رواية اميرتي الحلقة الاولي
الأول
أسرة مصرية ميسورة الحال لكن الأب والام لهما طموح كبير جدا فالأب محمد صفوان طبيب مرموق قام مؤخرا بمشاركة صديقه فايز الجهينى فى مستشفى خاص هدفها الأول الاستثمار
الام امل مدرسة فيزياء وتشارك زوجها طموحه فقاما منذ سنوات بتحديد مستقبل أبنائهم الصغار أمجد،أميرة وأريچ على أن يكون ثلاثتهم أطباء ليكملوا مسيرة الأب ويتمكنوا من بناء عائلة تصبح فى المستقبل من كبرى العائلات ليحققوا حلم امبراطورية صفوان التى هى حلم والديهم فى الأساس.
حين وصل أمجد للمرحلة الثانوية كان أكبر صدام مرت به العائلة حيث أن حلم أمجد أن يصبح ضابط بالجيش وهذا يتعارض تماما مع الخريطة التى رسمها والديه .
استشاط محمد غضبا وهدد بطرد أمجد من المنزل ومما زاد الأمر سوءا أن امل تشاركه الرأى وتوافق على كل تهديداته لذا كان أمجد أمام خيارين لا ثالث لهما .
الأول: أن يتقدم لكلية الطب ويرضى والديه ويحظى برعايتهما ودعمهما .
الثانى : أن يعارضهما ويصر على تحقيق حلمه الذى سيصبح مستحيلا بعد طردهما له .
ليضطر بعد ضغط طويل أن يرضخ لهما ويتقدم للدراسة بكلية الطب ويتفوق في دراسته بسهولة .لكنه يرسم لنفسه خطة بديلة لتحقيق حلمه فينهى دراسته بكلية الطب ويتقدم للأكاديمية الحربية ولم تجدى تهديدات والديه نفعا فى هذه المرحلة،فإضطرا هما للرضوخ لحلمه فهو فى كل الاحوال أصبح طبيبا .
تخرج أمجد من الأكاديمية ليصبح طبيبا برتبة ملازم فى الجيش المصري فحقق حلم حياته لكن بطريق والديه ولا بأس المهم أنه أصبح ضابطا .
الاخت الوسطى أميرة فتاة مجتهدة جدا رغم ذكاءها المتوسط إلا أن شدة اجتهادها أوصلتها للتفوق الدراسي،ليست باهرة الجمال مثل شقيقتها الصغرى أريچ ولهذا عانت منذ صغرها من ألم نفسى بسبب مقارنتها بشقيقتها الصغرى التى تفوقها جمالا وذكاءا ايضا .
ورغم ذلك تحب شقيقتها الصغرى فهى لاذنب لها فيما يفعله والديها ،بينما كان اهتمام والديها منصبا بالكامل على اريج كانت أميرة تجتهد لأجل حلم العائلة وتسير بخطوات ثابتة فى طريق تحقيق هذا الحلم.فها هى فى عامها الدراسي الأخير بكلية الطب وقد اجتازت الأعوام السابقة بتقدير جيد جدا.
أما اريج فهى فى عامها الثاني بنفس الكلية واجتازت العام الأول بتقدير ممتاز بسهولة شديدة.
باسل ابن فايز صديق محمد وشريكة بالمشفى الخاص ويتم تأهيله ايضا لخلافة اعمال والده وتنميتها فهو ايضا بعامه الأخير بكلية الطب اى أنه زميل ل أميرة .
تصل أميرة للجامعة وتسرع للحاق بأول محاضرة بينما يلحق بها باسم مسرعا : أميرة تمهلى لما تركضين؟؟
تلتفت إليه فورا : باسل هيا سنتأخر على اولى المحاضرات.
يلحق بها بينما تسير بنفس الخطوات فى محاولة لتجاهل جنون قلبها الذى يصيبها دائما حال رؤيته فهو شاب اسمر طويل ذو طلة جذابة وجسد ممشوق يجعل منه حلما للكثير من الفتيات بالجامعة بينما هو ملتصق ب أميرة اغلب الوقت وحين تختفى أميرة يرافق زملائه الشباب فهو شاب منضبط يسير على الطريق الذى رسمه والديه أيضا .
تنتهى المحاضرة ويخرج الطلبة فلديهم ساعة كاملة قبل المحاضرة التالية لذا يتوجه باسل وأميرة لتناول الفطور سويا كالعادة.
