إبحث عن موضوع

رواية لاني اعشقك ( الفصل الاخير)

الفصل الأخير
فى غضون أيام قلائل عاد مالك وشيماء الى القاهرة
فى شقة مالك
صفية: اقعدى يا حبيبتي ارتاحى بقى انتى واقفة على رجلك من الصبح
شيماء: هو انتو هتيجو تزورونا كل يوم يا ماما وبعدين دى اول مره تزورينى فى شقتى وكمان طنط عزة وبابا حسن يعنى النهاردة يوم مش عادى
عزة: بس صفية معاها حق انتى راجعة من السفر امبارح ارتاحى واحنا هنكمل
وقف مالك خلفهم وقال بسعادة : امال لو عرفتو كمان انها حامل
شهقت صفية وعزة فى آن واحد : حامل
صفية وهى تهرول تضم ابنتها: كدة يا شيماء وماتفرحيش امك
جذبتها عزة للخلف قائلة: جرى ايه يا صفية هى بنتك لوحدك خلينى اخدها فى حضنى
ربنا يسعدك يارب زى ما بتسعدينا
شيماء: بالله عليكم ما تزعلوش منى كنت عاوزة اعملها مفاجأة واقولكم واحنا بنتغدا
ثم نظرت لمالك الذى ينظر لها بسعادة: والله زعلانة منك كدة
مالك: اعمل لك ايه انتى مش عاوزة تريحى نفسك هم هيقدروا عليكى
وغادر تاركا صفية وعزة تتسابقان لراحة شيماء
ومر اليوم سعيدا على الجميع
************
بعد مغادرة الجميع دلفت شيماء للحمام لتتمتع بحمام دافىء وتركت مالك يقوم ببعض الأعمال على حاسوبه النقال وقد أنهى كل شيء قبل خروجها وحين خرجت لم تتحدث اليه اطلاقا بل شرعت فى تصفيف شعرها بصمت
مالك : ايه ده انتى زعلانة. بجد بقى
نظرت له بغضب ولم ترد فنهض متوجها إليها وقال: خلاص يا شيمو ما تبقيش نكدية
شيماء بإعتراض : نكدية انا نكدية يعنى لو ماما زعلت مني دلوقتى كان يبقى كويس
مالك: لو عارف انها هتزعل مكنتش اتكلمت بس انا كنت متأكد أنهم هيطيرو من الفرحة
وكزها بكتفها وقال: خلاص بقى قلبك ابيض
شيماء: ماشى قالتها بخفوت فقال: لا شكلك زعلانة
شيماء: خلاص مش زعلانه
ونهضت لتتوجه للفراش فجذبها إليه وقال: لا قلبى بيقولى انك زعلانة
شيماء: شوية لو سمحت يا مالك بعد كدة نتفق قبل ما نتكلم مع ماما وطنط وبابا حسن
مالك وهو يزداد قربا: حاضر يا روح مالك مرتاحة دلوقتى
اومأت برأسها وابتسمت بسعادة فقال : انا كنت عاوز اعمل حاجه
شيماء: تعمل ايه
مالك : غمضى عينك
نظرت له بقلق فقال: علشان خاطرى
اغمضت عينيها فترك عكازه وحملها بين ذراعيه عنوة ،شهقت وهى تفتح عينيها وتنظر إليه برعب : مالك انت اتجننت نزلنى يا مالك
مالك وهو ينظر لها بسعادة غامرة: لا دا انا بحلم من زمان اشيلك كدة
شيماء: مالك ارجوك صحتك مفيهاش هزار ضهرك ورجلك يا مالك نزلنى
مالك : ما تخافيش انا كويس هأوديكى على السرير بس ما تتحركيش كتير دول تلت خطوات
أدى واحدة....وادى التانية
