إبحث عن موضوع

بلا اجنحة 😊الجزء الخامس

#بلا_أجنحة
#الجزء_الخامس
كنت أعلم أنك لن تبقي ،أن وجودك مؤقت ليس إلا ،الأشياء الجميلة مثلك تمر في حياتنا فجأة كنسمة هواء وترحل ،ليتك لم ترحل،ليتك تبقي ،تبقي للأبد .
سما : وبعدين يا خديجة هتفضلي زعلانة كده
خديجة : أنا مش زعلانة يا ستي ،أنا كويسة
سما : مش باين يعني
خديجة: أبينه ازاي
سما : ده كل عشان دكتور حمزة سافر
خديجة : ما يسافر هو حر
سما : بذمتك الاكتئاب اللي انتي فيه ده كله مش بسببه
خديجة: بصي أنا نسيت أنه مينفعش يجمعنا حب ،نسيت أننا مش لبعض فرحت بكلامه بأفعاله ،حسيت اني طبيعية ومبسوطة واني طايرة ، أول مرة حد يتقبل عيوبي ،يحبني زي ما انا ، يشوف الحلو اللي فيا مش عينه تشوف الوحش بس ، مش بحبه بس برتاح في وجوده بحس بالأمان ويمكن ده اهم إحساس في الوجود انك تحسي بأمان 
سما : هو لو كل ده مش حب آمال اسمه ايه
خديجة: مش لازم كل مشاعرنا يكون ليها إسم
رن هاتف سما فنظرت له بتوتر ملحوظ
خديجة : مين بيكلمك
سما : دي صاحبتي
خديجة : طب ما تردي
سما : لا انا هخرج اكلمها بره بقي وانتي ارتاحي
خديجة بتعجب : ماشي
أمسكت بدفترها وكتبت " إشتقت إليك ألم يشتاقني قلبك بعد "
مر إسبوعان آخران وخديجة مازالت تنتظر ،قلبها ينتظر حتي وان أنكرت ذلك ، تخونها عيناها .
سما : اصحي يا خديجة
خديجة: في ايه يا سما
سما : الممرضة كلمتني وقالت حمزة رجع وحدد معاد ليكي النهاردة
خديجة : طب ما يرجع اطفي النور
سما : انتي اكيد بتهزري مش عايزة تشوفيه
خديجة: لا أمشي بقي
خرجت سما مندهشة بينما أغمضت خديجة عينيها في ألم وبكت بشدة ،لن تستسلم لمشاعرها هذه المرة ،لن تترك قلبها يذهب بها لهذا الطريق ، لن يقبل بها أحد وهي لن تجرح قلبها مرة أخري ،انتهي الأمر ........
طرقات علي بابها
هناء : خديجة معايا دكتور حمزة ندخل ؟!
مسحت دموعها وقالت بسعادة : اتفضلوا يا ماما
حمزة : كنت عارف انك مش هتيجي ،قولت أجي أنا بقي
هناء : تشرب أيه يا دكتور
حمزة : ولا حاجه يا طنط
هناء : ازاي يا بني مينفعش
حمزة : خلاص ممكن قهوة
هناء : تمام ثواني هعملها واجي
حمزة : شكلك زعلانة مني
خديجة: وهزعل ليه يعني ؟!
حمزة : أني سافرت من غير ما أقول
خديجة: أنت حر
حمزة : عموما كنت عايز اقولك ان الموضوع جه فجأة
خديجة: فجأة لدرجة أنك كنت معايا قبلها بالليل والصبح سافرت
حمزة : مش عارف افهمك ازاي بس متزعليش مني أنا آسف
خديجة: وانا قولت مش زعلانة
حمزة: طيب مكشرة ليه إبتسمي
خديجة : ماليش نفس
حمزة : خلاص براحتك بس عموما أنا جيت عشان اقولك "وحشتيني"
ارتبكت خديجة ولكنها لم تستطع إخفاء إبتسامتها
حمزة ضاحكاً : أيوه كده خلي الشمس تطلع
هناء : قهوتك يا دكتور
حمزة : مالوش لازمه أنا همشي بقي
هناء : استني خالد جاي يشوفك
حمزة : وقت تاني بقي
خالد : إزيك يا دكتور ،حمدالله علي سلامتك
حمزة : الله يسلمك
خالد : ايه أخبار المؤتمر
حمزة: كان كويس
خالد :طب تعالي نشرب القهوة في الجنينة
حمزة : تمام عن إذنكم ،هستناكي بكره في العيادة يا خديجة
خالد : هسألك لآخر مرة ،بتحب خديجة ؟!