جلسا متقابلين فى مقهى مجاور للجامعة تسترق أميرة نظرات خاطفة له بينما نظراته أكثر جرأة منها وتسرع بفتح موضوع النقاش خاصا بالدراسة كالعادة ويجاريها باسل كما يفعل دائما .
أحضر النادل طعامهما لتقبل أريج متحدثة بطلاقتها المعهودة : ايها الخائنان !!! تتناولان الفطور بدونى
تضع يدها على موضع قلبها وتقول بإستعراض : قلبى الصغير لا يتحمل.
يضحكان على براءتها ومرحها بينما تقول أميرة : أقبلى ايتها الممثلة لقد طلبت كمية مضاعفة فأنا اتوقع حضورك دائما .
تسرع لتجلس على المقعد الذى يتوسطهما وهى تفرك كفيها ببعضهما بحماس : ااااه شقيقتى الحبيبة أنى اتضور جوعا .
تناولت أحدى الشطائر وقضمته بشراهة : لابد أن نحصل على تقدير إضافى لحضور تلك المحاضرات المبكرة .
ينظر لها باسل بإنبهار : فهى نموذج للفتاة المثالية فى كل شيء ...جمال مبهر بعينين بصفاء البحر ...عقل فذ وذكاء متقد يؤهلها لمستقبل واعد ...وهى بالإضافة لذلك مرحة منطلقة ذات شخصية ملفتة ،لكن سرعان ما تعود نظراته ل أميرة فرغما عنه قلبه لا يخفق إلا لها.
تناولوا الفطور وسط جو من المرح انبعث منذ ظهرت أريج ليريح أميرة من عبء المناقشات التى لا تفقه أغلبها .
*******************
عادت أميرة من الجامعة لتبدل ملابسها وتتجه للمطبخ فهى تشتهى الكعك بالشيكولاتة السوداء ..كم تعشقه!!! لا ضير من ساعة واحدة تعد فيها طعاما تعشقه .
بينما هى منهمكة فى إعداد الكعك خرجت امها من غرفتها لتتوجه للمطبخ : أميرة !! ماذا تفعلين هنا ؟؟ عليك الاهتمام بمذاكرتك أكثر انت تعلمين انك تستغرقين وقتا للاستيعاب.
تشعر أميرة بالحرج : عذرا أمى اردت فقط إعداد كعك الشيكولاتة فأنا أشتهيه .
تهز امل رأسها بأسف: لا فائدة منك ...لو انك تتمتعين بالذكاء كشقيقتك لكان لديك الوقت لهذا الهراء الذى تفعليه .
خرجت من المطبخ وهى لازالت تتمتم ليصل صوتها ل أميرة : وليتك حتى تتمتعين بجمالها أو مرحها ..انت تفتقدين كل شيء.
قالت أخر كلماتها بصوت أعلى وكأنها تتعمد ان تسمعها أميرة .
هبطت دمعة حزن اعتادت وجنتيها على تشربها دائما فهذا الحوار ليس بجديد لكن سرعان ما كففتها وهى تسمع صوت إغلاق باب المنزل وصوت أريج يتبعه : ما هذه الرائحة الطيبة.
تجد والدتها تجلس على بالردهة فتتجه نحوها : السلام عليكم امى .هل تصنعين الحلوى ؟
ابتسمت لها امل : مرحبا بصغيرتى الجميلة ..انها أميرة تصنع الكعك .
تقبل امها التى تربت عليها بحنان : كيف كان يوم فتاتى المميزة ؟؟
تبتسم أريج بسعادة : كان يوما رائعا أمى .سأتذوق ما تصنعه أميرة .
تشيعها الام بإبتسامة واسعة بينما تسرع الخطى نحو المطبخ لتجد أميرة تضيف صوص الشيكولاته لكعكتها فقتول برجاء : حبيبتى أتركى لى القليل من هذا الصوص المميز .
ابتسمت أميرة وهى تقدم لها الوعاء لتتذوقه بإصبعها بتلذذ : امممم ما أطيبه
تنظر ل أميرة وتقول ببراءة : اتعلمين شقيقتى أنت ابرع من المحترفين بالطبخ !!
تشير للكعكة : أريد الحصول على اول قطعة.