كان يعد خطواته وهو يخطو حاملا لها يجز على أسنانه فهو فعلا يتألم لكن رغبته فى اسعادها تفوق إحساسه بالألم يلقى بحمل جسدة على ساقه السليمة ويعرج بشدة دون عكازه
وادى التالتة : قالها وهو يسحب ذراعه برفق من تحت ساقيها ليلفه مع ذراعه الآخر مقربا لها من صدره الذى يعلو ويهبط بسرعة فقالت بعتاب رقيق: كويس كدة اديك تعبت
ابتسم بوهن وقال: مهما اكون تعبت كفاية سعادتى وانا شايلك بين اديا
جلس على طرف الفراش وجذبها لتسقط فوق ساقيه وقال بحنان: من النهاردة ترتاحى يا شيماء ماما هتشوف واحدة تنضف وكفاية عليكى تجهيز الأكل ولو لقيتى نفسك تعبانة نجيب
اكل جاهز وبلاش تجرى عليا كل ما العكاز يقع انا كويس وقريب اوى هأستغنى عنه
نظر لعينيها وقال : ماشى يا شيماء
شيماء: حاضر يا قلب شيماء
استلقى على ظهره وهى فوقه وقال: عارفة من يوم جوازنا وانا كنت خايف أن الحادثة تكون أثرت عليا ومقدرش اخلف كنت بسأل نفسي كل يوم لو ده حصل هأعمل ايه
أسرعت تضع يدها على فمه تمنعه من الاسترسال وتقول: مالك ربنا كبير امتحنك امتحان صعب والحمد لله عدى على خير خليك واثق أن ربنا دايما شايل لك الخير لانك تستاهل الخير
مالك وهو يشد ذراعه عليها: ما كنتش فاكر انى استاهل كل الخير ده انتى الاول وطفل منك ده فضل من ربنا كبير .....على فكرة ماما صفية هتحجز لنا بكرة عند دكتوره نسا علشان نطمن عليكم
**********
بدأ العام الدراسي الجديد وبدأت هواجس شيماء عن لقاء مالك المحتم بعلا فقد علمت من صديقاتها انها رسبت العام الماضي فلابد اذا من موجهة ماضي مالك وعليها أن تدافع عن حبيبها اولا وحياتها معه ثانيا وكان مالك يشعر بقلقها فأصر أن تصحبه الى يومه الأول فهى بكل الأحوال لازالت طالبة ولابد لها من العودة الدراسة وعليه أن يزيل اى شئ مخاوف عنها
كلية الحقوق جامعة القاهرة
جلست علا وحيدة كعادتها فأغلب من تعرفهم تخرجوا بالعام الماضي بينما كانت مشغولة عن دراستها كالعادة بجمالها واحلامها التى لا تتعدى العريس الغنى والحياة المرفهة ونظرا لسؤ طباعها بدأت صديقاتها يتخلين عنها الواحدة تلو الأخرى
جلست فى صمت تنتظر ان يدخل الدكتور لإلقاء المحاضره وبعد دقائق طويلة ظهر الدكتور
فإتسعت عياناها وهى تقول بدهشة: مالك
كان يسير على قدميه يتكأ على عكاز معدنى لكنه يسير هنأت نفسها بغرور وظلت طوال المحاضره وهى تخطط كيف توقع به فى شباكها مجددا ،وما هى الكذبة اللائقة التى تعيده إليها
*********
كلية الحقوق جامعة القاهرة مكتب الدكتور مالك
دخلت علا تتصنع الحياء الذى لا تملك منه شيئاً لكن تجيد تصنعه الى مكتب مالك وما أن رفعت عينيها حتى إصابتها صدمة شديدة وهى تنظر لمالك وهذة......من هذة؟؟؟؟نعم هي انها شيماء!!!!!!!
