الفصل الثانيفى شقة بحى راقي بالقاهرة،دق جرس الباب مرات متتالية فأسرعت الخادمة لفتح البابدخلت شيماء تعدو لغرفتها ودموعها تتسابقصفية والدة شيماء تدير متجرا لبيع الملابس،خرجت من غرفتها وهى تضبط حجابها وتتساءل: مين يا زينات: الآنسة شيماء يا مدام وبتعيط جامدبدأ القلق على وجه صفية واسرعت لغرفة ابنتها فهالها صوت الشهقات الصادر عن الغرفةأسرعت خطاها ودلفت قائلة بقلق: شيماء مالك يا حبيبتيرفعت شيماء رأسها عن وسادتها واسرعت بإتجاه امها : الحقينى يا ماماتلقتها صفية بحنان قائلة: فى ايه يا حبيبتي حصل ايه: شيماء: مالك يا ماما مالكصفية: تانى يا شيماء مش قلنا تنسى الموضوع ده مدام مش حاسس بيكى ولا انتى غاوية تعذبى نفسكشيماء ببكاء: والله يا ماما لما عرفت أنه هيخطب علا قلت ربنا يهنيه لكن مالك بيموت يا ماماصفية بإنزعاج : سترك يا رب ايه الى حصلهقصت شيماء على امها ما علمت عن حادث مالك وما خبرت علا زميلاتها عن عجزه المنتظرصفية: لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يشفيه يا بنتىشيماء برجاء: ماما ممكن اروح ازوره فى المستشفىصفية: ازاى. يا بنتى تروحى بصفة ايهشيماء بإنكسار : بالصفة الوحيدة الى تليق بيا طالبة عنده***********بعد عدة أيام بالمشفىمالك : بردو علا ما سألتش عنى يا ماماعزة: ابدا يا مالك خلاص بقى يا حبيبي واضح انها بتتهرب منناحسن : انا مش فاهم رد فعلهم حتى والدها اتصلت بيه ماردشمالك : انا فاهم يا بابا يوم ما جت هنا الممرضة قالت لى انها كانت واقفة جمب مكتب الدكتور اكيد سمعت انى مش هأمشى تانى قالت ليه اربط نفسى بواحد عاجزحسن: يا بنى انت مش عاجز والدكتور شرح لك كل حاجة انت الى رافض تحاولمالك بمرارة: انا عاوز اسافر عاوز اروح للدكتور الألماني لازم ارجع احسن من الاول لازم اندمهاعزة بفرحة: حقيقى يا مالك موافق انك تسافرمالك: أيوة بابا لو سمحت قول للدكتور يشوف الحجزرغم خوف عزة من رغبته فى الانتقام إلا أنها شعرت بسعادة لموافقته اخيرا على تلقى العلاجطرق الباب طرقا خفيفا أسرعت اليه عزة فوجدت فتاة محجبة خمرية البشرة عسلية العينين تقف بتوتر متسائلة : لو سمحتى هنا أوضة الدكتور مالكعزةبإبتسامة مرحبة: أيوة يا بنتى انتى مينشيماء: اسمى شيماء الدكتور مالك بيدرس لنا فى الجامعة ممكن اطمن عليهعزة : طبعا اتفضلىدخلت شيماء بوجهها البشوش تحمل باقة من الورود البيضاء مباشره بإتجاه فراش مالكشيماء: الف سلامة عليك يا دكتور طهور إن شاء اللهمالك بتعجب : الله يسلمك انتى فى سنة رابعة صحاتسعت ابتسامتها وكأن مجرد تعرفه عليها يكفيها وقالت: أيوة يا دكتور انا شيماءمدت يدها بباقة الزهور فتقبلها منها على مضض وقال: ليه بس تتعبى نفسكاقترب حسن الذى يراقب الموقف في صمت مرحبا: اهلا يا بنتى اتفضلى اقعدى واقفة ليهشعرت بالخجل لعدم انتباهها اليه وقالت: اهلا بحضرتك انا آسفة على الازعاجعزة : لا ابدا مفيش إزعاج ولا حاجة اطلب عصير يا