إبحث عن موضوع

قصة عيون 👀

"إتفضل إستريح..... إسم حضرتك و سنك و الوظيفة"

" دكتور عصام عبد الحميد، طبيب أسنان، عندى إتنين و أربعين سنة"

"زمايل يعنى! أهلاً بحضرتك يا دكتور عصام"

"شُك..شُكراً يا دكتور أحمد. ربنا يخليك"

"حضرتك عارف طبعاً إن خصوصية الضيوف عندى من أهم العناصر. حضرتك هتحكيلى و تأكد تماماً إن إللى هتقولهولى هنا محدش تالت هيعرفُه...إيه الموضوع؟ إحكيلى كُل إللى تاعبك"

" يا دكتور أنا ولا عارف أشتغل ولا أكُل ولا أنام... عيون! عيون بتطاردني في كل مكان"

"عيون؟.. زي عيون الناس؟ نظرات يعني و تركيز؟"

"لا!!! عيون بس.. عيون علي الحيطة، في المرايات، في عربيتي، في طبق الاكل اللي باكل منه، في... "

" إهدا بس، إهدا ... عيون قائمه بذاتها؟"

” أيوه، عيون بتتفتح و تبصلي بشكل مرعب... بجرى منها في الشارع زي المجنون.. حط نفسك مكاني، وانت في الحمام تلاقي عين اتفتحت في الحيطه و تبصلك.. تبص في مراية العربيه تلاقي عين كبيره بتبرقلك“

" عيون لونها واحد؟ شكلها واحد؟"

"ألوان مختلفه و أشكال مختلفه... بص النظرة واحد... التبريقه واحد"

"بدأ الموضوع ده من امتي؟"

"من شهرين بالظبط, جاتلي مريضه بتشتكي من ضرس العقل، كانت عايزه تخلعُه. خدرتها و سيبتها دقايق البنج ياخد وقته و بدأت أشتغل. فتحت بقها!! مفيش ثواني و عين خضرا كبيرة اتفتحت من جوه حلقها و بصتلي!! اتفجعت و سيبت الأدوات. سألتني في حاجه؟ قولتلها لا لا. أنا بس مجهد شويه. سألتني لو حابب أعتذر و تيجي تاني يوم. قولتلها لا... كملت شغلي عادي و محصلش حاجه.

 دخلت الممرضه قالتلي إن مفيش حالات تاني، و هي بتديني ضهرها و ماشيه لقيت عين تانيه زرقا!! من راسها من ورا يا دكتور!! نفس النظره المرعبه"

"كمل يا دكتور عصام.... كمل"

"خرجت من العياده, اتوجهت لعربيتي، و الأغنيه الزفت بدأت تشتغل"

"أغنية؟... أغنية إيه؟"

"عيون، عيون، عيون... كُل العالم عيون"

"الكينج!! خد بالك كده هزعل هههههه"

"الكينج علي عيني و راسي يا دكتور المشكله ان الاغنيه شغاله في كل مكان و أنا نايم و أنا صاحي... في مكان"

"أنا بضحك معاك يا دكتور عصام... فك كده و كل حاجه هتتحل... كمل"

"الُأغنية دى بتتعاد مليون مرة فى اليوم. فى دماغى, الكاسيت, التلفزيون. أى مكان لدرجة إن أنا أغلب الوقت كنت بحطن قطن فى ودانى و أنا نايم عشان مسمعش حاجة"

"دكتور عصام, فى أى صدمات حصلتلك فى حياتك؟ أقصد مثلاً موقف حصل و مقدرتش تتحملُه؟"

"لا يا دكتورأحمد خالص...."

"طيب فى موقف حصلك حسيت بعدُه بالذنب؟"

"لا....مفيش...."

"دكتور عصام...حضرتك هنا عشان تفتحلى قلبك و تحكى و بنائاً على كلامك هقدر أساعدك"

"أنا هحكيلك يا دكتور أحمد... هحكيلك. أنا أصلاً شريك فى مستشفى مع إتنين دكاتره أصحابى. ليا عدد معين من الأسهم كان مخلينى فى منصب الإداره فى المستشفى. قبل بداية إللى بيحصل ده, تحديداً قبلها بشهرين, جالى عيله ومعاهم رجل عجوز و كان تقريباً ميت. حضرتك عارف إن الحالات دى أغلب المستشفيات مش بتقبل بيها"

"طبعاً...كمل كلامك"

