إبحث عن موضوع

قصة مكافأة نهاية الخدمة

-الفلوس هتوصل لحد عندك بعد تنظيف المكان بيومين تمام؟
-تمام يافندم.
-المهم دلوقتي.. لوكيشن المكان هيوصلك بعد المكالمة دي، سلام.
مكدبش خبر، وفعلًا لوكيشن المكان وصل لراضي بعد المكالمة المريية دي، مفكرش راضي كتير وأتحرك للمكان عشان ينجز ممهمته بدون أي رواسب! وقبل ما حد يكتشف مسرح الجريمة غيره!
                                        ***                                 

بعد ما راضي وصل للشقة المطلوب تنظيفها؛ دور بحذر على الغنيمة الي لازم ميكنش ليها وجود تاني فوق الأرض!
دور في الحمام وفي المطبخ وأخيرًا دخل أوضة النوم ولقى جثة لواحدة متجردة تمامًا من الملابس! وحولين منها بركة من الدم.. مكنش دا الغريب في الموضوع -فراضي ياما شاف الحجات دي- بس الغير مألوف كان إن الست دي عايشة!

المفروض روحها دلوقتي تكون في حتة تانية بس واضح إن الي عمل كده أفتكر أنها ماتت، قرب راضي منها، وبان له مصدر الدم كان جاي من كتفها اليمين، في اللحظات دي أتكلمت الست بصعوبة وقالت:
-أرجوك سبني أعيش.. أي فلوس أي حاجة عايزها خدها بس سبني أعيش!
ردًة فعل راضي في المواقف الي زي كده بتكون معروفة بس أظاهر أنه المرًة دي هيخرج عن المألوف وينصاع نحو أحاسيسه الي جايز ترسم لهُ النهاية!
                                         ***.                                 
قبل ست شهور من الآن..

حياة الدكتور دايمًا بتصنف تحت بند الروتين، بمعنى إن محور حياته بيته وشغله مش بيعمل حاجة تقريبًا في حياته غير كده، وحياة راضي أتمحورت في كده، إلي كسر روتينه هو الي جرى بعد ما رجع من عيادته ولقى مراته مقتولة! أو بالتحديد تم ذبحها بدم بارد!

من وقتها وحياة راضي أتشقلبت وكل حاجة بقت على حافة  السقوط.. لكن الي نجد راضي من الغرق وخلاه يتمسك بأمل أنه يجيب حق مراته؛ هما مجموعة من الناس تواصله معاه -عن طريق شخص- الشخص دا قال له إن المجموعة عارفه الشخص الي صفى مراته! والمحموعة دي هما مجموعة من القتلة ومحتاجين واحد ينظف حد من ورائهم جرائمهم مقابل طبعًا أجر مادي كبير، ومكافأة نهاية الخدمة هتكون أنهم هيقولوا لراضي على الشخص الي قتل مراته وهو ينتقم منه!

بات راضي أيامه هو وبيحلم بلحظة الأنتقام، وقَبّل عرض المجموعة.. لكنه عارف إذا أنحرف عن مساره هيجرى له أيه!
                                         ***                                 
وقتنا الحاضر..

كانت أول مرًة لراضي أنه مينفذش العملية بنجاح! فلما لقى  تشابه كبير بين مراته والست الي المفروض كان يتخلص من جثتها؛ وقتها قرر أنه مش ها يتخلص منها.. -قرار أكيد يوضع في ميزان حسناته الي هوى في الفترة الأخيرة- لكنه لسه مأقدركش إني بالي عمله هتتفتح عليه طاقةً جهنم!

بعد أسبوع من أنقاذ راضي للست وعالجه ليها، عِرف أنها محامية مشهورة والواضح أنها لمَّا رفضت قضية واحد سياسي كبير في الدولة.. تم التأشير عليها أنها هتتسجل من ضمن وفيات الدولة، وكان هيحصل لولا إن راضي أنقذها.
                                   
                                      ***                                     
من الواضح إن لعبة راضي أتكشفت! بدليل إن المجموعة طلبت منه مقابلته!
طبعًا قبوله دا كان شيء مفروغ منه.. عكس على السيناريوهات الي هتيحي في بال أي شخص -أنهم هيقبلوه في حتة ضلمة بقى أو في مكان نائي عن السكان- لأ خالص المقابلة إتحددت في مطعم عادي جدًا.
                                        ***.                                 