تبتسم أميرة وهى تقسم الكعكة وتضع القطعة الاولى بطبق تقدمة لشقيقتها التى تتناوله بلهفة فتجد أميرة تحمل الباقى إلى المبرد فتقول بحزن : ألن تشاركينى أميرة ؟؟
تنظر لها أميرة بحنان : بالهناء حبيبتى .لا شهية لدى .
تعيد أريج الطبق على الطاولة: ولكنى لن آكل بدونك
تتنهد أميرة بألم ثم تعيد لها الطبق : حسنا سأتناول القليل من أجلك .
تقطع قطعة صغيرة تضعها بطبق أخر وتجلس الفتاتان تتناولان الكعك الذى تتغزل أريج فى روعة طعمه مع كل قضمة بشكل ساهم في تغيير مزاج أميرة بشكل كبير.
**************
عاد باسل للمنزل لم يجد والده وهذا أصبح وضع طبيعى بالنسبة له بل لم يعد يهتم بوجوده بينما وجد رباب والدته تتابع مواقع التواصل الاجتماعي كعادتها .
كان باسل طيلة اليوم يبحث عن طريقة تزيده قربا من أميرة فهى شديدة التحفظ حتى فى الحديث تصر أن تكون الدراسة موضوع حديثهما دوما ،لذا فقد هداه تفكيره إلى طريقة واحدة لتخطى هذا التحفظ .
اقترب من والدته التى نظرت له مبتسمة : مرحبا ولدى الحبيب .
قبل رأسها: مرحبا أمى
جلس بجوارها بهدوء: أمى اريد ان اتحدث معك فى أمر يشغلنى كثيرا .
نظرت له باهتمام: تحدث عزيزى ..
حمحم باسل لقد كان يتمنى أن يتحدث مع والده لكن إن انتظر أن يتفرغ له والده فلن يتحدث مطلقا: أمى انا أحب فتاة وأود التقدم لخطبتها .
تهلل وجه رباب : حقا باسل من تكون؟؟
شعر بالراحة لعدم معرضتها للمبدأ فقال : ابنة الدكتور محمد صفوان
زاد تهلل وجهها : حقا !!! لقد احسنت الاختيار بنى أريج مناسبة لك تماماً
أصفر لون وجهه وأسرع ينفى : لا أمى اريد أميرة لا أريج
انتفضت واقفة: ماذا !!! هل جننت باسل ؟؟؟ والدك لن يقبل بهذا مطلقا.
أسرع إليها قبل أن تتوجه لغرفتها : لماذا أمى ؟؟كلتاهما ابنتى محمد صفوان وهو صديقه وشريكه .
وقفت تنظر له : بنى إن أريج فتاة مثالية كما أن والدها يعدها لتخلفه فهى شديدة الذكاء وسيكون لها مستقبل باهر فى عالم الطب أما تلك أميرة فهى الأقل في كل كل شئ
اقتربت خطوة لتقول: لما تترك الكمال والمثالية ؟؟ لما تقبل بمن هى اقل جمالا وذكاءا؟؟
أخفض رأسه: احبها أمى .
ربتت على ذراعه بحنان : بنى انت ذو قلب غر لم يعرف الحب قط ونظرا لقربك منها بحكم الدراسة تظن أنك تحبها...الحب الحقيقي يأتى مع الحياة المشتركة والتفاهم .
نظر لها بأسف : هل هذا رأيك أمى ؟؟
عقدت ساعديها وهى تقول بحزم : ورأى والدك ايضا لا حاجة لسؤاله فأنا أفهمه جيدا ..أعد التفكير باسل إذا أردت خطبة أريج سأتحدث إلى والدك لينفذ رغبتك أما إذا تعلقت بما تسميه حبا فهذا الارتباط مرفوض تماما.
وتوجهت لغرفتها فورا تاركة باسل خلفها فى صراع بين قلبه وعائلته ..
هو يحب أميرة لكن حقا أريج فتاة مثالية فى كل شئ ..لكنه يشعر أن أميرة تبادله شعوره
كيف ينظر إليها بعد ذلك؟؟
كيف يواجهها ؟؟
حقا لم يخبرها شيئا عن مشاعره لكن كيف يقبل بهذا ؟؟ شقيقتها الصغرى؟؟؟
يتركها لأجل شقيقتها الصغرى!!!