تجلس على قدمى مالك ويتبادلان حديثا خافتا فشهقت علا بصدمة: شيماء
أرادت شيماء أن تبتعد عن مالك لكنه شد قبضته على خصرها وقال بجدية: اهلا آنسة علا.مدام شيماء مراتى
علا بصدمة: مراتك ..انا اسفه ......واستدارت لتغادر قائلة: عن اذنكم
تسمرت قدميها بالأرض وهو يصيح بصوت غاضب : استنى عندك
ربتت شيماء على كتفه بحب فأومأ لها برأسه ليطمئنها وهى تنهض عن ساقيه ليلتقط عكازه ويخطو بهدوء بإتجاه علا التى التفتت لتجده يضم خصر شيماء بتملك
مالك : طبعا انتى فاكرة يوم ما سبتينى وهربتى فى المستشفى
علا بتلعثم: انا ...انا
مالك : وقتها قررت اسافر برة واتعالج وارجع بس علشان انتقم منك
نظرت له علا بصدمة فأردف قائلا: لكن ربنا بعت لى شيماء،جت لى المستشفى واعترفت لى بحبها ما صدقتهاش وقلت انها بتعطف عليا وطردتها كمان
ثم قبل جبين شيماء بحب وهو يقول: بس هى ما يأستش منى كان حبها اقوى من غضبى وخوفى وفضلت تسأل عليا وقالت لي بصراحة انها مش طالبة اى مقابلة لحبها غير أنها تطمن عليا وتشوفنى كويس حتى لما سافرت برة لقيتها جمبى قدرت بحبها تطفى نار الانتقام الى انتى ولعتيها بقلبى
علا بتلعثم: طب اسمعنى
مالك بحزم: من فضلك اسمعينى للآخر شيماء ضيعت سنة من عمرها جمبى وانا قعيد ورفضت انها ترجع إلا وأنا ماشى على رجليا حب شيماء عمل معجزة ورجع انسان للحياة انتى حكمتى عليه بالموت
نظرت له نظرات زائغة فهى لا تعرف شيئا عن الحب بينما قالت شيماء: انت غلطان يا مالك انا مضيعتش سنة من عمرى انا كسبت سنة جمبك .... فى قربك
نظر مالك لعلا وقال: دلوقتى انا مشفق عليكى ،لو سمحتى مش عاوز اشوف وشك تانى بتفكرينى قد ايه كنت ساذج وسطحى ،وما تحضريش محاضراتى وما تخافيش هتنجحى مش علشان تستحقى النجاح،ابدا ،بس علشان ارحم عنيا من أنها تشوفك تانى
أسرعت للخارج صافقة للباب بعنف بينما نظر مالك لشيماء وقال: انا اسف يا حبيبتي بس دى مواجهة كان لازم تحصل
شيماء بتفهم : معاك حق وكويس انى كنت جمبك
اسقط مالك عكازه عمدا فأسرعت اليه بلهفتها المعهودة فقال معاتبا: مش قلنا متتحركيش بسرعة كدة علشان صحتك
شيماء: اصلى خفت عليك
مالك بنفس الحنان: ممكن تبطلى تخافى عليا شوية،مد يده لبطنها وقال : خافى عليكم
ابتسمت بخجل فقال مالك : ما تيجى نروح بتنا احسن
شيماء: لسه عندى محاضرات
مالك: اشرحلك فى البيت
شيماء: طيب يلا نروح اصلا الجامعة بقى دمها تقيل
ضحك مالك: ليه بس
شيماء: كل اصحابى اتخرجوا
مالك: وانا مش كفاية
ابتسمت وهى تتمسك بيده بقوة وتقول: انت كفاية اوى يلا بينا
***********
بعد ستة أشهر وقد شفى مالك تماما من آثار الحادث
فضلت شيماء البقاء بالمنزل اليوم رغم قرب انتهاء العام الدراسي إلا أنها تشعر ببعض الألم الذى لم تخبر مالك عنه وفضلت تركه لعمله والاستلقاء للراحة إلا أن الالم يزداد شيئاً فشيئا ولم تعد قادرة على التحمل فأسرعت تتصل به كان يلقى أحد المحاضرات لكنه رأى اهتزاز هاتفه واسمها على الشاشة فقال: ثوانى يا شباب مكالمة مهمة