بخطوات أمتلئت بالقلق والخوف؛ دخل راضي المطعم ولقى  الوسيط الي دايمًا بيقابله، قاعد على واحدة من التربيزات   
بدون تفكير؛ قعد وبدأ الوسيط يتكلم:
-أنا جايلك من ورائهم.. محدش فيهم يعرف أني هنا..
-وبعدين عايز أيه؟
-ببساطة شديدة الي أنتَ عملته هيعرفوه.. هيعرفوه مهما خبيت، فأحسن لك تنجد نفسك وتلملم شتاتك عشان العاقبة هتكون وخيمة!

-بقولك أيه أنا مش عبد عندكم.. الي أنتَ عايزه مش هيحصل.
واضح إن الشخص الي كان بيكلمه راضي أتعصب بدليل أنه خرج سيجارة وبدأ يتكلم بكل عصبية:
-أقولك على حاجة؟

-ما تقول وأنا ماسك لسانك!

-حلو.. بص بقى يادكتور أنا هقول لك على سر مفيش غيري يعرفه.. الجماعة الي شغال أنا وأنتَ عندهم دول جماعة مجانين! هما في الحقيقة مش مجرد ناس بتنفذ عمليات أغتيال وبس.. لأ يابيه دول في الحقيقة شوية دكاترة نفسين أتلموا مع بعض ومعاهم حبة فلوس وقالوا نعمل تجارب على الناس، وأنتَ كنت واحد من الناس الي أتعمل عليهم تجارب..

-اه دا أنتَ باين عليك مجنون زيهم وأنا مش فاضيلك.

-أسمعني للآخر بعد كده أعمل الي أنتَ عايزه.. هما لما أختاروك كانوا عايزين يعرفوا من وراء دا أيه الي هيحصل لمَّا شخص فجأة حياته الروتنية العادية تتقلب فجأة؟ أيه توابع دا؟ والموضوع كله مش صدفة لأنهم هما الي خططوا لكل حاجة حتى قتل مراتك! كان من تنفيذهم وتخطيطهم!
-أيه؟ يعني كل دا كان كدب!
-اه وعايز أقولك لو مخلصتش عليها الليلة ونفتها من الدينا؛ أنا بنفسي هبلغهم ولحظتها هيخلصوا عليك!
-وأنا موافق!
                                        ***.                                 
مليون حاجة كانت بتدور في بال راضي بس واضح أنه من وسط كَّم الأفكار دي كان مقرر هو هيعمل أيه كويس!
بعد ما روح ودخل الشقة لقى وسام المحامية في وشه وقالت له:
-عايزينك تقتلني صح؟!
بعيون وضحت كل حاجة قبل ما اللسان ينطق قال راضي:
-وسام أنتِ لازم تهربي دلوقتي!
-لأ طبعًا..عايزة أعرف في أيه الأول.

فجأة أتحرك راضي وراح على أوضته وخرج منها ومعاه مسدس!
لحظتها أتكلمت وسام وقالت:
-أرجوك متعملش كده أنتَ غيرهم..

-آسف ياوسام بس حقيقي أنا اتخنقت من كل حاجة وقرفت.. يمكن أنا الحاجة الوحيدة الي عملتها صح أني أنقذتك، متزعليش من الي هيحصل لأني أتوحشتها!
-أيه؟ هي مين دي؟!
-نادية مراتي!

ثانية وكان راضي برة حلبة الحياة! بالرصاصة الي خرجت من مسدسه في جمجمته!
(تمت)
لو وصلت لهنا أحب أقولك لو أنتَ مكان راضي هتعمل أيه؟ هل هتستسلم وتريحك نفسك من الحياة؟ ولا هتنفذ الأوامر وتنجد نفسك؟ ولا هتحارب الدكاترة المجانين؟ الي سلبوا منك مراتك! يمكن راضي يكون أختار أبسط أختيار ودا لأنه حياته دايمًا كانت بسيطة.
هفرح جدًا بأجابتكم.

ليست هناك تعليقات