إبحث عن موضوع

رواية اميرتي الحلقه العاشرة

العاشر
كأنها تراه للمرة الأولى، وهى حقا تراه للمرة الأولى بتلك الحالة من الغضب التى قلما يصل إليها .ظلت تتراجع حتى اصطدمت بالمقعد لتجلس بخوف من هيئته وهو لا يزال يتقدم ويحدثها ضاغطا على أسنانه بقوة: لازلت لك عامل توصيل !!! لما لم تستغنى عن خدماتى إذا !!!! لما لم تبحثى عن بديل لتتخلصى منى !!!!!
جلست وهى تنظر له ليحنى هامته وهو يقول: هيا أعترفى أميرتى أليست لى أهمية لتدينى لى بتفسير ؟
إلتصقت بالمقعد وهى تصيح بخوف : حسنا ..يكفى أعترف ،انت مهم بالنسبة لى .سأخبرك لكن ابتعد قليلا.
زفر براحة محاولا إستعادة هدوءه وهو يجلس على أحد المقاعد : حسنا انا استمع أميرتى
دارت عينيها وخفق قلبها بقوة فهى لاتزال تشعر بالخوف من هيئته ، استغرقت عدة دقائق حتى استجمعت شجاعتها وبدأت تتحدث ، قصت عليه كل شيء ؛ تلك المشاعر التى كنتها ل باسل يوماً ما وتخليه عنها حين أكتشف أن أريج أكثر ملائمة له منها ، قصت عليه كل لقاءاتها مع باسل سابقا وحفاظها على تلك المشاعر لنفسها وعدم البوح بها لأى شخص.
ظلت تتحدث قرابة الساعة وهو يستمع لها لم يقاطعها أو يناقشها أو يلوم عليها أى تصرف فهى بالفعل لم تخطئ بينما مع مرور الوقت بدأت تشعر بالراحة فور تحول ملامح نائل من الغضب إلى السكينة والهدوء.ظنت أنه هدأ لكن قلبه كان يغلى وترتفع دقاته لتصيب صدره كإنفجار الحمم ،ألم شديد يعتصر قلبه فقد عانت أميرته من ذلك الباسل وتألم قلبها لكن ما تجهله أنها لم تحبه حقا لقد اعتادت وجوده، ألفته وهو لا يعلم بعد سبب تمسكها بهذه المشاعر الواهية ، فالفتيات يتعلقن بهذه المشاعر الكاذبة حين يفتقدن الحنان والحب فيبحثن عنه وعن الألفة التى يفتقدنها من العائلة ،أما أميرته فهو رأى فخر عائلتها بها فى ذلك الحفل .قد تكون حاجتها للاهتمام هى ما ألقت بها فريسة لهذه المشاعر الزائفة ،ربما لأنها تظن أن شقيقتها الصغرى أكثر منها جمالاً ،هو لا يعرف بالتأكيد لكنه واثق أن ما تقصه عن هذه العلاقة لا علاقة له بالحب ،من جهتها على الأقل.
بينما لم تخبره بأى شئ يخص الوضع السابق لعلاقتها بوالدتها حتى لا تجرح صورتها أمامه .
تنهدت بعد أن أنهت حديثها وصمتت لدقيقة قبل أن تتساءل: حسنا ألن تعلق ؟
ابتسم لها اخيرا وبدأ يتحدث : سبق وأخبرتك أنى احببت ان اظل بجانبك أما الآن اريد ان اقدم لك غرضا أحتفظ به لأجلك منذ إلتقيت بك أول مرة، حدثنى قلبى انى سأتمكن من منحك إياه ذات يوم.
نظرت له بدهشة : وما علاقة ما تقوله بما قلته ؟
اتسعت ابتسامته: أميرتى انا لا احاسبك ولم يتسلل شئ من الشك لقلبى بشأنك ،انا فقط أردت أن أتأكد من مكانتى هنا .
قالها وهو يشير إلى موضع قلبها الذى فقد عقله ليضخ ليترات من الدماء الحارة تتدفق إلى جسدها فتصل لوجنتيها لتصبغهما بذلك اللون الذى يزيدها تألقا وجمالا .
نهض عن مقعده ليتجه للخارج قائلا : سأنتظرك بالسيارة .أسرعى بالله عليك.
قال اخر كلماته برجاء قبل أن يغادر بهدوء لتتنفس بسرعة وهى تلوح بكفيها أمام وجهها لعل سخونة وجنتيها تبرد قليلا، وضعت كفيها فوق صدرها وهى تعيد رأسها للخلف وتغمض عينيها هامسة : يجب أن أعترف . يذوب قلبى لأجل هذا الرجل .
فتحت عينيها وهي تقول: نائل ينتظرنى .
لتهب من مكانها إلى غرفتها فتحضر حقيبتها وتهرول لاحقة به .
**********************
عاد باسل إلى الجامعة يبحث عن أريج بجنون ، مرت ساعة تقريباً قبل أن يراها تسير بجوار زميلاتها وهى تنظر لكتابها المفتوح ويبدو انهن يتناقشن فى موضوع المحاضرة التى انتهت للتو .لكنه لم يكن بحالة تسمح له بأى تعقل فتوجه لها فورا بخطوات سريعة : أريج.
رفعت رأسها تنظر بإتجاه صوته لتتعجب من هيئته فيسرع يمسك كفها : يجب أن نتحدث الآن.
حاولت الاعتراض: لنؤجل حديثنا قلي.....
قاطعها وهو يجذبها لتسير جانبه: لا سنتحدث الآن.
تحول تعجبها لقلق : ماذا يحدث باسل ؟
لكنه استمر يسير بخطواته السريعة وهى تهرول لتجارى خطواته .