انزور بأحد الاركان قائلا: أيوة يا قلبي
شيماء: إلحقنى...يا ماااالك
مالك بفزع: فى ايه يا شيماء مالك
شيماء: شكلىييي بولد تعاااااالى بسررررعة يا مالك مش قادرة
مسافة السكة ماتخافيش: قالها وهو يهرول خارج المدرج إلى سيارته ثم خارج الجامعة يسابق الريح ليصل إليها
فتح الباب وهو يصرخ: شيماء.شيماء ،تحرك من فوره لغرفة النوم فوجدها تقف تضع كفها بظهرها وعلى وجهها علامات الالم الساحق
اسرع إليها لتلقى بحمل جسدها عليه وتقول ببكاء: مش قادرة يا مالك
مالك كلمتى ماما صفية ولا امى
هزت رأسها نفيا فأسرع يحملها ويتجه بها للخارج فصرخت الشنطة يا مالك
مالك: الشنطة الشنطة ورا الباب
التقط الحقيبة المعدة مسبقاً من خلف الباب وهو يعدو بها للخارج ،استخدم المصعد واسرع لسيارته وضعها برفق ومد يده بحنان يجفف حبات العرق عن جبينها ثم توجه لمقعد السائق متوجها بها لاقرب مشفى
********
يقف مالك أمام غرفة العمليات منتظرا بقلق وقد انضمت اليه عزة وصفية وكذلك حسن
صوت صرخاتها تطعن قلبه بأنصال حادة انها على هذا الوضع من أكثر من ساعتين ماذا ينتظر هذا الطبيب الاحمق الا يملك أن يريحها من هذا العذاب
اقترب من الباب وهو يضربه برأسه ضربا خفيفا واخيرا صدح بكاء هذا الطفل العنيد امواج من الراحة اجتاحت كيانه فأهلكته فرحا وهو يستمع لبكاءه وسرعان ما ظهرت إحدى الممرضات تقول : مبروك ولد زى القمر حضرتك باباه
هز رأسه بسعادة وفخر : أيوة انا
الممرضه،اتفضل معايا
مالك: طب وشيماء
الممرضه: ما تقلقش المدام بخير
دلف مالك معها فتقدمت منه ممرضه أخرى تحمل صغيره على يديها ووضعته برفق فوق يديه وقالت: يتربى فى عزك
اخفض رأسه بمحاذاة رأس الصغير وهو يؤذن بإذنه اليمنى ودموعه تتسابق للمس وجنته الدافئة
*******
بعد ساعات
مالك يجلس بجوار شيماء التى تستلقى ولم يخلو وجهها من الانهاك بعد رغم السعادة البادية عليه بينما تقول عزة مخاطبة صفية: خلاص بقى يا صفية انا كمان عاوزه اشيله
حسن : لا انت. ولا هى انا الى هشيله ده حفيدى الى بحلم بيه طول عمرى
صفية: ماهو حفيدى انا كمان
عزة: وانا يعنى ايه طيشه انا جدته ام أبوه
صفية: وانا ام امه
تركهم مالك يتشاجرون على من يحمل ابنه اولا واقترب بوجهه من شيماء هامسا: حمدالله على سلامتك يا ام آسر
شيماء: الله يسلمك يا ابو آسر ،بس اشمعنا. آسر
مالك: أسر قلبى اول ما بصيت فى عنيه الحلوين الى شبه عنين امه يعنى اسرتينى مرتين
ابتسمت بوهن فقال: انتى ازاى قدرتى توصلى بيا لهنا اول يوم شفتك فيه كنت حطام انسان بقايا رجل ازاى وصلتينى لهنا
شيماء: وصلتك ووصلت معاك لانى اعشقك

عزيزى الرجل احذر من حواء فإذا عشقتك اوصلتك لما لم تحلم به يوما
وإذا كرهتك ارسلتك لما لم تتمناه يوما
نوڤيلا لانى اعشقك
بقلم قسمة الشبينى

ا

ليست هناك تعليقات