حسنشيماء بخجل: لا والله مفيش داعى انا ماشية علطولحسن : لا والله لازم تشربى حاجةجلست شيماء لربع ساعة تتجاذب أطراف الحديث مع عزة التى بادلتها بود تحت أنظار حسن المتفرسة والذى لم يخفي عليه نظراتها المسترقة التى ترمق بها مالك بلهفة من حين لآخر********بعد يومين فى منزل علاعايدة : يعنى ايه يا علاعلا: يعنى مالك خلاص بقى عاجز مش هيمشى تانى كل زمايلنا الى راحو يزوروه أكدوا على الى سمعته احنا لازم ننسى الموضوع ده يا ماماعايدة: يعنى خسىرتى مالك وخسرتى ابن عمكعلا بغضب: عادى واحد يروح يجى ألف هو انا وحشة**********فى المشفىحسن : انا مش فاهم يا بنى كل الى يجى يزورك تقوله انك مش هتمشى تانى ليهعزة: ليه يا بنى تستنى الشر ربنا قادر يشفيكمالك: مش عاوز علا تعرف انى ممكن أمشى تانىعزة:انسى بقى يا مالك دى ما تستهلكشمالك بغضب: مش هنسى محدش يقولى انسىطرق الباب ودخلت شيماء بإبتسامتها المعهودة فهى تزوره يوميا وما أن رأت انفعاله حتىقالت: يا خبر انت مش خايف على نفسك الدكتور قال مفيش انفعالعزة: قولى له يا بنتى انا زهقت كل ما تيجى سيرة الى اسمها علا يحصل كدةابتلعت شيماء غصة بحلقها لكن لم تتمكن من تجاوز غصة قلبها وقالت: ليه بس يا مالك علا ما تستهلكشمالك بإنفعال أشد: وانتى دخلك ايه تبقى مين علشان تقولى رأيك فى حياتى الخاصة وايهمالك دى ازاى تنادينى كدة انتى نسيتى نفسك اتفضلى اطلعى برةعزة بحزم: مالك انت بتقول ايهمالك بنفس الانفعال: من فضلك يا ماما انا مش محتاج شفقة من حد ولا منها ولا من غيرها شيماء بإعتراض : بس انا بحبكألجمت المفاجأة عزة وتسمر حسن مكانه بينما صرخ مالك : حب ايه انتى بالنسبة لى طفله مجرد طفلة غبية مش قادرة تحدد مشاعرها الى عندك ده اسمه شفقة مش حب وحتى لو حب انا اسف مش محتاج حبك تقدرى تمشى وماتجيش هنا تانى********خرجت شيماء باكية بينما قالت عزة بعتاب : ليه كدة بس يا بنى حرام عليكحاولت عزة اللحاق بها لكن دون جدوى*********مساءا بغرفة شيماءدلفت صفية من باب الغرفه قائلة: حبيبة ماما حابسة نفسها ليهشيماء: ابدا يا ماما مفيشصفية: هتتعلمى تدارى عنىشيماء: لا يا ماما هاحكى لكقصت على امها ما حدث وما قاله مالك فقالت صفية: انتى غلطانة يا شيماءشيماء بإستنكار : انا يا ماماصفية: أيوة انتى دا راجل مجروح جرحين اصعب من بعض يعنى حبيبته سابته وغدرت بيه وهو فى اشد الحاجة ليها وفى احتمال أنه يكمل حياته عاجز وانتى رايحة تقولى له بحبك ومستنيةمنه ايه هو دلوقتى عامل زى الأسد المجروح هيأذى اى حد يقرب منه علشان يحافظ على حياتهشيماء: انا مكنش قصدى أقوله بحبك بس لما قالى أنه مش محتاج شفقة قلت له انى بحبهصفية: مش بالكلام يا شيماء الحب مش كلام الحب فى الحالة دى دعم وسند ولا انتى بتطلبى حبه مقابل انك جمبه فى الوقت الى اتخلت عنه حبيبتهشيماء: ابدا يا ماما انا مش عاوزة مقابل لحبى ليه ابداصفية بإتزان : شوفى يا حبيبتي من يوم ما باباكى اتوفى