قصة الشدة المستنصرية
"الإنسان يحمل جميع الصفات السيئة بداخله ، ولكنه فقط يُخزنها للظروف والمواقف الصعبة !"
هل احنا في اسوء عصر مر على مصر ؟
هل غلاء الأسعار دلوقتي هو اقصى غلاء حصل ؟
هل احنا فعلًا بنمر بالسبع سنين العجاف ؟
هل مفيش ٱكلين لحوم بشر في تاريخ مصر ؟
لو مكلتش إسبوع ، وعرضت عليك تاكل جارك ، هل هتوافق ؟
بالتأكيد انت بتهز رأسك بالنفي دلوقتي ، طب لو قعدت في مجاعة ٧ سنين ؟
قبل ما ترد ، هعرض عليك حبة معلومات عن تاريخ مصر القديم خصوصًا ما بين ١٠٣٦- ١٠٩٤م
في عهد الحاكم المُستنصر بالله الفاطمي ، كُل كارثه في العالم ، ليها مراحل ، مثلًا الإحتباس الحراري مجاش بين يوم وليلة !
كذلك الشدة المُستنصرية
وكانت ليها بالظبط ٧ مراحل
وهفردهملك على الورق بالتفصيل ..
أول مرحلة :- جفاف نهر النيل
تاني مرحلة :- إنعدام الزراعة ، وده شىء طبيعي بسبب الجفاف
ثالث مرحلة :- غلاء الأسعار ، هتصدقني لو قولتلك إنك ممكن تبيع ولد من أولادك علشان قُرص عيش هيخليك عايش لمدة كام يوم زيادة بس ؟
أكيد مش هتصدقني .
رابع مرحلة :- أكل الحيوانات ، تخيلت حجم الكارثه ؟ أكيد لا ، هتتخيلها في الكام مرحلة الجاية
خامس مرحلة :- غلاء أسعار الحيوانات ، وعدم وجودها من الأساس !
التُجار في كل زمن ، ليهم سياسة مُعينة للجشع ، حتى لو كان في وقت مجاعة !
سادس مرحلة :- أكل جثث الناس ، وأنت كده بدأت تتخيل حجم المُصيبة .
سابع مرحلة :- قتل الناس لبعض علشان ياكلوا !
الناس كانت بتقف فوق البيوت بخطاطيف وكلاليب ، علشان يصتادوا ، والمعنى اللي أقصده بالصيد ، مش سمك ، لا كانوا بيصتادوا بشر ، كانوا بيصتادوا بعض !
أعتقد إنك دلوقتي بدأت تتخيل معايا ، مش كده ؟
طيب احنا قولنا المراحل اللي حصلت بس بردو احنا لسه معرفناش الأسباب اللي ادت لكدا
خلونا نحكيلكم الاسباب من اول بالتفاصيل
في عصر الدولة الفاطمية تحديدًا عهد المستنصر بالله حصلت أكبر فاجعة في تاريخ دولة عمرها ٧٠٠٠ سنة
لو السد العالي مش بيشكلك أهمية فلازم تعرف إن قبل بناءه وقت انخفاض منسوب مياه نهر النيل ، وده كان بيسبب عدة أزمات منهم ازمتين في عهد المستنصر بالله .