توجه لغرفته ليضع كتبه جانبا ويستلقى فوق الفراش يتمزق بين صراع قلبه وعقله
#قسمة
أسرة مصرية ميسورة الحال لكن الأب والام لهما طموح كبير جدا فالأب محمد صفوان طبيب مرموق قام مؤخرا بمشاركة صديقه فايز الجهينى فى مستشفى خاص هدفها الأول الاستثمار
الام امل مدرسة فيزياء وتشارك زوجها طموحه فقاما منذ سنوات بتحديد مستقبل أبنائهم الصغار أمجد،أميرة وأريچ على أن يكون ثلاثتهم أطباء ليكملوا مسيرة الأب ويتمكنوا من بناء عائلة تصبح فى المستقبل من كبرى العائلات ليحققوا حلم امبراطورية صفوان التى هى حلم والديهم فى الأساس.
حين وصل أمجد للمرحلة الثانوية كان أكبر صدام مرت به العائلة حيث أن حلم أمجد أن يصبح ضابط بالجيش وهذا يتعارض تماما مع الخريطة التى رسمها والديه .
استشاط محمد غضبا وهدد بطرد أمجد من المنزل ومما زاد الأمر سوءا أن امل تشاركه الرأى وتوافق على كل تهديداته لذا كان أمجد أمام خيارين لا ثالث لهما .
الأول: أن يتقدم لكلية الطب ويرضى والديه ويحظى برعايتهما ودعمهما .
الثانى : أن يعارضهما ويصر على تحقيق حلمه الذى سيصبح مستحيلا بعد طردهما له .
ليضطر بعد ضغط طويل أن يرضخ لهما ويتقدم للدراسة بكلية الطب ويتفوق في دراسته بسهولة .لكنه يرسم لنفسه خطة بديلة لتحقيق حلمه فينهى دراسته بكلية الطب ويتقدم للأكاديمية الحربية ولم تجدى تهديدات والديه نفعا فى هذه المرحلة،فإضطرا هما للرضوخ لحلمه فهو فى كل الاحوال أصبح طبيبا .
تخرج أمجد من الأكاديمية ليصبح طبيبا برتبة ملازم فى الجيش المصري فحقق حلم حياته لكن بطريق والديه ولا بأس المهم أنه أصبح ضابطا .
الاخت الوسطى أميرة فتاة مجتهدة جدا رغم ذكاءها المتوسط إلا أن شدة اجتهادها أوصلتها للتفوق الدراسي،ليست باهرة الجمال مثل شقيقتها الصغرى أريچ ولهذا عانت منذ صغرها من ألم نفسى بسبب مقارنتها بشقيقتها الصغرى التى تفوقها جمالا وذكاءا ايضا .
ورغم ذلك تحب شقيقتها الصغرى فهى لاذنب لها فيما يفعله والديها ،بينما كان اهتمام والديها منصبا بالكامل على اريج كانت أميرة تجتهد لأجل حلم العائلة وتسير بخطوات ثابتة فى طريق تحقيق هذا الحلم.فها هى فى عامها الدراسي الأخير بكلية الطب وقد اجتازت الأعوام السابقة بتقدير جيد جدا.
أما اريج فهى فى عامها الثاني بنفس الكلية واجتازت العام الأول بتقدير ممتاز بسهولة شديدة.
باسل ابن فايز صديق محمد وشريكة بالمشفى الخاص ويتم تأهيله ايضا لخلافة اعمال والده وتنميتها فهو ايضا بعامه الأخير بكلية الطب اى أنه زميل ل أميرة .
تصل أميرة للجامعة وتسرع للحاق بأول محاضرة بينما يلحق بها باسم مسرعا : أميرة تمهلى لما تركضين؟؟
تلتفت إليه فورا : باسل هيا سنتأخر على اولى المحاضرات.
يلحق بها بينما تسير بنفس الخطوات فى محاولة لتجاهل جنون قلبها الذى يصيبها دائما حال رؤيته فهو شاب اسمر طويل ذو طلة جذابة وجسد ممشوق يجعل منه حلما للكثير من الفتيات بالجامعة بينما هو ملتصق ب أميرة اغلب الوقت وحين تختفى أميرة يرافق زملائه الشباب فهو شاب منضبط يسير على الطريق الذى رسمه والديه أيضا .
تنتهى المحاضرة ويخرج الطلبة فلديهم ساعة كاملة قبل المحاضرة التالية لذا يتوجه باسل وأميرة لتناول الفطور سويا كالعادة.