"قابلتهم و حاولت كتير أقنعهم إن كُل حاجه بين إيدين ربنا. و إن مينفعش نقبل حاله تقريباً بتموت. حصل شد و جذب جامد ما بيننا و إنتهى الموضوع بإنى إتعصبت عليهم و قولتلهم إن مفيش فى إيدى حاجه و لو سمحتوا مش هينفع الفضايح إللى بتحصل دى. تحديداً كان الحوار مابينى و بين واحدة ست تقريباً دى بنتُه. ردت عليا رد مصحوب بإبتسامه غريبه و قالتلى جُمله واحده:

"إللى تشوفو...إحنا هنمشى خلاص...بس إستحمل إللى هتشوفو"

"يعنى حضرتك كان فى إيدك تساعدهُم؟"

"يا دكتور والله أبداً... الحالات إللى شبه ميته مينفعش نقبلها. عشان لو قبلناها و ماتت فى المستشفى أهل الحاله مستحيل يقتنعوا إن الحاله ميئوس منها و هيحصل مشاكل و خناق و ده هيأثر على سمعة المستشفى.. و بعدين أنا فرد فى مجموعة, و دي سياسة مسشتفى"

"كمل يا دكتور....و بعدين؟"

"بدأ يجيلى شعور رهيب بتأنيب الضمير. فضلت أحلم بالراجل و بنتُه و هما واقفين بيقولولى (إستحمل إللى هتشوفوا, إستحمل إللى هتشوفو, إستحمل إللى هتشوفو) و بعد كده بدأ موضوع العيون. فى كُل مكان, فى بيتى, فى المستشفى, فى الشارع, فى الحمام!!"

"إهدا يا دكتور إهدا............. بُص يا دكتور. واضح إن حضرتك جالك هلاوس سمعيه و بصرية نتيجة الإحساس بالذنب. أنا عارف إن حضرتك حسك العملى قالك إنُه مينفعش تستقبل حاله بتموت, بس حضرتك إنسان و واضح إنك طيب و عندك ضمير و ده خلاك تتعذب بضميرك إنك محاولتش مع الراجل, أنا هكتب لحضرتك مُهدئات دلوقتى و هتجيلى تانى الإسبوع الجاى"

"تفتكر فى أمل يا دكتور إنى أخف؟ أنا مستقبلى و سمعتى هيضيعوا..أنا السبب إنى رجعت أفتح عيادتى تانى إن زمايلى شالونى من الإدارة و هكتفى بالربح إللى بيطلعلى بس...مش هينفع بعد العُمر ده يتقال عليا مجنون!!"

"دكتور عصام كُل حاجه بإيد ربنا. و أنا شايف إن حضرتك لازم تعمل زيارة لأهل الراجل. لازم تشرح ليهم موقفك و لازم تمشى من عندهم و هما مقتنعين إنه مش بإيدك و إنهم مسامحينك....ده هيساعدك إنك ترضى ضميرك على فكره.... بس مقدرش أغصبك على ده إلا لما نمشى على العلاج الأول...يعنى العلاج التانى ده إختيارى"

"شُكراً يا دكتور أحمد ...أشوفك الإسبوع الجاى"

"مع ألف سلامة يا دكتور عصام"

8/5/2016

"أهلاً أهلاً دكتور عصام...لا لا حاسس إنك جاى مرتاح المرة دى..فى إبتسامة مشوفتهاش المرة إللى فاتت"

"الحمد لله يا دكتور أحمد. أنا عملت بنصيحتك و روحت أزورهم, هُما ناس طيبين جداً. شرحت ليهم الموقف و إتكلمت معاهم كتير و الحمد لله كمان  "الحاج سالم" كويس و بخير و صحتُه كويسه و ده إللى خلانى إتبسطت أكتر"

"الحاج سالم ده.....؟"

"أيوه الراجل العجوز إللى كان بعد الشرعليه بيموت, ربنا كتبلُه عُمر جديد و صحتُه زى الفُل"

"الحمدُلله يا زميلى العزيز...بس برضُه عايزك تمشى على المُهدئات. لازم  نخلص كورس العلاج"

"حاضر يا دكتور..صحيح نسيت أقولك تانى يوم بعد ما جولى المستشفى, حد من العيله عندهم كان جاى يعتذرلى على طريقتُه معايا. و عطالى هديه. و أنا من عصبيتى أخدتها حطيتها عندى فى الدُرج من غير ما أفتحها, فا لما روحتلهم الزيارة سألونى عليها ... إستنى, أنا جايبها معايا... "

"سيبك من أى حاجه دلوقتى..المُهم إنت حاسس بإيه؟"

"أنا مرتاح و مبسوط جداً الحمدلله... و رجعت للشغل تانى و مش بشوف أى حاجه"

"بس إنت هتشوف يا دكتور......."