حصلت الأزمة الثانية والاكثر قسوة عام ٤٥٧ هجريًا بعد تدخل والدة المستنصر في الحكم وكثرة تغيرها للوزراء الوصل لتغير وزير اسبوعيًا واحيانًا بشكل يومي وده ادى لتذبذب الأحوال في الدولة
السبب الثاني هو انقسام الجيش وحربه ضد نفسه بعد إتحاد الجنود الأتراك مع البربر ضد الجنود السودانيين ونفيهم إلى الصعيد وبعدها إنقلب الجنود الأتراك على البربر وطردوهم إلى الوجه البحري وسيطر الجنود الاتراك على القاهرة وقطعوا الطرق وسرقوا الغلات وده ادى إلى زيادة أسعار البضائع وعلى الجانب الآخر الجنود
السبب الثالث : السودانيين نشروا فسادهم في الصعيد واستولوا على المحاصيل الزراعية بجانب الأزمة الرئيسية وهي انخفاض منسوب مياه النهر اللي تتبعه تصحر الأراضي الزراعية وفساد المحاصيل ، الأزمة لم تستمر سنة او اتنين ، إستمرت سبع سنوات كاملة وصل فيهم سعر رغيف الخبز ١٥ دينار وسعر بيضة الفرخة ١٠ قراريط
وصل الأمر بإن سيدة باعت عقد ثمين جدًا بألف دينار علشان تشتري القليل من القمح اللي اتسرق منها في الطريق واتبقى ما يكفي لخبز رغيف واحد طلعت بالرغيف ده فوق صخرة عالية وصرخت في الناس بسخرية " ادعوا للمستنصر بدوام عمره ، انظروا إلى مدى الرخاء فرغيف الخبز هذا ثمنه ألف دينار "
*****
الاكثر فجاعة أن سعر الحيوانات زي القطط والكلاب سعرها أصبح للأثرياء فقط ، مش للأقتناء ، للأكل !
لما وصل الغلاء بصعوبة شراء السلع الغذائية على الأثرياء بدأ الناس تاكل الحيوانات لحد ما وصل الأمر أن القطط والكلاب اختفت من الشوارع
في حداثة مذكورة عن ان الوزير كان بيحقق في أحد القضايا وبعد ما يخلص تحقيقه يخرج ميلاقيش بغلته لانها اتاكلت ..
أمر الوزير بصلب ثلاثة من ٱكلين بغلته اللي تاني يوم ميفضلش منهم غير عظام!
خلينا ناخد الموضوع ، من شكل جانبي شوية ، خلينا نتكلم عن المُستتصر بالله ، وذكائه في حل المُشكلة اللي دامت ٧ سنين عجاف ، التُجار كانوا سر المشكلة ، بعد الجفاف وإنعدام الزراعة ، وحالة الطمع والجشع وغلاء الأسعار كانت سبب كبير من أسباب المجاعة ، المُستنصر بالله جمع كل التُجار ، والخبازين ، وجاب بعض الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام ، وأمر إنهم يلبسوا كويس ، ويبانوا كإنهم تُجار ، في وسط قعدة المُستنصر بالله مع التُجار والخبازين ، أمر أحد رِجاله ، بإنه يدخل واحد من المحكوم عليهم بالإعدام المُتنكرين في زي تُجار !
وقال وقتها "لقد سرقتني ، وتسببت في نشر الخراب في أنحاء البلاد ، وتظهر بهيئة جميله ومُهَندَمَ ؟”
أمر أحد رجاله وقال "إضرب بعنقه"
معناها أقطع راسه !
الرُعب بان على وشوش التُجار ، وإتكرر الموضوع مرتين ، وتلاتة ، وأربعة !
التُجار إرتعبوا !
وبدأ يدي المُستنصر بالله الأوامر ، منها إنهم يرخصوا الأسعار ، ويبدؤوا يشتغلوا بشدّة ، علشان المِحنة تعدي ، وأكيد بعد اللي شافوا ، مرفضوش !
استعان المستنصر ببدر إبن عبدالله الجمالي
وعينه وزير للبلاد
اهتم بالزراعة وعدل طريقة الري بعد تصليح قنوات المياه وكان المحصول من نصيب الفلاح ، لمدة ٣ سنين وبعد كده من نصيب الدولة ، كان بدر الجمالي سبب رئيسي في انتهاء الشدة المستنصرية والقضاء على اكبر مجاعة في تاريخ مصر وتقديرًا ليه اتسمى حي من اكبر احياء القاهرة على اسمه " حي الجمالية "
نهر النيل بدأت ترجع المياه تجري فيه تاني ، الزراعة قامت ، البلد بدأت تقوق من بعد ٧ سنين جايين من جُهنم .
