إبحث عن موضوع

قصة الخادم المخلص

الخادم المُخلص

بَعد مُنتصف الليل، قاعد في البيت فاتح اللاب بخلص شُغل لازم يخلص بسرعة، وفجأة لقيت الباب ببخبط جامد، قُومت مَفزوع وروحت افتح الباب.
- أستاذ "تامر".. أنا "أحمد" جارك اللي ساكن في الشقة اللي قصادك، أنا أسف لو جيت متأخر في وقت زي ده، أرجوك تعذرني، ااا أنا محتاج مساعدة.
- مالك عرقان كدة ليه!، و وشك مخطوف زي اللي عامل عاملة؟
- أنا فعلًا عامل مُصيبة.
- طب تَعالَ اقعد، ونتكلم، وتحكيلي ايه اللي حصل.
قعدنا وبدأ يحكي:
- من يومين سَمعت إن في جانب مظلم للإنترنت ، وإن اللي بيدخل العالم ده أو حتى بيفكر في البحث عنه، الموضوع مبيعديش معاه على خير خالص، ولازم ينتهي الأمر بموته، ولما سألت عنه قالولي أنه عبارة عن عالم من الجن بس مش في الواقع.. على الإنترنت، من ساعة ما عرفت ومش عارف ابطل تفكير في الموضوع ده، ازاي فيه جن في النت!!.. أكيد خرافة.
- وبعدين!
- قررت من شوية اخش بنفسي واشوف، وبداخلي يقين إني مش هلاقي حاجة، مسكت تليفوني وبحثت لقيت عكس ما توقعت، لقيت جرائم وحاجات بشعة، وفيه ناس كتير ماتوا لمجرد محاولة إختراق، بس برضو مش مقتنع من جوايا.
زهقت وقررت أقفل اللي أنا فاتحه ده وأدخل أنام.
بدأت اروح في النوم لكني سمعت حد بيهمس جنب ودني الشمال وبيقول:
( محاولة دخولك توجب عليك الموت أو البقاء )
مديت ايدي جنبي بسرعة، لكني ملقتش حاجة، الفكرة إن مفيش نور حواليا لاني بنام في الضلمة كعادتي، بعدها هوا سخن زي ميكون حد بيتنفس جنب ودني اليمين، خوفت امد ايدي المرة دي، واقف متسمر في مكاني مش عارف اتحرك، أو مش عايز اتحرك.. وفي وسط الهدوء ده سمعت صوت الأنتريه وراية بيتحرك، والصوت يشتد والكراسي تتهبد واسمع حاجات بتتكسر، بلف براحة ورايا لقيت عين حمرا منورة في نص الضلمة دي بتبصلي.. بعد ما شوف العين وقعت على الأرض من الفزع.
بعدين قمت وجريت برا الشقة وجيت على هنا، ابوس ايدك ساعدني، عارف إني غلَّط مكنش ينفع ادخل في اللي مليش فيه، ارجوك ساعدني.
- اهدا كدة و روق مفيش حاجة، احنا قاعدين مع بعض دلوقتي، محصلش حاجة.

وأنا بتكلم النور قطع.
- شوفت مش قولتلك، أكيد مش هيسيبوني.. ايه ده في حاجة بتمسكني من ايدي ايه ده!!.. اااااااااه اااااه اااه.
- سمعته عمال يصرخ ويتوجع زي أكنه بيتعذب.
بعدها النور جه، ببص القيه واخد كذا طعنة ومدبوح جنبي، والدم حوليا في كل حتة..

بكل هدوء روحت نحية اللاب بتاعي، لقيت عليه فيديو كان متسجل في الوقت اللي كانت الدنيا ضلمة فيه، بس الغريب أن الدنيا مكنتش ضلمة.
الفيديو لقيت تامر كان بيتكتف، ويطعن، وبعدها وقع على الأرض وبيدبح، واللي كان بيعمل فيه كدة أنا.
خلص الفيديو، وكتبت الرسالة الإلكترونية دي( الأن انهيت عملي الذي ظللت مستيقظًا لأجله، قلت لي يا سيدي إنه سيأتي، وقد جاء، نفذت أمرك وقمت بذبحه مثلما أمرت، فأُعلمكم أنه ما كان فعلي هذا إلا أملًا في أن ترضوا عني، خادمكم المخلص: ......... ).

تَمَت.
شهاب الدين أشرف

ليست هناك تعليقات