماقالش بس انا هروح علشان أزور قريب و اوعدك وقت اما اروح هاخدك معايا و تسمع انت منه و تتأكد من كل حاجة و بعدين كفاية عليك كدة.
- ماشي يا حاجة ماشي .
- أيه ماشي دي مفيش شكرا يا ماما ربنا يخليكي لينا يا قمر .
- ربنا يخليكي لينا يا ست الكل .

و قومت بوست أيدها و راسها و شكرتها و بكدة تكون أخر حكاية من حكايات التربي خلصت و أوعدكم بأن أنا هروح لبلال قريب و هسمع منه و هسأله عن كل حاجة فالحكايات اللي فاتت و ممكن أعمل معاه لقاء صوتي (إذا وافق) و في النهاية ليكم الحرية فالتصديق من عدمه و ده بعيدًا عن رأيي الشخصي اللي بحتفظ بيه لنفسي ...

تمت

#محمد_شعبان
#العارف

ليست هناك تعليقات