جلسا متقابلين فى مقهى مجاور للجامعة تسترق أميرة نظرات خاطفة له بينما نظراته أكثر جرأة منها وتسرع بفتح موضوع النقاش خاصا بالدراسة كالعادة ويجاريها باسل كما يفعل دائما .
أحضر النادل طعامهما لتقبل أريج متحدثة بطلاقتها المعهودة : ايها الخائنان !!! تتناولان الفطور بدونى
تضع يدها على موضع قلبها وتقول بإستعراض : قلبى الصغير لا يتحمل.
يضحكان على براءتها ومرحها بينما تقول أميرة : أقبلى ايتها الممثلة لقد طلبت كمية مضاعفة فأنا اتوقع حضورك دائما .
تسرع لتجلس على المقعد الذى يتوسطهما وهى تفرك كفيها ببعضهما بحماس : ااااه شقيقتى الحبيبة أنى اتضور جوعا .
تناولت أحدى الشطائر وقضمته بشراهة : لابد أن نحصل على تقدير إضافى لحضور تلك المحاضرات المبكرة .
ينظر لها باسل بإنبهار : فهى نموذج للفتاة المثالية فى كل شيء ...جمال مبهر بعينين بصفاء البحر ...عقل فذ وذكاء متقد يؤهلها لمستقبل واعد ...وهى بالإضافة لذلك مرحة منطلقة ذات شخصية ملفتة ،لكن سرعان ما تعود نظراته ل أميرة فرغما عنه قلبه لا يخفق إلا لها.
تناولوا الفطور وسط جو من المرح انبعث منذ ظهرت أريج ليريح أميرة من عبء المناقشات التى لا تفقه أغلبها .
*******************
عادت أميرة من الجامعة لتبدل ملابسها وتتجه للمطبخ فهى تشتهى الكعك بالشيكولاتة السوداء ..كم تعشقه!!! لا ضير من ساعة واحدة تعد فيها طعاما تعشقه .
بينما هى منهمكة فى إعداد الكعك خرجت امها من غرفتها لتتوجه للمطبخ : أميرة !! ماذا تفعلين هنا ؟؟ عليك الاهتمام بمذاكرتك أكثر انت تعلمين انك تستغرقين وقتا للاستيعاب.
تشعر أميرة بالحرج : عذرا أمى اردت فقط إعداد كعك الشيكولاتة فأنا أشتهيه .
تهز امل رأسها بأسف: لا فائدة منك ...لو انك تتمتعين بالذكاء كشقيقتك لكان لديك الوقت لهذا الهراء الذى تفعليه .
خرجت من المطبخ وهى لازالت تتمتم ليصل صوتها ل أميرة : وليتك حتى تتمتعين بجمالها أو مرحها ..انت تفتقدين كل شيء.
قالت أخر كلماتها بصوت أعلى وكأنها تتعمد ان تسمعها أميرة .
هبطت دمعة حزن اعتادت وجنتيها على تشربها دائما فهذا الحوار ليس بجديد لكن سرعان ما كففتها وهى تسمع صوت إغلاق باب المنزل وصوت أريج يتبعه : ما هذه الرائحة الطيبة.
تجد والدتها تجلس على بالردهة فتتجه نحوها : السلام عليكم امى .هل تصنعين الحلوى ؟
ابتسمت لها امل : مرحبا بصغيرتى الجميلة ..انها أميرة تصنع الكعك .
تقبل امها التى تربت عليها بحنان : كيف كان يوم فتاتى المميزة ؟؟
تبتسم أريج بسعادة : كان يوما رائعا أمى .سأتذوق ما تصنعه أميرة .
تشيعها الام بإبتسامة واسعة بينما تسرع الخطى نحو المطبخ لتجد أميرة تضيف صوص الشيكولاته لكعكتها فقتول برجاء : حبيبتى أتركى لى القليل من هذا الصوص المميز .
ابتسمت أميرة وهى تقدم لها الوعاء لتتذوقه بإصبعها بتلذذ : امممم ما أطيبه
تنظر ل أميرة وتقول ببراءة : اتعلمين شقيقتى أنت ابرع من المحترفين بالطبخ !!
تشير للكعكة : أريد الحصول على اول قطعة.
