إبحث عن موضوع

بلا وجه

مراتي بتشك إني بخونها مع واحدة تانية بسبب سهري كل ليلة برا و مكالماتي ف الموبايل بالساعات و قعدتي قدام اللاب توب فترة طويلة..

حلفت لها كتير إني مش بخونها، و إن شغلي هو السبب ف انشغالي عنها. و اني عندي استعداد اخدها معايا عشان تتأكد. لكنها رفضت ده و قالت إني بقول لها كدة عشان توافق تيجي معايا و اتخلص منها و أعيش مع العاهرة التانية براحتي !

خيالها واسع و تفكيرها غير منطقي، و بسبب تفكيرها الصبياني خسرتني اتفاقية مهمة ف شغلي..

ف الوقت ده كنت بتكلم ف الموبايل مع عميلة مهمة، بنتفق ع صفقة مُربحة، و العائد بتاعها هايل، و من صميم شغلي اني اضحك مع العميل و احسسه بالأمان من ناحيتي، و ده اللي كنت بعمله مع العميلة اللي معايا ع الخط.. و فجأة مراتي أخدت الموبايل من ع ودني و فضلت تشتم ف العميلة و تنعتها بأسوأ الصفات !!

ساعتها كنت واقف حاطط إيدي فوق راسي، مش عارف أنطق من الصدمة.. لقيتها مدت ايديها اللي فيها الموبايل و قالت بهدوء شديد:
- العاهرة قفلت السكة أول ما سمعت صوتي.
و بسرعة تحولت نظرة الهدوء دي لغضب عارم و قالت:
- انا هقتلك، هقتلك.. انا خلاص اتاكدت انك بتخوني و مش هسيبك تعيش اكتر من كدة.

إحساس الصدمة و اني خسرت عمولة كبيرة و ثقة عميل بيا و أكيد مديري ف الشغل هيعرف و يخصم لي، كل ده ظهر قدام عيني فجأة و لقتني بصرخ ف وشها و بسبها بأفظع الألفاظ..

وقبل ما اتقدم خطوة لقدام و أبدأ ف ضربها، لقيت الباب بيخبط بقوة و بهيستريا مبالغ فيها..

الوقت ده كان ف الليل، و من عادات الجيران في الحي اللي انا ساكن فيه انهم مبيتدخلوش ف أمور جيرانهم حتى لو ف قاتل متسلسل بيقتلهم، فقط هيكتفوا بإبلاغ الشرطة..

و ف الموقف ده أكيد إحنا عملنا لهم إزعاج كبير، و طلبوا لنا الشرطة..

بصيت لمراتي ف غضب و قلت لها:
- مش مكفيكي انك ضيعتي عليا صفقة كبيرة. كمان خليتي الجيران تطلب لنا الشرطة.. تبًا لكِ.

الباب ما زال بيخبط بعنف، مشيت ناحيته. وقفت وراه و انا بعدِّل من هندامي، تنفست بعمق. و فتحت الباب..

الأمر حصل بسرعة، اول ما فتحت الباب، لقيت واحدة سِت جميلة اترمت ف حضني و هي بتكبي و بتطلب مساعدتي..

بصيت ورايا، عيني جت ف عين مراتي، لقيتها واقفة مكانها و عينيها بيتطاير منها الشرار و لون جلدها بقى احمر من شدة الغضب !!

.
الست الجميلة كانت ماسكة فيا بقوة و بتعيط و هي بتترجاني أساعدها، مراتي واقفة ف مكانها و شياطين الأرض كلها واقفة بعيد مستنيين الإنفجار العظيم اللي هيحصل دلوقتي !

قالت -مراتي- و هي بتضغط ع ضروسها:
- هي دي بقى العاهرة بتاعتك ؟!
و قبل ما أرد عليها..
لقيت الست الجميلة سابتني و طلعت تجري جوا البيت، مراتي مسكتها من دراعها بقوة، الست قالت لها بتوتر و خوف عارم:
- أرجوكي خبيني، اقفلوا الأبواب و كل مداخل البيت.. انا شوفته بعيني، أرجوكم، اقفلوا الأبواب.

قفلت الباب و قربت منهم و انا بقول لمراتي اللي كانت مسكاها بقوة و بتبص لها بحدة:
- ايميلدا، سيبيها أرجوكي.

قالت ببرود:
- انا وعدت إني هقتلك و هقتلها !
الست بصت لمراتي و زاد خوفها، طلبت من مراتي تسيبها:
- ايميلدا، انتي غلطانة، انا معرفش الست دي، صدقيني.

حاولت اقنعها بأي شكل تسيبها، لكني مقدرتش، كانت ماسكة دراعها بقوة و الشرر بيتطاير من عينيها، و الست الجميلة كانت واقفة ترتعش بخوف..