خرجا من الجامعة ليتجها نحو المقهى الذى يجلسان به عادة ،وبمجرد جلوسهما اسرع يقول : أريج هناك أمر يجب أن تعلميه عنى .
هزت رأسها ولم تتحدث ليقول : لقد أحببت فتاة أخرى .
بهت لونها وهو يأخذ نفسا عميقا ويقول : قبل أن ارتبط بك .
عاد تنفسها الذى توقف للحظات بينما قلبها يدق خوفا : ألازلت تحبها ؟؟
تساءلت بتردد ليهز رأسه إيجابيا ، أغمضت عينيها بألم ثم نظرت له: وهى تحبك ؟؟
هز رأسه نفيا لتشعر ببعض الأمل يسرى لقلبها فتعود لتتساءل : ولم تخبرنى الآن؟؟ ألم تتمكن من التأقلم مع علاقتنا .
اسرع يتحدث فهو لا يريد خسارة كل شئ : لا أريج انا اقدرك وأحترمك اقسم لك، لكن الفتاة الأخرى فى محيط حياتنا يصعب على التخلص من مشاعرى نحوها ، أنت دائمة الانشغال وهذا يجعلنى فريسة لتلك المشاعر المتخبطة بينك وبينها . هى تكون ...
أسرعت تقاطعه وهى تمسك كفه بدفء : لا أريد أن أعلم من تكون ، فالأمر لا يعنينى .
نظر لها بدهشة لتقول : انت فقط من تعنينى باسل ، وستتخلص من تلك المشاعر يوماً ما.
ضغط على كفها : لن تتخلى عنى ؟
تساءل برجاء لتهز رأسها نفيا وهى تقول مؤكدة : لن أفعل. بل سأدعمك لتتخلص منها ويكون قلبك لى وحدى .
ابتسم أخيراً فقد خشى أن تعلم بشكل ما من أميرة أو نائل ، والان اطمئن قلبه ففى تلك الحالة سيخبرها أنه أراد اخبارها وأنها منعته .
*******************
وصل نائل بسيارته إلى مركز التدريب ليترجل عن السيارة بحماس : هيا أميرتى .
تبعته بشغف هو يفتح الباب ويتجه للداخل ،اجتازا الاستقبال وصالة التدريب لتجد نفسها أمام
ثلاثة غرف يتجه لأقصى اليمين ويستخدم مفتاحا خاصا : غرفتى الخاصة .
قالها وهو يبتسم لها ثم قال: هنا المكان الوحيد الذى لا يصل إليه غيرى .
دخل مسرعا نحو الخزانه التى تتوسط الجدار المقابل للباب ليلتفت لها بكل جسده : أحضرته إلى هنا مذاك اليوم ، أزوره كل يوم وأتشوق لهذه اللحظة .بل يحترق صدرى من شوقى لاصل بك إلى هنا .
تنظر له بحماس لمعرفة ما يحتفظ به لأجلها : حسنا أنا أنتظر .
فتح الخزانة لتتسع عينيها وهي تسرع لتنزع الحافظة البلاستيكية عن الشماعة لتشهق بصدمة وهى تضع كفها على صدرها: فستانى !!! إنه الفستان الذى جربته ذلك اليوم.
دمعت عينيها وهو يخرج التاج الماسى وقد وضع بعناية فائقة فوق وسادة تناسبه .
نظر لسعادتها وقلبه ينتفض سعادة لأجلها ثم قال: هل تقبلين بى أميرا يا أميرتى ؟
طفرت الدموع من عينيها وهى تهز رأسها إيجابيا وتسرع لذلك الفستان تضمه وتدور فى أرجاء الغرفة وهو يراقبها بسعادة فقد تحقق حلمه أخيراً سيحصل على أميرة أحلامه التى تسللت من إحدى القصص الأسطورية ذلك اليوم لتتجسد أمامه بذلك الفستان وذلك التاج لتأسر قلبه وتستولى على حواسه وترغمه على تتبعها وتتبعها حتى حصل عليها ،تراقص دقات قلبه فى تلك اللحظة لا يعبر عن جزء من مائة جزء من السعادة التى يشعر بها.
مد يده بالتاج يقدمه لها لتهز رأسها نفيا وهى تبعد الفستان عن صدرها وقد تعلقت به عينيها لتقول : إحتفظ بهما حتى يقبل بك أبى.
ابتسم وهو يعيد التاج لموضعه ثم يغلف الفستان بعناية ويعيده للخزانة قبل أن يغلقها ويضع يده على صدره : حسنا لن يطول الانتظار.أعدك أن اقدمه لك أمام عائلتك كلها فى أقرب وقت.
ابتسمت بخجل وهى تتجه للخارج ليتبعها فيحكم إغلاق الباب ويتحدث بمرح : ماذا بشأن تسوقك أميرتى ؟؟
ضحكت أميرة : لا بأس سأتدبر أمرى .
إستقرت بجواره في سيارته وهى تقول بجدية : يجب أن أتقدم خطوة بشأن عملى .
نظرت له لتقول : سأبحث عن مكان مناسب ليكون أول مطعم من سلسلة مطاعم أتطلع إليها .
ابتسم بسعادة فها هي فى يوم واحد شاركته ذكرياتها وأحلامها ايضا ليقول بحنان : ستصلين لكل أحلامك . أنا أثق بك .
تحرك بالسيارة ليعيدها لمنزلها : أتعلمين أميرتى مهنة الطب لا تناسبك بتاتا
قالها لمرح لتبدأ تضحك وهى تحدثه عن مواقفها المخجلة والتى كان معظمها في عامها الأول بالجامعة وهو يضحك معها .
#قسمة

ليست هناك تعليقات