حمزة : أظن أني جاوبتك
خالد : وانا مش مقتنع برأيك
حمزة: مش مهم
خالد : لا مهم ليك ولخديجة
حمزة : تقصد أيه
خالد : تتجوز خديجة
حمزة بغضب : ده بجد انت اللي بتطلب مني أتجوزها ونسيت كل اللي حصل كل اللي انت عملته
خالد : منستش عشان كده بقولك لو بتحبها اتجوزها
حمزة : وانا بقولك لا ...
خرج حمزة والألم يعصر قلبه ، شعر للحظة بلذة الانتصار ولكن أعقبها هزيمة ساحقة أطاحت بقلبه ، الانتصار في حبها هزيمة
في الصباح استيقظت خديجة ارتدت أقرب الملابس لقلبها تزينت حتي رأت نفسها في المرآة وشعرت بشئ مختلف تبدو أجمل من ذي قبل ربما اللمعة في عينيها لا أعرف ولكنها تبدو أجمل
خديجة : سما يالا اتأخرت علي الدكتور
سما : آسفة مش هعرف اجي معاكي عندي مشوار
خديجة : مشوار فين ؟!
سما بتوتر : شغل يا خديجة هيكون ايه
خديجة : وانا مين هيروح معايا ،خلاص مش رايحة
سما : اوف متبقيش طفلة يا خديجة ،خلاص هوصلك وامشي بس خلي حمزة يروحك
خديجة : ماشي بس انجزي
وصلوا إلي العيادة
سما : أنا همشي بقي يا خوخة واعملي حسابك مش هوصلك
خديجة : خلاص عرفت
حمزة : إزيك يا خديجة ،عامله ايه النهارده
خديجة : كويسة جدا
حمزة : شكلك حلو أوي النهاردة
ابتسمت بخجل ولم تجيب
حمزة : نبدأ الجلسة
خديجة : تمام نبدأ
تاهت خديجة في ملامحه وطريقة حديثه ،صارت تحفظ تفاصيل وجهه وكيف يبتسم كيف يحول حزنها الصغير إلي سعادة عارمة
حمزة : خلصنا ،حاسه بأي ألم
خديجة: لا تمام
حمزة : تحبي اكلم سما
خديجة : هي بصراحة مش هتيجي عندها شغل
حمزة : طيب تحبي اوصلك
خديجة :مش عايزة اتعبك
حمزة : لا بالعكس هابقي مبسوط
خديجة : أنت رايح فين ده مش طريق البيت
حمزة : أيوه عارف هنتغدي الأول وبعدين اوصلك
خديجة: بس أنا مش جعانة
حمزة: يا ستي انا جعان
دخلوا أحد المطاعم لتصطدم خديجة بأختها سما تجلس علي منضدة برفقة مالك
حمزة : في حاجه مالك ؟!
خديجة: يالا نخرج من هنا فورا
حمزة: في ايه
خديجة: أرجوك يا حمزة نخرج حالا عشان خاطري
خرج حمزة وخديجة بسرعة
حمزة : في ايه بقي ؟!
خديجة : روحني معلش
حمزة: هتروحي بس لما اعرف ايه اللي حصل
خديجة ببكاء : مش عايزة أتكلم
جلس حمزة علي ركبتيه ليكون أمام عينيها ،أمسك بيدها وضغط عليها برفق ، اهدي أنا هنا أنا موجود ،ايه اللي حصل ،سما كانت قاعدة مع مين ؟!