دلوقتي سؤال ليك ، لو كُنت في ال٧ سنين دول ، وسئلتك نفس السؤال اللي في البداية ، هتاكل جارك فعلًا ؟
ولا هتموت من الجوع ؟
أعتقد إن احنا جاوبنا عن الموضوع ده من سنين كتيره أوي
هل احنا في اسوء عصر مر على مصر ؟
هل غلاء الأسعار دلوقتي هو اقصى غلاء حصل ؟
هل احنا فعلًا بنمر بالسبع سنين العجاف ؟
هل مفيش ٱكلين لحوم بشر في تاريخ مصر ؟
لو مكلتش إسبوع ، وعرضت عليك تاكل جارك ، هل هتوافق ؟
بالتأكيد انت بتهز رأسك بالنفي دلوقتي ، طب لو قعدت في مجاعة ٧ سنين ؟
قبل ما ترد ، هعرض عليك حبة معلومات عن تاريخ مصر القديم خصوصًا ما بين ١٠٣٦- ١٠٩٤م
في عهد الحاكم المُستنصر بالله الفاطمي ، كُل كارثه في العالم ، ليها مراحل ، مثلًا الإحتباس الحراري مجاش بين يوم وليلة !
كذلك الشدة المُستنصرية
وكانت ليها بالظبط ٧ مراحل
وهفردهملك على الورق بالتفصيل ..
أول مرحلة :- جفاف نهر النيل
تاني مرحلة :- إنعدام الزراعة ، وده شىء طبيعي بسبب الجفاف
ثالث مرحلة :- غلاء الأسعار ، هتصدقني لو قولتلك إنك ممكن تبيع ولد من أولادك علشان قُرص عيش هيخليك عايش لمدة كام يوم زيادة بس ؟
أكيد مش هتصدقني .
رابع مرحلة :- أكل الحيوانات ، تخيلت حجم الكارثه ؟ أكيد لا ، هتتخيلها في الكام مرحلة الجاية
خامس مرحلة :- غلاء أسعار الحيوانات ، وعدم وجودها من الأساس !
التُجار في كل زمن ، ليهم سياسة مُعينة للجشع ، حتى لو كان في وقت مجاعة !
سادس مرحلة :- أكل جثث الناس ، وأنت كده بدأت تتخيل حجم المُصيبة .
سابع مرحلة :- قتل الناس لبعض علشان ياكلوا !
الناس كانت بتقف فوق البيوت بخطاطيف وكلاليب ، علشان يصتادوا ، والمعنى اللي أقصده بالصيد ، مش سمك ، لا كانوا بيصتادوا بشر ، كانوا بيصتادوا بعض !
أعتقد إنك دلوقتي بدأت تتخيل معايا ، مش كده ؟
طيب احنا قولنا المراحل اللي حصلت بس بردو احنا لسه معرفناش الأسباب اللي ادت لكدا
خلونا نحكيلكم الاسباب من اول بالتفاصيل
في عصر الدولة الفاطمية تحديدًا عهد المستنصر بالله حصلت أكبر فاجعة في تاريخ دولة عمرها ٧٠٠٠ سنة
لو السد العالي مش بيشكلك أهمية فلازم تعرف إن قبل بناءه وقت انخفاض منسوب مياه نهر النيل ، وده كان بيسبب عدة أزمات منهم ازمتين في عهد المستنصر بالله .
حصلت الأزمة الثانية والاكثر قسوة عام ٤٥٧ هجريًا بعد تدخل والدة المستنصر في الحكم وكثرة تغيرها للوزراء الوصل لتغير وزير اسبوعيًا واحيانًا بشكل يومي وده ادى لتذبذب الأحوال في الدولة
السبب الثاني هو انقسام الجيش وحربه ضد نفسه بعد إتحاد الجنود الأتراك مع البربر ضد الجنود السودانيين ونفيهم إلى الصعيد وبعدها إنقلب الجنود الأتراك على البربر وطردوهم إلى الوجه البحري وسيطر الجنود الاتراك على القاهرة وقطعوا الطرق وسرقوا الغلات وده ادى إلى زيادة أسعار البضائع وعلى الجانب الآخر الجنود
السبب الثالث : السودانيين نشروا فسادهم في الصعيد واستولوا على المحاصيل الزراعية بجانب الأزمة الرئيسية وهي انخفاض منسوب مياه النهر اللي تتبعه تصحر الأراضي الزراعية وفساد المحاصيل ، الأزمة لم تستمر سنة او اتنين ، إستمرت سبع سنوات كاملة وصل فيهم سعر رغيف الخبز ١٥ دينار وسعر بيضة الفرخة ١٠ قراريط
وصل الأمر بإن سيدة باعت عقد ثمين جدًا بألف دينار علشان تشتري القليل من القمح اللي اتسرق منها في الطريق واتبقى ما يكفي لخبز رغيف واحد طلعت بالرغيف ده فوق صخرة عالية وصرخت في الناس بسخرية " ادعوا للمستنصر بدوام عمره ، انظروا إلى مدى الرخاء فرغيف الخبز هذا ثمنه ألف دينار "
*****
الاكثر فجاعة أن سعر الحيوانات زي القطط والكلاب سعرها أصبح للأثرياء فقط ، مش للأقتناء ، للأكل !