وانتى عارفة ثقتى فيكى قد ايه لو عاوزة يا شيماء تفضلى جمبه لحد ما يعدى الأزمة ممكن وقتها تكسبى حبه لكن لو مش مستعدة انك تستحملى وجعه يبقى ابعدى عنه انتى كمان فكرى يا حبيبتي وانا هأساندك فى اى قرار تاخديهوانصرفت بهدوءبصباحا فى المشفى طرق الباب فتوجهت عزة اليه وسرعان ما تهللت اساريرها حين وجدت الطارق شيماء ضمتها لصدرها بحب حقيقى وهى تهمس بأذنها : كنت خايفة تستسلمىتوجهت شيماء من فورها لفراش مالك تقول بإبتسامة واسعة: جبت لك معايا فطار هيفتح نفسك على الاكلزاغت نظرات مالك وهو ينظر لها ولا يجد ما يجيبها به بينما اسرعت عزة تقول: مادام شيماء معاك انا هروح اشوف الدكتور واعرفه أن بابا راح يسحب الفلوس علشان يسرع إجراءات السفر ،وغادرت دون أن تعطيه فرصة للاعتراضشيماء: خلاص هتسافر ،حاولت أن تخفى عنه الألم الذى يعتصر قلبها فعما قريب ستحرم من رؤيته .هز رأسه بصمت فشرعت تعد الطعام وتمد يدها اليهنظر ليدها الممدودة لفمه ولوجهها وقال: هتعملى ايهشيماء ببساطة: هأكلك طنط خرجت ومعاد الدوا يا دوبتناول اللقمة من بين اناملها على مضض بينما قالت بهدوء تدربت عليه طوال الليل: عارفة انك بتسأل نفسك انا بعمل ايه هنا بعد الى انت قلته امبارحمالك بتوتر: انا آ...شيماء: انت امبارح قلت بما فيه الكفايةابتلع كلماته ولم يدرى سبب الاختناق الذى يشعر به اهو من لقيمات الطعام ام من كلماتها ام من ندمه بينما اردفت: انا امبارح قلت لك عن مشاعرى وانت شايف انى مجرد طفلة مقدرش احدد مشاعرى يمكن انت شايف كدة لأنك متعرفنيش وانا مش بلومكصمتت لبرهة وهو يتناول طعامه من يدها بصمت ثم قالت: انا بس عاوزاك تعرف انى جمبكلان ده مكانى ومش هسيبه انا مش بفرض نفسى ولا مشاعرى عليك .... لا ابدا انا بحبك ومش محتاجه اى مقابل لحبى ليك غير انك تبقى كويس وعلشان انا بحبك هفضل جمبك مش لانك محتاجنى بس لكن لانى محتاجة اطمن عليك ويوم ما تبقى كويس واطمن هنسحب بهدوء ومش هتشوفنى تانى فإنت مش محتاج تنفعل ولا تطردنى لان هيجى يوم هأكون كأنى مدخلتش حياتكأنهى طعامه فنهضت بروية ودقت الجرس فجاءت الممرضة بالدواء**********مرت عدة أيام وشيماء لا تغادر المشفى الا ليلا وتعود صباحا وتم تجهيز كل إجراءات السفر الى المانيا وفى هذا اليوم الأخير له بالمشفى لم تحضر شيماء انتصف النهار ولم تظهر بعدكان مالك يحاول تصنع الجمود حين سأل امه: ماما هو بابا فين لحد دلوقتيعزة: وراه شوية مصالح ضرورية قبل السفركان يتمنى أن تخبره والدته بخبر عنها إلا أنها لم تفعل فعاد يقول: وانتى يا ماما خلصتى كل الى وراكىعزة: لا ابدا لما حسن يجى هأمشى انامالك بضجر : ليه يعنى هو انا خلاص مقدرش اقعد من غير مرافق يا انتى يا بابا يا شيماءتعمد ذكرها لعل امه تخبره بشئ عنها إلا أنها قالت: خلاص بقة شيماء عارفة اننا مسافرينيمكن ما نشوفهاش تانىاطرق رأسه يحزن وقال: مش هتيجى حتى تسلم عليناقلم قسمة الشبينى
التعليقات على الموضوع