"نعم؟.......هشوف إيه؟"

"هتشوف يا دكتور... هتشوف يا دكتور... هتشوف يا دكتور... هتشوف يا دكتور..."

"إيه ده فى إيه؟ دكتور أحمد فيه إيه؟ إنت بتقول كده ليه؟!!"

"عيون عيون عيون...كُل العالم عيون... عيون عيون عيون...كُل العالم عيون"

"إبعد عنى...عايز منى إيه؟!!! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..إبعد عنى...حرام عليكم سيبونى فى حالى..حرام عليكم...أنا إتأسفت...حرام عليكم"

"عيون...عيون...عيون...عيون... عيون..."

8/5/2016...الساعة 10 مساءاً

"دكتور أحمد ممُكن تحكيلى إيه إللى حصل بالتفصيل؟"

"والله يا حضرة الظابط حاجة غريبه. دكتور عصام الله يرحمُه جالى من إسبوع كان بيشتكى من هلاوس سمعية و بصرية, و فتحلى قلبُه و إتكلم عن كُل إللى حاسس بيه. كتبتلُه مُهدئات و شوية نصايح يعملها. و كان معاد جلستنا التانية النهاردة. جالى و هو مبسوط و مرتاح و قاللى إن الدوا جاب نتيجة و نصايحى إللى قولتهالُه نفعت, و أنا بكلمُه بسألُه إنت لسة بتشوف حاجه؟ قاللى لا. و فجأة فضل يصرُخ و يزعق و يقول إبعد عنى! إبعد عنى! فضلت أهدى فيه و أقوله (إهدا يا دكتور عصام إهدا) و هو تقريباً مش شايفنى من نوبة الفزع إللى جاتلُه. جيت أٌقرب منُه عشان أهديه....للأسف...نط من البلكونة"

"مكانش باين عليه أى حاجه خالص؟"

"خالص يا فندم, كانت نفسيتُه بدأت تتحسن. إحنا مخدناش وقت طويل فى العلاج....الله يرحمُه!"

"الله يرحمُه!....تمام يا دكتور...لو إحتجنا حضرتك فى القسم هنكلمك, ده لو مش هنزعجك...السلام عليكم"

"لا خالص يا حضرة الظابط تحت أمرك, مع ألف سلامة...مسكين يا دكتور أحمد!"

"دكتور حضرتك هتستنى شوية؟"

"لا يا ثريا إمشى إنتى...أنا هاخد حاجتى و أٌقفل العيادة....................... إيه ده؟ الشُرطه مأخدتش بالها من الصندوق إللى كان مع دكتور عصام..هاخدُه معايا و بُكرة هبقى أروح أسلِمُّه لقسم الشرطه...... الصندوق ده فيه إيه صحيح؟......"

"عيــــــون عيــــــون عيــــــون♪, كـــــل العــــــــــالم عيــــــون♬. كـــــل العــــــــــالم عيــــــون♬. كـــــل العــــــــــالم عيــــــون♬. كـــــل العــــــــــالم عيــــــون♬"

"يا حلاوة, إنتى بتشغلى الراديو لوحدك؟ أنا قولت من الأول دى عربية خُرده.. منه لله إللى كان السبب "

"باااااشاااااااااا!! أهلاً يا باشا أهلاً...تحب أمسحلك العربية؟"

"فى إيه يا عبدُه؟ حد يطلع لحد كده؟!! ماشى يا عبدُه إمسحها... بس الله يكرمك بذِمّه شويه أحسن متبهدله تُراب"

"تحت أمرك يا دكتور, هروقهالك"

"روقها ياخويا....فيه إيه الصندوق ده بقى...."

"تمام يا دكتور...شوف بنفسك... شوف بنفسك... شوف بنفسك... شوف بنفسك... شوف بنفسك..."

"إيه يا عبُده؟ شارب إيه على المسا؟...... إيه ده ....دى عين!...عين بنى أدم!"

" هتشوف بنفسك... هتشوف بنفسك... هتشوف بنفسك... هتشوف بنفسك...!!"

"إيه ده؟ إيه إللى فى جبهتك يا عبدُه؟؟ إيه ده؟؟ إيه إللى بيحصل...إبعد عنى يا عبدُه!! إبعد عنى!! إبع.........."

"كـــــل العــــــــــالم عيــــــون♬. كـــــل العــــــــــالم عيــــــون♬. كـــــل العــــــــــالم عيــــــون♬"

ليست هناك تعليقات