خديجة : ده شخص أنا كنت بحبه ،وسابني عشان مبمشيش
حمزة بغضب : كنتي بتحبيه ؟!  وسما عارفة كده
خديجة: أيوه عارفة
حمزة : وانتي مضايقة ليه يمكن كانوا بيتكلموا في اي حاجه
خديجة : لا انا شوفته كان ماسك ايديها
حمزة وغضبه يزداد : وانتي زعلانة ليه أنه سابك ولا انه كان ماسك إيديها ، لسه بتحبيه
خديجة ببكاء : لا والله مبقاش احبه ،بس هي كدبت عليا ،وبعدين انت بتزعق ليه اصلا
حمزة : انتي بتقعي في حب ناس زبالة ،دايما اختياراتك غلط ، كلها غلط يا خديجة ،عمرك ما خدتي اختيار واحد صح
زاد بكاء خديجة وبدأت ترتجف من شدة البكاء ومن صوت حمزة الغاضب ، شعر بخطئه واقترب منها إنحني نحوها واحتضنها بقوة لتتمسك بثيابه وهو يربت علي كتفها
انا اسف مكنتش أقصد ،متزعليش
ذات يوم قرأت عبارة تقول " العناق أكثر الأماكن الضيقة إتساعاً "  لم يكن كاتبها مخطئ أبدا فربما كتبها بعد عناق طويل مع شخص يحبه
حمزة : بقيتي كويسة
خديجة : اه أحسن كتير
حمزة : نروح نتغدي بقي وتحكيلي بالراحة قصته ايه
خديجة : لا عايزة أروح ونتكلم بعدين
حمزة : طيب توعديني وعد ؟!
خديجة: وعد ايه
حمزة : ممكن لو حسيتي انك مضايقة في اي وقت بالليل مهما كان الوقت تكلميني
خديجة : حاضر هكلمك
حمزة : تمام ومتزعليش أنا موجود عشانك
خديجة : ربنا يخليك تفضل دايما موجود عشاني
الطعنة التي  تأتيك من اقرب شخص لك ،دائما ما تكون قاتلة
سما : ايه يا خوخة رجعتي ازاي من العيادة
خديجة : حمزة جابني
سما : آمال مش مبسوطة ليه حمزة زعلك
خديجة : مش حمزة اللي زعلني
سما: آمال مين ؟!
خديجة: كنتي فين يا سما ؟!
سما بقلق : شغل زي ما قولتلك
خديجة: والشغل ده كان مع مالك
سما بتوتر : مين قالك كده لا طبعا
خديجة : محدش قالي أنا شوفتك أنا عاجزة بس مش عامية
سما : مالك بيحبني
خديجة : انتي غبية مبتتعلميش ،نسيتي عمل ايه فيا
سما : هو محبكيش بس حبني أنا
خديجة : هو عمره ما حب حد ايه الفرق بينا عشان يحبك انتي وأنا لا
سما : انتي عارفة ايه الفرق
خديجة : تقصدي إنه حبك عشان انتي السليمة اللي بتمشي مش عاجزة زيي !!
سما بتوتر : أنا مقولتش كده
خديجة: عموما انتي مش صغيرة انتي كبيرة كفاية عشان تفرقي وانا عشان أكبر منك بقولك انه هيكسرك وهيخذلك سبيه قبل ما يسيبك
سما : انتي غيرانة عشان حبني ،طيب ما انتي معاكي حمزة وانا موافقتش علي اي حاجه تربطني بمالك غير لما اتاكدت من مشاعرك ناحية حمزة ، عايزة أيه بقي اسيب مالك كمان علشانك
خديجة : لا خليكي معاه بس مترجعيش تعيطي وقتها أنا حذرتك
سما : شكرا وفري نصايحك لنفسك
بكت خديجة حتي غفت ، رأته في حلمها يبتسم وسيم كعادته، جذاب ، كان كلاهما يركض علي الشاطئ والموج يدغدغ قدميها كانت سعيدة معه بل في قمة سعادتها ربما كانت لها أجنحة ربما كانت تحلق 
استيقظت من نومها وأخرجت هاتفها الساعة تشير إلي 2:50 صباحا هاتفته
حمزة : مالك يا خديجة في حاجه ؟!
خديجة : أنا محتاجلك اوي يا حمزة متسبنيش وأغلقت الهاتف ، جلس حمزة يفكر بعض الوقت ثم هاتف خالد
خالد : في ايه يا حمزة ،حصل ايه دلوقتي ؟!
حمزة: أنا موافق علي طلبك ، موافق اتجوز خديجة وأغلق الهاتف
" احتاجك عزيزي ،احتاج ذراعيك تحيطان بي لتحميني من ظلام العالم وظلام قلبي "
Hadeer_saeed

ليست هناك تعليقات