تبتسم أميرة وهى تقسم الكعكة وتضع القطعة الاولى بطبق تقدمة لشقيقتها التى تتناوله بلهفة فتجد أميرة تحمل الباقى إلى المبرد فتقول بحزن : ألن تشاركينى أميرة ؟؟
تنظر لها أميرة بحنان : بالهناء حبيبتى .لا شهية لدى .
تعيد أريج الطبق على الطاولة: ولكنى لن آكل بدونك
تتنهد أميرة بألم ثم تعيد لها الطبق : حسنا سأتناول القليل من أجلك .
تقطع قطعة صغيرة تضعها بطبق أخر وتجلس الفتاتان تتناولان الكعك الذى تتغزل أريج فى روعة طعمه مع كل قضمة بشكل ساهم في تغيير مزاج أميرة بشكل كبير.
**************
عاد باسل للمنزل لم يجد والده وهذا أصبح وضع طبيعى بالنسبة له بل لم يعد يهتم بوجوده بينما وجد رباب والدته تتابع مواقع التواصل الاجتماعي كعادتها .
كان باسل طيلة اليوم يبحث عن طريقة تزيده قربا من أميرة فهى شديدة التحفظ حتى فى الحديث تصر أن تكون الدراسة موضوع حديثهما دوما ،لذا فقد هداه تفكيره إلى طريقة واحدة لتخطى هذا التحفظ .
اقترب من والدته التى نظرت له مبتسمة : مرحبا ولدى الحبيب .
قبل رأسها: مرحبا أمى
جلس بجوارها بهدوء: أمى اريد ان اتحدث معك فى أمر يشغلنى كثيرا .
نظرت له باهتمام: تحدث عزيزى ..
حمحم باسل لقد كان يتمنى أن يتحدث مع والده لكن إن انتظر أن يتفرغ له والده فلن يتحدث مطلقا: أمى انا أحب فتاة وأود التقدم لخطبتها .
تهلل وجه رباب : حقا باسل من تكون؟؟
شعر بالراحة لعدم معرضتها للمبدأ فقال : ابنة الدكتور محمد صفوان
زاد تهلل وجهها : حقا !!! لقد احسنت الاختيار بنى أريج مناسبة لك تماماً
أصفر لون وجهه وأسرع ينفى : لا أمى اريد أميرة لا أريج
انتفضت واقفة: ماذا !!! هل جننت باسل ؟؟؟ والدك لن يقبل بهذا مطلقا.
أسرع إليها قبل أن تتوجه لغرفتها : لماذا أمى ؟؟كلتاهما ابنتى محمد صفوان وهو صديقه وشريكه .
وقفت تنظر له : بنى إن أريج فتاة مثالية كما أن والدها يعدها لتخلفه فهى شديدة الذكاء وسيكون لها مستقبل باهر فى عالم الطب أما تلك أميرة فهى الأقل في كل كل شئ
اقتربت خطوة لتقول: لما تترك الكمال والمثالية ؟؟ لما تقبل بمن هى اقل جمالا وذكاءا؟؟
أخفض رأسه: احبها أمى .
ربتت على ذراعه بحنان : بنى انت ذو قلب غر لم يعرف الحب قط ونظرا لقربك منها بحكم الدراسة تظن أنك تحبها...الحب الحقيقي يأتى مع الحياة المشتركة والتفاهم .
نظر لها بأسف : هل هذا رأيك أمى ؟؟
عقدت ساعديها وهى تقول بحزم : ورأى والدك ايضا لا حاجة لسؤاله فأنا أفهمه جيدا ..أعد التفكير باسل إذا أردت خطبة أريج سأتحدث إلى والدك لينفذ رغبتك أما إذا تعلقت بما تسميه حبا فهذا الارتباط مرفوض تماما.
وتوجهت لغرفتها فورا تاركة باسل خلفها فى صراع بين قلبه وعائلته ..
هو يحب أميرة لكن حقا أريج فتاة مثالية فى كل شئ ..لكنه يشعر أن أميرة تبادله شعوره
كيف ينظر إليها بعد ذلك؟؟
كيف يواجهها ؟؟
حقا لم يخبرها شيئا عن مشاعره لكن كيف يقبل بهذا ؟؟ شقيقتها الصغرى؟؟؟
يتركها لأجل شقيقتها الصغرى!!!
توجه لغرفته ليضع كتبه جانبا ويستلقى فوق الفراش يتمزق بين صراع قلبه وعقله
#قسمة
التعليقات على الموضوع