لما وصل الغلاء بصعوبة شراء السلع الغذائية على الأثرياء بدأ الناس تاكل الحيوانات لحد ما وصل الأمر أن القطط والكلاب اختفت من الشوارع
في حداثة مذكورة عن ان الوزير كان بيحقق في أحد القضايا وبعد ما يخلص تحقيقه يخرج ميلاقيش بغلته لانها اتاكلت ..
أمر الوزير بصلب ثلاثة من ٱكلين بغلته اللي تاني يوم ميفضلش منهم غير عظام!
خلينا ناخد الموضوع ، من شكل جانبي شوية ، خلينا نتكلم عن المُستتصر بالله ، وذكائه في حل المُشكلة اللي دامت ٧ سنين عجاف ، التُجار كانوا سر المشكلة ، بعد الجفاف وإنعدام الزراعة ، وحالة الطمع والجشع وغلاء الأسعار كانت سبب كبير من أسباب المجاعة ، المُستنصر بالله جمع كل التُجار ، والخبازين ، وجاب بعض الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام ، وأمر إنهم يلبسوا كويس ، ويبانوا كإنهم تُجار ، في وسط قعدة المُستنصر بالله مع التُجار والخبازين ، أمر أحد رِجاله ، بإنه يدخل واحد من المحكوم عليهم بالإعدام المُتنكرين في زي تُجار !
وقال وقتها "لقد سرقتني ، وتسببت في نشر الخراب في أنحاء البلاد ، وتظهر بهيئة جميله ومُهَندَمَ ؟”
أمر أحد رجاله وقال "إضرب بعنقه"
معناها أقطع راسه !
الرُعب بان على وشوش التُجار ، وإتكرر الموضوع مرتين ، وتلاتة ، وأربعة !
التُجار إرتعبوا !
وبدأ يدي المُستنصر بالله الأوامر ، منها إنهم يرخصوا الأسعار ، ويبدؤوا يشتغلوا بشدّة ، علشان المِحنة تعدي ، وأكيد بعد اللي شافوا ، مرفضوش !
استعان المستنصر ببدر إبن عبدالله الجمالي
وعينه وزير للبلاد
اهتم بالزراعة وعدل طريقة الري بعد تصليح قنوات المياه وكان المحصول من نصيب الفلاح ، لمدة ٣ سنين وبعد كده من نصيب الدولة ، كان بدر الجمالي سبب رئيسي في انتهاء الشدة المستنصرية والقضاء على اكبر مجاعة في تاريخ مصر وتقديرًا ليه اتسمى حي من اكبر احياء القاهرة على اسمه " حي الجمالية "
نهر النيل بدأت ترجع المياه تجري فيه تاني ، الزراعة قامت ، البلد بدأت تقوق من بعد ٧ سنين جايين من جُهنم .
دلوقتي سؤال ليك ، لو كُنت في ال٧ سنين دول ، وسئلتك نفس السؤال اللي في البداية ، هتاكل جارك فعلًا ؟
ولا هتموت من الجوع ؟
أعتقد إن احنا جاوبنا عن الموضوع ده من سنين كتيره أوي
التعليقات على الموضوع