إبحث عن موضوع

رواية لاني اعشقك (الفصل الاول)

الفصل الاول
لم يذق للنوم طعما هذة الليلة فمنذ هاتفه عبد الحميد والد حبيبته علا ليخبره بموافقته على الزواج من حبيبته وهو لا يطيق صبرا حتى يذهب صباحا للجامعة حيث يراها
عزة والدة مالك تفتح باب غرفته لتوقظه ككل يوم فتراه واقفا ينظر لهندامه للمرة الأخيرة
ويبتسم قائلا: صباح الفل يا ماما
عزة: صباح الخير يا حبيبي ايه مصحيك بدرى كدة يا مالك 
مالك: مش قادر اصبر عاوز اشوف علا
عزة: ربنا يهنيك يا حبيبي هى البنت تتحب زى القمر وهادية ومؤدبة
اقترب يقبل رأس امه ويقول: انا هتفق معاها النهاردة على معاد ننزل نشترى الشبكة
غادر مالك بعد قليل متوجها للجامعة فإستقل سيارته وهو يتذكر المرة الأولى التي رأها فيها
وهى تدلف لمكتبه بخجل شديد لتطلب معاونته فى بعض النقاط التي لا تفهمها جيدا هو يعترف انها غير موفقة بالدراسة لكن لا بأس فما حاجته لدراستها ،تذكر المرات التي كانت تتردد فيها على مكتبه طلبا للمساعدة حتى وجد نفسه مرة ينصرف عن الشرح قائلا: علا انا بحبك
صمت لحظة وهو ينظر إليها ويقول بشوق جارف : اوى ،بحبك اوى
علا بصدمة: ايه حضرتك بتقول ايه يا دكتور
مالك: مالك اندهى لى بإسمى
علا : اصل يا دكتور مالك حضرتك
تكررت لقاءتهما حتى ظن أنه وصل لهدفه وهو الزواج منها
يمر مالك يوميا بهذا الطريق وهو بالطبع يعلم ضرورة التركيز لكن فى هذا اليوم تشتت تركيزه
للحظة واحدة وهو يمر بمفترق طرق ،لحظه واحدة كانت كافية لتأتى تلك السيارة مسرعة وتصتدم بسيارته فتنقلب به السيارة عدة مرات حتى تستقر على أحد جانبيها .
************
فى منزل علا
تدلف والدتها عايدة من الباب وهى تقول: خلصتى يا علا
علا وهى أمام المرآة: خلاص اهو يا ماما
عايدة : زى ما اتفقنا ابوكى قال لمالك امبارح أن الشبكة هدية منه وهو وذوقه زى ما انا قلت له
عاوزاكى بقى لما يتكلم معاكى النهاردة تفهميه كدة ان الشبكة لازم تكون من قيمة العروسة وهو بقى مش واخد اى عروسة
علا بغرور: متخافيش يا ماما وحياتك عندى ما هجيب اقل من سوليتير
*********
فى منزل حسن الألفى والد مالك ،يدق الهاتف لتتوجه عزة بهدوء وتجيب برقتها المعهودة: الو
المتحدث:........
عزة: أيوة هنا بيت مالك حسن الألفى بس هو مش موجود
المتحدث: ...........
عزة بصدمة: ايه بتقول ايه طيب مستشفى ايه
المتحدث:..........
عزة: حالا جايين حالا ارجوك قوموا باللازم واحنا هنغطى اى مصاريف
أغلقت الهاتف وهى تهرول لغرفة المكتب حيث يجد حسن راحته دائما وسط الكتب
دفعت الباب بقوة صارخة: الحقنى يا حسن
حسن بفزع : فى ايه يا عزة
عزة ببكاء: مالك عمل حادثة
انتفض حسن واقفا والصدمة بادية على وجهه بينما حاول أن يبدو متماسكا : انتى مين قالك
عزة: كلمونى من المستشفى
*********
بكلية الحقوق جامعة القاهرة
توجهت علا بثقة لمكتب مالك وهى تعد ما ستخبره به لتصل لما تريد إلا أنها فوجئت بالمكتب يخلو من مالك لاول مرة
فحدثت نفسها: معقول ماجاش النهاردة ،لا مش معقول دا عمره ما غاب عن شغله يوم ،انا احسن حاجة اتصل واقوله انى بطمن عليه
حاولت علا الاتصال بمالك اكثر من مرة الا هاتفه كان مغلقا فقررت حضور المحاضرات ثم إعادة المحاولة
*********
بالمشفى حيث وصل حسن وعزة
حسن : فى واحد جه فى حادث اسمه مالك حسن الألفى
موظف الاستقبال: ايوه يا فندم وهو فى العمليات
عزة بلهفة : فين العمليات دى
الموظف: الدور التالت يا فندم
اسرع حسن وعزة وحين وصلا أمام غرفة العمليات وجدا إحدى الممرضات تدلف خارجا فأسرع لها حسن: طمنينا يا بنتى الله يكرمك ابنى عامل ايه
الممرضه: حضرتك والد الشاب إلى جاى فى الحادث
حسن: أيوة يا بنتى
الممرضه: دقيقة واحدة الدكتور كان عاوز حد من اهله
وعادت للداخل لتخرج بصحبة الطبيب الذى قال بسرعة: حضرتك والده
حسن: أيوة يا دكتور
الطبيب : مبدئيا محتاج نقل دم وفصيلته مش موجوده بعتنا بنك الدم بس مفيش وقت نستنى لازم عملية كبيرة فى العمود الفقري ومحتاج جبس على رجله الشمال والقفص الصدرى ودراعه اليمين
اتسعت عينا حسن وعزة والطبيب يضيف: حد منكم نفس فصيلته ناخد منه كيس دم التأخير مش فى مصلحته