دلوقتي مفيش غير حل واحد، إني اسحب الست الجميلة من بين إيدين ايميلدا بالقوة.. تغاضيت عن الخرابيش و الصراخ المستمر و شعر السِت اللي كان بيتناثر ف كل ركن، لكني قدرت احررها أخيرًا..

لكنها بمجرد ما اتحررت، طلعت تجري ناحية الباب، و فتحته و خرجت تجري و هي بتعيط..

حاولت اطلع وراها، لكن ايميلدا كانت مسكاني و بتشتم فيا.. الست دي كانت هاربة من مشكلة، و معنى إنها خرجت ده انها كدة ممكن يحصل لها حاجة. و انها كدة ف خطر !

معرفتش أفلت من أبد مراتي إلا بطريقة واحدة و هي اني اضربها، و ده اللي حصل، ضربتها بعنف ع دماغها ففقدت الوعي و وقعت ع الأرض..

سبتها و طلعت أجري ورا الست عشان أنقذها لكنها للأسف كانت اختفت، جريت ف الشارع زي المجنون، دورت عليها ف كل حتة.. و ف الآخر سمعت صوت بكاء جاي من جنب بيت، و لما بصيت، كانت هي قاعدة جنب سلة قمامة بتعيط و خايفة جدًا..

جريت ناحيتها، اول ما لمستها لقيتها هتصرخ. حطيت إيدي ع بوقها و سكِّتها، و قلت لها:
- ده انا متخافيش، انا آسف جدًا للي حصل، مراتي بتشُك فيا اني بخونها و انتي جيتي ف الوقت الغلط و..

قاطعتني و قالت:
- شوفته، كان عايز يقتلني، شوفته..
سألتها:
- مين ده؟
بصت لي بعينين مليانة دموع و رعب:
- مكنش اه فم ولا أنف ملوش غير عينين بس، ملوش وجه !
و قبل ما أرد عليها سمعت صوت سارينة البوليس، بصيت ناحية الصوت، كان جاي من عند بيتي !.. سيبتها و طلعت أجري..

لقيت البوليس ملموم تحت البيت و واقف معاهم جاري جيسون.. ف ظابط كان ماسك ميكروفون قال و هو بيوجه كلامه ناحية بيتي:
- أخرج حالًا، مفيش مجال إنك تستخبى او تهرب، أخرج دلوقتي.

فجأة لقيت ف حاجة اتحدفت من شباك الدور التاني و اترزعت ع الأرض.. بصيت ناحية الحاجة دي، بوقي اتفتح من الصدمة و جسمي بقى بارد.. الحاجة اللي اتحدفت دي كانت ايميلدا مراتي !!

كانت مدبوحة و جسمها مليان جروح عميقة و دراعتها الإتنين مكسورين عكس اتجاههم الصحيح من عند مفصل الكوع.. !

بعض العساكر هجموا ع البيت، كسروا الباب و دخلوا، دقايق من صوت التكسير، لقيتهم خارجين ماسكين شخص و مقيدينه بسلاسل..

وشه.. وشه مكنش ف اي فتحات غير عينيه !
عبارة عن جلد مُصمت خالي من الحياة..
..
اللي بلغ الشرطة كان جاري جيسون، و قال لي إنه شاف الست الغريبة دي دخلت عندكم بعد ما صحي ع صوت خناقي انا و مراتي، و بعد شوية لقاها خارجت بتعيط و شعرها متقطع، و بعد شوية شافني خرجت ورها، فشَك اني هقتلها لأنه سمع صوت حد ببقول اني هقتلك و هقتلها، لكنه مكنش يعرف ان مراتي هي اللي قالت كدة، فقرر انه يبلغ الشرطة، لكنه قبل ما يعمل كدة، لقى ف شخص غريب دخل بيتي و معاه مِنجَل كبير..

بعد التحقيق أتضح إن ده قاتل متسلسل، بيخطف الستات و يقتلهم، و ان وشه ده عبارة عن قناع من جلد حقيقي لشخص قتله و اخد جلد وجهه و أغلق كل الفتحات ما عدا عينيه.. و الست الجميلة كانت هتبقى ضحية لولا انها هربت منه، لكن هو شافها و فضل متربص بيها لحد ما عرف انها دخلت بيتي، و لما انا خرجت وراها بعد ما ضربت مراتي، هو دخل، لأني سِبت الباب مفتوح، لقى مراتي مرمية على الأرض، دبحها و مثِّل ع جثتها بالمِنجَل اللي معاه، و كسر دراعتها و رماها من فوق لما الشرطة حاصرت البيت

الست دلوقتي ف مصحة نفسية بتتعالج، مراتي اتقلت، اللي قتلها اخد حكم بالإعدام على كل جرايمة اللي وصلت 11 جريمة، و انا خسرت شغلي بعد ما العميلة بلغت مديري باللي حصل، و مديري لم يلتمس لي عذر..

كان نفسي تكون ف حاجة ف النهاية سعيدة، لكن للأسف، لا مفر من الجحيم !

*تمت*

ليست هناك تعليقات