حسن: أيوة انا نفس فصيلته
أشار له الطبيب قائلا: اتفضل معاها بسرعة
عاد حسن بعد قليل لينضم لعزة فى لحظات الانتظار القاتلة التى يتشاركانها أمام غرفة العمليات املا فى خروج ابنهما بخير ،مرت الساعات طويلة بطول الدهر عليهما حتى خرج إليهما الطبيب مرة أخرى فأسرعا اليه فى لهفة
حسن: خير يا دكتور طمنى
الطبيب: انا اسف يا ريت بإيدى لكن الإصابة بليغة والعمود الفقري تضرر بشدة دا غير الكسور هنقيم حالته لما يفوق لكن بصراحة أنا شايف أنه مش هيقدر يمشي الضرر الناتج عن الحادث محتاج عملية بإمكانيات غير متوفره فى مصر ومش اى دكتور يقدر يعملها انا وقفت بس تراكم الاضرار ومقدرش اعمل اكتر من كدة
عزة بصدمة كبيرة: يعنى ايه يا دكتور مالك مش هيمشى تانى
الطبيب: هو فى الرعاية دلوقتى هنطمن عليه وبعدين ابلغكم بالصورة كاملة
*********
كلية الحقوق
علا لعامل النظافة: هو الدكتور مالك مجاش النهاردة
العامل وهو يغلق باب المكتب: لا يا بنتى لسه مجاش
نظرت لساعتها وقالت : الساعة بقت أربعة ومبقاش غير محاضرة واحدة اعمل ايه بس وموبايله كمان مقفول
**********
فى المشفى يأن مالك بألم : آآه .آآه
الطبيب: استاذ مالك ركز معايا نظر مالك بإتجاه الصوت وقال: ايه الى حصل.....انا فين
عزة : انت فى المستشفى يا حبيبي حاسس يإيه يا مالك
مالك: ماما رجلى مش حاسس بيها كل جسمى بيوجعنى ورجلى مش حاسس بيها
حسن : معلش حبيبي ممكن من البنج ارتاح يا مالك ارتاح يا بنى
مالك : بابا علا زمانها مستنيانى ....آه علا يا بابا
الطبيب: هو ساعة واحدة نطمن على مؤشراته الحيوية ويتنقل اوضة وهأشوفكم هناك
**********
وقفت علا مع بعض الفتيات بالجامعة حين اقبل أحد الطلاب قائلا: عرفتوا الى حصل للدكتور مالك
علا : ايه حصل ايه
الطالب: عمل حادثة بعربيته وبيقولوا حالته صعب اوى
علا : انت مين قالك
الطالب: كل الجامعة عارفة
علا : تعرف فى اى مستشفى
الطالب: أيوة مستشفى.......
أسرعت علا للمشفى لرؤية مالك بينما بدأت أحلامها بالزواج والثراء تتهاوى أمام عينيها
*****
وصلت علا للمشفى وعلمت من الاستقبال أن مالك تم نقله توا لغرفة خاصة فأسرعت اليه
فتحت الباب عنوة قائلة: مالك
وابتلعت كلماتها حين وجدت والديه بالغرفة نظر لها مالك بوهن بينما اسرعت عزة تجذبها وتضمها بحب قائلة: تعالى يا حبيبتي ماتتكسفيش
علا بحياء مصطنع: آسفة يا طنط بس عرفت أن الدكتور مالك تعبان فحبيت اطمن عليه
عزة: يا حبيبتي انتو فى حكم المخطوبين ودة من حقك
دلف الطبيب فحين وجد علا قام بفحص مالك فحصا روتينيا ثم قال: لو سمحتم محتاج اتكلم معاكم شوية فى مكتبى
دب الخوف بقلب علا لما لا يتحدث الطبيب أمامها لابد أنه امر جلل ،ولابد ان تعرفه
حسن بود: ممكن يا بنتى تستنى مع مالك لحد ما نرجع
غادر حسن وعزة بينما اقتربت علا من فراش مالك قائلة: سلامتك يا مالك
مالك بوهن: خوفتى عليا يا علا،انا بحبك اوى يا علا
تصنعت الحياء وقالت: مش هقدر استنى عمى وطنط اصلى اتأخرت وميعرفوش فى البيت
مالك بلهفة: مش هتستنى معايا شويه
علا: هأستأذن ماما واجى تانى
مالك: وعد يا علا
علا : وعد يا مالك
خرجت علا من الغرفه تتلصص واقتربت من غرفة الطبيب ،تصنعت الانشغال بالهاتف لتستمع لما يدور بالداخل
الطبيب: انا شايف أن ده الحل الوحيد لازم تسافروا بيه
حسن: يعنى ايه يا دكتور مالك مش هيمشى تانى
الطبيب،: صعب جدا محتاج معجزة
انسحبت علا فورا للخارج وقد قررت طى صفحه مالك من حياتها وكأنه لم يكن إلا أنها لسوء حظها استمعت لجزء من الحوار وربما لحسن حظ مالك
عزة : احنا مستعدين نروح بيه اى حته ومستعدين لأى مصاريف بس ابننا يرجع يقف على رجليه
الطبيب: زى ما فهمت حضرتك بالنسبة للامكانيات عندنا ده شبه مستحيل لكن الدكتور الألمانى الى قلت لكم عليه متخصص فى الحالات دى والعملية بالنسبة له بسيطة
حسن: حضرتك تعرف ازاى نتواصل معاه
الطبيب: اه طبعا انا ممكن اتواصل معاه واعرفه الحاله واحجز لكم كمان بس لازم هو يعرف
حالته ويستعد للعلاج لان الرحلة هتكون طويلة وشاقة

نوڤيلا لانى اعشقك
زين
عندما يعشق الرجال
بقلم قسمة الشبينى

ليست هناك تعليقات